louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


مؤتمرات

 
مؤتمر الحوار الحضاري
بطولة الجامعات
تحية الى
حفل تكريم
توضيح من
لكل سؤال جواب
رسالة المسجد
 
مؤتمر الحوار الحضاري

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة رئيسة جامعة الجنان الدكتورة منى حداد في  حفل افتتاح  :

" مؤتمر الحوار الحضاري في عالم متفجر”

 15/5/2002

ــــــــــــــــــــــــــ

معالي وزير التربية والتعليم العالي الاستاذ عبدالرحيم المراد .

أصحاب السعادة .. اصحاب الفضيلة .. حضرات ..

أيها الحفل الكريم ..

       يشرفني أن ارحب بكم فردا فردا في رحاب " جامعة الجنان " التي دأبت منذ اليوم الأول لتأسيسها ، على تبني سياسة واسلوب الحوار الحضاري ، في جميع علاقاتها الداخلية والخارجية .. وبين افراد اسرتها التعليمية والادارية، المنتمين الى مختلف المناطق والطوائف والمذاهب والتيارات في لبنان .. ومع الأشقاء ، على امتداد الوطن العربي والاسلامي .. وكذلك مع الأصدقاء الذين يعتمدون لغة الحوار الحضاري في كل ارجاء المعمورة .

        انني حين أقول هذا ، فليس ادعاء ، وانما هي الحقيقة التي تشهد بها الانشطة المختلفة والمتنوعة كالمؤتمرات والندوات  التي استضافت على منابرها العديد من الشخصيات ،  ثم من خلال مشاركة اساتذتها للكثير من الانشطة واللقاءات والدورات التي تدعى اليها .. ايمانا منها بأن الحوار هو الطريق الأمثل لتحقيق التواصل بين الثقافات والأفكار والحضارات .. وهو السبيل الأيسر لصياغة لغة مشتركة بين الأفراد والجماعات والشعوب ، لاعتماده لغة العقل والحجة والمنطق ، وليس لغة المخالب والأظافر والحديد والنار  ؟ والى ذلك كانت الاشارة في الخطاب الرباني في  قوله تعالى [ يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ، ان اكرمكم عند الله اتقاكم ، ان الله عليم خبير ]

         فالحوار هو عنوان الثقافة وآليتها .. وبدونها لا يكون للحوار نكهة.. ومن غيره لا تكون للثقافة قيمة ..

بطولة الجامعات

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة الدكتورة منى حداد يكن رئيسة  جامعة  الجنان في الحفل النهائي

لبطولة الجامعات ـ في الشمال ـ بكرة السلة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 19/5/2002

     * سعادة َراعي احتفال بطولة الجنان الثانية في كرة السلة ، النائب الاستاذ محمد الصفدي .

     * سعادة َالنائب السابق الداعية فتحي يكن .

     * اصحاب َالسعادة والسيادة ..

     * ايها الحفل الكريم ..

     يَطــــيب لي ابتداء أن ارحبَ بكم جمــيعا ـ فردا فردا ـ على ملاعـــب

 " جامعة الجنان " ، لنحتفل وإياكم بالحفل النهائي لبطولة الجامعات في الشمال ، بكرة السلة .

     واسمحوا لي أن أحيي باسمكم جميعا راعي احتفالنا هذا سعادة َالنائب الاستاذ محمد الصفدي ، الذي أولى الشبابَ عناية خاصة ومميزة ، إيمانا منه ، بأنهم ثروة ُالوطن ومستقبله . فهو لم يَدَعْ مجالاً ينفعُهم الا ودعمه من خلال مؤسسات متخصصة ـ ثقافية وفكرية واجتماعية ورياضية ـ هي مؤسساتُ [ الصفدي ] المعروفة ُبأنشطتها المختلفة ، وتشجيعها لكل عمل بَـنّاءٍ حضاري .

      بطولة ُ الجامعاتِ والكلياتِ والمعاهدِ في الشمال ، تهدفُ الى تعزيز التعاون بين شباب الوطن ، على اختلاف انتماءاتهم المناطقية والطائفية والمذهبية والفئوية .

     فليس أجملَ أن يشاهدَ المرءُ الشبابَ يتبارَون بروح ٍ رياضية ، متعالينَ منزهينَ عن كل روح ٍ عدوانية ، عاملين كفريق ٍ واحدٍ يتخاطفون كرة ً واحدة ً.. والنتيجة ُ: يفوزُ فريق ٌ في هذا الشوط ِ ويخسرُ آخر، او يخسرُ هذا وينتصرُ ذاك ، فالفائزُ والمنتصرُ في النهاية هو التواصلُ والتعايشُ والتلاحمُ الحضاريُ الذي يميزُ لبنانَ عن سواه من البلدان ، وروحُ المحبةِ التي تصنعُ الأوطانَ وتصونُ من الفتن .

        ولكم حريٌ بنا نحنُ المربـين ، أن نساعد أبناءنا ـ كل أبنائنا ـ ليصلوا الى بر الأمان ، مسلحينَ بالعلم والايمان والمحبة ، متمتعين بالعقل السليم والجسم السليم .

      نحن بحاجة اليكم أيها الشباب .. ووطنُكم بحاجة اليكم .. شباباً أقوياءَ أنقياءَ جادين .. معطائين بعقولهم وسواعدهم ..

       فكونوا على هذا المستوى من القوة والعفة والعافية، ليسلمَ الوطنُ ويسعدَ المواطنون .                     ولكم خالص تحياتي ومحبتي

تحية الى

تحية الى تلفزيون  Tele - Lumiere

من  الدكتورة منى حداد يكن رئيسة جامعة الجنان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

       في الذكرى الثانية عشرة ، لتأسيس تلـــــــفزيون  Tele – Lumiere يسعدني أن أقدم تحية صادقة لجميع العاملين في هذه المحـــــطة المــميزة .. 

كما أحيي الفريق الذي أسس وأنشأ هذه المحطة ،  مستهدفا بناء جيل لبناني متحل بالاخلاق والمثل والقيم  ، التي بدأت تتراجع وتنحسر مع اندلاع الحرب القذرة التي فرضت على لبنان وعلى اللبنانيين  .

      ان ما تتميز به هذه المحطة   بتنا نفتقده  في معظـــــم وسائل الاعــــلام اللبنانية ، التي انحرفت وانجرفت وراء الكسب المادي الرخيص ، وراحــت تقدم كل ما هو مخل بالآداب العامة والقيم الدينية والاخلاقية ، والتي لاقيامة للبنان ونهوض وتقدم بدونها .

      ان تلفزيون Tele – Lumiere    بامكاناته البسيطة ،   يعمل بعزيمة القائمين عليه والعاملين ودافع ايمانهم برسالتهم التي نذروا انفسهم لها .

       نتمنى لتلفزيون  Tele – Lumiere  كل تقدم وعطاء من  أجل لبنان لبنان أفضل ، ومواطن أصلح .

في 19/5/2002                                   

    د. منى حداد يكن   

حفل تكريم

بسم الله الرحمن الرحيم
 

نص الكلمة التي القتها رئيسة جامعة الجنان الدكتورة منى حداد يكن في حفل تكريم
الاعلاميين   بتاريخ 31 تموز 2002

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أنبياء الله أجمعين .

الحمد لله الذي علم بالقلم  علم الانسان ما لم يعلم ..
الحمد لله الذي خلق الانسان علمه البيان .
 

·                    معالي وزير النقل الاستاذ نجيب ميقاتي راعي الاحتفال .

·                    سعادة نقيب الصحافة الاستاذ محمد بعلبكي .

·                    سعادة نقيب المحررين الاستاذ ملحم كرم .

·                    اصحاب المعالي الوزراء وممثليهم .

·                    اصحاب السعادة النواب وممثليهم .

·                    أصحاب الفضيلة والسيادة .

·                    السادة الاعلاميون  المكرّمون والمشاركون .

·                    الضيوف الكرام .

 
     يسعدني أن ارحب بكم في ربوع  الجنان ، التي عودتكم  على  لقاءات حضارية مميزة ،  على مستوى المؤتمرات والندوات  وحلقات البحث والمحاضرات .

     وحفل تكريم الاعلاميين  اليوم  ، هو ترجمة عملية  لمقترح كانت تقد مت به جمعية خريجي الجنان الناشئة  ،  فكانت الموافقة الادارية  ابتداء ، ثم كانت الرعاية الكريمة لهذا الحفل من قبل ابن طرابلس البار معالي الوزير نجيب ميقاتي .

      إن مؤسسات الجنان ، إذ تبادر اليوم بتكريم كوكبة من إعلاميي الشمال  بحضور ومشاركة نقباء ورموز الاعلام في لبنان ،  فلكي تفي  هؤلاء  بعضا مما يستحقون من  تكريم  وشكر وعرفان ،  لما يقومون به من دورمقدس  في الدفاع عن كرامة وحرية الوطن و حقوق المواطن ، فهم بحق استشهاديو الكلمة والفكر والموقف .

 
       إن اهتمام جامعة الجنان  بالاعلام والاعلاميين دفعها الى  تأسيس  كلية للاعلام  منذ انطلاقتها الأولى  قبل اربعة عشر عاما ،  إضافة الى الاختصاصات الاخرى ، ليتشكل منها منظومة  أكاديمية  نوعية بمشيئة الله تعالى .

       من هنا كانت هذه المبادرة التكريمية خطوة على طريق تأصيل وتفعيل الدور الاعلامي في الحياة اللبنانية  .

       ولقد حرصت الجامعة  في مبادرة التكريم ، على  اعتماد قواعد واصول  تلتزم بها وتحتكم اليها اللجنة المكلفة بالاشراف  على  عملية التكريم هذه ،  منها شروط واعتبارات زمنية  ومكانية وانتاجية وجهوزية واستمرارية .

       وفي ضوء ذلك : منحت الجامعة شهادة البكالوريوس او الليسانس الفخرية بدرجة امتياز لغير الحائزين على شهادات تخصص في الاعلام والصحافة . كما منحت شهادة الماجستير الفخرية بدرجة ممتاز  للحائزين على شهادة ليسانس جامعية  في الاعلام ،  وعلى أمل  أن يحوز في المستقبل هذه الشهادات الفخرية  من استكملوا الشروط  المذكورة ، ولم يتوقفوا  عن  متابعة مسيرتهم الاعلامية ، مع  تأكيد احترامنا وتقديرنا   لجميع الجهود الاعلامية  التي بذلت في هذا السبيل .

      أيها الحفل الكريم .. 

      في هذا اللقاء العابق بالمودة  والتقدير والوفاء ،  أود أن أسوق اليكم بشرى بين يدي  التنامي المضطرد لجامعة الجنان ،  وهي أن الجامعة بعد أن أصبحت عضوا في اتحاد الجامعات العربية ، خطت خطوة  هامة على طريق التطور والتوسع  ،  من خلال شراء ارض فسيحة  بجوار مبناها الحالي  أسهم في تسديد ثمنها  كل من معالي الوزير نجيب  ميقاتي ، وسعادة النائب محمد الصفدي  ، والداعية  الدكتور  فتحي يكن  ، الأعضاء في مجلس امناء الجامعة ، جزاهم الله كل خير .

      وسيقام  بعون الله تعالى  حفل وضع حجر الاساس  في  شهر ايلول القادم ، مع الأمل بأن يلقى مشروعنا هذا كل دعم وتأييد  من اهل الخير في هذا البلد ، وهم كثير والحمد لله رب العالمين  .

      ختما لايسعني الا أن اكرر ترحيبي بالضيوف والحضور الكرام .

                                                        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                                د. منى حداد يكن  

31/7/2002

توضيح من

بسم الله الرحمن الرحيم
 
توضيح من الدكتورة منى حداد يكن
ـــــــــــــــــــــــــــ
 حضرة رئيس  تحرير جريدة الدوائر الغراء  المحترم,
       السلام عليكم ورحمة الله وبركاته     وبعد  :  فأرجو أن تتكرموا مشكورين  بنشر التوضيح التالي في عدد الدوائر القادم  وعلى الصفحة الأولى  .

       [ لفت نظري ورود اسمي في المقال المنشور على الصفحة الأولى من عدد الدوائر الصادر في 10/7/2002 كمرشحة  للانتخابات النيابية القادمة .

       إنني إذ اعتز بالثقة التي اولتني اياها جريدتكم الغراء وكاتب المقال الذي يعبر عن ثقة  شريحة عريضة من الناس .. ومع ايماني بضرورة أن تأخذ المرأة دورها في كل المجالات السياسية والنيابية  والحكومية ،  فضلا عن التربوية والاجتماعية والنقابية ،  إلا أن مشاغلي اليومية المتزايدة في القطاع التربوي ، وانهماكي في ورشة  الانماء التي تشهدها جامعة الجنان ، بعد أن نالت الترخيص الرسمي من الدولة ، وحازت عضوية اتحاد الجامعات العربية ، وبين يدي انتسابها لرابطة الجامعات الاسلامية في العالم ، تحول دون انشغالي – في هذه المرحلة بالذات التي اضطلع فيها بمسؤولياتي الاكاديمية – بالشأن السياسي والنيابي .

        لذلك اقتضت الاشارة والاعلان ، مكررة شكري للجميع ، مع خالص تحياتي .

في 13/7/2002                                        

                                                           رئيسة جامعة الجنـــــان

                                                               د.منى حداد يكن

لكل سؤال جواب

 كيف أدعو زميلاتي في العمل الى الاسلام ؟
 
إن الدعوة إلى الله تعالى هي واجب شرعي بل فريضة على كل مسلم مقتدر عليها، لذا، ومن خلال تجاربنا الدعوية لا نرى من مانع لدعوتك الموظفات كما الموظفين ما دام هذا يحدث في العلن وليس في السر، وبشكل جماعي وليس بشكل فردي.

ثم إننا من الذين يرون أن كل ما يقوم به الدعاة بين الرجال لا يصلح الأمة ما لم يحصن ذلك بتبليغ الدعوة إلى النساء، وهذا يستدعي أن يشرك الداعية بدعوته النساء مع الرجال، وذلك يستمر ريثما تستطيع أخوات داعيات القيام بهذه المهمة بين النساء، وهذا يتمم عمل الإخوة الدعاة، وبالتالي لابد أن تثمر الدعوة إلى الله بين النساء والرجال مجتمعاً إسلامياً نظيفاً وبيئة طاهرة.
وفقك الله لما يحب ويرضى، وجعل ما تقوم به خالصاً لوجهه الكريم".

وأما الشق الشرعي، فيحسن بي أن أنقل لك أخي فتوى الشيخ يوسف القرضاوي في العلاقة بين الجنسين، وما هي ضوابطه وقيوده، وهي رغم طولها إلا أنني رأيت وضعها كاملةً نظراً لقيمتها وفائدتها:
"مشكلتنا كما ذكرت وأذكر دائمًا أننا في أكثر القضايا الاجتماعية والفكرية، نقف بين طرفي الإفراط والتفريط، وقلما نهتدي إلى "التوسط " الذي يمثل إحدى الخصائص العامة والبارزة لمنهج الإسلام ولأمة الإسلام.
وهذا أوضح ما يكون في قضـيتنا هذه وقضايا المرأة المسلمة المعاصرة بصفة عامة.
فقد ظلم المرأة صنفان من الناس متقابلان بل متناقضان:
1-صنف المسـتغربين الذين يريدون أن يفرضـوا عليها التقاليد الغربيـة، بما فيهـا من فسـاد وتحلل من القيم وأعظمها الدين ـ وانحراف عن سـواء الفطـرة، وبعد عن الصـراط المسـتقيم، الذي بعث الله الرسـل، وأنزل الكـتب لبيانه، ودعوة الناس إليه.
وهم يريدون من المرأة المسلمة أن تتبع سنن المرأة الغربية، "شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع" كما صور الحديث النبوي: "حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم"، على ما في جحر الضب من الالتواء والضيق، وسوء الرائحة، ومع هذا لو دخلته المرأة الغربية لدخلته المرأة المسلمة بعدها، أو بعبارة أخرى: لظهرت "موضة" جديدة يروج لها المروجون تسمى "موضة جحر الضب"!.
وهؤلاء يغفلون ما تشكو منه المرأة الغربية اليوم، وما جر عليها الاختلاط "المفتوح" من سوء العاقبة على المرأة وعلى الرجل، وعلى الأسرة، وعلى المجتمع كله، ويسدون آذانهم عن صيحات الاستنكار التي تجاوبت بها الآفاق في داخل العالم الغربي نفسه، وعن كتابات العلماء والأدباء، ومخاوف المفكرين والمصلحين على الحضارة كلها من جراء إلغاء القيود في الاختلاط بين الجنسين.
كما ينسى هؤلاء أن لكل أمة شخصيتها التي تكونها عقائدها وتصورها للكون والحياة والوجود ورب الوجود، وقيمها وتراثها وتقاليدها.. ولا يجوز أن يغدو مجتمع صورة مكررة من مجتمع آخر.
2ـ والصنف الثاني هم الذين يفرضون على المرأة تقاليد أخرى، ولكنها تقاليد الشرق لا تقاليد الغرب، وإن صبغت في كثير من الأحيان بصبغة الدين، ونسبها من نسبها إلى ساحته، بناءً على فهم فهمه، أو رأي قلده، أو رجحه، لأنه يوافق رأيه في المرأة، وسوء ظنه بها، بدينها وبعقلها وسلوكها.
ولكنه على أية حال لا يخرج عن كونه رأيًا لبشر غير معصوم، متأثر بمكانه وزمانه، وشيوخه ومدرسته، تعارضه آراء أخرى، تستمد حجيتها من صريح القرآن العظيم، ومن هدي النبي الكريم، ومن مواقف الصحابة وخير القرون.
وأود أن أبادر هنا فأقول: إن كلمة "الاختلاط" في مجـال العلاقة بين الرجـل والمرأة، كلمة دخيلة على "المعجم الإسلامي" لم يعرفها تراثنا الطويل العريض طوال القرون الماضية، ولم تعرف إلا في هذا العصر، ولعلها ترجمة لكلمة "أجنبية" في هذا المعنى، ومدلولها له إيحاء غير مريح بالنظر لحس الإنسان المسلم.
وربما كان أولى منها كلمة "لقاء" أو "مقابلة" أو "مشاركة" الرجال للنساء، ونحو ذلك.
وعلى كل حال، فإن الإسلام لا يصدر حكمًا عامًا في مثل هذا الموضوع، وإنما ينظر فيه على ضوء الهدف منه، أي المصلحة التي يحققها، والضرر الذي يخشى منه، والصورة التي يتم بها، والشروط التي تراعي فيه.. إلخ.
وخـير الهَدْي في ذلك هدي محمـد -صلى الله عليه وسلم- وهدي خلفائه الراشـدين، وأصحـابه المهديين.
والناظر في هذا الهدي يرى أن المرأة لم تكن مسجونة ولا معزولة كما حدث ذلك في عصور تخلف المسلمين.
فقد كانت المرأة تشهد الجماعة والجمعة، في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان عليه الصلاة والسلام يحثهن على أن يتخذن مكانهن في الصفوف الأخيرة خلف صفوف الرجال، وكلما كان الصف أقرب إلى المؤخرة كان أفضل، خشية أن يظهر من عورات الرجال شيء، وكان أكثرهم لا يعرفون السراويل.. ولم يكن بين الرجال والنساء أي حائل من بناء أو خشب أو نسيج، أو غيره.
وكانوا في أول الأمر يدخل الرجال والنساء من أي باب اتفق لهم، فيحدث نوع من التزاحم عند الدخول والخروج، فقال -عليه الصلاة والسلام-: "لو أنكم جعلتم هذا الباب للنساء"، فخصصوه بعد ذلك لهن، وصار يعرف إلى اليوم باسم "باب النساء".
وكان النساء في عصر النبوة يحضرن الجمعة، ويسمعن الخطبة، حتى إن إحداهن حفظت سورة "ق" من في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من طول ما سمعتها من فوق منبر الجمعة.
وكان النساء يحضرن كذلك صلاة العيدين، ويشاركن في هذا المهرجان الإسلامي الكبير، الذي يضم الكبار والصغار، والرجال والنساء، في الخلاء مهللين مكبرين.
روى مسلم: عن أم عطية قالت: "كنا نؤمر بالخروج في العيدين، والمخبأة والبكر".
وفي رواية قالت: أمرنا رسـول الله –صلى الله عليه وسلم- أن نخرجهـن في الفطـر والأضحـى: العواتق (جمع عاتق، وهي الجارية البالغة، أو التي قاربت البلوغ)، والحُيَّض وذوات الخدور، فأما الحيَّض فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، (الخطبة والموعظة ونحوها)، قلت: يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب، قال: "لتلبسها أختها من جلبابها"، (أي تعيرها من ثيابها ما تستغني عنه، والحديث في كتاب "صلاة العيدين" في صحيح مسلم حديث رقم 823).
وهذه سنة أماتها المسلمون في جل البلدان أو في كلها، إلا ما قام به مؤخرًا شباب الصحوة الإسلامية الذين أحيوا بعض ما مات من السنن، مثل سنة الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، وسنة شهود النساء صلاة العيد.
وكان النساء يحضرن دروس العلم، مع الرجال عند النبي –صلى الله عليه وسلم-، ويسألن عن أمر دينهن مما قد يستحي منه الكثيرات اليوم. حتى أثنت عائشة على نساء الأنصار، أنهن لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، فطالما سألن عن الجنابة والاحتلام والاغتسال والحيض والاستحاضة ونحوها.
ولم يشبع ذلك نهمهن لمزاحمة الرجال واسـتئثارهم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فطلبن أن يجعل لهن يومًا يكون لهن خاصة، لا يغالبهن الرجال ولا يزاحمونهن وقلن في ذلك صراحة: "يا رسول الله، قد غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك" فوعدهن يومًا فلقيهن فيه ووعظهن وأمرهن، (رواه البخاري في كتاب العلم من صحيحه).
وتجاوز هذا النشاط النسائي إلى المشاركة في المجهود الحربي في خدمة الجيش والمجاهدين، بما يقدرن عليه ويُحسنَّ القيام به، من التمريض والإسعاف ورعاية الجرحـى والمصابين، بجوار الخدمات الأخـرى من الطهي والسقي وإعداد ما يحتاج إليه المجاهدون من أشياء مدنية.
عن أم عطية قالت: "غزوت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، سبع غزوات، أخلفهم في رحالهم، فأصنع لهم الطعام وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى" رواه مسلم. (برقم 1812).
وروى مسلم عن أنس (برقم 1811): "أن عائشة وأم سليم، كانتا في يوم أحد مشمِّرتين، تنقلان القرب على متونهما وظهورهمـا ثم تفرغانهـا في أفواه القـوم، ثم ترجعـان فتملآنهـا" ووجود عائشة هنا وهي في العقـد الثاني من عمـرها يرد على الذين ادعـوا أن الاشتراك في الغزوات والمعـارك كان مقصـورًا على العجائز والمتقـدمات في السـن، فهذا غير مسلّم.. وماذا تغني العجائز في مثل هذه المواقف التي تتطلب القدرة البدنية والنفسية معًا ؟.
وروى الإمام أحمد: أن ست نسوة من نساء المؤمنين كن مع الجيش الذي حاصر خيبر: يتناولن السهام، ويسقين السويق، ويداوين الجرحى، ويغزلن الشَّعر، ويعنّ في سبيل الله، وقد أعطاهن النبي -صلى الله عليه وسلم- نصيبًا من الغنيمة.
بل صح أن نساء بعض الصحابة شاركن في بعض الغزوات والمعارك الإسلامية بحمل السلاح، عندما أتيحت لهن الفرصة.. ومعروف ما قامت به أم عمارة نسيبة بنت كعب يوم أحد، حتى قال عنها -صلى الله عليه وسلم- : "لمقامها خير من مقام فلان وفلان".
وكذلك اتخذت أم سليم خنجرًا يوم حنين، تبقر به بطن من يقترب منها.
روى مسلم عن أنس ابنها: أن أم سـليم اتخـذت يوم حنين خنجـرا، فكان معـها، فرآهـا أبو طلحة زوجها فقال: يا رسول الله، هذه أم سليم معها خنجر ! فقال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "ما هذا الخنجر" ؟ قالت: اتخذته، إن دنا مني أحد المشركين بقرت به بطنـه ! فجعل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يضحـك. (رواه مسلم برقم 1809).
وقد عقد البخاري بابًا في صحيحه في غزو النساء وقتالهن.
ولم يقف طموح المرأة المسلمة في عهد النبوة والصحابة للمشاركة في الغزو عند المعارك المجاورة والقريبـة في الأرض العربيـة كخيبر وحنين.. بل طمحن إلى ركـوب البحـار، والإسهام في فتح الأقطار البعيدة لإبلاغها رسالة الإسلام.
ففي صحيح البخاري ومسلم عن أنس: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال عند أم حرام بنت ملحان خالة أنس يومًا، ثم استيقظ وهو يضحك، فقالت: ما يضحكك يا رسول الله ؟ قال: "ناس من أمتي عرضوا عليَّ غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكًا على الأسرَّة، أو مثل الملوك على الأسرة "، قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها (انظر الحديث (1912) من صحيح مسلم)... فركبت أم حرام البحر في زمن عثمان، مع زوجها عبادة بن الصامت إلى قبرص، فصرعت عن دابتها هناك، فتوفيت ودفنت هناك، كما ذكر أهل السير والتاريخ.
وفي الحياة الاجتماعية شاركت المرأة داعية إلى الخير، آمرة بالمعروف، ناهية عن المنكر، كما قال تعالى: "والمؤمنـون والمؤمنـات بعـضهـم أولياء بعـض يأمـرون بالمعروف وينهون عن المنكر..". (التوبة: 71).
ومن الوقائع المشهورة رد إحدى المسلمات على عمر في المسجد في قضية المهور، ورجوعه إلى رأيها علنًا، وقوله : "أصابت المرأة وأخطأ عمر".وقد ذكرها ابن كثير في تفسير سورة النساء، وقال: إسنادها جيد.
وقد عين عمر في خـلافته الشِّفاء بنت عبد الله العدوية محتسـبة على السـوق.. والمتأمل في القرآن الكريم وحديثه عن المرأة في مختلف العصور، وفي حياة الرسل والأنبياء لا يشعر بهذا الستار الحديدي الذي وضعه بعض الناس بين الرجل والمرأة.
فنجد موسى وهو في ريعان شبابه وقوته يحادث الفتاتين ابنتي الشيخ الكبير، ويسألهما وتجيبانه بلا تأثم ولا حرج، ويعاونهما في شهامة ومروءة، وتأتيه إحداهما بعد ذلك مرسلة من أبيها تدعوه أن يذهب معها إلى والدها، ثم تقترح إحداهما على أبيها بعد ذلك أن يستخدمه عنده ؛ لما لمست فيه من قوة وأمانة.
لنقرأ في ذلك ما جاء في سورة القصص: "ولما وَرَدَ ماء مَدْيَنَ وَجَدَ عليه أُمّةً من الناس يَسْقُون ووجد من دونهم امرأ تين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نَسْقِي حتى يُصْدِرَ الرِّعَاء وأبونا شيخ كبير. فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إليّ من خير فقير.. فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين.. قالت إحداهما يا أبتي استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين". (القصص: 23 –26).
وفي قصة مريم نجد زكريا يدخل عليها المحراب، ويسألها عن الرزق الذي يجده عندها: "كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" (آل عمران: 37).
وفي قصة ملكة سبأ نراها تجمع قومها تستشيرهم في أمر سليمان: "قالت يأيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرًا حتى تشـهدون.. قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين.. قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسـدوها وجعلوا أعِزَّةَ أهلها أذِلَّةً وكذلك يفعلون". (النمل: 32 – 34).
وكذلك تحدثت مع سليمان –عليه السلام- وتحدث معها: "فلما جاءت قيل أهكذا عَرْشُكِ قالت كأنه هو وأوتينا العلم من قبلها وكنا مسلمين.. وصَدَّهَا ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين.. قيل لها ادخلي الصَّرْحَ فلما رأته حسبته لُجَّةً وكَشَفَتْ عن ساقيها قال إنه صَرْحٌ مُمَرَّدٌ من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان للـه رب العالميـن". (النمل: 42 – 44).
ولا يقال: إن هذا شرع من قبلنا فلا يلزمنا ؛ فإن القرآن لم يذكره لنا إلا لأن فيه هداية وذكرى وعبرة لأولي الألباب، ولهذا كان القول الصحيح: أن شرع من قبلنا المذكور في القرآن والسنة هو شرع لنا ما لم يرد في شرعـنا ما ينسخه.. وقد قال تعالى لرسوله: "أولئك الذين هَدَى الله فَبِهُداهم اقْتَدِه". (الأنعام :90).
إن إمسـاك المرأة في البيت، وإبقاءها بين جـدرانه الأربعـة لا تخرج منه اعتبره القرآن في مرحلة من مراحـل تدرج التشـريع قبل النص على حد الزنى المعروف عقـوبة بالغـة لمن ترتكب الفاحشة من نساء المسـلمين، وفي هذا يقول تعالى في سـورة النسـاء: "واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا". (النساء: 15).
وقد جعل الله لهن سبيلاً بعد ذلك حينما شرع الحد، وهو العقوبة المقدرة في الشرع حقًا لله تعالى، وهي الجلد الذي جاء به القرآن لغير المحصـن، والرجم الذي جاءت به السنة للمحصن.
فكيف يستقيم في منطق القرآن والإسلام أن يجعل الحبس في البيت صفة ملازمة للمسلمة الملتزمة المحتشمة، كأننا بهذا نعاقبها عقوبة دائمة وهي لم تقترف إثمًا ؟.

والخلاصـة:
أن اللقاء بين الرجال والنساء في ذاته إذن ليس محرمًا بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصـد منه المشاركـة في هدف نبيل، من علـم نافع أو عمل صالـح، أو مشـروع خـير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك مما يتطلب جهودًا متضافرة من الجنسين، ويتطلب تعاونا مشتركًا بينهما في التخطيط والتوجيه والتنفيذ.
ولا يعني ذلك أن تذوب الحدود بينهما، وتنسى القيود الشرعية الضابطة لكل لقاء بين الطرفين، ويزعم قوم أنهم ملائكة مطهرون لا يخشى منهم ولا عليهم، يريدون أن ينقلوا مجتمع الغرب إلينا.. إنما الواجب في ذلك هو الاشتراك في الخير، والتعاون على البر والتقوى، في إطار الحدود التي رسمها الإسلام، ومنها:
1ـ الالتزام بغض البصر من الفريقين، فلا ينظر إلى عورة، ولا ينظر بشهوة، ولا يطيل النظر في غير حاجة، قال تعالى: "قل للمؤمنين يَغُـضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون.. وقل للمؤمنات يَغْـضُضْنَ من أبصارهن ويحفظن فروجهن". (النور 30، 31).
2ـ الالتزام من جانب المرأة باللباس الشرعي المحتشم، الذي يغطي البدن ما عدا الوجه والكفين، ولا يشف ولا يصف، قال تعالى: "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْـيَـضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن". (النور: 31).
وقد صح عن عدد من الصحابة أن ما ظهر من الزينة هو الوجه والكفان.
وقال تعالى في تعليل الأمر بالاحتشام:"ذلك أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ". (الأحزاب: 59)، أي أن هذا الزيَّ يميز المرأة الحرة العفيفة الجادة من المرأة اللعوب المستهترة، فلا يتعرض أحد للعفيفة بأذى ؛ لأن زيها وأدبها يفرض على كل من يراها احترامها.
3ـ الالتزام بأدب المسلمة في كل شيء، وخصوصًا في التعامل مع الرجال:
أ – في الكـلام، بحـيث يكـون بعيدًا عن الإغـراء والإثارة، وقد قال تعالى: "فلا تَخْـضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا". (الأحزاب: 32).
ب - في المشي، كما قال تعالى: "ولا يـضربن بأرجلهن ليُعْلَمَ ما يُخْفِين من زينتهن". (النور: 31)، وأن تكـون كالتي وصفها الله بقوله: "فجـاءته إحداهما تمشي على استحياء". (القصص: 25).
جـ – في الحـركة، فلا تتكسر ولا تتمايل، كأولئك اللائي وصفهن الحديث الشـريف بـ "المميـلات المائـلات" ولا يـصدر عنهـا ما يجعلهـا من صنف المتبرجات تبرج الجاهلية الأولى أو الأخيرة.
4ـ أن تتجنب كل ما شأنه أن يثير ويغري من الروائح العطرية، وألوان الزينة التي ينبغي أن تكون للبيت لا للطريق ولا للقاء مع الرجال.
5ـ الحذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما محرم، فقد نهت الأحاديث الصحيحة عن ذلك، وقالت :"إن ثالثهما الشيطان" إذ لا يجوز أن يُخَلَّي بين النار والحطب.
وخصـوصًا إذا كانت الخلـوة مع أحـد أقارب الـزوج، وفيه جـاء الحـديث: "إياكـم والدخـول على النسـاء"، قالـوا: يا رسـول الله، أرأيت الحَمْـو ؟ ! قال: "الحمو الموت"! أي هو سبب الهلاك، لأنه قد يجلس ويطيل الجلوس، وفي هذا خطر شديد.
6ـ أن يكون اللقاء في حدود ما تفرضه الحاجة، وما يوجبه العمل المشترك دون إسراف أو توسع يخرج المرأة عن فطرتها الأنثوية، أو يعرضها للقيل والقال، أو يعطلها عن واجبها المقدس في رعاية البيت وتربية الأجيال.
والله الهادي إلى سواء السبيل".

وفتوى الدكتور القرضاوي فتوى جامعةٌ واضحةٌ في تحديد طبيعة التعامل بين الجنسين.
فيا أخي الكريم.. ها قد وضعت القضية بشقيها: الدعوي والشرعي، بين يديك، وما عليك إلا أن تستمر في دعوتك للرجال والنساء معاً وفق الشروط والضوابط المذكورة، وأسأل الله لك التيسير والتوفيق في دعوتك، ولا تحرمني من أخبار نجاحاتك يرحمك الله... المحرر.

كيف أكون فاعلا دعويا في الكلية ؟                  

"ماذا يعني أن مجال الدعوة في هذه الكلية ليس بالحد المطلوب؟ هل هو بسبب تقصير الطلاب الدعاة أم هو بسبب التضييق على الدعاة؟ أم تراه بسبب قساوة قلوب المدعوين من الطلاب؟ كنت أتمنى توضيح هذا الأمر يا أخت أم أحمد.
 
وسنأخذ الأمر على أن التقصير هو من الطلاب الدعاة، وبالتالي فأنت واحدة ممن سيتحملون أمر الدعوة في الكلية إن شاء الله.

- من أول الأسباب لنجاح دعوتنا هو تكوين نفس الداعية وتربيتها وتهذيبها، ولا ينتظر أحدٌ منا نجاح الدعوة على أيدي شخصيات إسلامية معقدة ومشوّهة وفاقدة لأيّ من القيم التي نادى بها الإسلام.
 
- ثم إن جذب المدعوين إلى الدعوة الإسلامية يحتاج إلى دعاةٍ يمتلكون الجاذبية التي قد لا يتميز بها جميع الدعاة.. فهذه هبة من الله لا تعطى لكل منا.

- يأتي بعد ذلك الأسلوب الذي يطبقه الداعية وطرق علاجه للمسائل التي تطرح عليه، فإذا كان أسلوبه مشوقاً ويتماشى مع عقول وطبائع الأجيال المدعوة كانت دعوتنا ناجحة، وإذا كان أسلوب الدعوة جامداً لا يعيش العصر تجمدت دعوتنا وبتنا كمن يصيح في وادٍ وينفخ في رماد.
 
وحتى يستطيع الداعية جذب المدعوين إلى الدروس الدينية لا بد له من أن يقنعهم بأن حاجتهم إلى الإسلام ضرورية لسعادتهم في الدنيا والآخرة، وعليه حسن التنسيق بين المدعوين وبين من يؤدّي تلك الدروس.
 
أما المواضيع التي يمكن أن يطرحها الداعية فلا تعدّ ولا تحصى، فهناك مئات بل آلاف الأفكار التي تستوحى من القرآن الكريم ابتداءً، ثم من السنّة النبوية المطهّرة ومن تاريخ الإسلام، وكل هذه الأفكار تطرح بلغة العصر وعلى قدر أفهام المدعوين حتى تدخل إلى العقول والقلوب، ثم إن المدعوين هم سيطرحون مواضيع تهمهم ويحتاجون لمناقشتها.. فعلى الداعية الاهتمام الشديد بطروحات المدعوين، ولا بأس أن يطلب منهم تحضير هذه المواضيع لبحثها من قبل الجميع: داعية ومدعوين، ولا بد للداعية أخيراً من فصل الخطاب للوصول إلى ما يتوافق مع الشرع والنص.

أما عن الأساليب فهي عديدة ومنوعة، منها العام ومنها الخاص، وعلى الداعية اختيار الفرص المناسبة لأي نشاط، وعلى الداعية أن يلحظ أن ما ينفع مع مدعو قد لا ينفع مع غيره، وما يطبق في بيئة قد لا تحتاجه أخرى، وهنا يظهر ذكاء الداعية وتبدو نباهته في الحقل الإسلامي.
 
ولكن ما يتعلق بالتبرع فلماذا البدء به؟ ولصالح مَنْ يكون هذا التبرع؟ هذا إذا كان المقصود تبرعاً مادياً، أما إذا كان المعنيّ بالتبرع هو تقديم الوقت والجهد للعمل الدعوي، فعلى الداعية أن يكون المثل والقدوة للمدعوين حتى يستطيع أن يحثهم بالفعل وليس بالقول فقط، فلسان الحال أفضل منه دائماً من لسان المقال.
 
"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"".

كيف يتم التفاعل بين المربين والمتربيين ؟


"هناك أسبابٌ متعدِّدةٌ تساعد على تحقيق الأهداف التربويَّة في حياة المتربِّين، وبدونها يصبح من شبه المستحيل حصول التفاعل والتجاوب بين الفريقين، من ذلك:

1- فقه المربِّي في دين الله، إذ ليس معقولاً أن يتولَّى التربية جاهلٌ بأمور الإسلام، وفاقد الشيء لا يعطيه، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: من يرد الله به خيراً يفقِّهه في الدين ويلهمه رشده"متفقٌ عليه، دون قوله "ويلهمه رشده" وهذه الزيادة عند الطبرانيِّ في الكبير.

2- التربية بالقدوة الحسنة وليس فقط بالأفكار والنظريَّات المجرَّدة، والمعروف أنَّ لسان الحال أبلغ من لسان المقال، وتأثُّر الإنسان بما يرى أشدُّ من تأثُّره بما يسمع.
إنَّ أسلافنا الأوَّلين رضي الله عنهم لم يبلغوا بدعوتهم أطراف المعمورة إلا لأنَّهم كانوا ترجمةً صحيحةً وصادقةً عن المبادئ والقيم التي كانوا يدعون الناس إليها، وإلى صميم ذلك كانت إشارة عليٍّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه حيث قال: "من نصَّب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تهذيبه بسيرته قبل تهذيبه بلسانه، ومعلِّم نفسه ومهذِّبها أحقُّ بالإجلال من معلِّم الناس ومهذِّبهم".

3- اعتماد الحكمة والموعظة الحسنة والحرص على حسن الخطاب، مصداقاً لقوله تعالى: "ادع إلى سبيل ربِّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن"، وقوله: "ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضُّوا من حولك".

أمَّا حُسن الخطاب؛ فإنَّه المفتاح الصالح الذي يفتح العقول والقلوب؛ فيتحقَّق من خلاله المقصود والمنشود، وحتى يتحقَّق حسن الخطاب كان مطلوباً من المربِّي معرفة ما حال المتربِّي، وما يعاني منه، وصولاً إلى ما يحتاجه من حلولٍ وعلاجات، وصدق عليُّ رضي الله عنه حيث يقول: "أُمِرت أن أُخاطِب الناس على قدر عقولهم".

أخي السائل الكريم "أبو محمد"، يمكنك العودة بين الحين والآخر إلى ما تركه السلف والخلف من تراثٍ حول موضوع التربية والتزكية، من ذلك: إحياء علوم الدين للغزاليّ، رسالة المسترشدين للحارث المحاسبيّ، حياة الصحابة للكاندهلويّ، تزكية النفس للدكتور محمَّد عبد القادر أبو فارس.

وفَّقك الله لكلِّ خير، وفتح على بصيرتك، وأثابك خير الثواب".

كيف نهيء الطالبات للتعامل بايجابية مع الحياة الجامعية ؟

1 – يُفضَّل أن نقدِّم لهنَّ الجامعة والحياة الجامعيَّة على أنَّها حياةٌ إيجابيَّةٌ وليست حياةً معاديةً يجب مواجهتها والاستعداد للمعركة معها.
فيُفضَّل عدم التفصيل المملِّ والتدقيق القاتل في كيفيَّة اختيار الأصدقاء والتعامل مع الأساتذة الذكور.. يكفي أن نذكر دائماً وبالخطِّ العريض الذي ينظِّم العلاقة بين الذكور والإناث خاصَّةً وأنَّها هاهنا علاقةٌ أكاديميَّة، وذلك لكي لا تصبح هذه القضية مشكلة، بل نأخذها بشكلها الطبيعيِّ اليقظ.

2 – التركيز على الدراسة والأناقة في اللباس معا، فالفتاة في هذا العمر تهتمُّ بمظهرها، فليكن لباسها أنيقاً وليس متبرِّجاً، ومن الخطأ أن نغفل كلِّيًّا موضوع اللباس.
أمَّا التركيز على الدراسة فيجب طرحه من باب أهمِّيَّة ذلك اجتماعيًّا بحيث يُسجَّل اسم المتفوِّقات في سجلٍّ خاصٍّ تقدِّره الجامعة ويقدِّره جميع الطلاَّب، وعلى صعيد المستقبل فإنَّ التفوُّق يضمن أيضاً المقدرة والكفاءة في تحقيق المركز المطلوب.

3 – طرح موضوع الصلاة كموضوع علاقةٍ مع الخالق سبحانه لا يمكن قطعها أو تأجيلها، لأنَّها ضرورةٌ حياتيَّةٌ مستمرَّةٌ في وقتها، ويُفضَّل عدم طرح الموضوع من باب التأنيب أو الشعور بالذنب.

4 – الجامعة بلا شك انعكاسٌ للمجتمع، فيها جميع الأصناف، وإنَّ الله سبحانه أعطانا المقدرة على الاختيار فلنا الحرية في الاختيار وعلينا تحمُّل المسؤولية الناتجة عنه.
ولهذا الاختيار مقوِّمات، فاختيارنا لمتابعة الدراسات الجامعيَّة يعني اختيارنا للمستقبل الزاهر والواعد، ومن متطلَّبات هذا المستقبل أن يكون فريق عملنا وأجواؤنا كلُّها إيجابيَّةً بعيدةً عن صحبة السوء.

5 – وحول استغلال الوقت بين المحاضرات فيأتي ضمن مفهوم "ساعة وساعة"، فليس شرطاً أن يكون كلُّ الوقت دراسةً وتعليماً وتحضيرا، بل نترك فسحةً للعلاقات الإنسانيَّة والاجتماعيَّة بل والترفيهيَّة، ضمن المفهوم الاختياريِّ السابق.

6 – المشاركة في المعارض والأنشطة ضروريَّةٌ لبناء وصقل الشخصيَّة وتطويرها، وهي مدعاةٌ لملء الوقت بالمفيد، على أن تكون تلك المعارض هادفةً من بعيدٍ أو قريب، ويُفضَّل أن تضع الطالبات بأنفسهنَّ أفكاراً جديدةً للمعارض والأنشطة.

7 – قضيَّة الأحزاب قضيَّةٌ حسَّاسةٌ جدّا، وإنَّ الطلب من الطالبات عدم الانضمام إلى الأحزاب فيه مصادرةٌ لحريِّتهنّ، والأَوْلى توجيههنَّ نحو منهج النظر للأحزاب، وكيف تمتلك كلُّ طالبةٍ القدرة على فهم واستيعاب الأحزاب الموجودة، ومن ثَمَّ اختيار الأحزاب التي تجسِّد حقيقة انتمائها إن وُجِدت، وتحذر من الأحزاب البعيدة عن تراثها وحضارتها إن وُجِدت.
وفي هذا السياق لا يفوتني التحذير من الانغلاق على حزبٍ بعينه، بل أؤكِّد على ضرورة التعاون مع كلِّ الأحزاب الأخرى، فلكلِّ إنسانٍ الفكر والرأي والدرب الذي اختاره، ولكنَّ المساحات المشتركة مع الغير كبيرةٌ واسعة، فلنتعاون فيما نتَّفق عليه في سبيل مصلحة بلدنا وأمَّتنا.
الانتماء شيء، والانغلاق شيءٌ آخر، وعلينا التفريق بينهما بوضوح.

الجامعة هي مصنع الشباب الأكبر، فأحسنوا الصنعة.
بارك الله فيك يا أختي عالية، ووالينا بالأخبار.

كيف أبدأ صديقتي المتبرجة بالدعوة ؟
                           
إنَّ الحالة التي تواجهينها بالنسبة لصديقتك تكاد تكون شائعة، فهنالك العديد من المسلمات اللواتي يؤدِّين بعض الفرائض، ويتمتَّعن بأخلاقٍ رفيعةٍ وعالية، ولكنَّهنَّ غير ملتزماتٍ بالزيِّ الشرعيّ، وقد تكون بعضهنَّ متبرِّجات.
قد لا نكون مطالبين عبر السؤال المطروح باستكشاف خلفيَّة هذه الظاهرة والأسباب الكامنة وراءها، إنَّما معرفتنا بذلك يعيننا إلى حدٍّ كبيرٍ على حُسْن المعالجة، ذلك أنَّ هذه الحالة لم تأتِ من فراغ، وإنَّما صنعتها عوامل وظروف، منها على سبيل المثال:
-عدم تكامل وتوازن التربية التي تلقَّتها هذه الفتاة وغيرها من قِبَل المحضن التربويّ.
-فقدان القدوة العمليَّة في البيت وبخاصَّةٍ من قِبَل الأُمَّهات والجدَّات.
-غلبة الأجواء العامَّة -وغالباً ما تكون غير ملتزمة- على الأسرة، ونشوء علاقات اجتماعيَّةٍ مع أُسَرٍ مثيلةٍ يغلب عليها نفس الطابع، مما يشكِّل مناخاً غير نقيّ، ينعدم فيه التناصح والتواصي بالحقّ، ويكاد لا يُسمَع فيه أمرٌ بمعروفٍ ونهيٌ عن منكر.
إنَّ هذه الأسباب وغيرها تُلقي على عواتقنا جميعاً مسؤولياتٍ ضخمة، وتُشعرنا -كمسلماتٍ وداعياتٍ، وجمعيَّاتٍ وجماعاتٍ إسلاميَّة- بتقصيرنا الكبير تجاه شريحةٍ كبيرةٍ من شرائح المجتمع لإيصالها صوتنا، ولتبليغها دعوتنا التي عادةً ما تكون مقصورةً على الملتزمات والمحجَّبات‍‍‍!
من هنا أودُّ أن أحيٍّي فيك المشاعر الطيِّبة المتحفِّزة للإنقاذ، وإنَّني لعلى ثقةٍ بأنَّك ستنجحين في مهمَّتك هذه، وتنالين من الله تعالى الأجر الذي أعدَّه لمن كان سبباً في هداية الأخرين، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "لأن يهدي الله بك رجلاً خيرٌ لك من أن يكون لك حُمُرُ النَّعَم"رواه البخاري، وفي رواية الحاكم: "لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس"، وحمر النَّعَم هي أجود أنواع الأنعام.

نصيحتي إليك بين يدي هذه المهمَّة تتلخَّص بالتالي:
- عدم استعجال قطف الثمرة، والتذرُّع بالصبر والمصابرة، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا: "إنَّ الله بالغُ أمره قد جعل الله لكلِّ شيءٍ قدرا".
- إنَّ مدخلك الأساسيِّ إلى نفس صديقتك هو أخلاقها العالية، فمن خلال ذلك يمكنك الولوج إلى كثيرٍ من أمور الدين التي اعتمدها الإسلام لتحقيق مكارم الأخلاق، والتي تُعتَبر من المقاصد الكبرى التي بُعِث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو القائل: "بُعثْتُ لأُتمِّم مكارم الأخلاق"رواه أحمد والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط مسلم.
- حبَّذا لو يتمُّ التفكير بترشيح من تثقين بدينه وعقله ليكون زوجاً لصديقتك، ففي ذلك خطوةٌ نوعيَّةٌ وفاعلةٌ على طريق التغيير الذي قد يطال الأسرة كلَّها، وليس فرداً واحداً منها فقط.

هل يعتبر هجر الاقارب اسلوبا ناجحا في ردع الاقارب عن الانحراف ؟
 
"مسألة هجر الأقارب لحملهم على البعد عما هم فيه من تقصير، أمر غير مجد في تبليغ الدعوة للناس، لأن ابتعاد الداعية عن الناس يزيدهم ضلالاً وبعداً عن الدين.
كيف يسمح الداعية لنفسه أن يهجر أقاربه والإسلام يحضه أصلاً على وصلهم، وقربه منهم يقربهم من الإسلام، أرى أن الداعية يستطيع أن يبلغ دعوته أولاً بلسان حاله قبل لسان مقاله، ويجب أن يكون قدوة حسنة لأقاربه كما للآخرين، وهذا أول ما يؤثر بالناس.
والإحسان بكل معانيه يترك أثراً طيباً عند المدعوين، فليكن الداعية محسناً لأقاربه بلسانه وبتقديم الخدمات لهم وبالاهتمام بظروفهم، لاسيما إذا مروا بظروف صعبة.
فالمطلوب إذن أن يفعّل الداعية علاقته بأقاربه أكثر من غيرهم لأنهم أولى بالمعروف, والدعوة معروف، وعلى الداعية أن يبدأ بدعوته بين أهله لأن تطبيق أهله وأقاربه للإسلام مدعاة لغيرهم ليسمعوا له ويأخذوا عنه، والناس إذا لم يجدوا له من أثر على أهله، ربما لن يقتدوا به ولن يسمعوا لكلامه.
من هنا، فإني ناصحة لكل داعية أن يضع أقاربه في سلّم أولويات دعوته، وألا يفكر مطلقاً بهجرهم.
وأستغرب أن يكون السائل لا يملك من طريقة لردع أقاربه عن تقصيرهم سوى الهجر، فأين الصبر الذي أمرنا به الله عز وجل: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها"؟ وهؤلاء الأنبياء والدعاة الذين سبقونا قاموا بدعوتهم سراً وعلانية، ليلاً ونهاراً، صبروا على رفض الناس لهم كما صبروا على إيذائهم لهم وحربهم الشعواء عليهم.. ونحن أيضاً مطالبون باقتفاء أثر الأنبياء والدعاة، إضافة إلى أننا - نحن الدعاة - نحتاج للمدعوين أكثر من حاجتهم إلينا لأننا بسببهم ننال الأجر والرضوان.
فلنهتم بالأقارب ولنصبر عليهم محتسبين عند الله أجرنا، شاكين إليه ضرّنا، سائلين إياه أن يحمي دعوتنا ويكلأ مسيرتنا، وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، وصدق الله تعالى حيث يقول: "واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون. إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون".

أرغب في الزواج ، وأخاف عدم التكافوء ؟
                   
أختي السائلة،
يعجبني فيك أنَّك جعلت محياك لله ربِّ العالمين، وجعلت الدعوة أكبر همِّك ولستِ بنادمة، فبوركتِ يا أختي، وبوركتْ جهودك، وعوَّضك الله بالخير كلِّه.

أختي الداعية،
كم نحن بحاجةٍ إلى أمثالك في صفوف شبابنا وشابَّاتنا، وكم أصبحنا نفتقد من نَذَروا أنفسهم وحياتهم كلَّها لله، فحبَّذا لو أنَّ الدعاة جعلوا منك القدوة الحسنة، إذن لاستقامت أمور دعوتنا، ولتحسَّنت أحوال المسلمين.

أختي،
صحيحٌ أنَّ الزواج سنَّة، وقد حضَّ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحيحٌ أنَّه يحقِّق الفطرة، ولكنَّ الفتاة لا حيلة لها في مجتمعاتنا إذا لم يتقدَّم لها كفؤها، لهذا ليس للفتاة سوى الصبر عسى الله أن يرزقها من هو أهلٌ لها، وما أظنُّ أنَّ قطار الزواج قد فاتك بعد، وإن بلغت السادسة والعشرين.

المهمُّ يا أختي أن تحتسبي كلَّ تأخيرٍ في زواجك عند الله، ولن يَتِرَك الله عملك إن شاء الله، ولو قدَّر الله تأخيراً أكثر، فعليكِ أن تعوِّضي تكوين الأسرة بمحبَّتك لتلميذاتك في الدعوة، فهنَّ بمنزلة الأبناء لك.

نعم إنَّ الحياة الأسريَّة لها طعمٌ خاصّ، وهي الطريق السليم للتناسل ولاستمرار البشريَّة، ولكنَّ الله عزَّ وجلَّ يقدِّر لنا قبل أن نولد مستقبلنا ومصيرنا، وهنا يتجلَّى إيمان المؤمن الذي سلَّم كلَّ أموره لله.

أمَّا التكافؤ بين الزوجين فهو أمرٌ ضروريٌّ لحسن العلاقة بين الطرفين، ولضمان استمرار سعادة الأسرة، ولكنَّ التكافؤ شيءٌ نسبيٌّ ويختلف من بيئةٍ لأخرى، ولا يمكن أن نقيسه بمقاييس حسيَّةٍ ولا بمقارناتٍ بشريَّة، ولكن على الفتاة أن تُعمِل عقلها عند اتِّخاذ المواقف، وأن تترك لقلبها فرصة التعبير والمشاركة، لأنَّ تيسير أمر الزواج يقتضي منَّا هذا، ولكن لابدَّ من توفُّر حدٍّ أدنى من التكافؤ: الدينيِّ والاجتماعيِّ والثقافيّ، فربَّما تكون الزوجة ناشطةً أكثر من الزوج في دعوتها، والعكس ممكن، المهمُّ أن يتَّفق الطرفان على خطٍّ سليمٍ وواضحٍ في الحياة الزوجيَّة، وأن يساعد الواحد الآخر على تأديَة رسالته.

وفَّقك الله وسدَّد خطاك، ونحن بانتظار أخبارك الطيِّبة.  بكلِّ محبَّة.

داعية مؤثرة  ،   وتستغيب .. ما تفسير ذلك ؟
                            
هنا تكمن المشكلة التي تعاني منها مجتمعاتنا الإسلاميّة، الدعاة ليسوا القدوة الصالحة، لهذا فهم يتركون الناس في بلبلةٍ فكريَّة، وحيرةٍ نفسيَّة.
في جلسات الدعوة يظهرون بصورةٍ إيمانيَّةٍ رائعة، وفي غيرها يمارسون المعاصي الشنيعة التي لا يمكن أن يتقبلَّها الناس، ليقينهم بأنَّها من الموبقات.
إنَّ الناس يراقبون في الداعية كلَّ تصرُّفاته، ولا يتقبَّلون بأن يمارس هذا الداعية اللمم، فكيف بالكبائر؟
إنَّ من أعطاه الله رقَّةً في القلب، ودمعاً في العين خشيةً منه تعالى، يجب أن يستشعر بأنَّ الله معه أينما كان في السرِّ والعلن، في المجالس الخاصَّة كما في المجالس العامَّة.
وإنَّ مَنْ منحه الله القدرة على التأثير في الناس وتحقيق إنجازاتٍ دعويَّة، لابدَّ له من مراجعة سلوكه يوميًّا وهو بين يدي الله، فيسأل نفسه ويحاسبها: ماذا ارتكب اليوم من الأخطاء، فكيف بالعيوب؟

أرى –أختي الكريمة– بأن تنصحي هذه الداعية باستعمال أسلوبين للنصيحة:
أوَّلهما: طرح المشكلة عليها أمام الملأ، كأن تُسأَل: ما رأي الشريعة في كذا؟ أو ما حكم الإسلام فيمن تمارس الكبائر التالية؟ طبعاً دون الغمز بشخصها، ودون أن يكون للسائلة أيَّ علاقةٍ شخصيَّةٍ بها؟
وثانيهما: مفاتحتها بشكلٍ مباشرٍ ودون تشهيرٍ بها كي لا تُحرَج، ومكاشفتها بأنَّ ما تعمله من ذنوبٍ سيبطل كلَّ عملها إذا استمرَّت على هذا النحو من السلوك، وتذكيرها بأنَّ من نصَّب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم نفسه قبل غيره، ولَفْتِها إلى ضرورة تهذيب نفسها قبل تهذيب الناس، ولا يغرَّنها أنَّ الناس تستمع إليها وتتأثَّر بها اليوم، فإنَّهم عندما يكتشفون هذا العقوق الذي تتَّصف به هذه الداعية فسيصابون بخيبة الأمل وسيُصدَمون بها، وربَّما بجميع الدعاة، لأنَّها تستهتر بكرامة والديها وتعرِّض اسميهما للزراية والامتهان، وهما اللذان ربيَّاها وأحاطاها بكلِّ ألوان الرعاية والعناية، متناسيةً أو ناسيةً أنَّ الله تعالى قرن اسميهما باسمه في العديد من الآيات، كما قرن شكره بشكرهما ورضاه برضاهما.
أمَّا غيبتها للناس، فربَّما كانت تقصد بذلك ضرب المثل أثناء حديثها وتوجيهها للاعتبار شرط ألا تحدِّد أسماء هؤلاء، إلا إذا كان هؤلاء الناس من المجاهرين بمعاصيهم أو الفسقة والعياذ بالله.

المهمّ، يجب أن يدرك الجميع أنَّ في الدعاة أمراضاً أيضاً كغيرهم من الناس، وإن كنَّا نتمنَّى ألا نرى فيهم أيَّ عيب، كي يستطيعوا أن يكونوا المثل والمثال في نظرنا، وكي نتأسَّى بهم ونأخذ عنهم الكثير، وبالتالي تصل دعوتهم إلى قلوبنا صافيةً نقيَّةً لا تشوبها شائبة.

الحجاب  والعمل  والموضة ، وحيرة ؟

مرض التقليد والإعجاب بأهل الدنيا أمرٌ غير مستغربٍ في مجتمعاتٍ لا تثق بنفسها، وهي دائماً متجِّهةٌ بأنظارها نحو الغرب بشكلٍ عامّ، ونحو من استعمرها في زمنٍ ما بشكلٍ خاصّ.
إذن لا غرابة يا أختي أن تُرفَض الموظَّفة المحجَّبة، وربَّما أيضاً الزوجة المحجَّبة.
ولكن رغم كلِّ ما قلتِه يا أختي بأنَّ مديرك سوف يطردك من العمل في اليوم الثاني، ورغم ندرة فرص العمل للمحجَّبات، ورغم تمييز سوق العمل الواضح لمن تلبس على الموضة على غيرها من الفتيات.. رغم كلِّ هذا يا أختي، فإنِّي لا أرى أنَّ الوضع سوداويٌّ بهذا الشكل، لأنَّ المؤسَّسات الإسلاميَّة انتشرت في لبنان كما في غير لبنان، وهي تحرص على وجود الموظَّفات المسلمات الملتزمات في عداد موظفيها، فلِمَ اليأس والإحباط؟
كذلك هناك الكثير من الشباب الذين يطلبون الزواج من مسلمات، ولكن على الملتزمة أن تتمتَّع بالمواصفات الأخرى المطلوبة إضافةً إلى التساهل في الشروط المادِّيَّة.
ثم انظري كم يزداد عدد الملتزمات يوميًّا في بيروت وفي كلِّ لبنان، وكذلك في جميع البلدان العربيَّة والأجنبيَّة، وحتى في البلدان التي تمنع قوانينها الحجاب، فإنَّ الحجاب يزداد، وتسجِّل المسلمات كلَّ يومٍ مواقف صامدةً وثابتةً لا تخشى في الله لومة لائم.
فاصمدي يا أختي، وعززي إيمانك بالإرادة، وليكن هدفك رضى الله وليس رضى المدير، والله سيتولَّى أمرك وأمر عائلتك وأمر إخوانك.
أعانك الله، وشدَّ من أزرك، ونصرك على نفسك أوَّلاً وعلى أعداء الدين، إنَّه سميعٌ مجيب.

فكرة دعوية عبر الرسائل الالكترونية  ؟
 
لقد أحسن من قال:
كلُّ الحوادث مبدؤها مـن النظر....... ومعظم النار من مُستصغر الشررِ
والمرء ما دام ذا عينٍ يُـقلِّبهـا....... في أعين الغِيد موقوفٌ على الخطرِ
يسرُّ مقلته مـا ضـرَّ مهجتـه....... لا مـرحباً بسرورٍ جـاء بـالضررِ
كم نظرةٍ فتكت في قلب صاحبها....... فـتكَ السـهام بلا قـوسٍ ولا وتـرِ

وحول هذا المعنى يقول الشهيد سيِّد قطبٍ في تفسيره "في ظلال القرآن" ما نصُّه: "إنَّ الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمعٍ نظيفٍ لا تُهاج فيه الشهوات في كلِّ لحظةٍ ولا تستثار، فعمليَّات الاستثارة المستمرَّة تنتهي إلى سُعارٍ شهوانيٍّ لا ينطفئ ولا يرتوي".
وإحدى وسائل الإسلام إلى إنشاء مجتمعٍ نظيفٍ هي الحيلولة دون هذه الاستثارة، وإبقاء الدافع الفطريِّ العميق بين الجنسين سليماً دون استثارةٍ مصطنعة، وتصريفه في موضعه المأمون النظيف.
نعم إنَّ الميل الفطريَّ بين الرجل والمرأة ميلٌ عميق، وإثارته في كلِّ حينٍ تزيد من عرامته، فالنظرة تثير، وكذلك الحركة والضحكة؛ والطريق المأمون هو تقليل المثيرات، وبذلك يختار الإسلام تهذيب الطبع وتشغيل الطاقة البشريَّة بهمومٍ أخرى في الحياة غير تلبية دافع اللحم والدم.
وها هنَّ نساء الغرب اللواتي أسلمن يتحدَّثن عن تجربة المرأة الغربيَّة، وعن القيمة التي أحسَّت بها المرأة، وعن الشعور بالعزَّة الذي مارسته بعد إسلامها، والجميع يُجمع على أنَّ كيان المرأة والأسرة قد تغيَّر نحو السموِّ والرقيِّ الإنسانيِّة والحريَّة الحقيقيَّة التي يبحثون عنها فلا يجدونها.
منذ نصف قرنٍ تقريباً كانت فتياتنا قد اقتنعن بتيَّارات التحرُّر وصدَّقن أنَّ الحجاب يصدُّ المرأة عن العلم ويقف في وجه مستقبلها ويحول دون زواجها.
وإذا علمنا أنَّ مجامع العلم والعلماء ليست في الطرقات، ولا تعقد في حال تعرِّي الأجساد.. وإذا علمنا أنَّ الأجيال التي سبقتنا كان سوق الزواج رائجاً بينها أكثر.. عرفنا أنَّ تلك الإشاعات كان يطلقها الأعداء ثمَّ ينقلها الجهلاء عندنا ليبعدونا عن تراثنا وأصالتنا.
لذا كانت الفتاة تحاول أن تتخلَّص من أوامر أمِّها وأبيها، وتتملَّص من الحجاب الذي كانا يفرضانه عليها بعد أن تبتعد عن رقابتهما وإشرافهما.

كانت الفتاة المثقَّفة تعتبر أنَّ هذا الحجاب عائقٌ دون حرِّيَّتها وسعادتها، فرفضته سرًّا بادئ الأمر، ثمَّ علناً بعد تشجيع المجتمع لها.. لا سيَّما أنَّ الأمَّ لم تكن تملك من الثقافة الإسلاميَّة ما يمكِّنها من إقناع ابنتها به بالحجَّة والبرهان، وإنَّما كانت تريد من ابنتها الالتزام به تقليداً لها وخوفاً من ألسنة الناس.
أمَّا اليوم، وبنتيجة العمل النسائيِّ الإسلاميِّ خلال أربعين عاماً من الزمن، وبسبب وجود المؤسَّسات الإسلاميَّة تنظيميَّةٍ كانت أو اجتماعيَّةٍ أو تربويَّة… فإنَّنا أصبحنا نرى المسلمة تزهو بحجابها وتتحدَّى كلَّ من يحاول أن يعترض طريقها حتى ولو كان هذا المتحدِّي أمَّها أو أباها.
لماذا يا تُرى؟
لقد اقتنعت الفتاة والمرأة المسلمة أنَّها بعودتها إلى ربِّها والتزامها أوامره والانتهاء عن نواهيه تضمن سعادتها في الدنيا والآخرة.
لقد جرَّبت الفتاة والمرأة المسلمة حياة الحرِّيَّة، فوجدت أنَّها لم تجنِ سعادة الدنيا العاجلة… إذن فلم اللهاث وراء الموضة والصرعات وما يُصدَّر إلينا من مسبِّبات الغواية؟
لذا فقد عادت إلى صوابها لتعلن أنَّها مع الله، ولن يثنيها عن ذلك أحدٌ مهما بلغت قوَّته.

يقول الشيخ سيِّد سابق في كتابه فقه السنة: "إنَّ أهمَّ ما يتميَّز به الإنسان عن الحيوان، اتِّخاذ الملابس وأدوات الزينة، يقول الله تعالى: "يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يُواري سوءاتكم وريشاً ولباس التقوى ذلك خير".
والملابس والزينة هما مظهران من مظاهر المدنيَّة والحضارة، والتجرُّد عنهما إنَّما هو رِدَّةٌ إلى الحيوانيَّة، وعودةٌ إلى الحياة البدائيَّة، وإنَّ أعزَّ ما تملكه المرأة هو الشرف والحياء والعفاف والمحافظة على هذه الفضائل محافظةٌ على إنسانيَّة المرأة في أسمى صورها، وليس من صالح المرأة ولا من صالح المجتمع أن تتخلَّى المرأة عن الصيانة والاحتشام ولا سيَّما أنَّ الغريزة الجنسيَّة هي أعنف الغرائز وأشرُّها على الإطلاق".

ولا يظنُّ أحدٌ أنَّ الحجاب الإسلاميَّ يعوق المرأة عن أداء رسالتها في الحياة.
وإذا مرَّت بنا عصور الانحطاط التي حالت دون مشاركة المرأة لأخيها الرجل في أعباء الحياة، فتلك فترةٌ لن نسجِّلها في تاريخنا المشرق الزاهي، كما لا يحقُّ لنا أن نلقي تبعة ذلك التخلُّف على الإسلام، فالحجاب الإسلاميُّ بإمكان المسلمة أن تلتزم به في كلِّ مِصر، في المدينة والريف، في البلاد الباردة والحارَّة، على مقاعد الدراسة وخلف مِقود السيارة، في السوق والحقل.
وإذا علمنا أنَّ الشعوب البعيدة عن الإسلام أصبحت الآن في شَغفٍ لتعلُّم الإسلام بعد أن فرغت حياتها من كلِّ محتوىً روحيٍّ وفكريٍّ وإنسانيّ.. فإنَّ عِلمنا هذا يجب أن يكون مَدعاةً لتمسُّكنا بأهداب ديننا أكثر، لأنَّه الكنز الثمين الذي يجب ألا نفرِّط فيه على مدى الأيَّام.

أيَّتها الأخت المؤمنة: لقد أراد الله لكِ حياة الطهر والعفاف، فكوني كما أمرك الله عفيفةً طاهرة.. صوني جسدك الطاهر من رجس الأعين الزانية، وحصِّنيه باللباس الشرعيِّ والاحتشام، لتذودي عنه سهام النظرات الجائعة الخبيثة.
لا تظنِّي أيَّتها الأخت المسلمة أنَّ الحجاب دليل تأخُّر المرأة كما يردِّد الأعداء، بل إنَّ القيم والمثل والأخلاق الكريمة ونظافة المجتمع من عوامل الفساد والإفساد، هي وحدها طريق التقدُّم والارتقاء وطريق العزَّة والكرامة وطريق القوَّة والنصر.
إنَّ قيمة المرأة ليست بملابسها الخليعة وأصباغها وأدوات زينتها المزيَّفة، بل بكمال عقلها، واتِّزان تصرُّفها، وحسن أدبها، وجمال أخلاقها، وتدفُّق حيائها.
إنَّ حرب التغريب والغزو الثقافيِّ التي اجتاحت العالم الإسلاميّ، والتي تقف وراءها القوى العالميَّة، إنَّما تهدف إلى غرضين خطيرين:
أوَّلهما: هزيمة العقليَّة الإسلاميَّة عن طريق إشاعة الإلحاد والنظريَّات.
وثانيهما: هزيمة النفسيَّة الإسلاميَّة بنشر الإباحيَّة والفساد وتدمير الأسرة والعلاقات الاجتماعيَّة الطاهرة وترويج أسباب الغواية والرذيلة.

إنَّ هذه الهجمة على الإسلام إنَّما تهدف إلى تدمير المجتمع كلِّه، بتغيير الأعراف الإسلاميَّة جمعاء، وتعطيل رسالة المرأة كأمٍّ وزوجةٍ ومربيَّةٍ ومجاهدة، والعمل على استدراجها إلى عالم الأهواء.
لذلك فإنَّ ظاهرة عودة المرأة المسلمة إلى الله في العصر الحاضر تتطلَّب إضاءة الطريق أمامها لتعرف موقعها ورسالتها ومسئوليَّتها، ولتتعرَّف إلى التحدِّيات الكثيرة التي تواجهها.
إنَّ على المرأة المسلمة حيال كلِّ ذلك أن تَثبُت في مواجهة التحدِّي والإغراء والإغواء وأمام عوامل التشكيك والإخضاع.
فلنكن مع الله في كلِّ أحوالنا، فهو عاصمنا من كلِّ ذلك، ومقوِّينا من كلِّ ضعفٍ، وهادينا إلى سبيل الرشاد.
وصدق الله تعالى حيث يقول:
"هذا بيانٌ للناس وهدىً وموعظةٌ للمتَّقين، ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَون إن كنتم مؤمنين".
صدق الله العظيم.

أرغب في دعوة من حولي الى الاسلام .. ولكنني أخجل وأخاف ؟

أنت يا أخي إنسانٌ طيِّبٌ ومؤمن، وترغب بنشر الإسلام في محيطك، فبارك الله بك، وأكرمك بأن تكون من الدعاة الناشطين أيضاً في سبيل دعوته، ومن أجل رفع راية الإسلام في بلدك.

سيِّدنا موسى عليه السلام –يا أخي– تهيَّب من دعوة فرعون، فدعا ربَّه أن يجعل له وزيراً من أهله، أخاه هارون عليه السلام.. فالأمر جدُّ طبيعيٍّ ومألوفٍ بيننا.
المهم كيف علاج هذا الأمر؟
أخي الكريم،
حاولي أن تشارك في حلقةٍ دينيِّة ترتاح أنت لمن يديرها، تأخذ منها الفكرة والأسلوب والمنهج، وبعد مدَّةٍ تكون لك حلقةٌ دراسيّةٌ أسبوعيَّة، تقدِّم فيها موضوعاتٍ تحضِّرها مسبقاً حول الإسلام.. على أن يكون المستمعون والحاضرون أقلَّ منك عمراً وثقافة.
ولكنَّ هذا لا يعني ألا تهتمَّ بتحضير الدرس جيِّدا، فحسن التحضير هو الأهمُّ في نجاح العمل.
ولا بأس أن تستشير من يدير حلقتك التي تشارك فيها عن بعض النقاط والمعلومات التي تنقصك أو تجهلها.
وكما تعلم –يا أخي– أنَّ الإسلام دينٌ شاملٌ لكلِّ شؤون الحياة، فهو للروح والجسد والفكر والعقل والقلب، وهو للدنيا وللآخرة.
كلُّ هذا يجعل منك قادراً على أن تحدِّد تخصُّصك في الدعوة.
حاول أن تكون الموضوعات التي تطرحها من الموضوعات التي تحبّ، فلا تدخل في الفقهيَّات إذا كنت لا تتقن هذا الجانب، ولا تطرق المواضيع السياسيَّة التاريخيَّة مثلاً إذا كنت لا تميل إليها.. وإنَّما ابدأ بأحاديث توجيهيَّةٍ عامَّة، وبجذب المدعوِّين إلى الإسلام والتخلق بمزاياه وتطبيق منهجه وشرعته.

أخي الكريم،
إنَّ الدرس الأسبوعيّ، إذا قمت به وحضَّرت له وأتقنته، سيعطيك جرأةً في الكلام، وستتغلَّب على خجلك الذي تصف نفسك به، وسيعطيك القدرة بعد ذلك على مواجهة أيِّ موقفٍ تجد لك فيه رأياً أو مدخلا.
أرجو أن تبدأ من الآن، فالدعوة إلى الله هي واجبنا، وعلينا تأدية هذا الواجب برضى واطمئنان، وستسجِّل لك الأجيال ما قدَّمت لها من نصيحةٍ لا تبتغي فيها سوى وجه الله والدار الآخرة.

انطلق –يا أخي– يرعاك الله، وادعه أن يشرح لك صدرك، وييسِّر أمرك، ويحلل عقدةً من لسانك.
وبانتظار أخبارك الطيبة، أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه.

كيف يمكنني التأثير في فتيات الملاجيء ؟

إنَّ دعوة فتيات الملاجئ لا تختلف عن دعوة غيرهنَّ من الفتيات، فهنَّ يحتجن إلى العقيدة والفقه والحديث والسيرة وعلوم القرآن وتاريخ الصحابيات.
ولكن علينا ألا ننسى أن ندعوهنَّ للأخذ بأسباب العلم الدنيويِّ كي يستطعن مواجهة التحدِّي الذي سيتعرضن له في مستقبل حياتهنّ، لاسيَّما بعد خروجهنَّ من الملاجئ.
أختي الكريمة،
إنَّ أهمَّ ما يُقدَّم لجذب فتيات الملاجئ للدين هو كيف ساوى الدين بينهنَّ وبين غيرهنّ؟ وكيف تحتفل وتحتفي بهنَّ الدعوة والداعيات إذا حسن إسلامهنّ؟.
إن شعورهنَّ بالكرامة يقرِّبهن من الدعوة، فحاولي –أختي– أن تنفخي فيهنَّ روح العزَّة بالإيمان والإسلام والتي لا يعيشها إلا المسلم، فهنَّ بحاجةٍ إلى الإسلام كحاجتنا إليه، ولابدَّ أن يجدن أمامهنَّ القدوة الصالحة من الأخوات الداعيات.
وتأكدي –أختي– أنَّهنَّ لن ينخدعن بدعوة الغير لهنَّ إلى الدنيا وتفاهاتها.
صحيح أنَّ دعاة الشيطان يبتكرون الوسائل الجذابة لغواية الشابَّات، ولكن الأصح أيضاً أنَّ الأخت الداعية التي تملك الموهبة الدعويَّة، والمؤهلة لمهمَّة الدعوة، تستطيع –بإذن الله– أن تجذب المدعوَّات إلى الإسلام بحسن أدائها واستعمالها لكلِّ الأساليب المشروعة لتشجيعهنّ.
هذه الأساليب التي تتوزَّع على الحلقات والدروس والندوات والعروض السمعيَّة البصريَّة والرحلات والمسابقات والحوافز والهدايا وغيرها، كلُّها ممَّا يُشجِّع فتيات الملاجئ وخارج الملاجئ على الإقبال والاستماع للداعية.
وفَّقكِ الله وسدِّد خطاكِ وأثابكِ خيراً كثيرا.

متزوجة من مسيحي ، وتخاف على أولادها ؟
                    
أختي السائلة،
يستغرب سؤالك كلُّ من يقرؤه، لأنَّ التي تضحِّي بدينها من أجل زوج، كائناً من كان، وكائناً ما كان دينه، كيف يمكن أن تبكي على دين أبنائها وهي تدرك سلفاً مصير هؤلاء الأبناء قبل أن يولدوا.
إنَّ التي تحرص على أن تعطي دينها لأبنائها عليها أوَّلاً أن تحرص على حسن اختيارها لأبيهم وأن تلتزم بما يفرضه عليها هذا الدين من شروطٍ لاختيار الزوج الذي سيصبح بالتالي أميراً لقلبها وبيتها وأباً لأولادها.

كيف تنكرين على أبنائك أن يتَّبعوا دين أبيهم الذي قبلت أن يكون السيِّد في بيتك والقوَّام عليك؟ وأين احترامك له ولشخصيَّته؟ وماذا ستقولين لأبنائك إذا سألوك في المستقبل: لِمَ كلُّ واحدٍ منكما على دين؟
ماذا سيكون جوابك إذا فضَّلوا اتِّباع دين أبيهم أو تعلَّقوا بأبيهم أكثر، لاسيَّما متى وصلوا إلى معرفة موقف الإسلام من زواجك الباطل وتحميلك مسؤوليَّة مثل هذا الزواج؟ وكيف تظنِّين أنَّهم سيقتنعون معك باتِّباع الإسلام الذي خرجتِ أصلاً منه بزواجك الخاطئ الذي لم تحترمي شريعته؟

ربَّما كان زوجك من خيرة الرجال علماً وعقلاً وخصالا، ولكن هذا لا يكفي ليكون زوجاً لك.

لذا، فأنا أقترح عليك أن تشدِّي زوجك إلى دينك إذا كانت قناعتك به سليمة، وهذا يقضي بأن تهيِّئي له صحبةً صالحةً مع مسلمين صادقين في إسلامهم، يأخذون بيده نحو الإسلام.
شجِّعيه على متابعة برامج الفضائيَّات العربيَّة والإسلاميَّة، وكذلك المواقع الإسلاميَّة على الإنترنت، وما أكثرها، إضافةً إلى مطالعة الكتب التي تحثُّ الإنسان بأسلوب المنطق والعقل والحجَّة والبرهان على الإيمان بالإسلام.
فإذا تمَّ اعتناق زوجك الإسلام ربحت أسرتك بكاملها وكسبت دينك، وإلا فإنَّك خسرت دينك ولن تربحي أولادك مطلقاً لأنَّهم سيعيشون انفصاماً واضطِّراباً في عقيدتهم وصراعاً في نفوسهم وعدم استقرارٍ في سلوكهم وتصرُّفاتهم.
أدعو الله أن يهديك ويشرح صدرك ويرشدك للحقِّ أنت وزوجك وأولادك.. إنَّه سميعٌ مجيب.

جامعية تسأل : كيف البداية ؟

"أختي السائلة الكريمة ،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فاعلمي يا أختي أنَّ الإيمان بوجوب الدعوة إلى الإسلام يجب أن يدفع إلى القيام بها وتحمُّل تبعاتها وتكاليفها وتجشُّم مشتقاتها وصعابها، فما كانت طريق الدعوة يوماً مفروشةً بالورود والرياحين، بل محفوفةٌ بالصعاب والعقبات، وهذا ما جعل ثوابها عند الله عظيما، وصدق الداعية الأول صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمُر النَّعَم"رواه البخاري، وفي رواية الحاكم: "خيرٌ لك ممَّا طلعت عليه الشمس".
إنَّ الدعوة إلى الإسلام هي وظيفة الأنبياء والمرسلين والعلماء العاملين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وهي طريق الجنَّة، والجنَّة سلعة الله، وفي الحديث النبويّ: "ألا إنَّ سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة"رواه الترمذيُّ والحاكم، وقال: هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
لقد كابد الأولون وعانوا كل الصعاب في سبيل الدعوة إلى الله: "فما وهَنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضَعُفُوا وما استكانوا، والله يحبُّ الصابرين"، ولنا أن نستعرض قصصهم وأخبارهم في كتاب الله، لندرك أن طريق الدعوة هي: (طريق ذات الشوكة).
إنَّ الآخرين من أهل الباطل يعانون ويشقَون ويتعبون من أجل الدنيا وشهواتها وحطامها، فكيف ينبغي أن يكون عليه حال أهل الله، ومشاعل النور، والدعاة إلى الإسلام –الدين القيِّم– الذي أتمَّ الله به النعمة، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور؟
أنت مدعوٌّةٌ –أيتها الأخت الكريمة– إلى أن تخطي الخطوة الأولى دونما تهيُّبٍ أو خوف، ولتكوني على ثقةٍ بأن الله سيفتح بينك وبين الناس بالحق وهو خير الفاتحين.
يمكن أن يكون مفتاح العبور: تقديم هديةٍ ككتابٍ مثلا، أو من خلال تأدية خدمةٍ ما، أو ما شابه ذلك من مداخل إلى قلوب الآخرين، ولتعلمي أنَّ الخطوة الأولى هي الأصعب دائماً وعلى الإطلاق، وفي كل شأنٍ وأمر.
ولقد لفت انتباهي في سؤالك (أنَّك تعملين على مستوى فرديّ)، وهذا يعني أنَّك غير متعاونةٍ مع أحدٍ في إطار الدعوة إلى الله والعمل للإسلام، وهذا بحدِّ ذاته مستغربٌ وغير مقبول، وبخاصَةٍ في عصرٍ تعتمد الأعمال فيه على المؤسسات، ثمَّ إنَّ الإسلام نفسه يحضُّ على العمل الجماعيِّ المنظَّم، والتعاون على البر والتقوى، والإنسان بتكوينه وطبيعته يحتاج إلى من يعينه ويتعاون معه، حتى الأنبياء عليهم السلام ومنهم موسى عليه السلام –وهو من أولي العزم من الرسل– فإنَّه لم يلبث بين يدَي دعوة فرعون أن دعا ربه قائلا: "ربِّ اشرح لي صدري ويسِّر لي أمري واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي، واجعل لي وزيراً من أهلي، هارون أخي، اشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبِّحك كثيرا، ونذْكُرك كثيرا، إنَّك كنت بنا بصيرا".
من هنا أدعوك أيَّتها الأخت الكريمة إلى أن تبحثي عمَّن تتعاونين معهنَّ على أمر دعوتك، وستجدينهنَّ إن شاء الله، والله سيشدُّ عضُدك لهنّ، ويهيىء لكنَّ من لدنه فرجاً ومخرجا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".

 حفل دعم سوريا

بسم الله الرحمن الرحيم
مداخلة الدكتورة منى حداد يكن في حفل دعم سوريا  المنعقد في الرابطة الثقافية
بطرابلس بتاريخ12 ايلول 2002

        الحمد لله رب العالمين  ، والصلاة والسلام على أنبياء الله اجمعين ، وبعد :
      يسعدني أن اشارككم جمعكم الكريم هذا ، الذي يهدف الى دعم سوريا .. في مواجهة المؤامرة الاميركية الصهيونية التي تسعى الى تشويه صورتها والاساءة اليها من خلال تقديمها الى المحاكمة أمام الكونجرس الاميركي ..
      ولكي يكون دعمنا للشقيقة سوريا  قائما على حيثيات ومبررات ، وليس ردة فعل خجولة وعارضة ، غير قادرة على الصمود والثبات في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تواجهها  لابد وأن نسأل انفسنا جميعا  : لماذا دعم سوريا ؟

       إن دعمنا لسوريا  يـرتكز الى مواقفها الثابتة والشجاعة ، كما ينطلق من  دورها المميز على الصعيدين العربي والاسلامي ، كما على الصعيد الدولي .

·                     فسوريا بقيت صامدة  في مواجهة  التحديات  والالتفافات الاسرائيلية ، في حين سقط غيرها في مستنقع الخيانة ، معترفا بالكيان الصهيوني ، وموقعا معه أذل الاتفاقات ، { كامب دايفد + اوسلو + وادي عربة }

·                     وسوريا دعمت صمود لبنان ، ومكنته من اسقاط اتفاق السابع عشر من ايلول ، الذي كاد يلحقه بالركب الخياني ؟

·                     وسوريا احتضنت المقاومة ، ودعمت الانتفاضة ،  وحركة المقاومة الاسلامية [حماس] ، وحركة الجهاد الاسلامي ، وكل الفصائل الفلسطينية الشريفة  في وقت تنكرالآخرون لكل هذه القوى الوطنية والاسلامية .

·                     وسوريا أبت  الانصياع للارادة الاميركية ،  فرفضت وحذرت من الاعتداء على العراق ، أو ايران ، او اي بلد عربي أو اسلامي ، ودعت الدول العربية والاسلامية الى مزيد من التضامن في مواجهة مخاطر المرحلة .

أيها الحفل الكريم ..

    قد يصعب تعداد الكثير من مبررات دعم  الشقيقة سوريا في هذه العجالة ، إنما صفوة القول  في هذا المقام ، أن سوريا تمثل رأس الحربة العربية والاسلامية في مواجهة الغطرسة الاميركية والعربدة الصهيونية . فكيف بعد ذلك لايكون لها منا كل تأييد ودعم بل كل فداء .. إن سوريا لن تكون وحدها في مواجهة الصلف والغطرسة الاميركية ، وإن قفص الاتهام الذي أعدته الادارة الاميركية لسوريا سينقلب عليها ، ليمثل فيه المسؤولون الامريكيون كمجرمي حرب ، حيث سينقلب السحر على الساحر  والظلم على الظالم . 

             {  ولينصُرنّ الله ُ من ينصُرُه  إن الله لقوي عزيز}

رسالة المسجد

من صيد الصحف [ جريدة اللواء ]

حـديث اليـوم

رسالة المسجد·· والأقصى الأسير

بقلم: د· منى حداد يكن

يعتبر المسجد المدرسة الفكرية والمحضن التربوي الأهم والأقوى أثراً في حياة المسلمين· فالمسجد له قدسية ليست لغيره من المواقع·· ومنبر الجمعة هو امتداد لمنبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ·· وخطباؤه هم وكلاؤه وورثته إذا هم أدوا دوره بأمانة وصدق واتقان··

من هنا كان دور المسجد عموماً، ومنبر الجمعة خصوصاً، بالغ الأهمية في تكوين شخصية المسلم وتشكيل عقله وتنظيم أفكاره·

وإن ما نراه اليوم من مظاهر انحراف عن وسطية الإسلام، واغراق في مهاوي الغلوّ، واسفاف في مسالك الافراط والتفريط إنما يرجع الى أمرين اثنين:

الأول: أن يكون دور المسجد معطلاً وخطبة الجمعة بعيدة كل البعد عن ملامسة واقع الناس ومعالجة أمراضهم ومشكلاتهم·

الثاني: أن يكون له دور ما في استنبات ودعم ظاهرة العنف والتطرف·

إنه لا بد من اعادة تنظيم سلك المشيخة وتنظيم حوارات فكرية اسبوعية لخطباء الجمعة للوصول بالخطاب الإسلامي الى الأفضل والأمثل، وهذا من أولى مهمات المرجعيات الدينية الرسمية والأهلية·

ما من مسجد ترك أثراً في نفوس أهله كما ترك المسجد الأقصى في نفوس المسلمين·· فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين·

قد يسأل سائل وأين منزلة الحرمين؟ لقد حمى الله الحرم المكي والحرم المدني من طغيان هؤلاء الذين قتلوا النساء وشردوا الأطفال ودنسوا المحرمات·· فهما محفوظان بحفظ الله لهما·

أما ذاك الأسير الذي يستصرخ أهله راجياً فك قيده فهو المثل الحي لأفظع مظلمة شهدتها البشرية وأقبح تزوير للتاريخ·

إنه وفي هذا اليوم العالمي للمساجد نغتنمها فرصة لننادي، بأعلى الصوت، هذه الأمة الإسلامية لنبذ الفرقة والخلاف والعودة الى جوهر الدين الحنيف ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم رأفة بكم وبأنفسكم وبهذا المسجد الأسير·

إن التشبث بالمسجد الأقصى معناه قوة تمنع عنه الظلم وترد عنه كيد المعتدين· ولا يتحقق هذا إلا بوحدة الصف والكلمة والتوجه والموقف ونبذ كل ما عدا ذلك والله غالب على أمره· [ جريدة اللواء تاريخ 24/8/2004 ]

moncler