جماعة النور
مؤسسها: سعيد النورسي
الملقب بـ "بديع الزمان"
مولده:
ولد بتاريخ 1293هـ 1873م في قرية صغيرة تابعة لقضاء (هيزان) في ولاية بدليس بتركيا من أبوين كرديين. وبعد أن تم له من العمر تسع سنوات بدأ يتجه إلى طلب العلم متأثراً بتوجيهات أخيه الكبير: الملا عبد الله.
منهجه في التغيير:
لقد انصبّ جلّ اهتمام الإمام النورسي على مواجهة الحملة البريطانية التي أطلقها (جلادستون) في مجلس العموم البريطاني من أجل فصل الأمة عن قرآنها فيقول: (فكّرت في الأمر وتدبرته وقررت أن أجابه هذه المؤامرة الخطيرة، وبحثت عن الوسائل فدلّني قلبي وإيماني إلى إنشاء جامعة إسلامية تعلّم المسلمين أمور دينهم، وتشدّهم إلى القرآن وإلى الإسلام، وتقوّي فيهم أواصر الأخوة والمحبة).
وكان يهدف من خلال ذلك أيضاً إلى محاربة النزعة القومية (العنصرية) التي كانت قد بدأت تدب في جسد الأمة ففصلت الأتراك عن العرب. فكان يخاطب العرب على أنهم علماء الأمة ويخاطب الأتراك على أنهم الذين ورثوا سلطة الإصلاح فحملوها. ويحث الطرفين على التكامل وعدم الانصياع لمخططات المستعمرين.
وقد اتبع النورسي في ذلك وسيلتين:
- أولاهما: رسائل النور التي تقوّي وتنمّي الأخوّة والإيمان..
- والوسيلة الثانية: إنشاء جامعة في آسيا، كالأزهر في أفريقيا.
وكان يهدف من خلال رسائله إلى دفع خطرين كبيرين:
- الأول: دفع الفكر الخارجي المنحرف الذي يحاول أن يدسّ سمومه.
- الثاني: إزالة الشحناء والبغضاء من قلوب أربعمائة مليون مسلم، وجعل تركيا موئلاً لهم وملاذاً ومرتكزاً.
.. وإنما ركّز على تركيا لأنه كان يرى أن الداء الذي دبّ إلى جسم الأمة إنما نبع منها (حيث الخطط الصهيونية، والمؤتمرات الماسونية) ولذلك يعتبر أن (من الخيانة أن أهرب من وجه هذا كلّه إلى مكان آخر).
كما سلك سبيل النصح للحاكم والمحكوم. فأما الحاكم فقد كان يوّجه إليه النصائح عبر مجلس النواب، ومن توجيهاته:
أ- أن على الحكومة الجديدة – حكومة مصطفى كمال أتاتورك – أن تلتزم بالشعائر الدينية الإسلامية وعلى رأسها الصلاة.
ب- أن تعلم أن في اتباع الغرب في جهالته وسفاهته.. خطر عظيم على الأمة.
وأما على صعيد المحكومين فقد صرف النورسي جهده إلى تثقيفهم وتحصينهم علمياً وفكرياً أمام الغزو العلماني للذين يريدون تغيير هوية الأمة. فكان يحضّ على تعلّم العلوم الطبيعية، بالإضافة إلى العلوم الشرعية، وذلك كي يتمهّد الطريق أمام الذين لا يفهمون إلا بلغة العلوم الطبيعية ليهتدوا إلى الإسلام وعقيدته.
وكان الإمام النورسي يعتبر أن مواجهة الملحدين يكون بإظهار الحقائق القرآنية وتبيينها، وكان يعتبر أن (الهدف السيف أمضى السيوف، ويمنع المسلمين الأتراك من الانحراف عن طريق الإسلام).
وأخيراً كان يرى أن (أوروبا حاملة بالإسلام وستلده يوماً ما.. وإن الامبراطورية العثمانية حاملة بأوروبا وستلدها يوماً ما). |