إن التحديات الخارجية أكثر من أن تحصى .. ويكفي أن نستعراض هنا أهمها أبرزها :
[1] تحدي الواقع الرسمي في الدول الاسلامية والذي يتعامل مع الساحة الاسلامية بعداء ، نتيجة شكه فيها وعدم اطمئنانه لها، وخوفا من أن تعمل على إسقاطه وتغييره ، كما نتيجة الجنوحات المرتكبة باسم الاسلام ، أوالسياسات المعتمدة التي تحكم علاقة الساحة بالحكام والمتصفة دائما بالتوتروالتشنج وشراسة الموقف والخطاب ؟
[2] تحدي القوى والاحزاب والتيارات غير الاسلامية التي كانت بأجمعها مصنفة في خانة العداء للمشروع الاسلامي وساحته الاسلامية ، باستثناء حالة التقارب الاخيرة القائمة بين الاسلاميين والقوميين .
فالحركات الشيوعية وعموم التيارات اليسارية وجميع الاتجاهات العلمانية شكلت على امتداد القرن الماضي وحتى اليوم بؤرة مواجهة واجهاض للحركات الاسلامية في كل مكان ، ولا أدل على ذلك من عمليات الاجهاض التي يمارسها اللوبي العلماني في تركيا لكل حزب له أدنى صلة بالاسلام ، كحزب الرفاه والسلامة والفضيلة وغيره ؟ وما يحدث في تركيا يحدث ما يشبهه في العديد من الأقطار العربية والاسلامية ؟
[3] تحدي الدول الكبري في الشرق والغرب ، وفي مقدمتها النظام الدولي الذي تحكمه وتتحكم فيه الولايات المتحدة الاميركية ، مشرعة السلاح والحرب على الاسلام والساحة الاسلامية، قبل
أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 وبعده ؟ وهي جندت لذلك أجهزتها الأمنية ومؤسساتها الاعلامية ، ومراكزها المالية والاقتصادية .
[4] إختراقات الأجهزة الأمنية الاجنبية وفي مقدمها المخابرات المركزية الاميركية C.I.Aللساحة الاسلامية في عدد من الدول ، وبالتعاون مع أجهزة المخابرات المحلية ، لاستدراج الساحة الى مقاتلها ، عن طريق اصطناع فئات اسلامية تدين لها بالولاء المطلق ، أو عن طريق زرع عناصر من المرتزقة في جسم هذا التنظيم أوذاك ، أو من خلال التسلل عبر حالات من الجهل والتخلف ، الذي لا تخلو منها حركة من الحركات ؟
[5] تحدي وسائل الاعلام التي اعتبرت صانعة للرأي العام منذ نشاتها ، فكيف بها وبآثارها بعد ظهور الفضائيات وثورة الاتصالات الأخيرة ؟ إنها اليوم ـ وبالرغم من حيازة الساحة الاسلامية لبعض منها ـ ذات أثر كبير في تشكيل العقل اليشري وصياغة السلوك الانساني ، وهو تعمل اليوم وتجري خلاف الفطرة وعكس المنهج الرباني بشكل عام والمشروع الاسلامي بشكل خاص ؟
*من التآمر الأميركي على الاسلام :
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تبحث تنفيذ مهمات دعائية سرية للتأثير على الرأي العام وصناع القرار في الدول المحايدة والأخرى الصديقة للولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة الإثنين 16-12-2002 أن البرنامج قد يشمل جهودا لسلب مصداقية وإضعاف تأثير المساجد والمدارس الدينية التي تقول الولايات المتحدة إنها أصبحت تربة خصبة لما تطلق عليه "التطرف الإسلامي" ومعاداة الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط وآسيا وأوربا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بوزارة الدفاع أن البرنامج قد يحتوي إقامة مدارس تقوم على تمويل أمريكي سري لتعليم "نظريات إسلامية معتدلة" من بينها توضيحات حول حرية الأديان بالولايات المتحدة.
وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن كثيرا من مسئولي الإدارة الأمريكية طالبوا بخطة أمريكية خارج البلاد لمواجهة "الإرهاب" تشمل "دعاية قوية وبناءة لتغيير الصورة السلبية لدى شعوب دول كثيرة عن الولايات المتحدة".
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك عدة اقتراحات بأن يقوم الجيش بتقديم أموال لصحفيين أجانب مقابل كتابة تقارير تؤيد سياسة واشنطن، أو تأجير متظاهرين ينظمون مسيرات لمساندة السياسة الأمريكية، لكن بعض المسئولين يخشون أن يتم كشف علاقة هذه الأدوات بالإدارة الأمريكية.
هكذا يجري ويستمر التآمر على الاسلام من قبل الولايات المتحدة الاميركية .. عسكريا : من خلال حروب الابادة ..
واقتصاديا : من خلال الحصار والإفقار .. وإجتماعيا : من خلال الإفساد ونشر الفساد .. وثقافيا : من خلال تشويه صورة الاسلام .. وسياسيا : من خلال مصادرة قرار الشعوب .. وأمنيا : من خلال الانقلابات والاغتيالات وتنصيب المحاسيب والأزلام على مقدرات الأمة ؟
إن كان هذا ما يقومون به ويفعلون ويتأمرون .. فأين نحن ـ كأمة ـ من كل ذلك ؟
هل نتفرج ؟ هل نسكت ؟ هل نستكين ؟
* من أهداف الحروب الأميركية على أفغانستان والعراق وغيرها:
- إعتبارالحرب حرباً صليبية وإن حاول بوش الالتفاف على ما انزلق به لسانه ، فما تخفي صدورهم أكبر .
- وضع اليد على حقول النفط وباقي الثروات الاخرى في المنطقة .
- ترسيم خارطة جديدة لما يسمى " منطقة الشرق الأوسط " بما يحقق المصالح الأميركية اولا ثم مصالح حلفائها .
- جعل بغداد عاصمة المشروع الأميركي الشرق أوسطي ، من خلال تنصيب قيادة عراقية مرتهنة لواشنطن ارتهانا كاملا هو أشبه ما يكون بارتهان القيادة التي تم تنصيبها في أفغانستان بعد سقوط حكم طالبان .
- إنشاء كونتونات طائفية ومذهبية : > شيعية > سنية > درزية > علوية > مارونية تكون بمثابة فتائل تفجير دائمة ،تتجاوز في خطورتها الأثار التي خلفها مؤتمر [ سايكس بيكو ] التآمري في مطلع القرن الماضي وبعد سقوط الخلافة ؟
- شن حرب على الاسلام من خلال سيناروهات ذات أسلحة متعددة ، من ذلك : > العبث بمناهج التعليم الديني > توجيه الخطاب الاسلامي ليوم الجمعة > تقديم مفهوم جديد عن لاسلام ، وبحسب تعبيرهم " الاسلام المعدل " ؟
- شن حرب إبادة على الساحة الاسلامية وشرائحها المختلفة بذريعة محاربة الارهاب ، ودونما تمييز بين " منهجية متطرفة " وأخرى " معتدلة " وغيرها ؟
- فرض وتكريس العولمة " الأمرو ـ صهيونية " على المنطقة العربية والعالم الاسلامي ، ومجمل دول العالم الثالث .
- دعم المشروع الصهيوني ، من خلال ترحيل الفلسطينيين الى الأردن ، ومساندة إقامة دولة اسرائيل الكبرى ، من الفرات الى النيل .
هذه أبرز عناوين الحرب الاميركية على العراق ،بعد الحرب على أفغانستان ، والتي يمكن أن تتبعها حروب أخرى على عدد من الدول العربية والاسلامية كسوريا وايران وغيرها من التي لاتزال
خارج بيت الطاعة الاميركي .. نضعها أمام العرب والمسلمين ، حكاما وأحزابا وشعوبا ، كما أمام مؤتمر القمة العربية الذي يمكن أن يأتي إنعقاده بعد خراب البصرة ؟ |