* قلق تركي من مشروع خط نفط [الموصل – حيفا ] بديلا عن خط الموصل – سوريا .
* حماس تستبعد إغلاق مكاتبها في دمشق ، بعد التهديدات الاميركية لسوريا .
* تونس : شهادات دامية لمتطوعين في العراق > أكدوا على حدوث خيانات واسعة داخل الجيش العراقي .
* أميركا تراقب الحدود اللبنانية برا وبحرا !!
* بوش يشير الى بوادر ايجابية على تعاون سوري وتفهم للرسالة الاميركية .
* بدأت المآكل الاميركية بدخول اسواق العراق مع وصول شحنات من " البيتزا " و " البرغر"!
ولقد أجمع أصحاب رسول الله ? أنه عليه الصلاة والسلام لم يغضب لنفسه قط، إلا أن تنتهك حرمات الله فيكون غضبه لله. > ومن السنن الإلهية: "سنة التفاضل بين الناس". فالناس يستوون في الجوانب التكوينية (في الجنس واللون واللغة والخلقة..) بدليل قوله ?: "ليس لعربي فضل على أعجمي ولا لأبيض على أسود.. إلا بالتقوى، كلكم لآدم وآدم من تراب". وقال عليه الصلاة والسلام: "كلكم بنو آدم، وآدم خلق من تراب، ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله تعالى من الجعلان". أما في قيامهم بواجباتهم التكليفية فإنهم لا يستوون: ?قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون? (الزمر:9). قال تعالى: ?لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً? (النساء:95). وقال ?: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير". ما قبحه الإسلام فهو قبيح، ولو استحسنه كل أهل الأرض، وما جمّله الإسلام فهو الجميل ولو استقبحه كل الناس. وفي الحديث الشريف: "لا يكن أحدكم إمعّة يقول إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أسأت، ولكن: إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا أن تجتبنوا إساءتهم". إن الحلال والحرام، والشبهات ، وحدود الله، والضوابط الشرعية حق الله وحده لا يجوز الاعتداء عليها بالتعطيل والتأويل والهروب من التزامها تحت أية ذريعة، وصدق الله تعالى حيث يقول: ?فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً? (النساء).
والتنظيم – أي تنظيم – ليس له أن يقطع ما عقده الله وربطه الإسلام: ?وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم? (الأنفال:63). والخطاب النبوي يتشدد في ذلك ولا يتساهل حيث يقول عليه الصلاة والسلام: "المسلم أخ المسلم أحب أم كره". ويقول ?: "لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" (متفق عليه). والغضب يجب أن يكون لله حين تنتهك حرماته. أما الغضب للنفس فمطلوب كظمه ولجمه. وعدم الغضب لله يؤدي إلى تعطيل وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والمسلم مطالب بالعفو والصفح في الإيذاء الشخصي وهو المعني بقوله ?: "صِل من قطعك واعف عمن ظلمك وأحسن إلى من أساء إليك". - أما الغضب لله، فيدفع الى النهوض بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويدفع للتواصي بالحق والتواصي بالصبر. - والذين لا يغضبون لله يضيع الحق فيما بينهم ويكونون معنيين بقوله ?: "لعن الله قوماً ضاع الحق بينهم". ولقد نزلت اللعنة على بني إسرائيل لأنهم لا يتناهون عن منكر فعلوه. قال تعالى: ?لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون? (المائدة:78-79). من هنا كان رسول الله ? يغضب إذا انتهكت حرمات الله ولم يكن يغضب لنفسه ولا ينتقم لها قط، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (.. ما انتقم رسول الله ? لنفسه في شيء قط، إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله). بل من هنا كان غضب سيدنا أبي بكر الصديق وهو يعنّف سيدنا عمر بن الخطاب ? وقد أمسك بتلابيبه وهو يقول: (أجبّار في الجاهلية خوّار في الإسلام يا عمر.. والله لأقاتلنهم ما استملك السيف بيدي – يعني المرتدين). إن الخلط بين الغضبين يمكن أن يؤدي إلى مفسدة كبرى ويعطل سنناً إلهية وواجبات شرعية كثيرة ويؤدي إلى ضياع الدين. إن المهم في الأمر أن نميز بدقة بين غضبنا لأنفسنا والذي يلزمه العفو والمغفرة، والغضب لله، والذي يلزمه إزالة أسبابه من المنكرات، وفيه قال المصطفى ?: "أمرت أن أقول الحق ولو كان مرّاً". وقد جاء: "ما ترك الحق لعمر صديقاً".
الساحة الإسلامية ومستوى النصر ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ النصر الذي أعنيه هو انتصار الحق في مواجهة الباطل، وارتفاع راية الإسلام محل رايات الجاهلية، وإقبال البشرية على دين الله.. إنه انتصار القيم الإسلامية، والأخلاق الإسلامية، والمبادئ الإسلامية، والشرعية الإسلامية، وبلوغها المواقع المتقدمة في المجتمع المدني وفي المؤسسات الخاصة والعامة.. إنه قيام أنموذج إسلامي واحد راشد يترجم الإسلام بلسان حاله الإعلامي والتربوي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي والإنساني.. أنموذج للحرية الحقيقية، والعدالة والمساواة الحقيقية. إنه انتصار للمصلحة الإسلامية الحقيقية العليا وعلى حساب مصلحة المسلمين الدنيا.. إن الفارق كبير بين المصلحتين. فقد يصل المسلمون إلى مواقع القرار، ولكن قد لا يصل الإسلام، وقد يؤثر المسلمون بالإسلام في موقع القرار دون أن يكونوا فيه. فالقضية تبقى قضية الإسلام الكبرى، ومصلحة الإسلام العليا، ولو على حساب مصلحة المسلمين. وضمن هذه الدائرة بالذات أجدني مطمئناً لأن أقول بأننا لم نبلغ بعد مستوى النصر. وإن بيننا وبين هذا المستوى فواصل ومسافات وخبرات واختبارات.. مطلوب منا تجاوزها واجتيازها بنجاح وتفوق وجدارة وأهلية، وصدق الشاعر حيث يقول: قد رشحوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل * المستوى الايماني : إن مستوانا الإيماني يجب أن يبلغ بنا درجة يجعلنا أوثق بما عند الله مما في يد الناس. أوثق بنصر الله من مكر أعداء الله، وأحرص على معية الله من معية سواه.. أما مستوى تجرّدنا وإخلاصنا، فيجب أن لا يقل عن مستوى ذلك الأعرابي الذي جاء إلى رسول الله ? قائلاً: "إنني أنزل المنزل أريد وجه الله، وأريد أن يرى مكاني".. فكان الخطاب الرباتي قاطع الدلالة على وجوب خلوص الأعمال لله أغنى الأغنياء عن الشرك؛ ?قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً" (الكهف:110). * الاخوة الاسلامية : أما الأخوة الإسلامية، فهي كذلك اعتراها الوهن سواء ضمن دائرة الشريحة الخاصة أو الساحة العامة. وبذلك حلّت الكراهية محل المحبة، والخصام محل الوئام، والغلظة محل الرفق. والتفرد محل التعاون، وتفشى التناكف والتخادع والتماكر والتلفيق والنميمة وكلها حالقة للدين. الأخوة الإسلامية ليست كالعضوية الحزبية، والصداقة الشخصية، والرفقة المصلحية.. الأخوة أمانة ووفاء وصدق وصفاء، لا مداهنة ورياء. الأخوة مرآة تعكس بدقة تقاسيم صورنا وأحوالنا وتساعدنا على إصلاح ما فسد منا وفينا. فإن كنا نحتاج في بيوتنا لأكثر من مرآة لترتيب سحننا وإصلاح هندامنا، فكيف بما يصقل قلوبنا ويجمل نفوسنا ويصلح دنيانا وآخرتنا؟ وبذلك تنعدم القدوة ويصبح تفلّت من هم في المقدمة والقيادة أشد ممن هم في المؤخرة والقاعدة.. وصدق رسول الله ? حيث يقول: "إذا وسد الأمر لغير أهله فانتظر الساعة". * واقعنا الدعوي: أما واقعنا الدعوي فإنه يحتاج إلى تفعيل وتطوير على مستوى الخطاب والأداء والأسلوب والآلية والمنهجية، ليتمكن من تغطية حاجة الاتساع الأفقي للساحة الإسلامية. والقاعدة أنه بقدر تزايد الطلب يجب أن يتزايد الإنتاج، والطلب على الإسلام اليوم بات عاماً وعالمياً ومتنوعاً، مما يفرض الانتقال من دائرة النخبوية إلى دائرة الجماهيرية، ومن الدعوة الفئوية والخطاب الفئوي إلى الدعوة العالمية والخطاب الجماهيري التعددي. والواقع العلائقي الذي كان أسير الحذر والشك وانعدام الثقة بالآخرين كل الآخرين – مسلمين وغير مسلمين – يحتاج إلى إعادة نظر، وإعادة صياغة من جديد للعلاقة الإسلامية الإسلامية، والإسلامية المسيحية، والإسلامية القومية، وعلى المستويات الشعبية والرسمية، بما يحيى الوظيفة الرسالية للحركة الإسلامية، وينتقل بها من حركة قضاة إلى حركة دعاة، امتثالاً للخطاب الرباني ?وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين? (الأنبياء:107). * مبادئ شرعية ثابتة: إن ما ينبغي أن يكون معلوماً من الدين بالضرورة يجب أن يشمل نظرة الدين لكل جانب من جوانب الحياة العقيدية والعبادية والعملية والحركية والدعوية. وفي هذا المقام سأتناول بعضاً مما ينبغي أن يكون معلوماً من الفقه الحركي بالضرورة، حتى تستقيم المسيرة ويتحقق السداد..
> إن الحق أحق أن يتبع، فهو العاصم من الزلل، والمنجي من الضياع والفتن، وصمام الأمان.. ولقد لعن رسول الله ? قوماً ضاع الحق بينهم. والقاعدة أن الرجال يعرفون بالحق ولا يعرف الحق بالرجال. وصدق الله تعالى حيث يقول: ?والعصر * إن الإنسان لفي خسر * إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر? (سورة العصر). وفي ضوء ذلك جاء قول أبي بكر الصديق ?: (إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني..). كما جاء قول عمر بن الخطاب ? (من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقوّمه بحد سيفه). يجب أن تبنى العلاقة بين المسلمين – فضلاً عن الإسلاميين – على حسن الظن. وأي خروج عن ذلك يجب أن تفرضه مصلحة الإسلام وحفظ الدين، والبنية على من ادعى واليمين على من أنكر. > ومن البديهيات الشرعية أن "الدين النصيحة" لخاصة المسلمين وعامتهم مصداقاً لقوله ? فيما رواه أبو رقية تميم بن أوسٍ ? أنه ? قال: "الدين النصيحة". قلنا: لمن؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم" (رواه مسلم). .. وإن الاستكبار على النصيحة هو استكبار على الله ورسوله وكتاب الله وسنة نبيه، وهو استعلاء على الدين نفسه. وأن نفاذ النصيحة الشرعية يجب أن لا يخضع لقبول أو تصويت، مصداقاً لقوله تعالى: ?وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً? (الأحزاب:36). والدخول في الجدل والقيل والقال مجلبة للفتن والضلال، وصدق رسول الله ?: "ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل بينهم". > والأخوة الإسلامية الحقة هي تلك التي تجعل المؤمن مرآة لأخيه، يحب له ما يحب لنفسه، يفرح لسعادته وطاعته، ويحزن لبؤسه ومعصيته. وعن السلف الصالح قوله: (رحم الله امرءاً أهدى إلي عيوبي). وعضوية التنظيم ليست بديلاً عن أخوة الإسلام، بل هي داعمة لها، مذكرة بحقوقها وواجباتها. فإن سقطت هذه العضوية لسبب ما، تبقى أخوة الإسلام قائمة تحفظ وحدة المسلمين من التفكك والصراع.
|