{ فأقم وجهك للدين حنيفا ، فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله ، ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون }الروم 30
لقد كرم الله تعالى الانسان بالعقل ، وفضله به على سائر خلقه .. فبه يميز بين الخير والشر ، والهدى والضلال ..
وهو مناط العقل والتكليف ، ومستودع العطاءات ، وخزان الابداعات ، وبتعطله يتعطل كل شيء ؟
قيمة العقل في نظر الاسلام
وفي لفتة معبرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قيمة العقل وأهميته ، قال { أول ما خلق الله العقل قال له : أقبل فأقبل ، ثم قال : أدبر فأدبر . قال : فبعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أكرم علي منك ، بك آخذ بك أعطي ،وبك أثيب وبك أعاقب ،} رواه الطبراني .
والقرآن الكريم وصف الذين لا يعقلون ، والذين لا يُعملون عقولهم فيما يجري لهم وحولهم بانهم كالأنعام، حيث قال :{ إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون } الانفال 22
من هنا كان العقل نعمة من أجلِّ نعم الله تعالى على الانسان، وأحد أهم خصائص الفطرة التي فطر الله الناس عليها والتي دعا الى المحافظة عليها ، ضمانا لسلامة واستقامة ونجاح وفلاح الانسان .. من هنا كان قوله صلى الله عليه وسلم :{ ما اكتسب المرء مثل عقل يهدي صاحبه الى هدى ، أو يرده عن ردى } رواه ابن محبر . وقوله :{ لكل شيء دعامة ، ودعامة عمل المرء عقله }
حرص الاسلام على صيانة العقل
ولقد حرص الاسلام على صيانة العقل وحمايته من كل ما يؤدي الى إضعافه وتعطيله ، وحرضه بكل الاسباب والوسائل التي تساعد على تنشيطه وتقويته : كالتعلم ، والتفقه ، والبحث ، والتفكر ، والسياحة في ارض الله الواسعة واستكشاف آيات الله في خلقه ، قال تعالى :{ إن في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار، والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس ، وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها ، وبث فيها من كل دابة ، وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون } البقرة 164
الاسلام يحرم كل المسكرات والمفترات والمخدرات
من أجل ذلك حرم الاسلام وحارب كل أنواع المسكرات والمفترات والمخدرات حفاظا على شعلة العقل من أن تنطفيء ، أو يصيبها وهن وضعف ، لما يترتب على ذلك من انحراف وفساد في سلوك الانسان ، وخراب للمجتمع .
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ كل مسكر خمر وكل خمر حرام }وقال:{ كل ما خامر العقل فهو حرام }
* والفقهاء المسلمون استخدموا استخدموا تعبير [ المخدرات ] منذ القرن العاشر الهجري ، أي منذ اربعمائة وخمسة وعشرين عاما تقريبا .
- فالامام القرافي قسم المواد التي تؤثر على العقل الى ثلاثة أنواع :
1- المسكرات : التي تغيب العقل دون الحواس ، مع حصول نشوة .
2- المفترات : التي تغيب العقل بدون نشوة .
3- المرقدات : وهو ما غيب العقل والحواس ، وينطبق على كل أنواع المخدرات .
- هذا وقد أجمع فقهاء المذاهب الاسلامية على تحريم انتاج المخدرات وزراعتها وصناعتها وتعاطيها ، درءا ً للمفاسد والاخطار عن المجتمع ، والتي باتت تعاني منها المجتعات غير الاسلامية الأمرّين ، حيث شاعت الجرائم وحالات الانتحار والأمراض العصبية ، وحيث انتشرت الرذائل والفواحش ، وظهرت الأوبئة الفتاكة كوباء الآيدز وسواه . فنسأل الله تعالى العفو والعافية ، ونحمده عزوجل الذي أمتن علينا بالاسلام دين الفطرة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته فتحي يكن الاربعاء 26جمادى الثانية 1423هـ الموافق 4 ايلول |