الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنام محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، وبعد :
إن ما يمر بالمسلمين اليوم من بؤس وشقاء ، وما يتعرضون له من ظلم وبلاء ، وما ينزل بساحتهم من مآس ونكبات على كل صعيد ، إنما مرده الى سبب واحد ، هو إعراضهم عن أمر الله ، وتخليهم عن شرع الاسلام ومنهجه القويم وقيادته الراشدة ، وصراطه المستقيم . وصدق الله تعالى حيث يقول :{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكى }
· فالمسلمون .. مختلفون متفرقون ، على كل المستويات : الرسمية منها ، والحزبية ، والشعبية ، وحتى ضمن الساحة الاسلامية نفسها .. وهو مرفوض في دين الله ، مستنكر في العديد من الايات القرآنية والاحاديث النبوية ؟
· والمسلمون ـ على مستوى القيادت والزعامات ـ يوادون أعداءهم ، ممن يحاربون الله ورسوله والذين آمنوا ، ويحادون أبناءهم وإخوانهم ورعيتهم ، وهو محرم في دين الله ، مسترذل في شرعه ، مصداقا لقوله تعالى :{ يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء ، واتقوا الله إن كنتم مؤمنين } وقوله :{ ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }
· والمسلمون ـ على مستوى الآفراد والشعوب يتابعون أعداء الله في كل ما يذهبون اليه ، مقلدين لهم في المطعم والمشرب والملبس والزينة والسلوك والعادات والصرعات والقوانين ، وقد أمروا بمخالفتهم في صريح الأحاديث الصحيحة ، وبخاصة فيما يتناقض مع مباديء دينهم وأحكام شريعتهم ؟
· والمسلمون .. يعيشون حالة تخلف وغفلة .. فلا هم بالذين أحسنوا تنظيم دنياهم ، ولا هم بالذين استعدوا لآخراهم ، حتى صدق فيهم قول الشاعر :
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع
· والمسلمون ـ إلا القليل ممن رحم ربنا تبارك وتعالى ـ يعيشون حالة انعدام الحس والشعور بالمصائب والنوازل التي التي تحل بإخوانهم ، حيث يواجهون حروب الابادة على امتداد الكرة الارضية ، وهذا ما استقبحه الدين ، وتبرأ منه نبي الاسلام بقوله :{ من بات ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم }
· والمسلمون ـ على كثرة ما أفاء الله عليهم من ثروات ، في باطن الآرض وظاهرها ، كالثروة النفطية والمعدنية والزراعية والحيوانية وغيرها ، فضلا عن المواقع الاستراتيجية ، إلا أن معظمها مسخر أو موضوعة عليه اليد ، من قبل أعداء الأمة ، يسيطرون عليه ويستغلونه ويتحكمون به من خلال قواهم وقواعدهم العسكرية التي باتت منتشرة في كل قطر وبلد اسلامي ؟
هذه لمحة سريعة عن حال الأمة التي أرادها الله خير أمة أخرجت للناس ، وبوأها مكان الصدارة بين الأمم ، فإذا بها تنكفيء عن دورها الكبير ، وتخلد الى الأرض وتتجرع الذل والهوان وتستكين ؟
فهل من صحوة حقيقية ؟؟ وهل من عودة يقينية ؟؟ وهل من انتفاضة ميدانية على هذا الواقع المخزي والمشين ؟
{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع ، وهو شهيد }
الجمعة / 9 / شوال / 1423 هـ الموافق 13 كانون الأول 2002 م |