ومن شعارات حركتنا الاسلامية المباركة : [ القرآن دستورنا ] الذي يحدد دستورها في كافة شؤونها ، وهو القرآن الكريم الذي نزل به الروح الأمين على محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ليكون للعالمين نذيرا .
والدستور هو المرجع التشريعي والتقنيني ، والمحتوى العقيدي والفلسفي للتصور الاسلامي للكون والانسان والحياة .. واليه يرجع المسلمون إن عرض لهم قضاء ، أو أشكلت عليهم قضية ، أو وقع بينهم نزاع ، مصداقا لقوله تعالى [ فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ، ذلك خير وأحسن تأويلا ] النساء 59
. فالقرآن الكريم دستور المسلمين في عقيدتهم وعبادتهم وسلوكهم واخلاقهم ومعاملاتهم وعلاقاتهم .. وهو مرجعهم في في البيت والمجتمع ، وشؤون الحكم والسياسة والقضاء، وفي السلم والحرب .
. والقرآن الكريم ، كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ إن هذا القرآن
مأدبةالله ، فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم. إن هذا القرآن حبل الله ، والنور المبين ، والشفاء النافع ، عصبة لمن تمسك ، ونجاة لمن اتبعه . لايزيغ فيستعتب ، ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد . أتلوه فان الله يأجركم على تلاوته ، كل حرف عشر حسنات . أما إني لا أقول [ ألم ] حرف ، ولكن الف حرف ، ولام حرف وميم حرف } رواه الحاكم
. والقرآن الكريم هو العاصم من الذلل ، والمنقذ من الخلل ، والشافي من العلل ، بمشيئة رب العالمين ، واليه كانت الاشارة النبوية الفاصلة { تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما : كتاب الله تعالى وسنتي ، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض } رواه الحاكم
. والقرآن الكريم شافع مشفّع يوم القيامة لقوله تعالى :{ القرآن شافع مشفع ، وماحل مصدق . من جعله أمامه قاده الى الجنة ، ومن جعله خلفه ساقه الى النار } رواه الطبراني وابن ماجة
. والقرآن الكريم قوة لصاحبه ، وعصمة لحامله والداعي اليه ، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم :{ حامل القرآن حامل راية الاسلام .. من أكرمه أكرمه الله ، ومن أهانه فعليه لعنة الله } مسند الفردوس .
الخلاصة .. في ضوء ما تقدم بات على المسلمين ، فضلا على الاسلاميين ، أن يترجموا [الشعار] الى حركة يومية وسلوك دائم ، من خلال تدبر آياته ،التزام أوامره وإحلال حلاله ، وتحريم حرامه ، والنزول عند حكمه ، وليتذكروا دائما قول الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم :{ ما آمن بالقرآن من استحل محارمه } رواه الترمذي
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الاثنين 18 جمادى الثانية 1423 هـ
الموافق 26 آب [ اغسطس]2002م
فتحي يكن |