louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


  مرصد الداعية يكن | الاستيعاب في حياة الدعوة والداعية "الحلقة السابعة والثامنة من الكتاب"  -  11/7/2011 تأليف الداعية فتحي يكن رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
مؤسسة الرسالة

الإهداء
إلى الأخوة الدعاة القائمين على ثغور الإسلام في كل مكان ..
إلى من أحب ..
أقدم بكل تواضع بعضاً مما أحب .. فأسأل الله القبول ..
وعلى الله قصد السبيل
فتحي
الحلقة السابعة من الكتاب

سابعاً : طلاقة الوجه وطيب الكلام
ومن الصفات التي تفتح للداعية قلوب الناس وتجعله محل قبول عندهم وألفة منهم طلاقة وجهه وطيب كلامه ..
فالوجه هو عنوان الداعية والمرآة التي تعكس نفسيته وأعماقه .. فإن كان متجهماً أوحى بالضيق والتجهم وإن كان طلقاً مبتسماً أوحى بالبشر والخير ..
وليس المقصود بطلاقه الوجه جماله أو حسن تقاسيمه .. فقد يكون الوجه جميلاً وليس فيه أثر من الطلاقة وقد يكون قبيحاً ويفيض أنساً وبشراً ..
والداعية عليه أن يتعود طلاقة الوجه ولو أن يدرب نفسه على ذلك وأن يعود نفسه الابتسام كائناً ما كانت ظروفه ضاغطة أليمة .
إن نجاح الداعية يكمن في قدرته على تكييف نفسه وأن تكون له القوامة عليها وليس العكس وأن تكون لديه القدرة على التحكم بنفسه حيال الظروف التي يمر بها وأن يعطى لكل مقام مقالاً ..
أعرف بعض الدعاة يخرجون على الناس والابتسامة تعلو محياهم وقد دفنوا في الأعماق هموماً ومشاكل لا يعلم مداها إلا الله ..
وأعرف آخرين لا يستطيعون السيطرة على أنفسهم حيال أبسط المشكلات والملمات فترى آثار ذلك بادية في وجوههم ومن خلال تصرفاتهم فتشعر حيال ذلك وكأنك أنت المسيء إليهم ؟؟
سمعت أن أحد الدعاة كان يلقى محاضرة في جمهور غفير في بعض أرياف مصر وكان قد غادر القاهرة تاركاً أحد أولاده في مرض شديد .. وأثناء المحاضرة دخل القاعة أحد أقرباء الداعية واقترب من المنصة وسلم المحاضر قصاصة من الورق فما كان من الداعية إلا أن قرأها ثم تابع محاضرته بشكل طبيعي ودون أن يلحظ الحضور عليه أي أثر .. وبعد أن انتهي من حديثه أجاب على كثير من الأسئلة بطلاقة نفس ورحابة صدر .. ثم صعق الناس بعد ذلك عندما علموا أن قصاصة الورق التي وصلت الداعية كانت تحمل نبأ وفاة ابنه المريض ؟؟
هذا عن طلاقة الوجه أما عن طيب الكلام فإنه لا يقل أهمية إن لم يكن أكثر أهمية من سواه .. فكلام الداعية هو وسيلة الاتصال بالناس ووسيلة التعبير عن المعاني والأفكار فأن كان الداعية تمناً من لسانه متحكماً بكلامه قادراً على انتقاء الكلم الطيب والتعبير الحسن كان بالتالي قادراً على كسب قلوب الناس والولوج إلى نفوسهم وذواتهم وإن كان غير ذلك لا يلقى بالاً إلى ما يخرج من بين شدقيه فقد أقام بينه وبين الناس حاجزاً لا يخترق وسداً لا يمكن النفاذ منه .. بل وجعله ذلك مذموماً مكروهاً تحاشاه الناس ولا يألفونه ...
فمن كتاب الله تعالى قوله
-  { وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزع بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً } .
-  { وقولوا للناس حسناً }.
- { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غنى حليم }
- { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً }
- { وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد }
-  { وجادلهم بالتي هي أحسن }
- { فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى}
ومن توجيهات النبوة قوله صلى الله عليه وسلم :
-  ((لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق )).
- (( من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طلق الوجه)) .
-  (( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي ولو أن تكلم أخاك ووجهك إليه منبسط وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة ولا يحبها الله وإن امرؤ شتمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه فإن أجره لك ووباله على من قاله )).
- (( والكلمة الطيبة صدقة ))
- (( موجب الجنة : إطعام الطعام وإفشاء السلام وحسن الكلام )).
- (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أ, ليصمت ))
- (( إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب ))
- (( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه وأن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه ))
وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة للناس جميعاً فإن الدعاة أولى بهذا الإقتداء من غيرهم فلينظر دعاة الإسلام كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم :
- أخرج الخرائطى والحاكم عن عمرة قالت : سألت عائشة رضى الله عنها كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا مع نسائه ؟ قالت : كالرجل من رجالكم إلا أنه كان أكرم الناس وألين الناس ضحاكاً بساماً ))كذا في الكنز ج 4 ص .47
-  وأخرج البزار عن جابر رضى الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الوحي أو وعظ قلت : نذير قوم أتاهم العذاب فإذا ذهب عنه ذلك رأيت أطلق الناس وجهاً وأكثرهم ضحكاً وأحسنهم بشرا وعند الطبرانى : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أضحك الناس وأطيبهم نفساً )).


الحلقة الثامنة من الكتاب


ثامناً: الكرم والإنفاق على الناس

ومن لأبرز الشروط اللازمة لنجاح الداعية في دعوته والتي تمكنه من اجتذاب الناس واستيعابهم هي كرمه وإنفاقه على الناس ...
فالكرم والسخاء والعطاء دليل أكيد على كرم وسخاء وعطاء نفس الإنسان فيما البخل والحرص
والشح دليل على بخل النفس وحرصها وشحها ...
في كثير من الأحيان يجد الداعية نفسه أمام مشكلات  وقضايا لا حل لها بالإنفاق وبذل المال فإن هو بخل قد يخسر فرضاً لا تفوت بل قد يتسبب بإحراجات وإساءات بالغة للدعوة نفسها ...
اعرف دعاة المال عندهم له شأن كبير وحرصهم عليه يؤدى إلى خسارة كثير من الطاقات كان يمكن أن تكون خيرة ومعطاة فيما لو قوبلت بالسماح والكرم والعطاء .
أنا أفهم إنه في سبيل الهداية وعمل الدعوة كل شئ يجب أن يرخص ذلك أن القيمة الأساسية هي للإنسان الذي سخر الله له ما في السموات وما في الأرض والمال هو أحد هذه الأسباب ويجب أن يوضع في خدمة الهداية والدعوة وليس العكس ..
- إن إكرام الضيف في الإسلام واجب .. ولقد حض رسول الله صلى الله عليه وسلم على القيام به فقال:(( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه .. الحديث )) وهل يتحقق الإكرام من غير إنفاق ومن سخاء نفس ويد ؟
إن السخاء الذي جبلت عليه قلوب الرعيل الأول من صحابه الرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي جعلهم أئمة مهتدين ..
فعن أبى هريرة رضى الله عنه قال : جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني مجهود .. فقال : من يضيف هذا الليلة رحمه الله ؟ فقام رجل من الأنصار فقال : أنا يا رسول الله .. فانطلق به إلى رحله فقال لامرأته : هل عندك شئ ؟ قالت : إلا قوت صبياني .. قال : فعلليهم بشيء فإذا أرادوا العشاء فنوميهم فإذا دخل ضيفنا فأطفئ السراج وأريه أنا نأكل .. قال : فقعدوا وأكل الضيف وباتا طاويين .. فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: ((الملائكة تصلى على أحدكم ما دامت مائدته موضوعة )) وقوله :(( الخير أسرع إلى البيت الذي يؤكل فيه من الشفرة إلى سنام البعير )).
-  وإن المهاداة بين المسلمين من خلق الإسلام ومن الفعال التي حض عليها الرسول صلى الله عليه وسلم .. حيث قال :(( تهادوا تحابوا )). والهدية يهديها الأخ لأخيه هي رسول خير ومظهر حب ووسيلة قربى ومبعث أنس تقرب البعيد وتصل المقطوع وتشق طريق الدعوة إلى النفوس ومن أولى من الداعية بذلك ومن أحوج منه إلى ذلك ؟ ولكن تحقيق ذلك يحتاج إلى بذل وإنفاق وكرم ..
-  ثم أن الفضائل كلها التي أمر الإسلام بها تحتاج للقيام بها إلى الجود والكرم ويصعب أن يتحقق في غير الجواد الكريم فالإنفاق على أصحاب الحاجة من الفقراء والمساكين وكفالة الأيتام والإيثار وإيفاء الكيل والمواساة والأخوة وحق الجار وإصلاح ذات البين غيره كلها صفات تتعارض والبخل ولا يمكن أن يتحلى بها البخلاء ..
من هنا جاءت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة تندد بالبخل والبخلاء وتحض على الكرم وتشيد بالكرماء ..
فمن قوله تعالى في البخل :
{ ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون بما بخلوا يوم القيامة ولله ميراث السموات والأرض والله بما تعلمون خبير }
{ وأحضرت الأنفس الشح }
{ من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون }
{ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسوراً }
{ قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربى إذا لأمسكتم خشية الأنفاق وكان الإنسان قتورا }
وفي وصفه تعالى للمؤمنين :
{ الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار }
{والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم }
{ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً }
{ ومما رزقناهم ينفقون } وردت في عشرات الآيات في سياق وصف المؤمنين .
وفي أمره تعالى بالإنفاق :
وردت عشرات الآيات بمختلف الصيغ ..
{ أنفقوا من طيبات ما رزقناكم } { وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } {أنفقوا مما رزقكم الله } {قل أنفقوا طوعاً أو كرهاً } { وأنفقوا خيراً لأنفسكم } { وأنفقوا في سبيل الله } { لينفق ذو سعة من سعته } { وما لكم ألا تنفقوا } .
ومن قوله صلى الله عليه وسلم في البخل :
(( ما محق الإسلام محق الشح شئ))
((شر ما في الرجل : شح هالع ، وجبن خالع ))
((لا يجتمع شح وإيمان في قلب عبد أبداً ))
((خصلتان لا يجتمعان في مؤمن : البخل وسوء الخلق )).
((السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد عن النار .. والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل ))
((ألا أن كل جواد في الجنة حتم على الله وأنا به كفيل ((ألا وإن كل بخيل في النار حتم على الله وأنا به كفيل .. قالوا : يا رسول الله من الجواد ومن البخيل ؟ قال: الجواد من جاد بحقوق الله عز وجل من ماله . والبخيل من منع حقوق الله بخل على ربه .. وليس الجواد من أخذ حراماً وأنفق إسرافاً ))
((السخاء خلق الله الأعظم ))
((إن الله استخلص هذا الدين لنفسه فلا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق ألا فزينوا دينكم بهما))
(( أنفق يا بلال ولا تخشى من ذي العرش إقلالا))


الاستيعاب في حياة الدعوة والداعية "الحلقة الأولى من الكتاب"
الاستيعاب في حياة الدعوة والداعية"الحلقة الثالثة من الكتاب"

الاستيعاب في حياة الدعوة والداعية"الحلقة الرابعة من الكتاب"

الاستيعاب في حياة الدعوة والداعية "الحلقة الخامسة والسادسة من الكتاب"

الاستيعاب في حياة الدعوة والداعية "الحلقة السابعة والثامنة من الكتاب"

الاستيعاب في حياة الدعوة والداعية "الحلقة التاسعة والعاشرة من الكتاب"

الاستيعاب في حياة الدعوة والداعية "الحلقة الأخيرة من الكتاب"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الفهرس
الموضوع                                                                                  الصفحة
الإهداء                                                                                         5
المقدمة                                                                                         7
الاستيعاب في الدعوة و الداعية                                                            9
ماذا أعنى بالاستيعاب ؟                                                                    9
تفاوت القدرة على الاستيعاب                                                             11
الاستيعاب ونجاح الدعوة                                                                  13
الاستيعاب الخارجي و الداخلي                                                           13
- الاستيعاب الخارجي                                                                     15
أولاً : الفقه في دين الله                                                                     16
ثانياً : القدوة الحسنة                                                                       22
ثالثاً : الصبر                                                                               27
رابعاً : الحلم و الرفق                                                                      33
خامساً : التيسير لا التعسير                                                              38
سادساً : التواضع وخفض الجناح                                                       43
سابعاً : طلاقة الوجه وطيب الكلام                                                     49
ثامناً : الكرم والإنفاق على الناس                                                       55
تاسعاً : خدمة الآخرين وقضاء حوائجهم                                              62
- الاستيعاب الداخلي                                                                      71
الاستيعاب العقائدي و التربوي                                                          72
سنة رسول الله في تكوين المسلم                                                        77
1- تغليب الإيجابية على السلبية                                                         78
2- تغليب الاعتدال على التطرف                                                       79
3- القليل الدائم خير من الكثير المنقطع                                                81
4- السنة وتغليب  الأولوية في التكوين                                                83
5- التكوين من خلال القدوة                                                             86
6- التكوين الكلى لا الجزئي                                                             88
7- سلامة البيئة وأثرها في التكوين                                                   92
8- أثر الثواب و العقاب في التكوين                                                    95
- الاستيعاب الحركي                                                                     98
الأول : ما يتعلق باستيعاب الحركة لأفرادها                                         98
الثاني : وما يتعلق باستيعابها هي الحركي                                           1.2
الثالث : الاستيعاب الكامل لطبيعة الأصدقاء و الأعداء                            1.6
الرابع : الاستيعاب الكامل لمختلف جوانب العمل                                   1.7
الخامس : عدم الاستنكاف شرط الاستيعاب                                         1.9

  عرض كل الأخبار
moncler