louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


السؤال: بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على اشرف المرسلين
وبعد نظرا لاهمية الصحبة كما تحدت عليه الرسول الكريم والصداقة كما يصطلح عليها بالصداقه
ارتأيت ان انقل لكم هذا الموضوع سائلا ان شاء الله ان نستفيد منه أترككم مع الاستشاره بدون إطاله
السؤال:
السلام عليكم؛
أوجِّه سؤالي إلى فضيلة الدكتور/ فتحي يكن؛
قرأت للشيخ/ عبد السلام ياسين وأعجبتني كتاباته، وهو يركِّز على ضرورة الصحبة، ويعتبرها مفصلاً أساسيًّا في التزكية أو التربية، فما هي حقيقة الصحبة؟ وكيف نستفيد منها في تربية أنفسنا؟ أرجو التفصيل.
وجزاكم الله خيرا.

السائل: الصديق
المستشار : د. فتحي يكن
الإجابة :

من الدكتور فتحي يكن
أخي الكريم الحسين رعاك الله ووفقك لِمَا يحبُّه ويرضاه،
لا أكون مبالغاً إذا قلت أنَّ "الصحبة" من المؤثِّرات الأساسيَّة والهامَّة في تكوين الشخصيَّة ورسم معالم الطريق.. فإن كانت صحبة أخيارٍ أفاضت على الأصحاب كلَّ خير، وإن كانت صحبة أشرار –والعياذ بالله تعالى– فمن المحتوم أنَّها ستترك بصمات الشرِّ في حياة هؤلاء جميعا.
وليس أدلَّ على ذلك ممَّا رواه أبو موسى الأشعريُّ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمَّا أنْ يُحذيَك، وإمَّا أنْ تبتاع منه، وإمَّا أن تجد منه ريحاً طيِّبة، ونافخ الكير إمَّا أن يُحرق ثيابك، وإمَّا أن تجد ريحاً خبيثة"رواه البخاري.
ولأهمِّيَّة الصحبة أو العشرة أو الأخوَّة، فقد اختصَّها رسولنا صلى الله عليه وسلم بكثيرٍ من أحاديثه الشريفة التي ورد ذكرها في كلِّ كتب ومصنَّفات الحديث والسنَّة النبويَّتين، كما أفرد لها علماء السلف والخلف المؤلَّفات والكتب، تأكيداً على أهمِّيَّتها في عمليَّة الهدم والبناء، وفي الأمثال: "قل لي من تعاشر أقل لك من أنت".

 

حضُّ رسولنا على حسن اختيار الخلاَّن
وللأهمِّيَّة التي يلعبها الخليل في حياة المرء، فقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حسن الاختيار، حيث قال: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل"رواه أبو داود والترمذيّ، بسندٍ حسن.


تأكيدٌ نبويٌّ على مصاحبة الأخيار
وفي تحديدٍ نبويٍّ آخر للصفات التي يجب توافرها في العشير، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقيّ"رواه أحمد وأبو داود والترمذيّ، بسندٍ صحيح.


الصحبة كالبيئة
والصحبة كالبيئة، إمَّا أن تكون ملوَّثةً أو تكون نظيفة.. فمن عاش في بيئةٍ ملوَّثةٍ ناله نصيبٌ وافرٌ من الأمراض والأوبئة المهلكة، أمَّا من حرص على العيش في بيئةٍ نظيفةٍ فسيبقى في منأى عن كلِّ ذلك، والغريب أن يختار الإنسان ما يهلكه ويشقيه، وصدق أنسٌ رضي الله عنه حيث يقول: "عليك بإخوان الصدق، فعش في أكنافهم، فإنَّهم زينةٌ في الرخاء، وعُدَّةٌ في البلاء"، وقال رجلٌ لداود الطائيّ: أوصني؟ قال: "اصحب أهل التقوى، فإنَّهم أيسر أهل الدنيا عليك مؤونة، وأكثرهم لك معونة".


الصاحب مرآة النفس
والصاحب أشبه ما يكون بمرآة النفس، تكشف محاسنها ومساوءها، قبحها وجمالها، وبقدر ما تكون نظيفةً صافيةً بقدر ما تعكس صورة صاحبها نقيَّةً من غير غشٍّ أو "رتوش" مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكفُّ عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه"رواه البخاري.


الصحبة الصالحة صمام أمان
والصحبة الصالحة صمام أمان المتصاحبين، يعين بعضهم بعضاً على شؤون الدنيا والدين، فعن مالك بن دينار أنَّه قال لختنه (أي صهره): يا مغيرة، انظر كلَّ أخٍ لك، وصاحبٍ لك، وصديقٍ لك، لا تستفيد في دينك منه خيرا، فانبذ عنك صحبته، فإنَّما ذلك لك عدوّ، يا مغيرة، الناس أشكال: الحَمام مع الحَمام، والغراب مع الغراب، والصَّعر -العصفور الصغير- مع الصَّعر، وكلٌّ مع شكله".


أخي الكريم الحسين،
هذا غيضٌ من فيضٍ ممَّا جاء وورد ونُقِل عن فضل وأثر وقيمة الصحبة الصالحة، وتضيق الصفحات والكتب عن إعطاء هذا الموضوع الهامِّ حقَّه، إنَّما هي عيِّنةٌ قدَّمتها بين يدي سؤالك، وما كتبه الأخ العالم المجاهد عبد السلام ياسين -قوَّاه الله وحفظه- إنَّما يقع ضمن هذه الدائرة، والرجل عندنا من العدول في هذا العصر.


وأختم كلامي إليك بمختاراتٍ من الشعر لتأكيد أهميَّة وقيمة الصحبة:
فعن سفيان الثوريِّ قوله:
ابلُ الرجال إذا أردت إخاءهم....... وتوسـَّـمنَّ أمــورهم وتفقّدِ
فإذا وجدت أخا الأمانة والتُّقى....... فبه اليدين –قرير عينٍ– فاشددِ
ودع التذلُّل والتخشُّـع تبتـغي....... قرب امرئٍ إن تدنُ منه تُبعَدِ
وقال أحد الشعراء:
ما ذاقت النفس على شهوةٍ....... ألذّ من حبِّ صديقٍ أمينِ
من فاتـه ودُّ أخٍ صـالحٍ....... فذلك المغبـون حَقَّ يقينِ


هيَّأ الله لك أيَّها الكريم صحبةً صالحة، وصرف عنَّا وعنك أصحاب السوء، وهيَّأ لنا من أمرنا رشَدا.
ومع خالص تحيَّاتي لك وللأستاذ عبد السلام ياسين

moncler