الحمد لله الذي أكرمنا بالاسلام ، أنعم علينا بنعمة الهدى والايمان ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله . والصلاة والسلام على سيد الانام وخاتم الرسل الكرام وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
نحن مدعوون الى أن نشمّر للجنة ونقرع بابها في كل حين ، فكيف في رمضان ، شهر الخيرات والبركات والطهر والقربات . فهلا اهتبلنا الفرصة قبل فواتها وقد انقضى نصفها ، وأوشك رمضان على الرحيل ، وهيهات هيهات أن يدركنا رمضان مرة أخرى ولا زلنا على قيد الحياة ؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : :{ ألا هل من مشمّر للجنة ؟ فإن الجنة لا خطر لها ، وهي ورب الكعبة نور يتلألأ ، وريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، ونهر مطرد ، وثمرة نضيجة ، وزوجة جميلة ، وحلل كثيرة ، ومقام في أبد في دار سليمة ، وفاكهة وخضرة ,وحبرة ونعمة ، في حلية عالية بهية .. قالوا نعم يا رسول الله ، نحن المشمّرون لها .. قال : قولوا : إن شاء الله ، فقالوا إن شاء الله } رواه ابن ماجة .
والتشمير للجنة إنما يكون باتيان الطاعات ، وترك المنكرات ، وإحسان الصلاة وسائر العبادات ، والاحسان الى الناس وتفريج الكربات ، وتحديث النفس بالجهاد والاعداد له وعقد النية عليه ، وتحضير النفس للشهادة والالحاح في طلبها وتمنيها { وأمتنا على الشهادة في سبيلك }
والتشمير للجنة إنما يكون بالدعوة الى الله ، والنصح للناس ، والصدع بالحق ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والاصلاح بين الناس ، والتعاون على الخير ، والعمل للاسلام .
أما قرع باب الجنة فانما يكون بالجوع ، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ، الى السيدة عائشة رضي الله عنها :{ أديمي يا عائشة قرع باب الجنة بالجوع }
الجوع بكل اشكاله وأبعاده ..
جوع البطن عن الطعام والشراب .
وجوع الاعضاء عن المنكرات .
وجوع النفس عن الأهواء .
وجوع الفرج عن المعاصي .
وجوع العقل والتفكير عن سيء الخطرات .
وجوع اليد عن الكسب الحرام .
وجوع اللسان عن القول المنكر .
وجوع العين عن سوء النظر .
الخميس 16رمضان 1423 هـ الموافق 21 تشرين الثاني2002 م |