اقام اللقاء الوطني الاسلامي الموسع   بفندق الماريوت  في بيروت ندوة لدعم صموة اهل غزة
وكان مما جاء في كلمة الداعية الدكتور فتحي يكن رئيس جبهة العمل الاسلامي
أيها السادة الحضور .. أيها الجمع الكريم الذي يمثل شريحة نوعية من سنة المعارضة على امتداد الساحة اللبنانية ، كتعبير صادق عن التضامن المصيري مع غزة الصامدة ، وكخطوة مباركة لبلورة دور قيادي وريادي لهذه الطائفة ، ضمن منظومة الطوائف والمذاهب التي يتشكل منها الكيان اللبناني .
إن كانت قوة لبنان في وحدته ، فإن وحدة كل طائفة – ومنها الطائفة السنية – يؤسس لوحدة وطنية كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا .
ونحن إذ نواجه اليوم تحديات عاتية واستحقاقات مصيرية محلية واقليمية لاتجوز مواجهتها متفرقين مشرذمين وغير واعين لدقتها وخطورتها ، آخذين بكل الأسباب المتاحة للتغلب عليها والتمكن منها .
إن مايجري في غزة كان قد جرى مثله في لبنان في العام 2006 ، وبصمود المقاومة وثبات المعارضة والتضامن الداخلي وان لم يكن شاملا وكليا امكن تحقيق انتصار تموز التاريخي غير المسبوق .
إن المعركة التي تخوضها حماس وكل الفصائل الجهادية والمقاومة في غزة من شأنها أن تؤسس لواقع عربي جديد ، ولانتفاضة على حال الترهل والانهزام والاستسلام الذي سيطر على الامة منذ هزيمة عام/1948
إن مايجري في غزة هو معركة التحرر العربي والاسلامي الحقيقي من ذل العبودية والتبعية والعودة بالأمة الى سابق عهدها ودورها الطليعي في قيادة البشرية .
إنه لاعذر عندنا لعربي ومسلم يؤمن بالاسلام ويدعو الى الوحدة الاسلامية ويتخذها شعاراً – فردا كان أو جماعة أو دولة – ويملك أن يخذل عن أهل غزة ، وينال من عدوهم، ثم لا يفعل!
في الاسلام كما في المسيحية، إعتبارات إنسانية واخلاقية تتقدم على كل اعتبارات سياسية ودولية ،
وبخاصة إن كانت منحازة وتتحكم بها الادارة الأمريكية وان كانت اسرائيل لاتقيم لها وزناًَ ، ويبقى حكام العرب وحدهم الذين يتشبثون وراءها لتغطية تخاذلهم وفرارهم من الزحف وواجب المقاومة والجهاد !
ان كنا مسلمين ومسيحيين حقيقيين ، ففي الاسلام والمسيحية اعتبارات وخطوط حمراء لايجوز تجاوزها بحال .. هناك ضوابط شرعية وابعاد اعتقادية تفرض أن تبنى عليها المواقف السياسية وليس العكس . ففي رواية للطبراني عن رسول الله قوله :( لو أن أهل السماوات والارض اجتمعو على قتل مسلم لكبهم الله جميعا في النار ) وفي رواية ( من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة لقي الله مكتوبا بين عينيه (آيس من رحمة الله ) وفي رواية ( من خذل اخاه في حال تجب فيه نصرته كان يقينا على الله ان يذيبه يوم القيامة بالنار ) وفي رواية أخرى ( لايقفن احدكم موقفا يقتل في رجل ظلما ، فان اللعنة تنزل على كل من حضر حين لم يدفعوا عنه )
بقي أن نعرف وتعرف شعوبنا وحكامنا ، أي صنف من الناس يتحكم في مصير العالم اليوم ..
ففي الوقت الذي كان في مجلس الأمن يصدر القرار 1860 بشأن ماتواجهه غزة من مجازر وحرب ابادة كان البيت الأبيض ينعي موت أعز واغلى فرد في عائلة الرئيس جورج بوش انها القطة السوداء التي عاشت مع العائلة مايقرب من ثمانية عشر عاما.
وتقول الأنباء إن موت القطة – سعيدة الحظ – شكل صدمة للعائلة وبخاصة لدى ابنتي بوش ، حيث أعلن الحداد وتقبلت العائلة المالكة التعازي ، في الوقت الذي لم تهتز لهذه العائلة أي مشاعر تجاه المذابح التي تجري في غزة بحق الأطفال والنساء والرجال
ثم اننا لانستبعد ان يكون بعض الحكام العرب قد اتصل او ابرق معزياً .
فمن يهن يسهل الهوان عليه  مالجرح بميت ايلام
إن علينا أن ندرك أن طريق العزة والكرامة مفروشة بالأشواك محفوفة بالمصاعب مخضبة بالدماء .
فان اخترناها وجب علينا دفع الثمن