louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


  فقهيات تنظيمية | شرط نجاح الحركة المسلمة صلاح قيادتها

لا ابالغ  اذا قلت ان العالم الاسلامي اليوم ـ بمؤسساته الرسمية والاهلية ـ يعيش أزمة قيادة بالرغم من كثرة القادة ؟

فليس كل قائد جدير بالقيادة ـ مطلق قيادة ـ فكيف بالقيادة الاسلامية ؟   بل ان معظم القادة لم يبلغوا مواقع القيادة بمؤهلاتهم القيادية ،  او وفق ابجديات الارتقاء والصعود ونواميسه الطبيعية .

فهذا قائد  ورث القيادة ـ عائليا ـ عن اسلافه  ومن سبقه  من اشقاء او آباء ..

وذاك جاء به الى موقع القيادة انقلاب عسكري ..

وآخر اقتضت مصالح ـ اقليمية او دولية ـ ان يعتلي العرش فاعتلاه ..

ومنهم  من جاء نتيجة استفتاء شعبي  او انتخاب { برلماني } بصرف النظر عن كونه صحيحا  او مزورا  ومعلبا  ؟

هذا في نطاق المواقع القيادية  الرسمية ،  أما في نطاق المواقع القيادية الاسلاميــــــة { الحركية والحزبية والاهلية } فحدث ولا حرج .. ويبدو ان المرض يكاد ان يكون واحدا بين القيادات الشعبية والقادات الرسمية ، ذلك ان انسان هذا الزمان واحد ، سواء كان في هـــــذه الدائرة او تلك ،  مع ملاحظة بعض الفروق ،  او وجود بعض الاستثناءات ،  انما بمجموعها لاتشكل حالة  عافية يعتد بها ..

ففي ساحة الاسلاميين ، نلاحظ وجود انماط عجيبة من القادة ، مع الاعتراف بوجود اكفاء، انما  كفاءة هؤلاء تبقى حبيسة قماقم التنظيم  الذي ينتمون اليه  دون  يتمكنوا من لعب دور قيادي عام جامع  ، يلم شعث الشتات من التنظيمات والحركات والجماعات  المتناثر هنا وهناك وهنالك.

فهذا  وصل الى موقع قيادي نتيجة  تزعم انشقاق عن الحركة التي انتمى اليها وعمل في صفوفها ..

وذاك جاء نتيجة  عملية تصحيحية  لواقع حركي  معين ، وبصرف النظر عن كون هذا التصحيح هو للمصلحة الحركية ام للمصلحة الشخصية ؟

وآخر تسلق جدار  التنظيم  وتسلل الى حرم القيادة في غفلة  من الجميع او بتشجيع من حرس التنظيم نفسه او بعضم  لغاية في نفس يعقوب ؟

وهنالك من  قرر  ـ او قرر له ـ ان يصبح  زعيما ،  فجمع عددا من الانصار والمحاسيب ونودي به اميرا فكان ؟

ويبقى القليل من هؤلاء واولئك من تولى القيادة بجدارة ووفق الاصول والشروط المعتبرة والمقررة ..

 
لماذا كل ذلك ؟
 
باختصار شديد اقول : ان  الازمة القيادية هذه لم تنشأ من عدم  ولم تأت من فراغ ، وانما تشكلت نتيجة اسباب موضوعية كثيرة  منها :

[1]   قصور المناهج التغييرية وعجزها عن امداد الواقع البشري  بنماذج قيادية في في مستوى الاسلام ، ومستوى العصر ، ثم مستوى المهمات المناطة بها ، بسبب استعجال الوصول حينا ، او سوء الاختيار احيانا ، ونتيجة لتحكم الأمزجة والاهواء في بعض الاحيان. انه لابد من النفاذ الى عمق المراد والمطلوب من  { سنة التغيير } حتى لاتبقى عملية التغيير نظرية غير واقعية ، او مجتزأة غير كاملة ، او جانحة غير متوازنة ، او خليطا من كل هذا وذاك ، وصدق الله تعالى حيث يقول { ان الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ويقول { ذلك بأن الله لم يك مغيرا انعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }
 
[2]  ضياع التصور القيادي ، ومسؤولية { الأمانة } وقدسيتها بين مفهومي التكليف والتشريف ، مما يفسد المناخات ويحبط الاعمال والخطوات ، ويفتح بابا واسعا للشيطان، حيث تشرئب حظوظ النفوس ، وتستيقظ الآهواء والشهوات ، فيتفاقم اللهث على مواقع القيادة ، ويتعاظم الصراع على حب الولاية وطلبها  ، مما يرفضه ولا يستسيغه النهج النبوي القائل { طالب الولاية لا يولى } فاذا حصل هذا ووقع ما يخالف امر الله ورسوله كان لابد من وقوع الكارثة التي اشار اليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : { اذا وسد الامر الى غير اهله فانتظر الساعة } وكان لابد من الضيع والخسران ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول { من استعمل رجلا على عصابة وفيم من هو اتقى لله منه فقد خان الله ورسوله والذين آمنوا }

[3]  امتداد اليد الخارجية وعبثها بالكيانات التنظيمية  ،  وتركيزها ابتداْ على مواقع القرار ، لأنها  الاسهل  الى تحقيق اغراضها وتمرير مشاريعها وسياساتها  التآمرية, فان لم يتحقق لها ما تريد  كان الخلع والاقصاء بكل صوره واساليبه وصوره ؟  وعملية الاختراق هذه قد تبدأ  بطرح  افكار ومشاريع لتهيئه المناخ، وقد يرافقها العطاء السخي  واوعود الوردية ، واحيانا تستخدم فيها لغة التهديد والوعيد ، وهكذا ؟؟

[4]  حدوث او احداث مناخ فاسد ضمن الدائرة المعنية او البنية الحركية ، كتشكيل مراكز قوى ، اوتحريك الصراعات بين الاجيال ، او بتعطيل الاخذ بفقه { الاولويات } و { الموازنات} وسنة { الثواب والعقاب }  واعتماد{ المنطق التبريري} الذي يرفض الاعتراف بالخطاء ويصر على جعل الكرة في ملاعب الاخرين دائما وابدا ؟؟  ولا اخالني الا خائفا ومتوقعا حدوث ذلك على الساحة الاسلامية يوم وضعت كتابي { احذروا الايدز الحركي } وضمنت كتابي { نحو صحوة اسلامية في مستوى العصر

أهمية القيادة في الاسلام:

 ان اهمية القيادة في الاسلام بالغة وكبيرة ، واللفتة النبوية  الكريمة  تلامس صميم ذلك وذروته من خلال قوله صلى الله عليه وسلم { صنفان من انتي اذا صلحا صلح الناس واذا فسدا فسد الناس : العلماء والامراء  } والسنة هذه  تجري وتطال  كل القيادات من غير استئناء  وتمييز  بين  قيادات رسمية سياسية وبين اخرى  شعبية  حركية . فالكل مسؤول والقادة الاسلاميون اعظم مسؤولية من غيرهم  لآنهم حملة رسالة الاسلام ودعونه ويجب ان يكونوا في المستوى المطلوب ،  وغيرهم ليسوا كذلك  ، بل انهم لم يدّعوا ذلك كنا ولا زلنا   ـ نحن الاسلاميين ـ  ان ننقد  الواقع السياسي القئم  نحونا باللائمة على الحكام والمسؤولين ، واستثنينا  انفسنا كقادة ومسؤولين من التقويم والنقد ، وبالغنا في تطبيق الشرع  عليهم دون انفسنا  ،  واعتبرنا ـ مخطئين ـ ان  كل ما ورد ذكره في كتاب الله تعالى وسنته المطهرة عن الحكام والامراء ـ امرا ونهيا ـ لايعنينا  كامراء وقادة في شيء ؟  وفاتنا  ان الخطاب شامل واننا كقادة اسلاميين معنيون قبل غيرنا واكثر من غيرنا  ..
 
فالسلطان الجائر الذي ورد ذكره في  حديث { سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام الى امام جائر فنصحه فقتله } وحديث { افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر } ، ان هذا السلطان يمكن ان يكون امير جماعة  كما يمكن ان يكون رئيس دولة ،  والحكم واحد في كليهما ..  ولقد حسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدل في هذا بقوله { والذي نفسي بيده لو ان فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها } ولكم شهدت ظلما من { قادة اسلاميين ] بحق الآخرين كما بحق اهوانهم  لايدانيه ظلم اعداء الاسلام  لهم  ومكره بهم  ، وصدق الشاعر حيث يقول :

وظلم ذوي القربى اشد مضاضة          على المرء من وقع الحسام المهند

ان المعادلة الاسلامية ـ قرآنية ونبوي ـ قطعت بأهمية دور القيادة  ، وان الامة تسعد وتسود بصلاح الراعي الصالح ، كما انها تشقي  بفساده ..  

وثمة قضية هامنة لابد من  تبيانها  وتجليتها ، حتى لاتكون ذريعة في محلها  ، وهي ان المقصود بالصلاح  هنا  هو صلاح  كل شيء من امور الدين والدنيا.. صلاح المظهر والمخبر ،صلاح العقيدة والعبادة ، صلاح القول والعمل ، صلاح الاخلاق والادارة والسياسة ، الخ ..

المهمات المترتبة على القيادة في الاسلام :       

ان المهمات الملقاة  على كاهل  القيادة ثقيلة وثقيلة جدا ، مما يجعل مسؤوليتها امام الله اولا  ثم امام  الناس كبيرة .. ولقد تناول علماء السلف  هذا الجانب بكل دقة واسهاب ، وافردوا له المؤلفات لعظيم  شأنه  وكبير اثره  على واقع المسلمين ومستقبلهم ، على تقدمهم وتأخرهم ، على قوتهم وضعفهم ، على نجاحهم وفشلهم ، على صلاحهم وفسادهم ، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم [ صنفان من امتي اذا صلحا صلح الناس واذا فسدا فسد الناس :[العلماء والأمراء ]

يقول ابو يعلى الفراء الحنبلي في كتابه [ الاحكام السلطانية ]  :  ويلزم الأمراء من امور الأمة عشرة اشياء :

{1} حفظ الدين على الاصول التي اجمع عليها سلف الامة .. فان زاغ ذا شبهة عنه بين له الحجة وأوضح له الصواب ، وأخذه بما يلزمه من الحقوق والحدود ، ليكون الدين محروسا من خلل  والأمة  ممنوعة من الزلل ..

{2} تنفيذ الاحكام بين المتشاجرين ، وقطع الخصام بينهم ، حتى تظهر النصفة ،  فلا بتعدى ظالم ، ولا يضعف  مظلوم .

{3] حماية البيضة والذب عن الحمى ليتصرف الناس قي المعايش ، وينتشروا في الاسفار آمنين .

{4}  اقامة الحدود ، لتصان محارم الله تعالى عن الانتهاك ،  وتحفظ حقوق عباده  من اتلاف واستهلاك .

{5} تحصين الثغور بالعدة المانعة والقوة الدافعة ، حتى لا يظفر الأعداء بغرة ينتهكون بها محرما ، ويسفكون فيها دما لمسلم او معاهد .

{6}  جهاد من عا ند الاسلام بعد الدعوة ، حتى يسلم او يدخل في الذمة .

{7}  جباية الفيء والصدقات على ما اوجبه الشرع  نصا واجنهادا من غير عسف .

{8}  تقدير العطاء وما يستحق في بيت المال من غير سرف ولا تقصير  ، ودفعه في وقت لاتقديم فيه ولا تأخير .

 {9}  استكفاء الامناء  وتقليد النصحاء  فيما يفوضه اليهم من الاعمال ، ويكله اليهم من الاموال ، لتكون الاعمال مضبوطة والاموال محفوظة .

{10} ان يباشر بنفسه مشارفة الامور ، وتصفح الاحوال ، ليهتم بسياسة الامة ، وحراسة الملة ، ولا يعول على التفويض تشاغلا بلذة او عبادة ، فقد يخون الامين ويغش الناصح .

وقد قال الله تعالى { يا داود انا جعلناك خليفة في الارض ، فاحكم بين الناس بالحق ، ولا تتبع الهوى }  فلم يقتصر سبحانه على التفويض دون المباشرة ، وقد قال صلى الله عليه وسلم { كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته } .

ان كل مهمة من هذه المهمات  هي عنوان كبير  تندرج  تحته  مفردات  كثيرة  من شأنها ان تشكل منظومة شاملة متكاملة  من المسؤوليات  والاعباء الملقاة على كاهل القادة المسلمين والقيادات الاسلامية ، مما يكشف ابعاد المعاني التي عناها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصف المسؤولية فيقول  { انها لأمانه, وانها يوم القيامة لخزي وندامة، الا من اخذها بحق }

 المسؤولية الشرعية للقيادة :

 قد  لا يقدر الا القليل حجم المسؤولية الشرعية  المودعة في عنق  القائد  وقد يعتبرها البعض  مسؤولية بحجم مسؤولية  معاونيه ومساعديه ،  او بحجم مسؤولية اعضاء المجلس القيادي ليس الا ؟
 
ويذهب الشطط بالبعض الى اعتبار رأي القائد  كرأي اي فر د من افراد التنظيم ؟ او ليسوا جميعا سواء كأسنان المشط الواحد ؟  ودونما تمييز بين المساواة الانسانية التي تطال الجميع وبين مراتب المسؤولية  التي لايحوز ان تكون سواء بين الجميع بأي حال من الاحوال ؟
 
* فما قيمة القيادة  ان لم تعط حق المفاضلة بين الأراء ، بين ما تراه  خطأ او صوابا ، راجحا او مرجوحا؟؟

* ثم لماذا  يكون القائد مسؤولا  ان لم يكن له  فصل الخطاب  والقرار الاخير بعد التشاور  وتقليب وجهات النظر ؟  او ليس حجم المسؤولية بحجم الصلاحية  كما يؤكده شرعنا الاسلامي  وكما  هو متداول ومعمول به  في كافة الانظمة والقوانين الوضعية .

ثم كيف يمكن ان يكون للقائد حق الطاعة دون غيره – وهو حق شرعي مقدس- ان لم تكن مسؤوليته الشرعية اكبر واعظم ؟  وعلى اي وجه يمكن ان يفسر قوله صلى الله عليه وسلم { اسمعوا واطيعوا ولو تأمر عليكم عبد حبشي رأسه زبيبة ، او كالزبيبة}
بل لماذا تكون مسؤولية القائد كبيرة امام الله ، ثم امام الناس  ان لم يلحظ  بصلاحيات  ومهمات  ليست لسواه . وكيف يكون حاله وحال من حوله سواء وهو معني
بالخطاب النبوي { ان الله سائل كل راع عما استرعاه  حفظه  ام ضيعه }

* او لم يؤد  هذا  التصور  المغلوط  الى  نشؤ  اجيال  لاتقيم وزنا  لسابقة ايمان   وعلم  وخبرة  ومسؤولية  وسن ،  والى  انتشار بدعة { نحن رجال وهم رجال } والى مخالفة صريحة  للقاعدة القرانية التي تصف حال  الخلف والسلف من خلال قوله تعالى: { والذين تبوءوا الدار والايمان  من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ، ولايجدون في صدورهم حاجة  مما اوتوا ، ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة، وم يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون : ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا  بالايمان ، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ، ربنا انك رؤوف رحيم} الحشر  وتبعا لنشؤ هذه الظاهرة  تختل  كل المعادلات، وتبرز احوال  عجيبة من انعدام الوزن ..  فيتقدم  للمواقع  الشورية   حديثو  السن والعلم والخبرة ، بدل ان يأخذوا  دورهم الطبيعي في المواقع التنفيذية  ،  وتتعطل المواقع التنفيذية  التي اخلاها الخلف  ويتعذر ان يملأها  السلف  ،  ويصبح الحال  كحال انسان  يمشي مكبا على رأسه مفكرا  بقدميه ؟
 

ان الاقلال من شأن القيادة ، وتبهيت دور القائد واستلاب صلاحياته بدعوى المساواة {البدعية } او بدعة المساواة ، والتي غالبا ما تخفي وراءها  اهدافا شخصانية شيطانية ، تؤدي بالنتيجة  الى تعددية القادة والرؤوس  ، ونشؤ مراكز قوى ونفوذ في الكيان التنظيم يالواحد ، وبالتالي الى هلكته وانهياره على رؤوس الجميع ؟
 
واذا كان القائد في الاسلام  واحدا لا اكثر – ليتحقق الامساك بالمسيرة  وتحديد المسؤولية- ان هذا لايعني - كما بريد ان يصور البعض -  ان يكون القائد دكتاتورا وحاكما برأيه  من غير  شورى ومؤسسات شورية ، ومن غير قواعد واصول للتشاور مع اهل الحل والعقد ؟ ان غير ذلك  لا يعني ولا يؤدي الا الى اعجاب كل ذي رأي برأيه . من هنا كان موقف الخليفة الرشد ابو بكر الصديق رضي الله عنه  حيال ظاهرة الردة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ان اخذ بتلابيب الفاروق عمر بن الخطاب- الذي استحسن عدم الدخول في حرب مع المرتدين – وقال : { جبارا  في الجاهلية خوارا في الاسلام باعمر ؟ والله لو منعوني عقال بعير كانوا يؤدونه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم عليه ، والله لأقاتلنهم ما استمسك السيف بيدي } انه موقف وقرار القائد القائم بدوره وواجبه ، المدرك لمسؤوليته الشرعية .
 

ان القيادة في الاسلام ليست مظهرية اوشكلية او فولكلورية .. انها امانة  كبرى ومسؤولية عظمى  ، من زهد فيها اعين عليها  ، ومن طمع فيها وكل اليها ..   ولكم نكب  المسلمون  بقيادات لها  ظاهر القيادة ومظهرها ، بينما هي في الحقيقة مقادة من اخرى تمارس دورها في الظل ، متحكمة في كل شيء  ومن غير ان تكون  مسؤولة عن شيء ؟

قبادة الظل :
 
هنالك نوع من الناس ـ لسبب  او لآخر ـ لا يحبون العمل  في واضحة النهار ، وينأون عن تحمل المسؤولية القيادية علانية وبشكل مباشر ، ويعمدون الى ممارسة دورهم وتحقيق مقاصدهم من وراء القياداة الشرعية المعلنة ؟

و هذا النوع من القيادات الخفية لايتاح لآصحابها فرصة مباشرة نفوذها والتعبير عن خبايا نفوسها الا من خلال  وجود قيادة  ضعيفة ,  في حين ينحصر دورها الخفي  حيال وجود قيادة  قوية فاعلة في تهشيم  هذه القيادة وتحطيمها والاتيان باخرى يسهل قيادها ومصادرة  قرارها .

والمتتبع لخلفية هذا النوع من البشر يلحظ وجود خلل نفسي لديه يتصل بخلفية نشأته وتكوينه ،  قد يعلمه وقد لايعلمه ، وقد يشعر به وقد لايشعر به صاحبه ، ولكنه بالنتيجة موجود ، ويظهر واضحا وجليا من مجمل سلوكياته  التي تتركز باستمرار على  ممارسة القمع والتسلط ، والاستئثار بالقرار ، بما في ذلك من دعم وتأييد للموالين ، والتخلص من المناوئين والمعارضين ؟  والغريب المريب في هؤلأ  انهم يقربون ويكرمون من والاهم  ولو كانوا عاصين لله ورسوله ، في حين يبعدون ويحاربون من عارضهم ولو كانوا  مستقيمين صالحين ؟

واذا ابتليت جماعة مسلمة بهذا  النوع من الناس فقد  اوشك نجمها على افول ،  ومصيرها الى زوال ، وريحا الى ذهاب ؟؟

وختاما .. فان الجماعة المسلمة كي تكون راشدة  ناجحة موفقة  كان لابد لها من قيادة  واعية وصالحة وقوية ..  ويستحيل قيام تنظيم جيد من غير قيادة جيدة  لأن فاقد الشيء لايعطيه ، وكل اناء بالذي فيه ينضح  .  والله اعلم  وهو المستعان وعليه التكلان.       


عرض الكل
moncler