louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


  مختارات نوعية | د. علي لاغا

وفاء لدم الشهداء في الجنوب اللبناني:

يجب أن يكون قتالهم عامل وحدة وتماسك لا مثيل له

بقلم: د. علي لاغا

عميد كلية الدراسات العليا – جامعة الجنان

إن من المسلمات التي لا تقبل مجرد التأمل والتفكير قرار اختيار الاستشهاد ذودا عن الوجود والحضارة والأرض والعرض وكل القيم الواجب صيانتها. إن الإقدام على هذا المصير لا يمكن أن ينسب لصاحبه أي شين، لا بل الظن بذلك، فدم الشهيد كريم ومكرم في الدنيا والآخرة.. وعلى مر العصور والأزمان.

إن الفقرة أنفة الذكر لا تزيد ولا تنقص من قيمة الشهداء والاستشهاد، و إنما أريد منها قطع الطريق على أي فهم في غير مكانه عن قصد أو سوء فهم لهذه الخاطرة التي ستتناول بشكل أو بآخر الانعطافة بمنجزات هؤلاء على يد من لم يخل زمن منهم، أولئك الذين لم يفطنوا إلى وجوب إكمال درب النبلاء ممن أبت عليهم شهامتهم أن يجترعوا ذلا، أو يكسبوا رخيصا، أو يتناسوا مواطن الرفعة في مسيرة هذه الحياة الدنيا...

إن المقصد هو الدعوة للوفاء والترفع إلى مستوى يتناسب مع قيمة التضحية بالروح والممتلكات والأهل والخلان... وليس أكثر من ذلك. هناك لازمة شائعة يرددها بعض الناس في أحاديثهم "إن الشيء بالشيء يذكر"، وعلى هذا، فالمراقب لشاشات الفضائيات، المستمع للتحاليل التي يقدمها البعض ممن تتم استضافتهم، وكذا التصاريح الصحفية، كل ذلك يعيد المشاهد إلى ذكريات سابقة، كاد الزمن يمحوها من الذاكرة لولا ما يرى ويسمع...

في أعقاب حرب الخامس من حزيران 1967م واحتلال الصهاينة للضفة الغربية وغزة وسيناء والجولان، خرج قادة عرب بتحليل لما حدث وقدموه للعرب والعالم على أنه نصر وتفويت الفرصة على المحتل الذي كان يهدف مما فعل إسقاط الأنظمة التقدمية لكنه فشل وسلمت تلك المشاريع الواعدة بالتحرير والتقدم والرفاه.. هذا هو الأمر بكل البساطة والسذاجة التي أخرج فيها...

وفي تفسير آخر قدمه أحد التقدميين الماركسيين يومها من على منبر دار المعلمين والمعلمات في طرابلس قال فيه: إن ما فعله الصهاينة إنما هو حرب من الإمبريالية العالمية على النظم التقدمية في العالم العربي، وببراءة سأله كاتب المقال يومها، وكان تلميذا لأستاذ اللغة الفرنسية: كيف تقول ذلك علما أن المخطط الصهيوني لاحتلال فلسطين سابق حتى على ظهور الفكر التقدمي الذي تقصد، وعندما تم إحتلال فلسطين لم يكن في العالم العربي نظام تقدمي واحد؟...

وقبل الأيام الأخيرة من عام 1968م فوجئ صاحبنا أيضا بمعادلة جديدة وطرح جديد محوره جنوب لبنان، كان ذلك في جلسة قادة عمل مسلح من جملة العمل الفدائي الذي نشط في أعقاب " نكسة!!" حزيران 1967م عندما قال أحدهم إن جنوب لبنان هو المكان المفضل للعمل المسلح لما للبنان من مكانة إعلامية..

إنها المرة الأولى التي ينتبه فيها صاحبنا إلى أهداف تتعدى مسألة إخراج المغتصب من الأرض المحتلة، وعلى خلفية نجاح الفدائيين في التصدي للجيش الصهيوني في " معركة الكرامة" من وادي الأردن، طفت على السطح منظمات وأسماء، كان نشاطها بداية في المملكة الأردنية الهاشمية، واستمر الضغط، وبدأت جحافل المتظاهرين تجوب شوارع عمان والمدن الأخرى رافعة صور " تشي غيفارا" والنجمة الحمراء، وهذا أمر غريب على أجواء المواطنين العرب، ثم بدأ الضغط، " عقب منجزات معركة الكرامة"، على الشارع الأردني، وخطفت ثلاث طائرات ألمانية واحتجزت في الصحراء الأردنية، وهكذا من معين انتصار في معركة مع العدو الصهيوني أفادت المنظمات المتوالدة باستمرار، بشحن الساحة الداخلية، حتى كان انفجار أيلول 1970م في الأردن وحصل ما حصل من مجازر واقتتال داخلي، قيل يومها أنه ردة فعل على مشروع وزير الخارجية الأمريكي "روجرز" "242" الذي تحدث عن سلام عربي –صهيوني مقابل خروج الصهاينة من أراض محتلة عام 1967م... كان ذلك في الأردن بداية إلا أن الوضع في جنوب لبنان ثم لبنان كله بدأ يحاكي ما حصل في الأردن..

وبدأت العمليات من مناطق العرقوب في البقاع الغربي وكل الجنوب الذي نظمته اتفاقية القاهرة بين لبنان والمقاومة الفلسطينية، فارتفعت معنويات الناس وكبر أمل التحرير في نفوسهم، إلا أن الوضع الداخلي  أخذ بالتأزم، وبدت النشاطات العسكرية في الجنوب غطاء لمنظمات وأحزاب تحضر لأمر ما في الداخل، وامتلأت أيادي الناس بالسلاح الذي يوزع مجانا في كل مكان، والعجيب أن أحدا لم يسأل من يدفع ثمن هذا السلاح، ولا كيف يُسمح بوصوله بالرغم من وجود دولة وجيش وقوى أمن داخلي.. ولا لمن تعد كل هذه العدة.. وهكذا من الجنوب.. تفجر كل لبنان وما كل ما حدث من اشتباكات وبروز ميليشيات عسكرية داخلية مرورا بمظاهرة صيادي السمك في صيدا شباط 1975م واستشهاد الزعيم الصيداوي معروف سعد وصولا إلى 13 نيسان 1975م الذي صوره صحافي في مجلة الحوادث ( 18/4/1975م ص 6) بالعبارات الصادقة التالية:

" لا شيء يمكن أن ينبت من العدم، فالمجزرة التي جرت ظهر الأحد الماضي في محلة " عين الرمانة" بضاحية بيروت، لم تكن مفاجأة رغم فظاعتها، كل الذين كانوا يتابعون عمليات التعبئة الطائفية وشحن النفوس بالحقد والإثارة خلال الأسابيع الأخيرة.. كانوا يتوقعون الانفجار بغض النظر عن حجمه أو شكله أو أسبابه. فعندما يكون المكان مليئا بالزيت، يكفي أن تنطلق شرارة، ولو من عقب سيجارة، لتشعل النار، وتمتد إلى مختلف الأرجاء.." وغريب الأمر هو وجه الشبه بين حوار السياسيين في مطلع السبعينيات وخلال مراحل الحرب " الفتنة" واليوم عام 2006م، واختيار عينة من تلك الحوارات ليس لإثارة شبهة على أحد وإنما للذكرى كي يحذر المخلصون أصحاب القيم من جهة ويتنبه الذي ينثرون التصريحات والتعليقات المشابهة لتلك من جهة أخرى علَّهم يقتصدون أو يدركوا أن الأمر بات مكشوفا والناس لديهم خبرات دفعوا ثمنها غاليا من البشر والحجر والشجر والاقتصاد وضيعوا أجيالا الأمة بأمس الحاجة إليها. إنه في الأسبوع الأخير من كانون الثاني 1975م أطلق رئيس حزب الكتائب بيار الجميل عقب مقابلته للرئيس فرنجية التصريح التالي:

" إن الوضع في الجنوب لم يعد محتملا، وإن اللبنانيين يدفعون غاليا ثمن الخلافات في صفوف المقاومة، وإن التساهل مع الفلسطينيين يجب أن لا يصبح تنازلا، ولذلك فإما أن تكون السلطة كلها في لبنان للمقاومة، وإما أن تكون للسلطة اللبنانية".

إن كثيرا من السياسيين ممن تتاح لهم فرصة الظهور من على الشاشات الفضائية يرددون ذات عبارات الشحن المذهبي اليوم، بينما في السابق طائفيا، ويحاولون بطريقة أو بأخرى، دون استحياء ، تثمير دم الشهداء لحسم خلافات داخلية، سقفها مقعد نيابي أو كرسي وزارة، وأرضيتها تدمير البلاد وإدخال مواطنيها بحقل كراهية وحذر وتربص، وكأن كل ما مضى لا يشكل شيئا في ذهنية هؤلاء، أيا كانوا، علما أن كل الشهوات والرغبات والحزازيات الداخلية تتوارى إلى غير رجعة ويتم قمعها أمام مصلحة الوطن الكبرى، فإذا كان البعض لا يترفع عن تحقيق رغباته الذاتية في هكذا وضع وحال، فعلى الدنيا السلام...

عودة إلى سذاجة التحليل وفهم الحدث، وهذا ليس مقتصرا على وقت معين بل هو ضالع في التاريخ متلازم مع التخلف والتراجع في حياة الأمم...

في بداية المقالة تم التطرق إلى طريقة فهم ما حدث في حزيران 1967م،والآن، لتبيان وجه التشابه نعرض لبعض تفسيرات ما حدث في 13 نيسان 1975م  محاولين المقارنة مع ما يتم تداوله الآن بعد 12 تموز 2006م[1] .

لقد جاء في بيان للأحزاب التقدمية اللبنانية: إنها مؤامرة استعمارية صهيونية تستهدف المقاومة الفلسطينية والقوى اليسارية المتحالفة معها ( النهار 14/4/1975) مستندين على تصريح لإسحق رابين:".. وأن الحل هو في إثارة الصراعات الطائفية في لبنان وصولا إلى الحرب الأهلية لشل المقاومة الفلسطينية والقوى الوطنية المساندة لها".

وفي تفسير آخر لفضل شرور ربط بين أحداث لبنان واتفاقية سيناء التي عقدت بين مصر وإسرائيل، ورأى عوامل التفجر والصراع في لبنان بـ:

1-     الوضع السياسي والاجتماعي الذي بلغ ذروة التناقض.

2-     تواجد المقاومة الفلسطينية الذي بلغ الذروة أيضا.

3-     التعارض بين عدم الرضا عن وجود المقاومة وبين الدفاع عن هذا الوجود لم يكن بحاجة إلا إلى محرك وإرادة.

ومن ثم رأى في مجزرة عين الرمانة نقطة التقاء بين هدفين هدف اليسار بتغيير الصيغة اللبنانية، وهدف الأحزاب اليمنية بإنهاء الوجود الفلسطيني المسلح على أرض لبنان.

" القوى الوطنية مدعومة من المقاومة، اعتقدت أن الوقت مناسب لتغيير الصيغة التي تقوم عليها تركيبة الحكم والنظام الاجتماعي والسياسي في لبنان" و" .. الأحزاب التقليدية والقوى الطائفية اعتبرت أيضا أو بالمقابل أن الوقت مناسب لإثارة موضوع تواجد المقاومة والحد منه"

وبعض منظري الموازنة في لبنان ذهبوا بعيدا جدا إلى حد طرح مسألة الصراع "التاريخي كما سموه" بين المسلمين والمسيحيين، يقول وليد فارس: " فالمواجهة بدأت فعلا قبل الثالث عشر من نيسان، لقد بدأت من ثلاثة عشر قرنا.. بدأت مع الفتح العربي واستمرت مع الأمويين والعباسيين والمماليك والعثمانيين والإقطاع وتطورت مع القوميين العرب ومع الناصرية، إلى أن وصلت إلى الفلسطينيين، جميع هؤلاء مثلوا بنظر الشعب المسيحي نية توسعية حاولت القضاء على وجوده الحر والسيد المستقل. فالنية لم تزل هي هي منذ ألف وثلاثمائة سنة، تعريب لبنان، فرض العروبة على المسيحيين.. فلا يجب التعجب من حصول ما جرى صباح " 13 نيسان" لأنه كان من المحتم أن يجري".

إن مقالة لا تتسع للإسهاب في المقارنة بين الأمس (1975) واليوم (2006) ويكفي استعادة موقف حكيم من سماحة الإمام موسى الصدر:" لا لن نسمح لجروحنا الدامية بأن تجعل قضيتنا الوطنية تصطدم وتتناقض مع أقدس نضال تخوضه أمتنا فيتعثران ويتحطمان ويقهقه العدو المتربص ويرى أن نياته الشيطانية تنفذ بأيدينا" ثم يتوجه إلى المقاومة الفلسطينية ".. ويا أيها الثوار الفلسطينيون قوموا واحفظوا قضيتكم التي جعلت لها من قلب لبنان عرشها، استيقظوا، اجتمعوا، تلاحموا، انبذوا الدخلاء والمتاجرين والدساسين والمفتنين، اعزلوهم، اكشفوهم، كونوا في مستوى تاريخكم المجيد، كونوا عند حسن ظن ربكم وتاريخكم وأمتكم والعالم المترقب"..ا.ه

ما أشبه اليوم بالأمس، مع تغير في الأسماء والموقع، ففي الأمس تم تجميع المقاومة حصرا في لبنان، وحدث ما حدث، وفي اليوم والأمس قبله خصصت المقاومة بفريق واحد له انتماؤه، وبكلمة أكثر وضوحا بمذهب معين، علما أن من وصايا الإمام محمد شمس الدين، رحمه الله تعالى إلى المسلمين الشيعة وجوب الاندماج وعدم التمايز وتبني مشروع خاص بهم ... ومن يريد الاستزادة فعليه العودة إلى كتابه " وصايا الإمام شمس الدين" الذي نشرته دار النهار في بيروت، ثم بسحر ساحر يتم اغتيال الشهيد رفيق الحريري الوجه السني الأبرز.. وبطريقة أجيد حبكها بدا التباين السني – الشيعي بخصوص هذه المسألة وتوسع الخرق بين الطرفين على إيقاعات ما حدث ويحدث في العراق، ومن ثم بدأ الهجوم الصهيوني المعادي في 12/7/2006 تحت ذريعة استعادة الجنديين الأسيرين، مع أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه المسألة وكانت تعالج بالتفاوض، وبالتأكيد لا يشك أحد من أن قيادة المقاومة ما كانت لتقدم على هذا العمل لو كانت تظن أن ردة الفعل ستكون على الوجه الذي حصل، وهذا ما بدا من تصريح ناطق صهيوني عندما قال أن حزب الله لم يعلم أن اللعبة قد تغيرت..

وتدور رحى الحرب مستهدفة حزب الله في مراكزه ومؤسساته حتى ظهر الأمر وكأن غير حزب الله ليسوا على خلاف مع الكيان الصهيوني، مما جعل بعض البسطاء يتحدث من على شاشات الفضائيات عن يهود الداخل أو الخونة، ويتوعد بالحساب فيما بعد..

ثم زاد الطين بله ونثر بذور الفتنة في كل مكان أولئك الذين يوزعون تحاليلهم السياسية كما يسمونها بطريقة أوحت للناس بأن ما حصل إنما كان هدفه تغيير المعادلة في الداخل اللبناني، عبر تغيير الحكومة وحل المجلس النيابي واستلام المعارضة الحالية المتحالفة مع حزب الله سلطة البلاد، وفريق آخر يرى فيما حدث صدى للبرنامج النووي الإيراني.

وبين هذا وذاك، مما هو شبه متطابق مع ما حصل غداة 1975م وما بعده.. تحترق البلد أولا بالهجوم الصهيوني، ويتخوف الناس من نقل الحالة العراقية إلى لبنان، والأجواء تهيئ وتحضر...

أمام هذا الواقع المخيف والمرعب تطرح الأسئلة التالية:

1-   إن أغلب من شارك في أحداث 1975م مازال على قيد الحياة وبالتأكيد تغيرت اقتناعاتهم، فأين مصداقية ما قالوا يومها ودفعوا البلاد إلى أتون حرب؟. لماذا لا يتعظ بعض المحللين السياسيين والإعلاميين اليوم مما حدث من قبل ويوفروا على البلاد والعباد شرا مستطيرا؟

2-   لقد تغير نظام الحكم في لبنان فعلا، فماذا كسب اللبنانيون وماذا ربحت القضية؟ لقد ذهب نائب وجاء آخر، وذهب وزير وجيء بآخر،وانتهت ولاية رئيس وانتخب آخر.. فالمشكلة بقيت والخطر استمر.. وتوالد المشاكل مازال مضطردا وبسرعة أكبر..

3-   والذين كانوا يتحدثون عن خطر إسلامي على المسيحيين هم أنفسهم أو من خلفهم يؤيدون هذا الفريق أو ذاك، ولا تخرج منهم كلمة واحدة عن خطر يهدد المسيحيين.. وبالجملة فالكل ممن انخرط في الفتنة سابقا وقع في أزمة ضمير، طبعا عند من التبس عليهم الأمر، أما تجار الدماء واقتناص الفرص وتسلق المواقع فهؤلاء لا يأرقون في نومهم ولا يتلاومون ساعة عما اقترفت أيديهم بحق العباد...

وأخيرا ليس صحيحا أن في لبنان أزمة مسيحية – إسلامية، كما تم تصوره قبل 1975م وتم إحراق لبنان تحت لواء هذا الشعار وليس في لبنان أزمة سنية – شيعية مزعومة  تحضر اليوم لإحراق ما سيتبقى منه بعد توقف الحرب الحالية، إن الأرض اتسعت لمئات من السنين للعيش معا مسلمين ومسيحيين وسنة وشيعة، ولم يكن أحد يخاف من جاره ولا يسأل عن دينه أو مذهبه، وتوزع الناس قبل الشروع في فرزهم الطائفي والمذهبي في الوقت المعاصر، يشهد ويؤكد عدم صحة كل عمليات الترويج والشحن الطائفي والمذهبي.. كل ما في الأمر أن سذاجة البعض وقدرة البعض الآخر على حبك المؤامرات الشيطانية هي التي تدفع مجتمعنا الجميل الرائع إلى التفجر والاحتراق والتبديد..

إن كل صاحب عقل كان يدرك أن تجميع المقاومة الفلسطينية في لبنان قبل 1975م كان مشروع حرب تحققت على الوجه الذي لا يخفى على أحد وأن اجتياح 1982م حضر لوضع جديد تجلى بكل الحروب الداخلية التي انتهت باتفاق الطائف صورياً وعندما انسحب عام 2000م من لبنان ترك مشروع حرب من خلال مزارع شبعا وإبقاء ثلاثة من الأسرى في سجونه واليوم بالتأكيد سيكون هناك ما يكفي لتفجير داخلي قياسا على اجتياح 1982م وسننتظر ولادة قضية أخرى كفيلة بحرب أخرى أيضا وهكذا.

مرة أخرى لا يجوز تجيير دم الشهداء، الأحياء عند ربهم، لصالح قضايا لا قيمة لها، وليكن جنوب لبنان عامل لحمة وتماسك لا مثيل له، كي يمضي مجتمعنا في حل مشاكله وزرع الورد على درب الأجيال القادمة...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]  راجع كتابنا، الإتجاهات السياسية في لبنان 1920- 1982م ص :240 وما بعدها


عرض الكل
moncler