louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


  مختارات نوعية | مختارات الأخ عبد المجيد

مهلاً يا إخوانَنا الأعزاءَ

بسم الله الرحمن الرحيم

هل مسؤولُ الجماعةِ في الشمالِ من الجماعةِ الإسلاميةِ حقاً ؟؟؟!!

في حديثٍ نشرته إحدى الصحفِ اللبنانيةِ ، ونُشِرَ في موقعِ الجماعةِ مع الأسفِ ، قال السيد عزام الأيوبي ، مسؤولُ الجماعةِ في طرابلس : (... إن طرابلس في الميزان السياسي هي لون وتوجه واحد...) ! ، (...وأثنى على مواقف مفتي الجمهورية الداعمة لمقام رئاسة الحكومة والمدافع عنها...) ! وقالَ : (... ولماذا لم تستخدم قيادة الحزب العقل قبل أن تصل إلى ذروة الاحتقان ...) ! ، وأضافَ (...لأن معالجة المشكلات مكانها معروف داخل المؤسسات الدستورية ...) ! ، وأردفَ : (...هذه مشكلة أكبر من حجم المعارضة ، وعلى من يدعي تمثيل المعارضة في طرابلس ومن بعض قواها (عمر كرامى وفتحي يكن) أن يتحمل هذه المسؤولية الصعبة...) !!!!!!!!!!

ويبدو أن السيد عزام يُحاكي السيد هرموش في العقليةِ والتَّوَجُّهِ والانطلاقِ من غيرِ القواعدِ والضوابطِ الشرعية !!! ... وتبدو أقوالُه وتصريحاتُه تتفق تماماً مع أقوالِ الثُنائيِّ الجيميِّ (جعجع جنبلاط) ، ولا اختلافَ بين تصريحِِهِ هذا وأقوالِهِما وتصاريحِهِما !!!... عجباً ثم عجباً ثم عجباً !!!!!!!!!!!!!!!!

وهل صحيحٌ أن طرابلس كُلَّها من لونٍ وتوجُّهٍ واحدٍ كما يزعمُ عزام ؟؟؟؟

وهل يظنُّ  السيد عزام أنَّ (مقامَ رئاسة الحكومة) هو مقامُ سَيِّدِنا إبراهيمَ عليهِ السلامُ في البيتِ الحرامِ ؟؟؟!!! ما هذه السخافاتُ التي يطلعُ علينا بها من وقتٍ لآخرَ بعضُ من يدَّعون أنهم في الدعوةِ الإسلاميةِ ، وأقوالُهُمْ تُنافي الأصولَ الشرعيةَ التي ينبغي للدعوةِ الإسلاميةِ أن تنطلقَ منها ؟؟؟!!! هل مقامُ رئاسةِ الحكومةِ ، أو رئاسةِ المجلسِ النيابيِّ ، أو رئاسةِ الجمهوريةِ ، هي مقاماتٌ مقدسةٌ لا يجوزُ لأيٍّ كان أن يتناولَ أحدَها بالنقدِ والتقويمِ والتصويبِ ...!!!.... ما هذه البِدَعُ التافهةُ التي ظهرت من بعضِهِم في الآونةِ الأخيرةِ ؟؟؟!!!

ثم إن السيد عزام يرتكبُ الأخطاءَ نفسَها التي ارتكبها السيد هرموش ، ومنها تصغيرُهُ الآخرينَ عندما يقولُ : (... وعلى من يدعي المعارضة في طرابلس ومن قوامها عمر كرامى وفتحي يكن ...) هكذا يُسَمِّيهما تجهيلاً ، علماً بأنَّ في هذهِ المعارضةِ  مَنْ له الفضلُ ، بعد الله ، في تأسيسِ الجماعةِ في لبنان ، ومَنْ لا يُدانيهِ السيد عزامُ وأمثالُهُ علماً وفقهاً و فضلاً وأمانةً وخُلُقاً وقولاً وعملاً !!!!... فهل هذهِ هي الأخلاقُ الحقيقيةُ للمؤمنينَ الدعاةِ التي يتعاملُ بها السيد عزام مع مَنْ هم ذوو مكانةٍ إسلاميةٍ ؟؟؟!!!

وهو يتهمُ جهةً أخرى بعدم التصرفِ بالعقلِ ، فهل جماعةُ (14 شباط) ، في نظرِهِ ، يتصرفونَ بالعقلِ والاستقامة والأمانةِ والإخلاصِ ، أم إنهم يستقوونَ بدولِ الكفرِ المعاديةِ للإسلامِ والمسلمين ؟؟؟!!!  

إن مَنْ يقرأ مثلَ هذا الكلامِ لا يمكِنُهُ إلا أن يظنَّ بأن السيد عزام الأيوبي هو من فرقة (14 شباط) ولا علاقةَ له بالدعوةِ الإسلاميةِ البَتَّة !!!

لقد آنَ الأوانُ للجماعةِ الإسلاميةِ في لبنانَ أن تقومَ بعمليةِ غسلِ الأدمغةِ لدى فريقٍ ممن ينتسبونَ إليها إسماً ، ويبتعدونَ عنها عقيدةً وفكراً ومنهجاً وقولاً وارتباطاً ، إنَّ هذهِ التصرفاتِ شوَّهَتْ كثيراً وَجْهَ الدعوةِ الإسلاميةِ في لبنانَ . إننا نطالبُ بعمليةِ (تَعزيلٍ) شامِلَةٍ تَطالُ كلَّّ أمرٍ فيها ، و أن يُعادَ تجديدُ بنائِها على أسُسٍ وقواعِدَ إسلاميةٍ صافيةٍ ، لا رواسبَ فيها لأفكارٍ وأقوالٍ وارتباطاتٍ غيرِ إسلاميةٍ ، ترتَّبَتْ عندَ أصحابِها جَهْلاً أو مصلحةً شخصيةً !!!

خطــوط حُـمْــر  !!!

تكادُ أعْيُنُ الناسِ في لبنانَ تلتهبُ وتَجْحَظُ ، وأحْداقُهُمْ تَحْوَلُّ ، من كثرةِ الخطوطِ الحُمْرِ التي خَطَّها قراصِنَةُ السياسَةِ العَوْراءِ في هذا البلدِ المُبْتَلَى بهم!!!

   ففي كلِّ يومٍ ينبري بعضُهم ويصيحُ: (السراي الكبير خط أحمر) ... (حكومةُ شباط خط أحمر) ...(رئاسة مجلس النواب خط أحمر) ... (القصر الجمهوري خط أحمر) ... و(بيروتُ خط أحمرُ) ...و(الانتصارُ ممنوعٌ وخط أحمر) ، والأرضُ بالأحمر ...والسماءُ باللونِ الأحمر ... والبحرُ أحمرُ ... والماءُ والهواءُ ، والطعامُ والشرابُ ... كلُّ شيْءٍ صارَ أحمرَ في أحمرَ في أحمر ... بفِعْلِ سياسيِّي الجهلِ والتفاهَةِ والسخافَة ، إلاَّ قلوبَهُمْ فَهِيَ سُوْدٌ !!!

ليسَ على وَجْهِ الأرضِ ، في أيامِنا هذهِ ، أَتْفَهُ وأَجْهَلُ وأَصْغَرُ مِنْ مُعْظَمِ سياسيِّي لبنانَ ، الذبِيحِ بِخَناجِرِ أَلْسِنَتِهِمْ ، والصَرِيعِ بِسُمُومِ نِفاياتِهِمْ العَقْلِيَّة!!!

قَبَـائِــلُ طــائِـفِـيَـة !!!

   يظنُّ الجاهلونَ أنَّ الأزمةَ السياسيةَ اللبنانيةَ المُسْتَعِرَةَ الآنَ دليلٌ على تمسكِ كلِّ فريقٍ من الناسِ بدينِهِ والتزامِهِ بتعاليمِهِ ، وحرصِهِ على إيمانِهِ ، والمحافظةِ عليه !

   ولكنَّ الواقِعَ عكسُ ذلك تماماً . إذ الموجودُ ضمنَ هذا البلدِ قبائلُ طائفيةٌ جاهليةٌ ، انقسمت إلى عشائرَ ، ويقودُ كلَّ عشيرةٍ شخصٌ ، يخوضُ في أوحالِ السياساتِ القَذِرَةِ ، مستغلاً عشيرتَهُ لِتَضْخيمِ نفسِهِ الفارغةِ ، والتسَلُّقِ على أكتافِ ورؤوسِ أبنائِها ، لِيَصْنَعَ مِنْ شخصِهِ زعيماً أو وثَناً ، يأمُرُهُمْ فيطيعونَهُ بالحَقِّ والباطِلِ ، و بِكُلِّ عمَى القلبِ والعقْلِ والبصيرة !!!... يتقاتلُ أفرادُ هذهِ العشائِرِ بعضُهُمْ معَ بعضٍ ، ويشتمُ بعضُهُمْ بعضاً !!!

   إنها جاهليةٌ جهلاءُ ، وعمايَةٌ عمياءُ ، وضلالةٌ ظلماءُ !!!

   كلُّ زعيمِ عشيرَةٍ مِنْ هذهِ العشائِرِ يرى نفسَهُ الأكبرَ والأعظمَ والأعْقَلَ والأفهَمَ والأوحَدَ ، وهم في مُعظَمِهِمْ لا يصلحونَ أن يكونوا رُعاةَ بَقَرٍ ، فَكيْفَ بِقِيادَةِ بَشرٍ ؟؟؟!!! ... وإذا تأمَّلْتَ أحوالَهُمْ فَسَتَجِدُهُمْ أبْعَدَ الناسِ عن الدِينِ وتعالِيمِهِ وأخلاقِهِ وسُمُوِّهِ وصَفائِهِ !!!

   في الكَذِبِ والخُبْثِ والسَرِقاتِ والاحتِيالِ والظُلْمِ والطُغيانِ والفسَادِ والفَوْضَى ومُخالَفَةِ القوانينِ والأنظِمَةِ ، هُمُ الأوائِلُ !!!

   وفي الصِدْقِ والطِيبَةِ والأمانَةِ والإخلاصِ والرحمَةِ والعَدْلِ والصلاحِ والنظامِ والانضِبَاطِ ، هُمُ الأوَاخِرُ !!!!! زَيِّ مــا هِيّــي !!!

   نعم أيها الناخبونَ .. أغلقوا أعْيُنَكُمْ ، واعْقِدوا ألْسِنَتَكُمْ ، وعَطِّلوا عقولَكُمْ ، وشلُّوا تفكيرَكُمْ ... ثم أنزلوها (زَيِّ ما هيّي) !!!

   هكذا يأمرُكُمْ زعيمُ عشيرَتِكُمْ ، بأنْ تنتخبوا مَنْ انتَخَبَهُ هو لَكٌمْ !!!... أَلَسْتُمْ عبيداً أذِلاّءَ لِسَيِّدِكُم الذي اشتراكم بمالِهِ ؟.. إذن عليكم بالطاعَةِ العميَاءِ لَهُ ، وإيّاكم أنْ تفتحوا أَعْيُنَكُمْ وتنظروا ، أو تُحَرِّكوا شِفاهَكُمْ وتهمِسُوا ، أو توقِظوا عقولَكُمْ وتُفَكِّروا !!!... فما عليكم أيها العبيدُ إلا أنْ تُسْقِطوها قِطْعَةً واحِدَةً ، وكُتْلَةً مُتماسِكَةً (زّيِّ ما هِيّي) !!!!!

الجماعةُ الإسلاميةُ في لبنان : إصرارٌ عجيبٌ على الخطأ !!!

لِمـاذا ؟؟؟
   قلنا سابقاً ونقول الآن إنَّ إخواننا المسؤولين في الجماعةِ الإسلاميةِ يُصِرُّونَ على المُضِيِّ قُدُماً في طريقِ الخطإ !!!

   منذ سنواتٍ وهُمْ يدخلون مداخِلَ في السياسةِ وفي الانتخاباتِ النيابيةِ تنتهي بهم إلى الفشَلِ والبُعْدِ عن خط الدعوةِ المستقيمِ ، حيثُ أخطأوا في تحالُفاتِهِمُ السابقةِ فسقطَ جميعُ مُرشَّحِيهم ، وتابعوا طريقَ الخطإ بارتباطِهِمْ بجهاتٍ سياسيّةٍ داخليةٍ منحرفةٍ لها ارتباطاتُها الخارجيةُ المشبوهَةُ ، وها هُمُ الآنَ يقعونَ في الخطأِ نفسِهِ  بالقرارِ الذي اتخذوهُ بتأييدِ مُرَشَّحِ ما يًسَمَّى (تيار المستقبل) في بيروتَ (بالتزكية) ، ولستُ أدري إنْ كانوا نَسُوا الحديثَ الشريفَ : (لا يُلْدَغُ المؤمِنُ مِنْ جُحْرٍ مرَّتَيْنِ) !!!... فإنْ كانَ ذلك مؤشِّراً على نِيَّتِهِم التحالفَ مع هذا الفريقِ المشبوهِ في الانتخاباتِ النيابيةِ العامَّةِ القادِمَةِ ، فنقولُ لهم إنَّ تجارَتَهُمْ ستَبُورُ وسَتَخسَرُ ، ولو فازَ بعضُ مُرَشَّحِيهِم ، وذلك لأنَّ جميعَ مقاعدِ المجلسِ النيابيِّ لا تُعَوِّضُ خَطَرَ الانحرافِ عن الخطِّ الدَعَوِيِّ الإسلاميِّ الصحيحِ !!...

ويقولُ المَثَلُ : (قُلْ لي مَنْ تُعاشِرُ أَقُلْ لَكَ مَنْ أنتَ) ، وأقولُ : (قُلْ لي مَنْ تُحالِفُ أَقُلْ لَكَ مَنْ أنتَ) !!!

  قيلَ إنَّ الأخَ الشيخَ فيصل مولوي الأمينَ العامَّ للجماعةِ اجتمعَ برئيسِ (تيار المستقبل) فقرَّرَ (الانسحابَ وعدَمَ تقديمِ مُرشَّحٍ للجماعةِ) ، (حرصاً !!!) على وحدة كلمة المسلمين (السُنَّة) !!! وبالتالي (تزكية !!!) مُرشَّحِ (المستقبل) ؟؟؟!!!

   ما شاءَ اللهُ !!! ما هذا الحِرْصُ على وحدةِ المسلمينَ (السّنَّة) بهذهِ الطريقةِ الاستسلاميةِ ؟؟؟!!! وما هذهِ (التزكيةُ) ولِمَنْ ؟؟؟!!! وما هي شروطُ (التزكيةِ الشرعيةِ) ؟؟؟!!! وهل تتوفَّرُ في هذا الشخصِ (المُزَكَّى) ؟؟؟!!!  فَإنْ لم يَكُنْ هذا استسلاماً فلماذا لم تُرَشِّحوا أنتم شخصاً منكم وتطلبوا من (المستقبليّين) تزكِيَتَه ؟؟؟!!! وهلْ هذا (المستقبَلُ) هو خير ُ مَنْ يُمَثِّلُ المسلمينَ (السُنَّة) في لبنان ، وهل أتباعُهُ هُمُ المؤمنونَ الملتزمونَ المستقيمونَ الأتقياءُ الأخيارُ الأطهارُ الأُمناءُ ؟؟؟!!! أجيبونا أيُّها العُقَلاءُ !!! وكُلُّ (مستقبلٍ) سيَصِيرُ بسرعةٍ مِنَ الماضي !!!

   يا إخوانَنا الأعزاءَ ، أقولُها لكم من قلبٍ مخلصٍ لكم ومُتَأَلِّمٍ لِحالِكُمْ ولِضَيَاعِكُمْ : أَفِيقوا من غَيْبُوبَتِكُمْ ، وعودُوا إلى أصالَتِكُمْ الإسلاميةِ الصافِيَةِ ، وكفَى تَخَبُّطاً في قراراتِكُم الغريبةِ العجيبةِ !!!

   ضرورةُ تحريرِ الجماعةِ من خاطِفِيها : 

   يبدو لي أن الجماعةَ الإسلاميةَ في لبنانَ مخطوفَةٌ من بعضِ المسؤولينَ فيها في مجلسِ الشورى وفي المكتبِ السياسيِّ ، لِصالِحِ ما يُسَمَّى (تيار المستقبل) !!! وذلك لأنَّ مُعظمَ قراراتِها، في حياةِ الحريري الأبِ ، وبعد جريمةِ اغتيالِهِ ، تَصُبُّ في مَجرَى هذا التيارِ . ونسمعُ أحياناً من بعضِ المسؤولينَ في الجماعةِ كلاماً ينسجمُ مع الخطِّ الدعَويِّ ، و أحياناً أخرى يتعارضُ معه ، ولكنَّ أفعالَهُم وقراراتِهِم الفعليةَ في السياسةِ والتحالُفِ مُخالِفَةٌ لما يقولونَهُ في العَلَنِ ، ولا تخدِمُ مصلحةَ الدعوةِ الإسلاميةِ !!! (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ ...) .

   ويبدو أنَّ الأخَ العزيزَ الشيخَ فيصل مولوي ليسَ لَهُ سُلْطَةُ اتخاذِ هذهِ القراراتِ ، بل هناك أعضاءٌ في مجلسِ الشورى والمكتبِ السياسيِّ هُمُ الذينَ يَجُرُّونَ الجماعةَ إلى إن تكونَ تابِعاً لما يُسَمّى (تيار المستقبل) ، لِمَصَالِحَ يَعْلَمُهَا اللهُ ، ولذلك تفقدُ الجماعةُ في كُلِّ مرةٍ من سُمْعَتِها ، ويَبْهَتُ لَوْنُها الإسلاميُّ شيئاً فَشَيئاًُ ، وصارَ المسلمونَ المؤمنونَ الملتزِمونَ يفقدونَ الثقةَ بما آلتْ إليهِ أحوالُها من تَراجُعٍ وتحجيمٍ !!! وليسَ كِبَرُ حَجْمِ المبنَى دليلاً على كِبَرِ مَنْ فيهِ !!! بل كِبَرُ الدعوةِ إنما يكونُ بالتزامِ الطريقِ الدعَويِّ الإسلاميِّ المستقيمِ النظيفِ ، وعَدَمِ الدخولِ في (زواريبِ) وأَزِقَّةِ ومتاهاتِ عصاباتِ ومافياتِ السياسةِ العَفِنَةِ و الفسادِ !

   يا إخوانَنا الأعزاءَ ..كونوا رأساً للناسِ ولا تكونوا ذيلاً لأَِحَدٍ !!!

   ما هذا الضعفُ المعنويُّ الذي أنتم فيه ؟.. ننصحُكُمْ ، قبلَ أن تتحالفوا مع ما يُسَمَّى (تيار المستقبل) ، أن تطلبوا منهم تنظيفَ (تلفزيونِهِم) من الفسقِ والفجورِ ومن (سوبر عار العرب) ، وأن يعلنوا موقفَهُمُ الواضِحَ من ولاياتِ الشَرِِّ الأمريكيةِ ، ومن العَدُوِّ الصهيونيِّ ، وأن يعتذروا ويعترفوا بأنهم أخطأوا في تكريم المندوبِ الأمريكيِّ الصهيونيِّ السابِقِ فيما يُسَمّى (مجلس الأمن) بولتون !، وأن يمتنعوا عن دفعِ الرُشَى في الانتخاباتِ النيابيةِ لأنَّ ذلك حرامٌ حرامٌ حرام !!! فماذا تقولونَ يا إخوانَنا الأعزاءَ عنِ الرُشَى ، هل هيَ حرامٌ شرعاً ، أم تَغَيَّرَ الرَأْيُ فيها ، كما تَغَيَّرَ الرَأْيُ في غيرِها؟؟؟!!!

   وهَلِ المسلمُ (السُنِّيُّ) هو مَنْ كُتِبَ في بطاقَتِهِ (مسلم سُنّي) فَحَسْبَ ، دون التزامٍ عَمَلِيٍّ بالإسلامِ عقيدةً وعِبادَةً وفِكراً وقولاً وعَمَلاً و مَنْهَجاً وسُلوكاً؟؟؟!!!

   قد يقولُ لي بعضُهُمْ إنَّ انتقادَكَ إياهم مؤلِمٌ ، ر بما يكونُ ذلك صحيحاً ، ولكنني أضيفُ إنَّ شعورَهُم بالألَمِ دليلٌ على إصابةِ الجماعةِ بالمرضِ ، الذي يجبُ الإسراعُ في عِلاجِهِ!!!

   أيها الإخوانُ الأعزاءُ : إسمعوها مِنْ أخيكُمْ صادِقَةً :  إنَّكُمْ مُخْطِـئُونَ والـعَـوْدَةُ عَنِ الخَطـأِ فَضِـيلَـةٌ !!!

النِفاقُ أقبَحُ الصِفَاتِ !

   الصفاتُ الذميمةُ التي تعلقُ ببعضِ الناسِ عديدةٌ ، ولكنَّ أقبـَحَها النفاقُ !

   النفاقُ يتضمَّنُ عدداً من الصفاتِ الساقطة :
   والنفاقُ نفسُهُ يشتملُ على عددٍ من الصفاتِ الخبيثةِ ، منها : الكذبُ ، والخداعُ ، والتحايلُ ، والطمَعُ ، والجُبْنُ ، والكَيْدُ ، والحسَدُ ، واللؤمُ ، والأنانيةُ ، والزُورُ ، والخِسَّةُ ، والمهانةُ ، والذُلُّ ، وإخلافُ الوعودِ ، ونقضُ العهودِ ...

   فالمنافقُ يكذبُ دائماً ، فهو يتكلمُ بشيءٍ أمامَ خصومِه وفي الوقتِ ذاتِهِ يُضمِرُ عكْسَ ما يقولُ . وهو يخدعُهم ، حيثُ يتصرَّفُ معهم كأنَّهُ واحدٌ منهم ، ثم يُخالِفُهُم في الفِعْلِ . ثم إنَّ المنافقَ مُحتالٌ ، بحيثُ يستَغِلُّ ثقةَ بعضِ الناسِ بهِ لِيَسْتَخْدِمَهُمْ لِمنْفَعَتِهِ الذاتيةِ . وهو ذو طَمَعٍ شديدٍ في المالِ أو المًنْصِبِ أو الجاهِ ، حتى لو أدّى ذلك إلى أن يبيعَ نفسَهُ في سوقِ النخاسَةِ ، فَيَجْري خَلْفَ الأثرياءِ أو الشخصياتِ النافِذَةِ أو ذَوِي المَناصِبِ العُلْيا، أملاً في أن ينالَ منهم ما يطمعُ فيه . وهو جبانٌ لا يستطيعُ أن يُواجِهَ خَصْمَهُ القَوِيَّ ، فَيَلْجَأُ إلى الظهورِ أمامَهُ بِمَظْهَرِ المُؤَيِّدِ والمُحِبِّ ، بينما يغلي قلبُهُ حِقداً عليهِ ، وقد يلجأُ إلى الاستعانةِ عليهِ بالأقوياءِ من الأشخاصِ أو الجماعاتِ أوالدُوَلِ ، وإنْ كانوا أعداءً لأُِمَّتِهِ ودِينِهِ ، كما فَعَلَ المنافقونَ على عهدِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في المدينة ، عندما تآمروا مع اليهودِ والمشركينَ على الرسولِ الكريمِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ ، وعلى المسلمينَ ، وكما نرَى في أيامِنا هذهِ ما يَفْعَلُهُ منافِقُو السَِِياسَةِ في بلادِنا مِنَ الاستعانَةِ بِدُوَلِ الكُفْرِ على أبناءِ أمَّتِهِمْ وعلى بلادِهِمْ ! ... والمُنافِقُ يَسْعَى دائماً بالكَيْدِ لِخَصْمِهِ بِشَتّى السُبُلِ . وهو يشتعلُ قلبُهُ ناراً مِنَ الحَسَدِ لِمَنْ يُنافِقُهُ إذا كانَ ذا نعمةٍ واسِعَةٍ أو جاهٍ عريضٍ أو مَنْصِبٍ كبيرٍ .وتَنْطَوي نفسُ المُنافِقِ على اللؤْمِ ، فهو يُقابِلُ مَنْ يُمِدُّ إليهِ يَدَ الخيرِ والمُساعَدَةِ بالإساءَةِ والأذَى القَوْلِيِّ والفِعْلِيِّ ، في العَلَنِ وفي الخفاءِ . وتَنْعَقِدُ في أعماقِ نفسِ المُنافِقِ عُقْدَةُ الأنانِيَةِ ، إذْ يَتَوَسَّلُ أنواعَ السُبُلِ المِعْوَجَّةِ لِتَحْقيقِ مَآرِبِهِ ومَنْفَعَتِهِ الشخصيةِ دونَ غيرِهِ من الناسِ . ومِنَ الأساليبِ التي يستخدِمُها المُنافِقُ الزُورُ ، فهو يُحَرِّفُ الكَلِمَ عَنْ مَواَضِعِهِ ، ويُزَوِّرُ الحقائِقَ ، فَيَجْعَلُ الحقَّ باطِلاً والباطِلَ حَقاً ، لِلْوُصولِ إلى غاياتِهِ الدنِيئَةِ . وهو لا يَتَوَرَّعُ عن اتِّباعِ أحَطِّ الًسُبُلِ المُلْتَوِيَةِ غيرِ الأخلاقِيَّةِ ، والهبوطِ إلى أحَطِّ درجاتِ الخِسَّةِ والدناءَةِ لِتَحْقيقِ ما يحلُمُ به . وهو لا يُهِمُّهُ أن يُهِينَ نفسَهُ أو يُهِينَهُ الآخًرونَ في سبيلِ تحقيقِ ما تهوَاهُ نفسُهُ الأَمَّارَةُ بِالسُوءِ . والمُنافِقُ فيهِ خُصْلَةُ إخلافِ الوعودِ ونَقْضِ العُهودِ ، ويَخْتَلِقُ الأعذارَ الكاذِبَةَ لِذلك . ولا يوجَدُ مَنْ هو أّذَلُّ وأصغَرُ مِنَ المُنافِقِ ، خاصةً عندما يقابِلُ مَنْ هو أقوَى منهُ نفوذاً وأرفَعُ منهُ مكانَةً .

   المُنافقونَ أشَدُّ الناسِ عقوبَةً :
   ولأنَّ النفاقَ يشتَمِلُ على جميعِ الصفاتِ القبيحَةِ ، ولأنَّ خَطَرَهُ على الأُمَّةِ كبيرٌ جداً ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ جَعَلَ عقوبَةَ المُنافقينَ شديدةً في الدنيا والآخرةِ ، وحَذَّرَ المؤمنينَ مِنْ هذا الصِنْفِ الساقِطِ من البَشَرِ .

   قالَ اللهُ تعالى : (وَعَدَ اللهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَ الْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ، هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ) التوبة 68 .
   وقالَ سبحانَهُ : (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ في الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً) النساء 145.
   وقالَ عَزَّ وَجَلَّ : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ والْمُنَافِقِينَ ؛ إنَّ اللهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً) الأحزاب 1.
   وقالَ جَلَّ جلالُهُ : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيِهِمْ ، وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) التحريم 9 .

   نِفَاقُ عُلَمَاءِ الدِّينِ عقوبَتُهُ أشَدُّ :
   وإذا كانَ النِفاقُ من أقبَحِ الصِفاتِ وأحَطِّها ، التي قد يتصفُ بها فريقٌ من عامَّةِ الناسِ ، فإنَّهُ يُصْبِحُ أشَدَّ قُبْحاً ، وأكثرَ انحِطاطاً ، وأدْعَى لأَِشَدِّ العُقوباتِ ، إذا اتَّصَفَ بهِ بَعْضُ مَنْ يُقالُ لهم عُلَماءُ الدّيِنِ ، أو المشايِخُ ، أو مَنْ تعلو رُؤوسَهُمْ عَمَائِمُ مُتَضَخِّمَةٌ ، وارتَضوا لأَِنْفُسِهِمْ أنْ يكونوا أذيالاً لِبَعْضِ السِياسيينَ والأثرياءِ ، بِسَبَبِ مَنْفَعَةٍ نالُوها منهم ، لأنَّهُمْ يُضِلُّونَ بِنِفَاقِهِمْ عَامَّةَ المسلمينَ الذينَ لا يَعلَمُونَ ، ويُورِدُونَ أنْفُسَهُمْ والناسَ مَوَارِدَ الضلالِ والهَلاكِ !!!


إنحرافٌ عَنِ الخَطِّ الإسلاميِّ وهُبوطٌ بالخِطابِ !!!

من الأمورِ التي حَذَّرْنا منها إخوانَنا في الجماعةِ الإسلاميةِ الانحرافُ عن الطريقِ القويمِ في التعاملِ مع الأحداثِ والأشخاصِ ، وأن لا يَنْـزَلِقَ بعضُهم إلى هاويةِ السياسةِ العوجاءِ!!!

ومن هذهِ الانزلاقاتِ الخطيرةِ التي انحرفت بالجماعةِ عن الخطِّ الدعويِّ المستقيمِ ، وحوَّلتها إلى حزبٍ سياسيًّ لا يختلفُ في توجهاتِهِ الحاليةِ عن الأحزابِ الأخرى التي تنطلقُ من أفكارٍ ومبادئَ لا صلةَ لها بالإسلامِ ، ما سبقَ أن قامَ به رئيسُ المكتبِ السياسيِّ السابقُ في الجماعةِ من تصرفاتٍ وأقوالٍ تتصادمُ بقوةٍ مع القاعدةِ الفكريةِ والعقائديةِ الإسلاميةِ ، ولقد سبقَ أن أشرنا إلى بعضِها في مقالاتٍ سابقة.

ومن الشواهدِ الأخيرةِ على هذا الانزلاقِ قيامُ الأخ هرموش برفقةِ وفدٍ من المكتبِ السياسيِّ بزيارةِ رئيسِ حكومةِ الأكثريةِ الوهميةِ حيثُ صرَّحَ بعدها :

(نقلنا إلى دولتِه تهنئتنا بنجاح مؤتمر باريس3 ... وتمنينا أن ينقل شكرنا !!! وتقديرنا !!! لكل أولئك الذين وقفوا !!! إلى جانب لبنان في محنته ... كانت مساعدات شقيقة و صديقة !!! ، ولأول مرة يجري هذا الاكتتاب الكبير بهذا الحجم الذي أكد الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري الحاضر الأكبر !!! في هذا المؤتمر ... والشكر وكل الشكر للإخوة العرب ، وأصدقاء لبنان وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك !!!! ) .  

فإذا كان الأخ هرموش يعتبرُ الدُوَلَ الصهيوصليبيةَ أصدقاء ، فإننا نقولُ بِئْسَ هذهِ الصَداقةُ السَوداءُ !!!... صداقةُ الدُوَلِ التي استعمرت بلادَ المسلمينَ والتي قتلت الملايينَ منهم ، وما زالت تقتلُ الآلافَ الآن ، والتي أَوْجَدَتِ الكيانَ الصهيونيَّ المجرم ، والتي تَمُدُّهُ بِكُلِّ أنواعِ المساعداتِ الماليةِ والعسكريةِ والسياسيةِ ، والتي ما زالت حتى الآن تعتدي على المسلمين ، وتحتلُّ بعضَ بلادِهم ، وتهدِّدُ بعضَها الآخر ، والتي تهاجمُ الإسلامَ ، وتمنعُ الحجابَ الشرعيَّ عن المسلمات ، والتي تتسامحُ في الإساءةِ إلى سَيِّدِ الخَلْقِ جميعاً الرسولِ الأعظمِ مُحَمَّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وسَلَّم ، في الوقتِ الذي تُجَرِّمُ فيهِ كُلَّ مَنْ يُشَكِّكُ في المحرقةِ النازيةِ المزعومةِ ؛ هذه الدولُ الكافرةُ المجرمةُ هي ، في رأي الأخ هرموش وبعضِهم دولٌ صديقةٌ !!!!!

أين هي المعاييرُ والضوابطُ الشرعيةُ في هذا الكلام ؟؟!! هل من الحكمةِ والعقلِ والمنطقِ والأمانةِ إلقاءُ مثلِ هذا الكلامِ بلا وزنٍ ولا ضَبْطٍ ولا مراقبة !!!

ثم ... ثم هل يظنُّ وَاِهمٌ أنَّ هذه الأموالَ التي فَرِحَ بها بعضُ قصيري النظرِ وكليلي الفكرِ قُدِّمَتْ من أجلِ استقلالِ لبنانَ فعلاً ، ومن أجلِ عيونِ السنيورةِ وفريقِه بلا ثَمَنٍ ؟؟؟!!! أم هي في الحقيقةِ - في معظمِها - ديونٌ بالربا الفاحشِ المُحَرَّمِ شرعاً ، تزيدُ ثقلَ الديونِ الرِبَوِيَّةِ على شعبِ لبنانَ المسكين ، الذي ضلَّلَتْ قسماً منه وسائلُ إعلامٍ كاذبَةٌ فاسدةٌ ساقطةٌ ، أسلوبُها الكذبُ والتضليلُ والتزويرُ وجَعْلُ الأباطيلِ حقائِقَ ، بحيثُ تجاوزَ حَجْمُ هذهِ الدُيونِ الرِبَوِيَّةِ خمسينَ مليارَ دولارٍ ؟؟!!

أَبِمِثْلِ هذهِ الديونِ الرِبَوِيَّةِ الفاحشةِ القاتلةِ المُدَمِّرَةِ يفرحُ ضِعافُ الإيمانِ وقصيرو النظرِ ، ويُجْزونَ الشكرَ الكبيرَ عليها لأعداءِ الإسلامِ والمسلمين??!! 

ثم ينبري السيد هرموش ليدافعَ عما يُسَمِّيهِ (المقام الإسلامي الأول في البلد)..!

فما هو هذا المقامُ ؟؟؟ هل أصبحَ مقاماً مُقَدَّساً لا يجوزُ التَّعَرُّضُ له بالنقد ؟؟؟

ما هذا الكلامُ الخارجُ عن أصولِ العقيدةِ الإسلامية ؟؟؟... هل أصبحَ المشايخُ مُقَدَّسِينَ لهذهِ الدرجةِ ؟؟؟!!!

ماذا تقولونَ عن سَيِّدِنا وسَيِّدِكُم أميرِ المؤمنينَ الفاروقِ عُمَرَ بْنِ الخطاب ، رَضِيَ اللهُ عنه ، عندما اعترضت على بعضِ كلامِه امرأةٌ وهو يخطبُ في المسجدِ فقالَ بِكُلِّ تَواضُعٍ : (أصابتِ امرأةٌ وأخطأَ عُمَرُ) ؟؟؟!!!... فهل شيخُكم في دارِ الإفتاءِ رجلٌ أفضلُ من عُمَرَ ، أم إنَّهُ معصومٌ لم يُخطئْ ولا يُخطئُ ولن يُخطئَ ، ولا يجوزُ انتقادُ بعضِ كلامهِ وتَصَرُّفاتهِ إذا أخطأ !!!... أَوَلَمْ يَقُلِ الإمامُ مالكٌ رحمه اللهُ : (كُلٌّ يُؤْخَذُ مِنْهُ و يُرَدُّ عَلَيْهِ ، إلا صاحِبَ هذا القَبْرِ) ، يعني الرسولَ الأعظمَ محمداً صلّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ ؟؟؟... ثم إلى متى هذا الرياءُ الفاحشُ في مَدْحِ رَجُلٍ مَيْتٍ ورَفْعِهِ فوقَ ما يَسْتَحِقُّ بكثيرٍ إلى حَدِّ التقديسِ ، على الرغمِ من أنَّهُ كانَ فِتْنَةً في حَياتِهِ  لِضِعافِ الإيمانِ وفِتْنَةً لهم بعدَ مماتِهِ ؟؟؟!!! هل نحن نشاهدُ في أيامِنا هذه وثنيةً جديدةً ؟؟؟!!!

ثم لاحظوا أيها السادةُ هذه الأخلاقَ البعيدةَ عن أخلاقِ المؤمنينَ في قولِه :

(فلْيعلمْ كلُ أولئك الصِغَارُ هذه المعاييرَ وهذهِ الأمورَ ويقفوا عند حدودِهم) !!!

فهل هذهِ العباراتُ الهابطةُ وتصغيرُ الآخرينَ من المسلمينَ وتحقيرُهُمْ هي من خُلُقِ الإسلامِ ورجالِ الدعوةِ الصادقين المخلصين ؟؟؟!!! خاصةً أنَّ في المعارضةِ مَنْ لا يرقَى الأخ هرموش وكثيرون غيرُه إلى مستوى جهادِهِ  وتاريخِهِ الدعويِّ الطويلِ وعِلمهِ وفِقْهِهِ ، وفَضْلِهِ ، بعد اللهِ تعالى ، في تأسيسِ الجماعةِ في لبنانَ !!!... فهل هو من أولئك (الكبارِ) وغيرُهُ من أولئك (الصغارِ) ؟؟؟!!! ثم أيُّ معاييرَ هذهِ التي يتحدثُ عنها ؟؟؟... هل هي المعاييرُ (الشباطيةُ) أم ماذا ؟؟؟!!!

أفَبِهَذِهِ الأخلاقِ المعوجَّةِ يُريدُ بعضُهُم أن يدعوَ إلى الإسلامِ ؟؟؟!! 

هل مسؤولُ الجماعةِ في الشمالِ من الجماعةِ الإسلاميةِ حقاً ؟؟؟!!

في حديثٍ نشرته إحدى الصحفِ اللبنانيةِ ، ونُشِرَ في موقعِ الجماعةِ مع الأسفِ ، قال السيد عزام الأيوبي ، مسؤولُ الجماعةِ في طرابلس : (... إن طرابلس في الميزان السياسي هي لون وتوجه واحد...) ! ، (...وأثنى على مواقف مفتي الجمهورية الداعمة لمقام رئاسة الحكومة والمدافع عنها...) ! وقالَ : (... ولماذا لم تستخدم قيادة الحزب العقل قبل أن تصل إلى ذروة الاحتقان ...) ! ، وأضافَ (...لأن معالجة المشكلات مكانها معروف داخل المؤسسات الدستورية ...) ! ، وأردفَ : (...هذه مشكلة أكبر من حجم المعارضة ، وعلى من يدعي تمثيل المعارضة في طرابلس ومن بعض قواها (عمر كرامى وفتحي يكن) أن يتحمل هذه المسؤولية الصعبة...) !!!!!!!!!!

ويبدو أن السيد عزام يُحاكي السيد هرموش في العقليةِ والتَّوَجُّهِ والانطلاقِ من غيرِ القواعدِ والضوابطِ الشرعية !!! ... وتبدو أقوالُه وتصريحاتُه تتفق تماماً مع أقوالِ الثُنائيِّ الجيميِّ (جعجع جنبلاط) ، ولا اختلافَ بين تصريحِِهِ هذا وأقوالِهِما وتصاريحِهِما !!!... عجباً ثم عجباً ثم عجباً !!!!!!!!!!

وهل صحيحٌ أن طرابلس كُلَّها من لونٍ وتوجُّهٍ واحدٍ كما يزعمُ عزام ؟؟؟؟

وهل يظنُّ  السيد عزام أنَّ (مقامَ رئاسة الحكومة) هو مقامُ سَيِّدِنا إبراهيمَ عليهِ السلامُ في البيتِ الحرامِ ؟؟؟!!! ما هذه السخافاتُ التي يطلعُ علينا بها من وقتٍ لآخرَ بعضُ من يدَّعون أنهم في الدعوةِ الإسلاميةِ ، وأقوالُهُمْ تُنافي الأصولَ الشرعيةَ التي ينبغي للدعوةِ الإسلاميةِ أن تنطلقَ منها ؟؟؟!!! هل مقامُ رئاسةِ الحكومةِ ، أو رئاسةِ المجلسِ النيابيِّ ، أو رئاسةِ الجمهوريةِ ، هي مقاماتٌ مقدسةٌ لا يجوزُ لأيٍّ كان أن يتناولَ أحدَها بالنقدِ والتقويمِ والتصويبِ ...!!!.... ما هذه البِدَعُ التافهةُ التي ظهرت من بعضِهِم في الآونةِ الأخيرةِ ؟؟؟!!!

ثم إن السيد عزام يرتكبُ الأخطاءَ نفسَها التي ارتكبها السيد هرموش ، ومنها تصغيرُهُ الآخرينَ عندما يقولُ : (... وعلى من يدعي المعارضة في طرابلس ومن قوامها عمر كرامى وفتحي يكن ...) هكذا يُسَمِّيهما تجهيلاً ، علماً بأنَّ في هذهِ المعارضةِ  مَنْ له الفضلُ ، بعد الله ، في تأسيسِ الجماعةِ في لبنان ، ومَنْ لا يُدانيهِ السيد عزامُ وأمثالُهُ علماً وفقهاً و فضلاً وأمانةً وخُلُقاً وقولاً وعملاً !!!!... فهل هذهِ هي الأخلاقُ الحقيقيةُ للمؤمنينَ الدعاةِ التي يتعاملُ بها السيد عزام مع مَنْ هم ذوو مكانةٍ إسلاميةٍ ؟؟؟!!!

وهو يتهمُ جهةً أخرى بعدم التصرفِ بالعقلِ ، فهل جماعةُ (14 شباط) ، في نظرِهِ ، يتصرفونَ بالعقلِ والاستقامة والأمانةِ والإخلاصِ ، أم إنهم يستقوونَ بدولِ الكفرِ المعاديةِ للإسلامِ والمسلمين ؟؟؟!!!  

إن مَنْ يقرأ مثلَ هذا الكلامِ لا يمكِنُهُ إلا أن يظنَّ بأن السيد عزام الأيوبي هو من فرقة (14 شباط) ولا علاقةَ له بالدعوةِ الإسلاميةِ البَتَّة !!!

لقد آنَ الأوانُ للجماعةِ الإسلاميةِ في لبنانَ أن تقومَ بعمليةِ غسلِ الأدمغةِ لدى فريقٍ ممن ينتسبونَ إليها إسماً ، ويبتعدونَ عنها عقيدةً وفكراً ومنهجاً وقولاً وارتباطاً ، إنَّ هذهِ التصرفاتِ شوَّهَتْ كثيراً وَجْهَ الدعوةِ الإسلاميةِ في لبنانَ . إننا نطالبُ بعمليةِ (تَعزيلٍ) شامِلَةٍ تَطالُ كلَّّ أمرٍ فيها ، و أن يُعادَ تجديدُ بنائِها على أسُسٍ وقواعِدَ إسلاميةٍ صافيةٍ ، لا رواسبَ فيها لأفكارٍ وأقوالٍ وارتباطاتٍ غيرِ إسلاميةٍ ، ترتَّبَتْ عندَ أصحابِها جَهْلاً أو مصلحةً شخصيةً !!!

إعادةُ ترتيبِ المكتبِ السياسيِّ للجماعةِ الإسلاميةِ أمرٌ جيِّّدٌ ، ولكنْ ...

إن إعادةَ تشكيل المكتب السياسي في الجماعة الإسلامية ، وانتخابَ رئيس جديد له خطوةٌ جيّدة ، وإن كنتُ أنتظرُ اتخاذها منذ زمن . والقضية هنا ليست قضية استبدال أشخاص بغيرهم ، بل هي أكبر من ذلك ، إنها قضية الالتزام بالضوابط الفكرية والشرعية الإسلامية . وما قرأته عن قولِ الأخ الأستاذ أسعد هرموش ، الرئيسِ السابق لهذا المكتب ، بأن (تصرفاته لم تَرُقْ لبعضهم) يُشير إلى اعتقاده بأن الذين انتقدوا تصرفاته إنما انطلقوا من أهوائهم الشخصية ، وهذا خطأ آخر يُضاف إلى جعبة أخطائه التي امتلأت بها . فالمسألة هنا ليست (أكلةً) أو (لباساً) أو (متاعاً) أو ما شابَهَ ذلك ، بحيث تَرُوقُ لبعضهم أو لا تَرُوقُ له ، فيختار منها ما يهوى وما يشتهي وما يعجبه ، بل إن المسألة هنا تتعلق بالالتزام الإسلامي عقيدةً وفكراً وسلوكاً . ولا يحق لأي شخص في الدعوة ، خاصةً إذا كان مسؤولاً ، أن يتصرف على هواه ، أو وِفْقَ اعتباراتٍ شخصية ، أو عائلية ، أو مصلحة شخصية ذاتية ، لأن ذلك يضر بالدعوة ، ويُسيءُ إلى منهجها ومكانتها .

ومن الواجب على أي امرئ مسلم مؤمن أن تكون منطلقاته كلُّها وسلوكه وتصرفاته منسجمةً مع حقيقة الإسلام ، فإذا ادّعى أنه مسلمٌ مؤمنٌ ثم كانت أقواله وأفعاله وسلوكه متصادمةً مع الإسلام ، فإنه عندئذٍ لا يكون مؤمناً بل يكون شخصاً آخر !!!...

وفي هذا يقول الله عز وجل : (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ...) المؤمنون 71. 

ومن مراقبة الأخطاء العديدة التي وقع فيها الرئيس السابق للمكتب السياسي في الجماعة ، وبعضُ أعضائها في تصريحاتهم وكتاباتهم ، حول الوضع السياسي المتأزم في لبنان ، يتبيّنُ أن هناك ضعفاً في الفكر الإسلامي لدى هؤلاء . ولذلك أقترح على أخينا الفاضل المستشار الشيخ فيصل مولوي ، الأمين العام للجماعة حفظه الله ، التركيزَ على الفهمِ الصحيحِ للعقيدة والفكر في الإسلام ، وطريقةِ التفكير الصحيح ، والنظرِ الصائب إلى مختلف الأمور ، لدى أفراد الجماعة كافةً ، والتزامِهم القولي والعملي بذلك ، ليستطيعَ أيٌّ منهم أن ينظرَ بمنظارِ الإسلام وحده إلى كل الأمور ، مع فقه الواقع فهماً صحيحاً ، دون التأثّر بالإعلام الذي يُشَوِّهُ الحقائقَ ويُزَيِّنُ الأباطيلَ لدى كثيرٍ من الناس ، وبالتالي لتكونَ أقوالهم وأفعالهم وسلوكهم وارتباطاتهم السياسية والثقافية والفكرية والتنظيمية ، وآراؤهم في مختلف الشؤون ، منسجمةً تماماً مع الإسلام ، لا وِفْقَ أهوائهم وعصبياتهم ومصالحهم الذاتية!

( يمكن مطالعة مقال كنت كتبته منذ مدة في هذا الرابط حول هذا الموضوع بعنوان (تقويم الأشخاص والأحداث في ضوء الإسلام ) .

الوسطيةُ الإسلاميةُ لا تعني الصَمْتَ إزاءَ ما يُدَبِّرُ الأعداءُ لهذِهِ الأمةِ !!!

إذا كنتُ قد كتبتُ سابقاً عن ضرورة اتخاذ الجماعة الإسلامية في لبنان الموقفَ الوسطَ بين التيارات والزعامات السياسية في لبنان ، فلا يعني هذا أن تغض الطَرْفَ وتقفَ على الحياد بين دول الظلم والعدوان الصهيوصليبية وأتباعِها من جهة ، وقوى وطنيةٍ أخرى تقف ضد تلك الدول الاستعمارية من جهة أخرى . فلا يمكن ، ومن غير المقبول ، أن نرى ولاياتِ الشر الأمريكية وحلفاءها تعتدي على بلادِ المسلمين ، وتحتل بلادهم ، وتمعن فيهم قتلاً وتشريداً في كل مكان ، وتهاجم الإسلام ، وتُساندُ دولة العدوان الصهيوني المجرمة بالأموال الطائلة ، وتمدّها بأسلحة الدمار الشامل التي يُقال إنها محرمة دولياً ، وتدعمها سياسياً في المحافل الدولية ، وتُدبِّر المؤمراتِ ضد الأمة الإسلامية قاطبةً ، ثم بعد ذلك كله تقفُ الجماعةُ الإسلاميةُ في لبنان كشاهدٍ لم يَرَ شيئاً ، ولا تتخذُ موقفاً مناسباً بحجم الأخطار الهائلة التي تتعرض لها الأمة كلها !... ففي مثل هذه الظروف الخطيرة لا حيادَ ولا وسطية ، بل ينبغي للجماعةِ أن تتخذَ موقفاً صلباً لا لَبْسَ فيه ، وأن تُصدر بياناً واضحاً ناطقاً كل أسبوع ، تُبَيِّنُ فيه موقفها مما يجري ، على ضوء الإسلام ، وفقه الواقع ، من الحربِ التي تشنها ولاياتُ الشرِ الأمريكيةُ وحلفاؤها على الإسلام وبلاد المسلمين بصورة دائمة ، وعلى مختلف الصعُد، العسكرية والتربوية والإعلامية والثقافية والاقتصادية وغيرها ، وأن تشرحَ للمسلمين جميعاً في لبنانَ حقيقةَ الأوضاعِ المحليةِ والعالمية ، التي تمس جميع المسلمين في العالم ، وأن تُبَيِّنَ لهم المواقفَ الصحيحةَ التي يجب عليهم اتخاذُها في مواجهةِ كل ذلك . وبذلك تكون منارةً ترشدُهم إلى الطريقِ السليمِ الذي ينبغي لهم أن يسلكوه في هذه الأزمات ، إذ إنَّ كثيراً من عامةِ المسلمين لا يعرفون كيف يختارون الموقفَ الصحيح ، ولا يميزون الحقَّ من الباطل ، بسببِ تجهيلهم وتضليلهم من قِبَلِ وسائلِ الإعلامِ على أنواعِها ، ومن قِبَلِ بعضِ الزعماءِ الذين يُضلّونهم ويسوقونهم كقطعانِ الماشية لتحقيقِ مآربِهم وأغراضِهم ومصالِحهم !!!

إلى أين يَجُرُّ الأخ هرموش الجماعةَ الإسلاميةَ ؟؟؟

   ببالغِ التعجبِ والأسفِ والألمِ شاهدتُ ، عَبْرَ شاشاتِ الرائي ، الأخ أسعد هرموش ، رئيسَ المكتبِ السياسيِّ في الجماعةِ الإسلاميةِ في لبنانَ ، جالساً في الصفِ الأماميِّ ، داخلَ إحدى الكنائسِ في بيروتَ ، في أثناءِ إقامةِ (قدّاسٍ) لموتِ أحدِ الوزراءِ النصارى !!!

   إنه خطأٌ كبيرٌ كبيرٌ كبيرٌ ، يُضافُ إلى سلسلةِ الأخطاءِ الكبيرةِ التي ارتكبَها الأخ هرموش ، ومازالَ يرتكبُها !!!

   لقد كانَ حضورُه في ذلك المكانِ ، ثم حديثُهُ أمامَ (مهرجانِ) الجنازةِ ، صفعةً قويةً للجماعةِ الإسلاميةِ في لبنانَ ، وللمبادئِ التي قامت على أساسِها، بل وللعقيدةِ الإسلاميةِ وللمسلمينَ السُنَّةِ في لبنانَ وفي كلِّ مكانٍ !!!

   إنَّ هذه التصرفاتِ ، التي تصدرُ بين الفَيْنَةِ والأخرى ، عن السيد أسعد هرموش ، رئيسِ المكتبِ السياسيِّ في الجماعةِ ، هي تشويهٌ بالغٌ للدعوةِ الإسلاميةِ ، ولمبادئِها ، ولأخلاقياتِها ، ولرجالِها ، ولمواقِفِها !!!

   فهل تنسجمُ هذه التصرفاتُ المرفوضةُ معَ العقيدةِ الإسلاميةِ والفكرِ الإسلاميِّ ؟؟؟

   رُوِيَ عن عطاء بن دينار : (قال عُمَرُ بنُ الخطابِ ، رضيَ اللهُ عنه : لا تَعَلَّموا رطانةَ الأعاجمِ ، ولا تدخلوا على المشركينَ في كنائِسِهِم يومَ عيدِهِم ، فإنَّ السَخْطَةَ تَنْزِلُ عليِهِم) .

   وأخرجَ البيهقيُّ عن الوليدِ ، أو عن الوليدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ قال : (مَنْ كانَ ببلادِ الأعاجِمِ فصَنَعَ نَيْرُوزَهُمْ ومهرجانَهُمْ وتَشَبَّهَ بِهِمْ حتى يموتَ وهو كذلكَ حُشِرَ معهم يومَ القيامة).

   وقالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ ، رحمه اللهُ ، في كتابِهِ " اقتضاءُ الصراطِ المستقيمِ" تعليقاً على هذه النصوصِ (... وهذا عُمَرُ ينهَى عن مُجَرَّدِ دخولِ الكنيسةِ عليهِم يومَ عيدِهِم ...) .

   ويقولُ اللهُ تعالى : (وَ لاَ تُصَلِّ علَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أبداً وَ لاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَ هُمْ فَاسِقُونَ) التوبة 84 .

   وهذه الآيةُ نزلت في المنافقينَ ، فكيفَ بالكفارِ والمشركينَ ؟

   ويتبَيَّنُ مما سَبَقَ أنه لا يجوزُ للمسلمِ أن يحضُرَ الصلاةَ في الكنائِسِ ، سواءٌ للتهنِئَةِ أو للتعزِيَةِ أو للجنازَةِ، لأنها أماكِنُ يُمارَسُ فيها الشِرْكُ باللهِ قَوْلاً وفِعْلاً !

   وأنا أتساءِلُ : هل الأخ هرموش ضعيفُ الشخصيةِ والإرادةِ والموقِفِ ، إلى حَدِّ أنْ يأخذَ بِيَدِهِ رجلٌ لبنانيٌّ خبيثٌ من حزبِ الأمريكان ويمضيَ بِهِ إلى منصةِ الخطابةِ - كما يُمْسِكُ رجلٌ بِيَدِ طِفْلٍ ويأخذُهُ إلى حيثُ يشاءُ - فَيُرافِقَهُ طائِعاً ، ثم يُلقيَ كلمةً تتحوَّلُ إلى لَكْمَةٍ لكلِ اللبنانيينَ الشُرَفاءِ ، وأوَّلُهُمْ جمهورُ الجماعةِ الإسلاميةِ ، ورجالُ الدعوةِ الصادقونَ ، ثم يُفِيقُ بعدَ حينٍ من هذه الغَفْلَةِ لَيَقولَ : كانت (بنتَ ساعَتِها) !!!... إنَّ (بنتَ ساعَتِها) هذهِ ترشَحُ من فكرِ وعقلِ ونفسِ صاحِبِها !!!... مثلما كانت (بنتُ ساعةِ) بوش عندما قالَ : إنها (حربٌ صليبيةٌ) ففضحت ما في نفسِهِ ونواياهُ ، و(الإناءُ ينضَحُ بما فيه) !!!

   فإذا كان هذا التصرفُ لا يليقُ بأيِّ مسلمٍ ملتزمٍ ، ولا بأيِّ داعيةٍ إسلاميٍّ ، فكيف برجلٍ يرئِسُ المكتبَ السياسيَّ في الجماعة ؟؟؟

   لقد ذكرتُ في مقالٍ سابقٍ ، في هذا الرابطِ ، أنَّ عجائِبَ الأخ هرموش لا تنتهي ... وهي أخطاءٌ تربو وتكبرُ وتتراكَمُ وتتضَخَّمُ مُثْقِلَةً كاهِلَ الجماعةِ في لبنانَ ، حتى أخذتْ تتردَّى حالياً في مَهَاوٍ سياسيةٍ عَكِرَةٍ ، بِفِعْلِ ما يرتكبُهُ رئيسُ المكتبِ السياسيِّ فيها من أخطاءٍ كبيرةٍ مُتَكَرِّرَةٍ ، حيثُ بَدَت وكأنَّها تَتَدَحْرَجُ إلى القاعِ ... وباتت تحتاجُ إلى عَمَلِيَّةِ إنقاذٍ سريعة !!!

   ولا يَحْسَبَنَّ أحدٌ انتقادي هذه الأخطاءَ يرجعُ إلى أمورٍ شخصيةٍ ، فأنا لا أعرفُ الأخ أسعد هرموش شخصياً ولا هو يعرِفُني ، إذ إنه لم يَكُنْ معنا في الجماعةِ عندَ تأسِيسِها ، وإنما انتقاداتي هذه موجهةٌ فحسب للأخطاءِ التي تُرْتَكَبُ ، وتُسيءُ للجماعةِ التي نحرصُ على صفائِها وأَصالَتِها ، ولو ارتكبَها غَيْرُهُ لما تردَّدْتُ في انتقادِها ... هدانا اللهُ وإياهم إلى سَواءِ السبيلِ .......


مَواقِفُ مهزوزةٌ ، وأسئلةٌ تنتظرُ أجْوِبَة !!!

إستغرابٌ غريبٌ !
   إستغربنا (إستغراب) السيد أسعد هرموش ، رئيس المكتب السياسي الحالي في الجماعة الإسلامية ، مما وصفه (التباكي المتأخرعلى دور المسلمين ، وخصوصاً السُنّة في لبنان ، وكأنهم تائهون ) !!

   ونحن نسأل الأخ هرموش : أين هو دور المسلمين السُنَّةِ في لبنان ؟! فهل وجود بعض السياسيين في مجلس النواب الحالي وفي الحكومة الراهنة ، ممن مذكورٌ في بطاقات ميلادهم أنهم مسلمون سُنَّة ، وهم في المركب السياسي الصهيوصليبي ، وبعضهم ساهم وما زال في إشاعة الفساد ، يعني أن دور السُنّة في لبنان في ألف خير ؟؟!!... وهل وجودُ مُفْتٍ رسميٍّ واقفٍ في صف (14 شباط وآذار) ضد قسم آخرَ كبير من المسلمين السُنَّةِ في لبنان ، يعني أن طائفةَ السُنَّةِ في حالٍ من القوة بحيثُ ترميهم عيون الحُسّادِ بالسهامِ النافذةِ غَيْرَةً منهم وحَسَداً لهم ؟!... أم إنّ!المواقفَ الضبابيةَ الحاليَّةَ ، للجماعة الإسلامية في لبنان العزيزةِ علينا ، من الوضع السياسي الخطير ، الذي سبّبَتُهُ الأكثريةُ الرَشَوِيّةُ في الحكم وفي الدولة ، يزيد المسلمينَ السُنَّةَ اطمئناناً وثِقَةً ؟!

وتَعَجُّبٌ عجيبٌ !
   واستعجبنا من تعجُّبِهِ لـ (ظاهرةِ نشوءِ واجهاتٍ ولافتاتٍ في العملِ الإسلاميِّ بين يوم وآخر) فهل سأل نفسَهُ عن السببِ ؟...
   إن موقفَهُم العجيبَ المُتَرَدِّدَ من العدوانِ الصهيوأمريكيِّ الأخيرِ على لبنانَ ومن المقاومةِ في أثناءِ هذه الحربِ الإجراميةِ ، والذي استدعى تدخُّلَ قياداتِ الإخوانِ في الخارجِ لَدَيْهِمْ ، كما عَلِمْنا ، من أجلِ حَثِّهِمْ على اتخاذِ موقفٍ سليمٍ واضحٍ من ذلك ، أثارَ تساؤلاتٍ لدى العاملينَ في مجالِ الدعوةِ في لبنانَ ، ولدَى المسلمينَ عامَّةً ، عن سِرِّ هذا الغموضِ وهذا الترَدُّدِ !!!... ومحاولةُ تنسيقِ مواقِفِهِم السياسيةِ مع فريق (14 شباط – آذار ) المرتبطِ بالسياسةِ الأمريكية !..

   ثم إنَّ تحالفاتِهِم الانتخابيةَ النيابيةَ السابقةَ ، بعد العام 1992 ، كانت جميعها فاشلةً ، لارتباطِهِم بجهاتٍ غيرِ موثوقٍ بها !

أخطاءٌ وقعَ فيها الأخ أسعد هرموش :
   ومن الأخطاءِ المُسيئَةِ للدعوةِ وقوفُ الأخ أسعد هرموش عند قبر رئيسِ الحكومةِ الأسبقِ رفيق الحريري ، وإلقاؤهُ خطاباً ، وعندما قرأتُ نَصَّهُ استغربتُ كثيراً من أسلوبِ المديحِ المُفْرِطِ، والمُداهَنَةِ الفاقِعَةِ، والتَزَلُّفِ المغناطيسي– إن لم نَقُلْ شيئاً آخرَ-

الذي مَيَّزَ هذا الخطابِ ، والذي يأبى أيُّ داعيَةٍ إسلاميٍّ مؤمنٍ مُلْتَزِمٍ أن يستخدمه في مُخاطَبَةِ أيِّ بَشَرٍ كائناً مَنْ كان !!!
   إن كثيراً من عِباراتِ المديحِ التي استعملها الأخ هرموش في هذا الخطابِ ليست صحيحةً ، وفي غيرِ محلِّها !

قالَ : (... جئنا من سيِّدَةِ العواصِمِ بيروت...) !!! فهل هذا الكلامُ صادقٌ ؟... إنَّ المسلمينَ في كل مكانٍ يعتبرُونَ مكةَ المكرمةَ هي سَيِّدَةَ العواصِمِ ، وليس غيرها !!!
وهي أمُّ القُرَى ... وأمُّ المدائِنِ ....
   ومن كلماتِهِ : (... مَنْ قالَ إنَّ الرفيقَ ماتَ ؟ مَنْ ادَّعى ذلك ؟ هو صامدٌ في حَوْمَةِ الميدانِ يطيرُ بين عواصِمِ العربِ والعالَمِ ... قُمْ وأذِّنْ يا بلال ، اللهُ أكبر ، اللهُ أكبر ، استشهد أبو بهاء ...) !!!
   نقول : عندما تُوُفِّيَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ووقفَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه ، شاهراً سيفَهُ ومُهَدِّداً بِضربِ عُنُقِ كلِّ مَنْ يقولُ إنَّ محمداً صلى الله ُعليهِ وسلَّمَ  قد ماتَ ، وَقَفَ أبو بكرٍ الصِدِّيقُ رضيَ اللهُ عنهُ على المنبرِ وخطبَ ثم قالَ : ( مَنْ كانَ يَعْبُدُ محمَّداً فَإنَّ محمَّداً قد ماتَ ، ومَنْ كانَ يَعْبُدُ اللهَ فإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموتُ) ، ثُمَّ تلا الآيةَ الكريمةَ : (وَمَا مُحَمَّدٌ إلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُسُلُ أفإنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشَاكِرِينَ ) آل عمران 144، وعندما سمعها الفاروقُ عُمَرُ هدَأَ وأدرك الحقيقةَ فأجهش بالبُكاءِ ...

   ولم يَقُلِ الصِّدّيقُ إنَّ النبيَّ عليهِ الصلاةُ والسلامُ ، وهو سَيِّدُ الخَلْقِ طُرّاً ، بعدَ وفاتِهِ ، (يطيرُ بين عواصمِ العربِ والعالَم) !!!

   فكيفَ يصدرُ مثلُ هذا الكلامِ، من أخٍ يُفتَرَضُ أنه داعيةٌ ويُمَثِّلُ الجماعةَ الإسلاميةَ ، في بَشَرٍ عادِيٍّ ، لولا ثراؤهُ الماليُّ لم يَكُنْ لِيَلْتَفِتَ إليهِ أحدٌ ؟؟؟!!!

   وقال الأخ هرموش : (... دولةَ الشهيد ، لأنك أكبرُ من 14 شباط وأكبر من 8 آذار و 14 آذار ، جئناك لنقول : إنَّ الأرقامَ الصغيرةَ تلك تذكرنا بغيابك الكبير ، غبت سنة ، لكن عندنا لم يتقدم الزمن إلا يوماً واحداً من الإثنين الأسود إلى اليوم الثلاثاء ...) !!!
   أرأيتم كيف أن الأخ هرموش (أوقفَ الزمنَ !) لمدةِ سَنَةٍ لموتِ هذا الشخص ؟! علماً بأنَّ هذا الزمنَ لم يتوقَّفْ ثانيةً واحدةً من أجلِ مَوْتِ جميعِ الأنبياءِ والرُسُلِ عليهم الصلاةُ والسلامُ ، وهم أحَبُّ وأقربُ إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ من جميعِ الخَلْقِ !!!

   ويقول : (... غبتَ ونرى بعضك في بهاء وسعد وحسام وأيمن وفهد ، غبتَ ولنا بعدك في فؤاد والأخوة الأصدقاء الخلص ... غبتَ ويا ويحهم أي فتى أضاعوا ... غبتَ وما غابت الطلة البهية ، نستحضرها في كل أزمة وقضية ...) !!!!!

   وأنا (أهنئ !) الأخ أسعد على رؤيتهِ بعضَ الرجلِ ( وربما ظَنَّهُ صحابياً جليلاً !) في أبنائِهِ ( ولَعَلَّهُ يعْتَبِرُهُم مِنَ السَلَفِ الصالِحِ !!!) ... كما أنني (أغبطه !) على (الأصدقاءِ الخُلَّصِ !) الذين (اصطفاهم !) من بعدِ ذلك الرجلِ !!!

   ولعلَّ الأخ هرموش متأثِّرٌ بِخُرافَةِ (استحضارِ الأرواح !) التي يمارسُها الدجالونَ والسَحَرَةُ ، لأنه (يستحضرُ الطلَّةَ البَهِيَّةَ لذلك الرجلِ – بعدَ موتِهِ – في كُلِّ أزمةٍ وقضيَّةٍ !!!) ، بَدَلَ أن يستعينَ باللهِ في كُلِّ الأمور !!!

   ويتابعُ القولَ : (... علينا وعليهم جميعاً أن نجتمع ونعمل بكد وجهد لنكون بعضاً مما كنت ، رفيقاً كنت ، ورفيقاً ستبقى ... غادرتنا يا رفيق لتلتحق برفقةٍ عظيمة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا)!!!!!

   الأخ هرموش يرجو أن يكون هو وهُم – ولست أدري من هُم ! – بعضاً من ذلك الرجلِ المَيْتِ !!!... ثُمَّ ... ثُمَّ يؤكد أن الرجلَ غادرهم (ليلتحق) بالأنبياء والرسلِ والصديقين والشهداء ، وكأنَّ عنده (علمَ الأولى والآخرة) ! ، وكأنَّهُ يعلمُ الغَيْبَ وما كتبَ اللهُ لعبادِهِ ، (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ) !!!

   وإذا كان الأخ أسعد يتمنى أن يكونَ بعضاً من ذلك الرجلِ ، فإنَّ أيَّ مسلمٍ مؤمنٍ مُلْتَزِمٍ داعيةٍ صادقٍ لا يتمنى أن يكونَ مِثْلَهُ !!!!!
   هذا من جهةٍ ، ومن جهةٍ أخرى ، لم نَنْسَ مشهدَ وُقوفِ الأخِ أسعد هرموش مع شخصٍ آخرَ، عندَ قبرِ رجلٍ مَيْتٍ غيرِ مسلمٍ ، بِكُلِّ خشوعٍ وخضوعٍ ، وهما يتلوانِ سورةَ الفاتحةِ ، عن روحِ ذلك المَيْتِ ، (مُسايَرَةً) سياسيةً لِطَرَفٍ سياسيٍّ معروفٍ بارتباطاتِهِ المشبوهةِ بالدُوَلِ الصهيوصليبيةِ !!!

   ثُمَّ يقولُ في تصريحٍ جديدٍ : (إن المطالبة باستقالة الحكومة أضحت بمثابة تقطيع لأيدي الوطن وشله عن الحركة وتركه أمام المجهول ... إن عملية إنتاج حياة سياسية جديدة تبدأ من عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتأتي بعده بحكومة جديدة تُعِدُّ مشروع قانون إنتخابي عادل) !!!

    فهل يَتَقَبَّلُ إنسانٌ عاقلٌ مُتَّزِنٌ هذا الكلامَ العاري من كل منطقٍ سليمٍ ؟؟؟ إنه كلامٌ عجيبٌ يُضافُ إلى العجائبِ السابقةِ !!!

   كيف يكون أيها العُقلاءُ تغييرُ هذه الحكومةِ المحكومةِ بمثابةِ تقطيعٍ لأيدي الوطن ؟؟؟

لقد تغيَّرتْ في السابق عشراتُ الحكوماتِ في لبنان ، وآلافُ الحكوماتِ في العالَمِ ، ولم تتقطعْ أيدي الأوطانِ ، فلماذا هذا الموقفُ الذي يتطابقُ مئةً في المئةِ مع الموقفِ الأمريكي الذي أعلن عنه مساعدُ وزيرةِ الشَرِّ الخارجيِّ الأمريكيِّ الذي زارَ لبنانَ مؤخراً ؟؟؟ ... إنَّ الموقفَ الصحيحَ والرأيَ السديدَ هو أن تستقيلَ هذه الحكومةُ الضعيفةُ المُهْتَرِئَةُ ، وأن تتألفَ حكومةٌ جديدةٌ من جميعِ القُوى السياسيةِ الفاعِلَةِ ، فتكونَ فعلاً حكومةً قويَّةً تستطيعُ تحمُّلَ أعباءِ الحكم ، ويخفُّ عندئذٍ الاحتقانُ السياسيُّ عند الناسِ ، لا أن يلجأ الأخ هرموش إلى وصفِ تغييرِ الحكومةِ بتقطيع أيدي الوطن ، تقرُّباً لأحد (أصدقائهِ الخُلَّصِ) الذي يجلسُ على كرسي رئاسةِ الحكومة ، وإرضاءً لابن الرئيس الأسبقِ (الطائر بين العواصم !)

   ثم إنَّ الأخ أسعد طلعَ علينا بنظريةٍ هندسيةٍ جديدةٍ !... فإذا كنتم ، أيها العقلاءُ ، تُريدونَ إنشاءَ مبنىً جديدٍ ، فعليكم أن تبدأوا أولا بإنشاءِ الطابقِ الأخيرِ الأعلى ، ثُمَّ الذي هو أسفلَ منه ، ثُمَّ الذي هو أدنى ، وهكذا !!!... نعم هو يرى – كما يرى أصدقاؤهُ الخُلَّصُ !) أن يبدأ إنتخابُ رئيسٍ جديدٍ للجمهوريةِ أولاً ثُمَّ ...ثُمَّ تأليفُ حكومةٍ جديدةٍ ، تتولّى وضعَ مشروعٍ إنتخابيٍّ (عادلٍ) !!!... وهذا يعني أن تأتيَ الأكثريةُ الرَّشَوِيَّةُ النيابيةُ الحاليَّةُ برئيسٍ على شاكلَتِها ورُبَّما من العصابةِ نفسِها ، حتى تتمكَّنَ من الإطباقِ على البلدِ بكامِلِهِ ، ووضعِ اليَدِ أو الأيدي التي لم تُقْطَعْ على جميعِ مُقَدَّراتِ الوطنِ !!!... الأخ هرموش يُريدُ أنُ تتولّى الأكثريةُ النيابيةُ الرَّشَوِيَّةُ الحاليةُ ، التي أصرَّتْ على إجراءِ الانتخاباتِ السابقةِ وفقَ قانونٍ غيرِ عادلٍ ، يريدُها أن تتولّى وضعَ قانونٍ إنتخابيٍّ (عادلٍ) !!!! ... منطقٌ ليسَ بعدَهُ منطقٌ !!! وعجائبُ الأخ أسعد لا تنتهي !!!!!!!!!!!...........

هل تَنْسَجِمُ هذهِ المواقِفُ والتَصَرُّفاتُ مع الدعوة ؟
   إنَّ مَنْ يقرأ هذهِ العباراتِ التي استعملها الأخ هرموش سَيَظُنُّ بأنَّ قائِلَها ليس له علاقةٌ لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ بالدعوة الإسلاميةِ ، وبأنَّهُ رجلٌ يهوى السياسةَ فهو يتقرَّبُ إلى مَنْ بيدِهِ النفعُ والضرُّ من السياسيين !!!... ولكنْ لو عَلِمَ أنَّهُ عضوٌ في جماعةٍ إسلاميةٍ ويرئِسُ المكتبَ السياسيَّ فيها فإنَّهُ سَيُصابُ بِصَدْمَةٍ أسفاً وحُزْناً على ما آلَتْ إليهِ مواقِفُ وتَصَرُّفاتُ بعضِ مَنْ يَنْتَسِبونَ إلى هذهِ (الدعوةِ) !!! خاصةً إذا تذكَّرَ أمرَ الرسولِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : (إذا رأيتُمُ المَدَّاحِينَ فاحثوا في وُجُوهِهِم التُرابَ) !!!

ما هو سَبَبُ هذهِ التصرُّفاتِ ؟
   إنَّ المكتبَ السياسيَّ في الجماعةِ ، بتركيبتِهِ الحاليَّةِ ، قد جَرَّها منذ سنواتٍ ولا يزالُ يَجُرُّها إلى مواقِفَ ألحَقَتْ بها أضراراً كبيرةً سياسيةً وجماهيريَّةً ، وأثَّرتْ في سُمْعَتِها لدَى كثيرٍ من الناسِ . فإذا كانت هذهِ المواقِفُ المُهْتَزَّةُ تُتَّخَذُ نَظِيرَ وَعْدٍ من رئيسِ تكتلِ ما يُسَمّى (14 شباط – 14 آذار) بِعَدَدٍ من مَقاعِدِ مجلسِ النُوّابِ لِبَعْضِ الأشخاصِ في الجماعةِ ، فإننا نقولُ تَبّاً لِهذهِ السِياسَةِ ولِهذهِ النِيابَةِ ، وما أرخَصَها ، وما أصغرَها ، وما أحقَرَها ، إذا كانت ستجعلُ بعضَ الأشخاصِ في الدعوةِ مُتَمَلِّقينَ ، وواقفينَ على شَفا حُفْرَةٍ من نارِ السِياسَةِ وأوساخِها !!!

  مطلوبٌ من الجماعةِ الإسلاميةِ مُرَاجعةٌ شاملةٌ لمواقِفِها :
   لقد آنَ للجماعةِ الإسلاميةِ في لبنانَ أن تَنْفُضَ هذا الغُبارَ المُتَراكِمَ عن كاهِلِها ، وأن تُعيدَ تنظيمَ مكتَبِها السياسيِّ من جديدٍ ، على أُسُسٍ عقائدِيَّةٍ وفكريَّةٍ إسلاميَّةٍ صحيحةٍ وواضِحَةٍ ، بعيداً عن التجاذُباتِ السياسيةٍ وألاعِيبِها،وعَنْ تَصَنُّعِ المدائِحِ الطائِرَةِ والمُتَضَخِّمةِ لبعضِ الأشخاصِ ! 

   ونحنُ عندما نكتبُ هذهِ الكلماتِ فلأننا مُتَألِّمونَ جدّاً مِنْ هذا التَضَعْضُعِ وهذا التأرجُحِ ، وهذا التَرَجْرُجِ الزئبقي الحاليِّ ، الذي سَبَّبَتْهُ مواقفُ المكتبِ السياسيِّ فيها!
ونرجو أن تعودَ إلى الأفكارِ الإسلاميةِ الأصيلةِ الصافيةِ ، وإلى النبعِ المَعينِ العَذْبِ الذي كانت تنهلُ من مائِهِ الفُراتِ عند تأسِيسِها.

أسئِلَةٌ ساطعةٌ مُوَجَّهَةٌ للمسؤولينَ في الجماعةِ ، تَنْتَظِرُ أجْوِبَةً واضِحَةً منهم :
1-    هل تصدقون فعلاً ما يقوله لكم ممثلو تكتل (14 شباط وآذار) ، من حيث الموقف من المقاومة ، ومن انتمائهم العربي ، ومن اعتبار الولايات الأمريكية وربيبتها الصهيونية من أعداء لبنان ، وأعداء الأمة العربية والإسلامية ؟

2-    ما هو موقف الجماعة من الحكومة الحالية ، من حيث تنكرها للمقاومة وتآمرها عليها ، واعتبارها النصر هزيمة ، ومن حيث الفساد السياسي والإداري والمالي ؟

3-    ما هو موقف الجماعة من استقدام هذه الحكومة جيوش الحلف الأطلسي الصليبي ، و تحكم هذه الجيوش بجميع المنافذ اللبنانية البرية والبحرية والجوية ، ومن تصريح مستشارة ألمانيا بأنهم إنما أرسلوا هذه الجيوش للدفاع عن (حق) دولة العدوان الصهيوني في الوجود ؟

4-    ما هو موقف الجماعة من تصريح المجرم جعجع الأخير ، ومن موضوع قيام نواب الأكثرية النيابية الرشوية بإطلاق سراحه من السجن ، على الرغم من أنه محكوم عليه بالعقوبة المؤبدة ، لتجريمه باغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامى ، وعلى الرغم من اعتراض أولياء الدم الزكي المهدور ؟ ... ولقد استمعت إلى حديث الأخ الشيخ فيصل مولوي ، في لقاء محطة (الجزيرة) ، الذي قال فيه : إن اتفاق الطائف (طوى) صفحة الحرب اللبنانية ، فهل هذا يُلغي الحق الشرعي في الاقتصاص من هذا المجرم ، ويُسقط حق أولياء الدم ، خاصةً أنه قد حُكِمَ عليه بعد الاتفاق المذكور ؟

5-    هل تظن الجماعة أن يُغَيِّرَ السيد سعد الحريري مواقفه السياسيةَ الداخلية والدولية ، خاصةً أن له مصالحَ اقتصادية في أمريكا وأوروبا وبعض البلاد العربية ؟

6-    ما هو موقف الجماعة من شركة (سوليدير) التي اغتصبت أملاك بعض اللبنانيين في بيروت بالأسعار التي حددتها هي ، دون رضا أصحاب الحقوق ، و من اغتصابها مساحات من البحر ، وهي من أملاك الدولة ، وردمها وضمها إلى مغتصباتها ؟

7-    ما هو موقف الجماعة من شركتي (الخليوي) اللتين استغلت كل منهما مئتي الف خط هاتفي لاسلكي زيادةً على العدد المتفق عليه مع الدولة ، دون أن تدفع للدولة  الرسوم المتوجبة على هذه الزيادات غير الشرعية ؟

8-    ما هو موقفها كذلك من موضوع قيام بعض الجهات السياسية بدفع الرُشَى المالية للناخبين في دورات الانتخابات النيابية السابقة ، وربما تُدفع في المستقبل ؟

9-    ما هو موقفها من قيام وفد من تكتل (14 آذار) بزيارة نيويورك وتكريم مندوب الولايات الأمريكية ، المدافعة عن كيان الشر الصهيوني والمعتدية على المسلمين في كل مكان ، في الأمم المتحدة ، الصهيوني جون بولتون ؟

10-  ما هو موقفها كذلك من قيام وفد من (14 شباط وآذار) بتلبية أمر وزيرة خارجية الولايات الأمريكية بالاجتماع بها في سفارتها في بيروت ، وإملائها الأوامر عليهم ؟

هذه أسئلةٌ صريحةٌ تحتاجُ إلى أجوبةٍ واضحةٍ من إخواننا الأعزاءِ مسؤولي الجماعةِ الإسلاميةِ في لبنان ، وعلى رأسِهِم أمينُها العامُّ الأخ الفاضلُ المستشار الشيخ فيصل مولوي ، وفقه الله للحق .

رئيسُ تَكَتُّلِ (14شباط) يُفَتِّشُ عن غِطاءٍ سُنِّي !!!

   لأن رئيس تكتل (14 شباط) بات يشعر بأنَّ ظهره صار مكشوفاً مِنْ قِبَلِ معظم المسلمين السُنَّةِ في لبنان ، خاصةً بعد مواقفِهِ وأفرادِ تكتُّلِهِ المشبوهةِ ، من المقاومةِ الإسلاميةِ المنتصرةِ ، والعدوانِ الصهيوأمريكي على هذا البلدِ ، واصطفافِهِ في جبهةِ الدُوَلِ الغربيةِ التي ترعى وتدعمُ بقوةٍ دولةَ الإرهابِ الصهيونيِّ ، فإنَّهُ يسعى جاهداً ، بين الفَيْنَةِ والأُخرى ، ويُلِحُّ على محاولةِ تأسيسِ تحالفٍ سياسيٍّ فيما بينه والجماعةِ الإسلاميةِ في لبنانَ ، بِصِفَتِها كُبْرَى الجماعاتِ الإسلاميَّةِ السُنِّيَّةِ ، لَعَلَّهُ يُعَوِّضُ بذلك ما يفتقر إليه من غطاءٍ وتأييدٍ قَوِيٍّ مِنْ قِبَلِ الطائِفَةِ السُنِّيَّةِ ، الذي تآكلَ كثيراً بسببِ مواقفِهِ المتحالفةِ مع الغربِ الصليبيِّ ضد المقاومة . وقد حاول ذلك عدةَ مراتٍ في السابقِ ، عبر زياراتٍ قام بها إلى مركز الجماعةِ في بيروتَ واجتماعِهِ مع الأمينِ العامِ المستشارِ الشيخ فيصل مولوي ، فلم يُفْلِحْ !.. كما كان أوْفَدَ مبعوثاً مِنْ قِبَلِهِ إلى مؤسسِ الجماعةِ الإسلاميةِ في لبنانَ الداعيةِ الكبير الدكتور فتحي يكن رئيس جبهةِ العملِ الإسلاميِّ في لبنانَ من أجلِ الهدفِ ذاتِهِ فلم يَنْجَحْ !

   إنَّ المسافةَ الفكريةَ والعقائديةَ والسياسيةَ والسلوكيةَ شاسعةٌ جداً بين جماعةِ (14 شباط) والجماعةِ الإسلاميةِ ، وجميعِ العاملينَ بصدقٍ في مجالِ الدعوة الإسلاميةِ ، وليسَ هناك أيُّ رابطٍ يمكنُ أن يربِطَ أحدَ هذينِ الفريقينِ بالآخرِ ، إلا إذا تبنَّى رئيسُ ذلك التكتلِ المبادئَ الإسلاميةَ الأساسيةَ ، التي تقومُ عليها مرتكزاتُ الجماعةِ الإسلاميةِ العقائديةُ والفكريةُ والسلوكيةُ – وهذا مستبعدٌ جداً – لأنَّ هذه المبادئَ مستمدةٌ من كتابِ اللهِ تعالى – وهو دستورُ المسلمينَ – والسُنَّةِ النَبَوِيَّةِ الشريفَةِ ، وأيُّ ارتباطٍ سياسيٍّ بين هذينِ الطرفينِ ، دونَ تَبَنِّي رئيسِ تكتُّلِ (14 شباط) للمبادئِ المذكورةِ قولاً وعملاً وسلوكاً ، فهو سَيُلْحِقُ ضرراً كبيراً بالجماعةِ الإسلاميةِ ، من النواحي العقائديةِ والسياسيةِ والجماهيريةِ ، لأنَّ معنى ذلك تَخَلِّي الجماعةِ عن بعضِ (الثوابِتِ) التي قامت وتأسَّسَتْ عليها . ولقد سَبَقَ أن ارتبطتِ الجماعةُ ببعضِ (الاتفاقياتِ) مع بعضِ هؤلاءِ وأمثالِهِمْ ، في خلالِ الانتخاباتِ النيابيةِ اللبنانيةِ للعامينِ 1996- 2000 ، فَخَسِرَتْ كثيراً مادياً ومعنوياً ، إذ أعطتهم أصواتها ، ولكنَّ الآخَرينَ غدروا بالجماعةِ فلم يُعطوها أصواتَهُم – كما جاءَ في الاتفاقياتِ – ، فَسَقَطَ مُرَشَّحوها وفازَ مُرَشَّحُو الآخَرينَ !!!... والحديثُ الشريفُ يقولُ (لا يُلْدَغُ المؤمِنُ مِنَ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ) !!

   لذا ، نأملُ من إخوانِنَا الأعزّاءِ في الجماعةِ عَدَمَ الانجرارِ إلى تحالُفاتٍ مع تكتُّلِ
(14 شباط – آذار) وأمثالِهِ ، بَلْ إنَّ مِنْ مصلحتِهِمْ البقاءَ قُوَّةً فاعِلَةً مؤثِّرَةً مِحْوَرِيَّةً ، في مركَزِ الدائِرَةِ ، دون الانحيازِ إلى مجموعاتٍ سياسيَّةٍ مشبوهَةٍ
 
 وكما يَعْلَمُ الجميعُ فَإنَّ تَخَلْخُلَ مَرْكَزِ الدائِرَةِ في عَجَلَةِ المركبَةِ ، أو انحيازَهُ أو مَيَلانَهُ ، يؤَدِّي إلى اهتزازِ العَرَبَةِ المُنْطَلِقَةِ ، ومِنْ ثم إلى تَهَوُّرِها وتَحَطُّمِها !!!

فرنسا ومَوَاقِفُها : (رَمَتْني بِدَائِهَا وانِسَلَّتِ) !!

   صرح جاك شيراك الرئيس الفرنسي أن على تركيا أن تعترف بالمجازر التي ارتكبتها ضد الأرمن ، وأن تُقدم اعتذارها ، حتى يُسْمَحَ لها بالانضمام إلى الاتحاد الأوربي !
   هكذا تبلغ الوقاحة برؤساء الدول الصليبية الاستعمارية تجاه الدول الأخرى !
  ولأنَّ أحداً من رؤساء الدول الإسلامية ، أو من وسائل الإعلام فيها ، لا يرد على أمثال هذه الوقاحة البشعة ، فإنَّ هؤلاء الصليبيين المجرمين يَنْبَرُونَ لِيُعطوا غيرهم دروساً في الإنسانية والأخلاق !!

   على جاك شيراك أن يعترف أولاً بأن دولته فرنسا الاستعمارية قد ارتكبت أكبر المجازر ضد الإنسانية في الدول التي استعمرتها !.. وأن يعترف كذلك بأن فرنسا التي يحكمها قتلت وأبادت حوالَيْ  مليون ونصف مليون إنسان في الجزائر وحدها ، وعليه أن يعتذر لدولة الجزائر وشعبها عن هذه الجرائم الكبرى ، وان يدفع لها التعويضات الواجبة !!

   نحن في زمان صار فيه كبار المجرمين يُعطون دروساً في الإنسانية والأخلاق والسلام ، وينسَوْنَ أنفسَهُم وجرائِمَهُم الرهيبة !!!
   أما تركيا فهي ، منذ تخلَّت عن الإسلام ، -وهو مصدر القوة والعزة –  وارتكست إلى حكم الجاهلية ، صارت ذَنَباً للغرب ، تستجدي بِذُلٍّ الانضمامَ إلى إتحاد الدول الصليبية الأوروبية ، والصليبيون يرفضونها !!!

   صدق الله العظيم القائلُ : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ . أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) . 

أيها المسلمون .. أَيُهَانُ نَبِيُّكم ويُهاجَمُ دينُكم وأنتم ساكتونَ ؟!

   منذ أشهرٍ تجرّأ خنـزير في الدانمارك ونشر في إحدى الصحف رسوماً ساخرةً من الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ، وقامت حملة مقاطعة اقتصادية واسعة في بلاد المسلمين ضد تلك الدولة ، وعلى الرغم من المظاهرات والاحتجاجات الواسعة في بلاد المسلمين فإنَّ رئيس وزراء الدانمارك رفض بشدة الاعتذار للمسلمين ومحاكمة ذلك الرسام الحقير بحجة حرية الرأي !.. ومنذ سنوات والطاغية القذر بوش رئيس ولايات الشر الأمريكية يتهجم على الإسلام من فترة لأخرى ، ومن مدة قريبة وصف الإسلام بأنه دين فاشي !!

   ومنذ أيام قليلة ألقى (بابا الفاتيكان) محاضرةً في إحدى الجامعات الألمانية ، ووصف الإسلام بأنه (دين انتشر بالسيف ، وأنَّ مشيئة الله لا تخضع في الإسلام للعقل ، وأنَّ

محمداً لم يأتِ إلا بما هو شرٌّ وغير إنسانيِّ) !!!.. ورفض الاعتذار ، واكتفى بأن أبدى أسَفَهُ لأنَّ كلامه (أُسيءَ فهمُهُ) من قِبَلِ المسلمين !.. أي بدلَ أن يعتذرَ ويعترفَ بأنَّهُ هو الذي أساءَ القولَ حَوَّلَ الإساءَةَ إلى فَهْمِ المسلمينَ لكلامِهِ ، وهذا مِنْهُ أسَفٌ أقْبَحُ مِنْ ذَنْبٍ ! أي إنَّهُ يتهم المسلمين بطريقة غير مباشرة بأنَّهم لا يفهمون !!!

   وأمسِ نشرت صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية مقالاً لخنـزيرٍ بَشَرِيٍّ نجسٍ هاجم فيه الإسلام بأبشع العبارات ، ووصف رسولَ اللهِ وخاتَمَ الأنبياءِ والرُسُلِ ، وسَيِّدَ البشريةِ والإنسانيةِ قاطبةً ، وصاحبَ الخُلُقِ العظيمِ محمداً صلواتُ ربي وسلامُهُ عليه ، بأنَُّهُ (قاطِعُ طريق) !!!

   فهل يُعْقَلُ أنَّ هذه الاعتداءات والإهانات التي يُوَجِّهُها خنازيرُ الصليبية الصهيونية والماسونية العالمية ، ضِدَّ الإسلامِ من وقتٍ لآخرَ هي بِمَحْضِ المصادفة : ؟! كلا إنها حربٌ صليبيةٌ جديدةٌ مُبَرْمَجَةٌ بكل معنى الكلمة ، تُشَنُّ على الإسلامِ وعلى النبيِّ الأكرمِ صلى الله عليه وسلم ، وعلى المسلمين بِأشكالٍ عديدة ، إنها حربٌ عسكريةٌ ، دينيةٌ ، اقتصاديةٌ ، ثقافيةٌ ، فكريةٌ ، تربوبةٌ واجتماعية !!!

   وعلى الرغم من كل هذه الاعتداءات والإهانات التي يُوَجِّهُها هؤلاء الصليبيون  بصورة مستمرة ، إلى ديننا ونبِيِّنا عليه الصلاة والسلام ، فإننا لم نسمع ولم نَرَ الحكام في بلاد المسلمين يتكلمون كلمةً واحدةً يُدافعون بها عن دِينِ الأُمَّةِ ، وعن كرامة سَيِّدِنا وسَيِّدِهِم الرسولِ الأعظم صلى الله عليه وسلم ، بل لم يَتَّخِذوا قراراً واحداً ضِدَّ تلك الدُوَلِ الكافرة التي تستمر في توجيه الإساءاتِ للإسلامِ ولِنَبِيِّ الإسلام عليه الصلاة والسلام !!.. فَهَلْ خَلَتْ نُفوسُ هؤلاءِ الحُكامِ وعقولُهم من أيِّ أثرٍ للكرامةِ والشرفِ والغَيْرَةِ ؟؟.. بل إنهم لا يزالون يُقيمون مع تلك الدُوَلِ المُعْتَدِيَةِ أقوى العلاقات السياسيةِ والاقتصاديةِ ، ويُبرمونَ معها صفقاتٍ بِعشراتِ الملياراتِ من الدولارات !!!.. وهُنا نسألُ هؤلاء الحكامَ : ما الذي سيفعلُهُ أحَدُهُم لو وُجِّهَتْ إليهِ إساءةٌ بالغةٌ من إحدى تلك الدُوَلِ ؟؟... فَهَلْ سَيَصْمتُ وسيَبْلَعُها ، أم سيغضبُ وسيثأرُ لِنفسِهِ ، وسيَتَّخِذُ بعضَ الإجراءاتِ ضِدّها ؟؟؟... أَوَيَظُنُّ هؤلاءِ الحكامُ أنْفُسَهُمْ أَعَزَّ وأَكْرَمَ مِنْ سَيِّدِهِمْ رسولِ اللهِ عليهِ أفضلُ الصلاةِ والسلام ؟؟؟!!!... (سَاءَ ما يَحْكُمُونَ) ...

   أما أنتم أيُّها المسلمون .. فَهَلْ أصبحتم فعلاً غُثاءً كَغُثاءِ السَيْلِ كما وَرَدَ في الحديثِ الشريفِ ؟؟.. يُوَجِّهُ الصليبيونَ الأنجاسُ الإهاناتِ دائماً إلى دِينِكُمْ وإلى نَبِيِّكُم الحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وتَبْقَوْنَ ساكتينَ صامتينَ ؟؟.. ألا تُدافِعُونَ عن دِينِكُمْ وعن كرامةِ نَبِيِّكُمْ ، صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه ؟؟؟!!!... إذن انتفضوا وقوموا بأكبر المظاهراتِ السِلْمِيَّةِ ، ولا تعتدُوا على دُورِ العبادة أو على أحَدٍ ، وارفعوا راياتِ (لاإله إلا الله محمد رسول الله) في اسواقِكُمْ ومتاجرِكُمْ وشركاتِكُمْ وبيوتِكُمْ وساحاتِ مُدُنِكُمْ وقُراكُمْ بصورةٍ دائمةٍ ، وحاولوا الاستغناءَ قَدْرَ الإمكانِ عن بضائعِ الدُوَلِ التي تُحارِبُكُمْ وتعتدي على دِينِكُمْ . وتَدَبَّروا قولَ الله عَزَّ وجَلَّ : (يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمَّد 7 . فانصروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم دائماً ، ولا خيرَ في الحياةِ إذا لم يَكُنِ اللهُ تعالى ورسُولُهُ صلى الله عليه وسلم أحبَّ إليكم من أنفسِكُمْ ومن آبائِكٌمْ وأبنائكُِمْ وإخوانِكُمْ وأموالِكُمْ ، وافهموا جيِّداً قولَ الله تبارك وتعالى:(قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وإخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ في سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ ، وَاللهُ لاَ يَهْدِي الفَاسِقِينَ) التوبة 24 .

أيها المسلمون .. أَيُهَانُ نَبِيُّكم ويُهاجَمُ دينُكم وأنتم ساكتونَ ؟!

كلمةٌ إلى المنتسبينَ للإسلامِ في جماعةِ (14شباط) أو (14آذار)

   يقول الله عزَّ وجلَّ في كتابه الحكيم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ والنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ، وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ، إِنَّ اللهً لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَالِمِينَ) المائدة ـ 51 .

   إنَّكم ، أيها المنتسبون إلى الإسلام ، في هذه العصابة ، قد اتخذتم الصليبيين أولياءَ ، فاستقويتم بهم على بني قومكم ، وجلبتم جيوشَهم لِيَحْتَلّوا قسماً من أرض لبنان ،

ولِيُحاصروه بَرّاً وبحراً وجَوّاً ، وجعلتموهم يتحكَّمون بالمنافذِ جميعِها ، وزعمتم أنهم جاؤوا لِيُدافعوا عن لبنانَ ، وهذا غير صحيح ، لأنهم لم يأتوا من اجل الدفاعِ عن هذا البلد ، بل حضروا لحماية كيانِ الشَرٍِ الصهيونيِّ ، وهذا ما أكدته مستشارة ألمانيا بقولها إنهم إنما وَجَّهوا جيوشهم إلى لبنان للدفاع عن حق دولة العدوان الصهيوني في الوجود !! ولو كانوا صادقين في أنهم جاؤوا لحماية لبنانَ لكانوا تمركزوا على الحدودِ الشماليةِ لفلسطينَ المحتلّة ، لأن العصاباتِ الصهيونيةَ هي التي تعتدي دائماً على لبنان !!!

   فماذا بَقِيَ لَدَيْكُمْ من الإسلامِ وقد عصيتم أمْرَ ربِّكُمْ ، فَتَوَلَّيْتُموهُمْ فَصِرْتُمْ منهم ، ورَكَنْتُمْ إلى الذين ظلموا ؟؟!!... إنكم بِأعمالِكُمْ هذهِ قد خُنْتُم اللهَ تعالى ورَسُولَهُ صلى الله عليه وسلم والإسلامَ والمسلمينَ ، وخنتم وطنَكم ؟؟... فانظروا إلى وُجُوهِكُمْ ، واسألوا أنفُسَكُمْ : هل بَقِيَ فيها شيءٌ من الشرفِ والكرامةِ والغَيْرَةِ ؟! .. وتأمَّلوا وتَدَبَّروا قولَ اللهِ تعالى : (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً . الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ، أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ ، فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَهِ جَمِعاً) النساء 138- 139 .

غنّوا وصيحوا

على الرغمِ من كلِ الحروبِ والمصائبِ والأخطارِ ، التي تَنْزلُ بالأمةِ الإسلاميةِ ، فإننا نرى اهتمامَ الحكوماتِ في البلادِ العربيةِ والإسلاميةِ ووسائلِ الإعلامِ المتنوعةِ فيها ، مُنْصَبّاً على نشرِ الغِناءِ والرقصِ والخلاعةِ وبرامجِ الفسادِ بين الناسِ ، ليلاً ونهاراً ، وعلى إثارَةِ الشَغَفِ الْجُنـونيِّ الشديدِ بمبارياتِ كُرَةِ القَدَمِ ، حيث يجلسُ شُبّانُ الأمةِ أمامَ أجهزةِ الرائي ، كَأَنَّهُمْ يَتَخَبَّطُونَ مِنَ الْمَسِّ ، لا اهتمامَ لهم سِوَى متابعةِ ما يُفرِزُهُ الساقطونَ من أهلِ الفنِّ العَفِنِ من أوساخٍ وقاذوراتٍ ، وما يُصِيبُهُ (أبطالُ !!) كُرَةِ القَدَمِ مِنْ أهدافٍ وَهْمِيَّةٍ !!

ومن شعوري بالأسَفِ لِضَياعِ شُبّانِ الأُمَّةِ في هذه المتاهاتِ الهابِطَةِ،نَشَأَتْ هذه الأبياتُ:               
غَــنُّوا و صِيـحُوا !!!

من نظم : عبد المجيد الذهب - لبنان

غَــنُّوا وَ صِيـحُوا  يا عَـرَبْ        
 تَــرَوُا العَـدُوَّ قَـدْ  هَـرَبْ !
 
وَ طَـبِّـلُـوا وَ  زَمِّــــروا        
 إِنَّ الصُـرَاخَ قَــدْ وَجَــبْ :
 
بِِالْعُــودِ سَـوْفَ  نَـدُكُّــهُ        
 وَ بِالْـكَـمَـانِ  وَ القَـصَـبْ
 
وَ قَــدْ نَــرُدُّ بِـالْكُــرَةْ         
 إِذَا رَمَــانَــا  بِاللَّـهَــبْ !
 
إِنَّــا  نُــدَرِّبُ  جِيـلَنَــا        
 عَـلَى الْغِنَـــاءِ وَالطَّــرَبْ
 
بِالرَّقْـصِ نَــرْمي غَـازِيــاً        
 وَ الرَّقْـصُ  يَـأْتي  بِالْعَـجَـبْ !
 
وَالـرَّاقِصَـاتُ  جُنْــدُنَــا         
 سِـلاحُهُـنَّ قَــدْ ضَــرَبْ !
 
إنَّ  الْـجِهَــادَ  و الْــوَغَى         
 شَـجْـبٌ قَــوِيٌّ أوعَـتَـبْ
 
لا  تُحـرِجُـونَــا إنَّـنــا         
 أَسْـيَافُـنَـا مِثْـلُ الْـخَشَـبْ
 
وَالْمَجْــدُ في أَعْـرَافِـنَــا         
 مَـــالٌ كَـثِيـرٌ أو ذَهَــبْ!

تقويمُ الناسِ والأحداثِ في ضوءِ الإسلام

      كيفَ يستطيعُ المرءُ رؤيَةَ الأشياءِ بوضوحٍ ؟
   حتى يستطيعَ أيُّ امرئٍ أن يرى شيئاً ما بوضوحٍ يجبُ أن يكونَ بَصَرُهُ سليماً قويّاً ، فإنْ كانَ فيهِ ضَعْفٌ استعملَ النظاراتِ ، فإنْ كانَ هذا الشيءُ في الظلامِ استعانَ بمصباحٍ لِيُسَلِّطَ عليهِ الضوْءَ ، فإنْ كانَ الجوُّ مُلَبَّداً بِضبابٍ كثيفٍ ، أو بِعاصِفَةٍ رَمْلِيَّةٍ شديدةٍ ، فإنَّهُ يُحاوِلُ الاقترابَ من هذا الشيءِ الذي يُريدُ أن يعرفَ ماهِيَّتَهُ إنِ استطاعَ ، أو ينتظرُ حتى ينقشِعَ الضبابُ أو تَهْدَأَ العاصِفَةُ ، وفي فترةِ الانتظارِ عليهِ أن يكونَ حَذِراً حتى يتبيَّن حقيقةَ الشيءِ ، وألاّ يُحَدِّدَ ذلكَ في الظلامِ أو في خِضَمِّ العاصِفَةِ – دونَ معرفةٍ منه سابقةٍ  - لِئَلاّ يَقَعَ في الخطأ !

   كيفَ ينظرُ المسلمُ المؤمنُ  إلى الأمورِ نظرةً صائبةً ، ويَتَّخِذُ المواقفَ الصحيحةَ ؟

   لو أرادَ المسلمُ المؤمنُ أن يَتَّخِذَ موقفاً صحيحاً من أيِّ حَدَثٍ ، أو من أيِّ شخصٍ ، لا بُدَّ لَهُ مِنْ أدواتٍ تُعِينُهُ على ذلك .

   و مِنْ هذهِ الأدواتِ أن تكونَ لَدَيْهِ معرفةٌ صحيحةٌ بالعقيدةِ الإسلاميةِ ، وبالحلالِ والحرامِ ، وبالثقافةِ الإسلاميةِ الكافيةِ . وهذا يَتَحَصَّلُ لَهُ مِنْ تلاوةِ كتابِ اللهِ الحكيمِ ، والاطلاعِ على أهمِّ كُتُبِ التفسيرِ ، لِمَعْرِفَةِ أحكامِ اللهِ تعالَى ، ومُطالعةِ كُتُبِ السيرةِ النَبويَّةِ الشريفةِ لِيَعرِفَ كيفَ كانَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يُعالِجُ المشكلاتِ ويَتَّخِذُ القراراتِ في الحربِ والسِلْمِ . وكذلكَ هو محتاجٌ إلى قراءَةِ أحاديثِهِ عليهِ الصلاةُ والسلامُ ، خاصةً في الأمورِ المتعلِّقَةِ بالعقيدةِ والتشريعِ والعلاقاتِ معَ الآخَرينَ . ولا غِنَى لَهُ عن قراءةِ كُتُبِ كِبارِ رجالِ العِلْمِ والدعوةِ الإسلاميةِ ، وكُتُبِ التاريخِ الإسلاميِّ الموثوقَةِ . فِهِيَ غِذاءٌ عقليٌّ وفكريٌّ ضروريٌّ ، تَزِيدُهُ عِلْماً ومعرفةً ، كالطعامِ والشرابِ الضرورَيْنِ لِبِناءِ الجسمِ السليمِ .

   وإذا تَزَوَّدَ بِهذِهِ الأدواتِ الضروريةِ فهو عندئِذٍ يستطيعُ ، بعونِ اللهِ ، أن ينظرَ إلى الأحداثِ والأشخاصِ نظرةً صحيحةً صائِبَةً ، لأنَّهُ صارَ ينظرُ بِمِنظارِ الإسلامِ ، وبالتالي يُمكِنُهُ أن يُقَوِّمَ الأحداثَ والأشخاصَ التقويمَ العادِلَ ، لأنَّهُ يَزِنُ الجميعَ بميزانِ الإسلامِ الدقيقِ ، ثم يَتَّخِذُ المواقِفَ السليمةَ ، حِيالَ الأحداثِ والأوضاعِ والدُوَلِ والحُكامِ والجماعاتِ والأحزابِ والأفكارِ ، وكُلِّ ما لَهُ تأثيرٌ في مُجْرَياتِ الأمورِ في هذا العالَمِ .

   جَهْلُ كَثيرٍ مِنَ المسلمينَ بِأحكامِ دينِهِمْ أدَّى بِالأُمَّةِ إلى التَخَلّفِ والضَعْفِ :

   لو أنَّ معظمَ المسلمينَ نَهَجوا هذا النَهْجَ عَبْرَ تاريخِهِم الطويلِ لَمَا ضَعُفُوا واستَكانوا ، ولَمَا اختلفوا وتَفَرَّقوا ، ولَمَا تَمَكَّنَ منهم أعداؤهُمْ ، ولَمَا حادُوا عن طريقِ اللهِ المستقيمِ ، ولَبَقِيَتْ أُمَّتُهُمْ أُمَّةً واحدةً قويَّةً ، كما أرادها اللهُ عَزَّ وجَلَّ بقولِهِ : (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)

  ولكنْ عندما فقدَ كثيرٌ من المسلمينَ هذهِ الأدواتِ فقدوا البوصَلَةَ التي تُحَدِّدُ لهم الاتجاهَ الصحيحَ الذي يُوصِلُهُمْ إلى الهَدَفِ المنشودِ ، فتاهوا وانحرفوا عن الحقِّ . لذلك

نرى فريقاً من المنتسبينَ إلى الإسلامِ قد اتَّبَعوا سُبُلاً أخرى لا صِلَةَ لها بالإسلامِ ، جهلاً من بعضِهِمْ ، وعصياناً من بعضِهِم الآخرَِ . فمنهم مَنِ انتسبَ إلى أحزابٍ تقومُ على مبادئَ كُفرِيَّةٍ أو إلحادِيَّةٍ أو عِلْمانِيَّةٍ ، ومنهم مَنْ تَعَلَّقوا بِأشخاصٍ جعلوهم أصناماً يُطيعونَهُمْ في معْصِيَةِ اللهِ ويطمعونَ ببعضِ مالِهِمْ لِكَوْنِهِمْ أثرياءَ ، او لاعتبارِهِمْ زُعماءَ ينبغي اتِّباعُهُمْ وتأييدُهُمْ في كُلِّ أمرٍ ولو أدَّى بِهِمْ ذلك إلى النِفاقِ ، ومنهم مَنْ أَيَّدَ الُكُفّارَ وأعانَهُمْ ضِدَّ أُمَّتِهِمْ !

      يقولُ رَبُّ العِزَّةِ والجلالِ في كتابِهِ الكريمِ : (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ، ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونِ) الأنعام  153 .

(...ٌَقَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُلُمَاتِ إلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) المائدة  15-16 .

   المسلمُ المؤمِنُ يكونُ قويّاً في عقيدَتِهِ ، ثابِتاً في مَواقِفِهِ :
  إنَّ المسلمَ المؤمِنَ لا يكونُ إمَّعَةً إنْ أحْسَنَ الناسُ أحسَنَ وإنْ أساؤوا أساءَ ، بل يكونُ ذا شخصيةٍ مُمَيَّزَةٍ ، بالتِزامِهِ بِدِينِهِ ،وثَباتِهِ القَوِيِّ على عقيدَتِهِ ،وتَحَلِّيهِ بِمَكارِمِ أخلاقِهِ، واستقامَةِ سُلوكِهِ . لا يَنْحَرِفُ عن صِراطِهِ المستقيمِ ولو انحرفَ أكثرُ الناسِ ، ولا تُبْهِرُهُ زَخارِفُ أهلِ الباطِلِ ، ولا يَخْدَعُهُ الخُبَّانُ !

   مَواقِفُ الحركاتِ الإسلاميةِ يجبُ أن تكونَ مُمَيَّزَةً :
   وانطلاقاً من هذا الموضوعِ يجبُ أن تَكونَ مَواقِفُ الحركاتِ الإسلاميةِ والمسلمينَ المؤمنينَ ، في لبنانَ وغيرِهِ مِنَ البلادِ ،  مُمَيَّزةً إزاءَ الجماعاتِ السياسيةِ المختلفةِ ، وألاّ يرتبطوا بالسياسيينَ الذينَ لهم علاقاتٌ مشبوهةٌ بالدُوَلِ الصهيو ـ صليبيةِ ، والذين فسَدوا وأفسَدوا البِلادَ وكثيراً مِنَ العِبادِ .
 

المسلمونَ بين المنهجِ الرباني والفُرْقَةِ ومناهجِ أصنامِ الشِرْكِ والكُفْرِ

لا حياةَ لِمخلوقٍ مُشَوَّهٍ بِأكثرَ من خمسينَ رأساً :

   نعم هذا هو حالُ المسلمينَ في هذا العصرِ ! لقد تفرقوا في أكثرَ من خمسينَ دولةً ، وكلُّ دولةٍ لها حاكمٌ وحكومةٌ ، ولا توجدُ دولةٌ دونَ خلافاتٍ معَ غيرِها من هذه الدُوَلِ !.. وضِمْنَ كُلِّ دولةٍ أحزابٌ وجماعاتٌ مُتصارعةٌ ومُتعارضةٌ ومُختلفةٌ ، وأحياناً مُتقاتلةٌ !

   هل رأيتم مخلوقاً برأسينِ بقيَ حيّاً ؟.. فكيف إذن بمخلوقٍ له أكثرُ من خمسينَ رأساً ، وكلُّ رأسٍ يَتناطَحُ مَعَ غيرِهِ ؟!.. إنه لأمرٌ غريبٌ وعجيبٌ حقاً !!!
   أيـُّهُما يحيا سليماً سويّاً وصحيحاً قويّاً : مخلوقٌ بِرأسٍ واحدٍ سليمُ الجسمِ سديدُ العقلِ ، أم آخرُ برؤوسٍ كثيرةٍ مُتضاربةٍ مُتقارعةٍ عليلُ الجسمِ بعقولٍ تائهةٍ ؟
الوحدةُ الإسلاميةُ مصدرُ القوةِ والعِزَّةِ والفرقةُ سببُ الضعفِ والذُلِّ :
   لقد أمر اللهُ تعالى المسلمينَ أن يكونوا أمةً واحدةً ، لأنَّ ربَّهُم واحدٌ ، ودينَهُم واحدٌ ، ونَبِيَّهُم واحدٌ ، فقال : (إنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحدةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاْعْبُدُونِ) الأنبياء 92، (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاْتَّقُونِ) المؤمنون 52 .
ولكنَّ كثيراً من المسلمينَ خالفوا أمرَ ربِّهِم ، وقَطَّعوا أنفسَهُم أُمَماً ، فَحَلَّ بِهِم الضعفُ والهوانُ والذلُّ والهزائمُ ، وصاروا نَهْباً لِلْكُفّارِ ، يتحكَّمُ بِهِمْ أراذِلُ البَشَرِ من كُلِّ حَدَبٍ وصَوْبٍ !..
   لقد جعلَ اللهُ لهم دستوراً واحداً ، وهو القرءانُ الحكيمُ ، إذا حكموا بِهِ حَكَموا العالَمَ ، وإذا حكموا بِغَيْرِهِ حَكَمَهُمُ العالَمُ !..
   إنَّ سببَ ضعفِ المسلمينَ وتَخَلُّفِهِمْ وذُلِّهِمْ أنَّهُمْ لم يحكموا بِكتابِ اللهِ ، بل تركوهُ وراءَهُمْ ظِهْرِيّاً ، وأخذَ كثيرٌ منهم يَمْتَصّونَ قاذوراتِ أفكارِ الأممِ الكافرةِ ، ويَرْضَعونَ مِنْ ضُروعِ خنازيرِ الكُفْرِ والشِرْكِ والوَثَنِيَّةِ ألْبانَ مبادِئِها الفاسدةِ ، فَتَطَبَّعوا بِطبائِعِهِمْ ، واتَّصَفوا بِصِفاتِهِمْ ، وعَمِلوا بِأعمالِهِمْ ، حتى صاروا يُقَلِّدونَهُمْ في كُلِّ شيءٍ ، في تفكيرِهِمْ وأكْلِهِمْ وشُرْبِهِمْ وعاداتِهِمْ وكُلِّ تَصَرُّفاتِهِمْ!ففريقٌ منهم هامَ بالاشتراكيةِ ، وآخَرُ بالرأسماليةِ ، وثالثٌ بالوُجودية ، ورابِعٌ بالعِلمانيةِ ، وغَيْرِها من سُبُلِ شياطينِ الإنسِ والجِنِّ ، فَلَمْ يَزِدْهُمْ ذلك إلاَّ ضعفاً و ذُلاًّ و هَواناً وخُسْراناً وضلالاً وهزائِمَ !!!

 لقد عشَّشَتْ داخِلَ جماجِمِهِمْ عناكِبُ الشِرْكِ والفِسْقِ والفُجورِ ، فَعَمِيَتْ بَصائِرُهُمْ ، واسْوَدَّتْ قُلوبُهُمْ ، فلم يستطيعوا تمييزَ الحَقِّ مِنَ الباطِلِ ، والنورِ مِنَ الظُلُماتِ ، فتاهوا في سراديبِ الضلالِ ، يمشونَ على غيرِ هدًى ، فاتَّبَعوا كُلَّ ناعِقٍ يزعمُ أنَّهُ زعيمٌ ، وساروا وراءَ كُلِّ مُفْسِدٍ يَدَّعي أنَّهُ مِنَ المُصلِحينَ ، وتَعَلَّقوا بِأَذْيالِ كُلِّ ذي مالٍ لَعَلَّهُمْ يَلْتَقِطونَ ما يُلْقيهِ إليهِمْ مِنْ فُتاتِ مالِهِ ، ورَكِبوا مَرْكَبَ كُلِّ ذي مبدإٍ فاسِدٍ ، فغرقوا في أمواجِ بحرٍ لُجِّيٍّ مِنَ الضلالِ ليسَ لَهُ قَرارٌ !

   أمرَهُمُ اللهُ بالاعتصامِ بحبلِهِ المَتينِ : (وَاْعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا ، واذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً ، وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ، كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) آل عمران  103 .
   وحَذَّرَهُمْ مِنَ الفُرْقَةِ والاختلافِ : (وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاْخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ، وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) آل عمران  105 .
   فتركوا حبلَ اللهِ ، واعتصموا بحبالِ شياطينِ الإنسِ والجِنِّ ، فأضَلُّوهُمْ وأوْرَدوهُمْ  مَوارِدَ الهلاكِ والبَوارِ ، وخالفوا أمْرَ اللهِ فَتَفَرَّقوا واختلفوا ، فأصابَهُمُ الذُلُّ والدمارُ ، فاستَذَلَّهُمْ أراذِلُ الأرضِ ، وصاروا يتحَكَّمونَ بِكُلِّ شؤونِهِمْ ، ويأمُرونَهُمْ ويَنْهَوْنَهُمْ !!!
   يقولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَلَمْ تَرَ إلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً . وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللهُ وَ إِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً) النساء  60 – 61
   ويقولُ سُبْحانَهُ : (يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقاً مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ) آل عمران  100 .
   وفي هذا قالَ الشهيدُ سيِّد قطب ، رحمه اللهُ : (إنَّ طاعةَ أهلِ الكتابِ والتلَقِّي عنهم ، واقتباسَ مناهِجِهِمْ وأوضاعِهِمْ ، تحملُ ابتداءً معنى الهزيمةِ الداخليةِ ، والتَخَلِّي عن دَوْرِ القيادةِ الذي من أجلِهِ أُنْشِئَتِ الأُمَّةُ الإسلاميةُ ، كما تحملُ معنى الشَكِّ في كِفايَةِ منهجِ اللهِ لِقِيادةِ الحياةِ .. وهذا بِدَايةُ دَبيبِ الكُفْرِ في النفسِ ، هذا من جانبِ المسلمينَ . فأمّا مِنَ الجانِبِ الآخَرِ ، فَأهلُ الكتابِ لا يَحْرَصُونَ على شيءٍ حِرْصَهُمْ على ضلالِ هذه الأُمَّةِ عن عقيدَتِها ، فهذه العقيدَةُ هي صخرةُ النجاةِ وخَطُّ الدفاعِ . وأهلُ الكتابِ يعرفونَ هذا قديماً ويعرفونه حديثاً ، ويبذلونَ في سبيلِ تحويلِ هذه الأُمَّةِ عن عقيدَتِها كُلَّ ما في وسْعِهِمْ من مَكْرٍ وحِيلَةٍ ، ومن قُوَّةٍ كذلك . وحينَ يُعْييهِمْ أن يُحاربوها بِأنْفُسِهِمْ يُجَنِّدونَ من المنافقينَ المُتظاهرينَ بالإسلامِ ، أو مِمَّنْ يَنْتَسِبُونَ إلى الإسلامِ ، جنوداً مُجَنَّدَةً لِتَنْخرَ في جسمِ هذه العقيدةِ من داخلِ الدارِ ، لِصَدِّ الناسِ عنها ، ولِتُزَيِّنَ لهم مَناهِجَ غَيْرَ مَنْهَجِها . فَحِينَ يَجِدُ أهلُ الكتابِ مِنْ بعضِ المسلمينَ طَوّاعينَ وأتباعاً لهم ، فَهُمْ ولا شَكَّ سَيَسْتَخْدِمونَ هذا كُلَّهُ في سبيلِ الغايةِ التي تُؤَرِّقُهُمْ ، وسَيَقودونَهُمْ ويَقودونَ الجماعةَ كُلَّها من وَرَائِهِمْ إلى الكُفْرِ والضلالِ ، والمسلمُ يفزَعُ أن يرى نفسَهُ مُنْتَسِباً إلى الكُفْرِ بَعْدَ الإيمانِ ...)  في ظلال القرءان  438/1 .

على المسلمين أن يَصْحُوا من نومِهِمْ وأن يُفِيقوا من غَفْلَتِهِمْ :
   يجبُ على جميعِ المسلمينَ أن يعلموا عِلْمَ اليَقينِ انَّهُ لن تكونَ لهم عِزَّةٌ ولا وَحْدَةٌ ولا قُوّّةٌ ولا حضارةٌ ولا بَقاءٌ إلاّ بالإسلامِ وَحْدَهُ ، وعليْهِمْ أن يفهموا هذا جَيِّداً وأن يعملوا له باهتمامٍ بالِغٍ . وقد بَيَّنَ اللهُ ذلك في قولِهِ تعالى : (... وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافَقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) المنافقون 8 .

وقالَ هذا أميرُ المؤمنينَ عُمَرُ بْنُ الخطابِ رضيَ اللهُ عنهُ :(نَحْنُ قَوْمٌ أَعَزَّنا اللهُ بالإسلامِ ومهما ابتَغَيْنا العِزَّةَ بِغَيْرِهِ أَذَلَّنا اللهُ) .

إقامةُ مَنْهَجِ اللهِ على الأرضِ تحتاجُ إلى جهودٍ مُضاعَفَةٍ :
   إنَّ العملَ من أجلِ رَفْعِ رايَةِ الإسلامِ ، وإعادَةِ حُكْمِ القرءانِ ، وإقامةِ دَوْلَةِ الإيمانِ ، تحتاجُ هذه الأيامَ إلى جهودٍ مُضاعَفَةٍ ، ذلك لأنَّ مَكْرَ الأعداءِ يَشْتَدُّ ، وحروبَهُمْ ضِدَّنا تَمْتَدُّ ، وتتََلَوَّنُ بِشَتّى الألوانِ . منها الحروبُ العسكريةُ والفِكريّةُ والثقافيّة والاقتصاديّةُ والإعلاميّةُ ... ولا نجاةَ منها إلاّ بالاعتصامِ بِحبْلِ اللهِ المتينِ ، والالتزامِ التامِّ بالإسلامِ قولاً وعقيدةً وفكراً وشريعةً وعبادةً وسلوكاً .

حاجةُ الأُمَّةِ إلى الدعوةِ الإسلاميَّةِ في عصرِنا الحاضِرِ ضرورِيَّةٌ جداً :
   يَتَبَيَّنُ لنا مما سَبَقَ أهميَّةُ الدَّعْوَةِ التي تقومُ بِها جماعةُ الإخوانِ المسلمينَ ، في العالَمِ أجْمَعَ . ولكنْ نرى ضرورةَ إنشاءِ مؤسَّساتٍ إعلامِيَّةٍ مُتَعَدِّدَةٍ ، تُبدي لِلناسِ حقيقةَ الإسلامِ الناصِعَةَ التي يعملُ أعداؤنا على طَمْسِها وتَشْويهِها بِكُلِّ ما أُوتُوا مِنْ إمكانياتٍ مادِّيَّةٍ ، وبشتّى السُبُلِ المُلْتَوِيَةِ ، مِنْ أكاذِيبَ وتزييفٍ وتزويرٍ وافتراءاتٍ واتهاماتٍ وإفْكٍ . وينبغي الاهتمامُ بتوجيهِ التوعيةِ للمسلمينَ ، ثم لِغَيْرِهِمْ من شعوبِ الأرضِ ، باللغاتِ الحَيَّةِ الرئيسَةِ ، وهذا هو واجبُ تبليغِ الدعوةِ . ويجبُ كذلك الرَّدُّ على الافتراءاتِ التي تُطْلِقُها ألْسِنَةُ أصنامِ الكُفْرِ مِنْ حينٍ لآخَرَ رَدّاً سريعاً وقويّاً ، مَعَ بيانِ أباطيلِهِمْ وخُرافاتِهِمْ الفكريّةِ والعقائِدِيَّةِ .

خِداعٌ وأكاذيب !!!

(الشرعية الدولية) ، ( القانون الدولي) ، ( المجتمع الدولي) ، (الأسرة الدولية) ، (الإرادة الدولية) ، (الرأي العام الدولي)... إلخ ...

إنها كلماتٌ خادعةٌ كاذبة ، ليست أكثرَ من مُلْصَقاتٍ تستعملها الدولُ الصهيوصليبية،لِتَضَعَها على كلِّ قرارٍ ظالمٍ جائرٍ ، يُرادُ بهِ إخضاعُ الدُوَلِ العربيةِ والإسلاميةِ ، لابتزازِها والاعتداءِ عليها ، ومُحاصَرتِها ، وشَنِّ الحروبِ عليها واحتلالِها ، ومُصادَرَةِ حريَّتِها وإرادَتِها !.. وكلما أرادت (ولاياتُ الشَرِّ الأمريكيةُ) الاعتداءَ على دولةٍ إسلاميةٍ اخترعتِ الاتهاماتِ الكاذبةَ ، ثم حَوَّلَتْها إلى قرارٍ عَبْرَ ما يُسَمَّى (مجلس الأمن الدولي) – الذي هو في حقيقتِهِ (مجلس العار الدولي) – وألصَقت عليه مُلْصَقاً من المُلْصَقاتِ المذكورةِ آنفاً ، لِتُوهِمَ العالَمَ بأنَّ القرارَ الذي اتخذته عَبْرَ هذا المجلسِ المجرمِ ، إنَّما أصدرته الدُوَلُ جَميعُها ، مثلما فعلت بأفغانستانَ والعراقِ وفلسطينَ والسودان ، وأخيراً لبنان !!!
   إنه الكَذِبُ والتزويرُ والتزييفُ والخداعُ ، وهي صِفاتٌ مُشِينَةٌ لَئِيمَةٌ إجراميَّةٌ اتصفت بها دائماً جميعُ أفعالِ حُكّامِ ولاياتِ الشَّرِّ الأمريكيةِ وأعوانِها ، من حكامِ الدُوَلِ الصهيوصليبيةِ !!!
   ونحنُ المسلمينَ ، وقد شرَّفَنا اللهُ تعالى بِأَكملِ شريعةٍ على الإطلاقِ ، منذ خلقَ اللهُ الأرضَ ومَنْ وما عليها ، وهي الشريعةُ الإسلاميَّةُ المُطَهَّرَةُ ، ينبغي أن لانعترفَ بِشَرائِعِ الظلمِ والبَغْيِ والعُدْوانِ التي تَضَعُها أدمِغَةُ الكُفّارِ العَفِنَةُ لِتَحقيقِ مَآرِبِهِم العُدوانِيَّةِ .
   وأيُّ شَرِيعَةٍ دُوَلِيَّةٍ ، أو قانونٍ دُوَلِيٍّ ، يَضَعُهُ أصنامُ الكُفْرِ ، ويتعارَضُ مَعَ شَرِيعَتِنا الإسلاميَّةِ ، فإنَّنا نًدوسُهُ بِأَقدامِنا ، ونُلْقِيهِ في مَكَبَّاتِ القاذوراتِ والأوساخِ !!!

   وهذا ما يجبُ على كُلِّ مسلمٍ مؤمنٍ أنْ يَفعَلَهُ . فلا شَريعةَ فَوْقَ شَريعَةِ اللهِ ، ولا دِينَ فَوْقَ دِينِ اللهِ ، ولا عَقيدَةَ تعلو عَقيدَةَ الإسلامِ . ولا قَوْلَ يَسْبِقُ قَوْلَ اللهِ تعالى :
(ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ) الجاثية 18 .
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وإنَّ الظَالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) الشورى 21 .
(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً) الفتح 28 .
(... وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة 40 .

 فِرْعَوْنُ يَنْقُلُ فِرْعَوْنَ !!!

   قامت سُلُطاتُ فرعونِ مصرَ الحاليِّ بنقلِ صنمِ فرعونِ مصرَ البائدِ رمسيس ، من الميدانِ المُسمّى باسمِه إلى منطقةِ الأهراماتِ ، في موكبٍ مَهيبٍ ، يُحيطُ بهِ رجالُ شرطتِهِم ، وبعضُ رجالِ دولتِهِم ، وفيهم وزيرُ السخافة . وسارَ الموكبُ بِبُطْءٍ وخشوعٍ وخُضوعٍ !!!
   وكلَّفت هذه العمليةُ مبالغَ طائلةً من مالِ الشعبِ المصري ، الذي تُقيمُ أعدادٌ كبيرةٌ منه في المقابرِ ، لِفقرهِم المُدْقِعِ وعدمِ تَوَفُّرِ المساكنِ لهم !!!
   ويقولُ مسؤولو الآثارِ في مصرَ إنَّ هذه الأصنامَ تَدُرُّ عليهِم أموالاً كثيرةً يُنفقها السٌوّاحُ الذين يزورون مصرَ . إنَّ المهمَّ عند طواغيتِ مصرَ الحاليينَ هو المالُ ، والمالُ فحسب ، حلالاً كان أو حراماً ، إنه المالُ الحرامُ الذي من أجلِهِ يُكَرِّمُ حُكّامُ مصرَ الساقطونَ الأصنامَ ، إنهم حقاً يعيشونَ في جاهليةِ القرنِ الواحدِ والعشرينَ !!!
   وفي هذا السياقِ قالَ رئيسُ المجلسِ الأعلى للآثارِ في مصرَ زاهي حواس : ( إنَّ رمسيسَ سيكونُ أكثرَ سعادةً الآنَ) ! وأضاف : (لعلَّهُ لم يَكُنْ سعيداً في قبرِهِ كونه يرى تمثالَهُ وسطَ هذه الفوضى حيثُ لا يراهُ أحد) !!!
   ونحنُ نُبَشِّرُ السيد حوّاس بأنَّ عَزيزَهُ فِرْعَونَ هو الآنَ يتعرَّضُ لأشَدِّ العذاب ، بما لا يُطِيقُهُ أحدٌ مِنَ الجِنَّةِ والناس !!! وسَيَلْحَقُ بِهِ كُلُّ طاغيةٍ كفورٍ كذاب !!!
(... وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ . النَّارُ يُعْرَضُونُ عَلَيْها غُدُوّاً وَعَشِيّاً ، وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) غافر 45-46 .

مِنْ تَداعِيَاتِ الحربِ الصهيوأمريكيةِ الإجراميَّةِ على لبنان .

  إستحالةُ السلامِ مع الصهاينة المعتدينَ :
   إن الحرب التدميرية الإجرامية التي شنتها ولايات الشر الأمريكية باليد الصهيونية على لبنان ، وارتكبت في خلالها أبشع وأخطر المجازر بحق الإنسانية ، والتي استطاع مجاهدو المقاومة الإسلامية ، بعون من الله ، كسر هذه اليد وإلحاق الهزيمة الكاسحة بجيش العصابات الإجرامية الصهيونية ، لأول مرة في تاريخ الحروب العدوانية الصهيونية على العرب ، لن تكون الحرب الأخيرة ، وذلك لأن المخططات التآمرية الصهيوصليبية موضوعة منذ سنوات طويلة ، وهي ترمي إلى تحقيق هدفين :

الهدف الأول : هو احتلال بلاد المسلمين ، وتقسيمها إلى دويلات هزيلة تابعة لمحور الشر العالمي الذي تتزعمه وتديره ولايات الشر الأمريكية ، وسرقة ثروات المسلمين الطبيعية ، والقضاء على أي أمل في قيام وحدة إسلامية ، وتضخيم ونفخ حجم دولة العصابات الصهيونية ، لتكون هي المهيمنة على دول المنطقة وشعوبها .

 والهدف الثاني : هو شنُّ حروب أخرى عقائدية وفكرية وثقافية ضد الإسلام عقيدةً وفكراً وثقافةً ، وسلوكاً وحضارةً وتاريخاً ، لأن الصهيوصليبيين يعلمون أن قوة المسلمين الصلبة مستمدَّةٌ من دين الإسلام الذي هو وحده مبعث القوة العظمى للأمة الإسلامية . ولذلك نرى ولايات الشر الأمريكية تسعى سعياً محموماً لنشر ما تُسمّيه (ديمقراطية) في بلاد المسلمين . وهذه (الديمقراطية) المزعومة ليست سوى خدعةٍ كبرى وكذبةٍ مفضوحة ، تُخفي وراءها كلَّ الشرور والإجرام والإرهاب والكفر والفجور والفساد ، ولقد رأى العالَمُ أجمعُ نتيجة هذه (الدم قراطية) في العراق وفلسطين ولبنان والسودان وأفغانستان ، وفي كثير من دول العالم !!!

   ولقد أثبت اليهود أنهم أهل مكر وخداع وكذب واحتيال وخبث وحقد وإجرام ، ونقض ٍللعهود والمواثيق ، طوالَ تاريخهم الأسود . ولذلك لا يمكن لأي إنسان عاقل أن يثق بهم أبداً ، وبالتالي لا يمكن بحال من الأحوال عقد معاهدات سلام معهم ، لأنهم – حتى في حال توقيعهم على هكذا معاهدات – لا يحترمونها بصورة دائمة ، بل يعتبرونها هدنة ، يعملون في خلالها على حبك المؤامرات ، ورسم خطط الاعتداءات والتسلّط والهيمنة ، حتى إذا وجدوا الفرصة المناسبة فاجأوا العرب والمسلمين بهجوم مدمِّر ، تحت أي ذريعة يخترعونها، لأن الصهاينة لا ترتاح نفوسُهم المتوحشة إلا بسفك دماء العرب والمسلمين وتدمير بلادهم ، وأكثر ضحايا إجرامهم و وحشيَّتِهم هم المدنيون الأبرياءُ من الأطفال والنساء والشيوخ الآمنين !!!
   لذلك من الحمق والغباء أن يتصوَّرَ بعضهم إمكانية عقد اتفاقيات سلام مع هذه العصابات المتوحشة وأكثر من المتوحشة ، لأن الوحوش لا تفعل مثل أفعالهم الإجرامية التي لا توصَفُ !!!

ولاياتُ الشَرِّ الأمريكيَّةُ العدوُّ الأولُ للعربِ والمسلمين :
   أما ولاياتُ الشرِّ الأمريكيةُ فلقد ثبت لكل ذي عقل سليم ، وفكر مُتَّزِنٍ وبَصَرٍ وبصيرة ، أنها رائدة الإرهاب والإجرام والقتل والتآمر والتدمير والتخريب والاعتداءات ، في العالم أجمع ، بل هي أول من ارتكب أكبر جريمة في تاريخ البشرية ضد الإنسانية على وجه الأرض ، عندما ألقت قنابلها النووية على مدينتي هيروشيما
وناكازاكي في اليابان إبان الحرب العالمية الثانية ، وقتلت في لحظة مئات الألوف من الناس ، وهي التي تعتدي جيوشها المجرمة على دول العالم وشعوبها ، في أماكنَ تبعد عنها آلافَ الأميال !!! وهي التي تجوب أساطيلها بحار الأرض ، وتجثم طائراتها الحربية على أراضي قواعدها العسكرية المنتشرة في كثير من دول العالم ، مثيرةً الرعبَ والتهديد ، استعداداً للعدوانِ وارتكابِ الحروبِ المُدَمِّرةِ والمجازر !!!
   وتُعتبَرُ ولاياتُ الشرِّ الأمريكيةُ مع الصهاينةِ العدوَّ الأولَ للإنسانيةِ قاطبةً .

   وانطلاقاً من هذه الحقيقة يجب على المسلمين كافةً في الدرجة الأولى ، وعلى الشعوب الحرة في العالَم ، أن يُقاوموا هذا الوحشَ الأمريكي المتعطش للدماء ، في جميع المجالاتِ السياسيةِ والعسكريةِ والاقتصاديةِ والمعنوية . ومن المنظورِ الإسلامي نرى أنَّ هذه المقاطعةَ واجبةٌ وجوباً شرعياً على جميع المسلمين ، لأن التعامل مع هذه الولاياتِ أو ( الويلات الأمريكية) هو تأييدٌ ومناصرةٌ لهذا العدوِّ الأكبرِ للإسلامِ والمسلمين .   
   وهذه المقاطعةُ ينبغي أن تشملَ كل شيءٍ صغيراً كان أو كبيراً . ومن الواجبِ كذلك البَدْءُ بحملةٍ إعلاميةٍ واسعة ، مصوَّرةٍ ومقروءةٍ ومسموعةٍ ، لنشرِ هذه المقاطعةِ ، وعلى خطباءِ المساجد ، في كل مكان ، أن يقوموا بواجبِهم بتوعيةِ المسلمين عامةً يهذا الأمرِ الهام .

ضرورةُ محاكمةِ العدوِّ الصهيونيِِّ والأمريكيِّ :
   وهنا يجبُ أن لا نسمحَ بمرورِ هذا العدوانِ الصهيوأمريكي الإجرامي على لبنانَ دونَ محاسبة !  وطبعاً نحن لا نَثِقُ أبداً بما يُسمّى (الأمم المتحدة ومجلس عارها الدولي) ، ولا بأي محكمةٍ دولية ، لأن الدولَ الصليبيةَ لن تسمحَ بإقامةِ دعوى ضد دولتَي الإجرامِ العالمي ، بل ندعو إتحادَ المحامين العربِ وأيَّ هيئةٍ قضائيةٍ مستقلةٍ لتشكيلِ محكمة ، وإقامةِ دعوى ضد قادةِ دولةِ الإجرامِ الصهيونية ، وضد رئيسِ ولاياتِ الشرِّ الأمريكيةِ ومعاونيه ، وإجراءِ محاكمةٍ علنية ، وإصدارِ الأحكامِ ضد هؤلاء المجرمينَ السفاحين ، والمطالبةِ بتعويضاتٍ عن كلِّ الخسائرِ البشريةِ والعمرانيةِ التي سبَّبها هؤلاءِ المجرمون .

ونطالبُ الشخصياتِ والهيئاتِ الإسلاميةَ بِأخْذِ ذلك على محملِ الجد ، والعملِ على تنفيذِه في أقربِ وقت .
جماعةُ ما يُسَمّى (14 آذار) :
   أما جماعة ما يُسمّى (14 آذار) والأصح أن تُدعى (جماعة الأول من نيسان) ! فلقد فضحهم الله بهذه الحرب الصهيوأمريكية ، وظهرت مواقفهم على حقيقتها ، فهم ليسوا سوى عملاء أذلاء للصليبية الأمريكية ، يأتمرون بأمرها ! وعندما حضرت وزيرةُ الشرِّ الخارجيِّ الأمريكي (رايس) إلى لبنان وفشلت في مساعيها السوداء ، إستدعت هؤلاء العملاء إلى سفارة الشر الأمريكية ، فلبّوا الأمر طائعين ، وجلسوا إلى مائدة طعامها أذلاء ، يتلقّون أوامر الشر من سيدتهم ، ثم خرجوا من ذلك الوكر نافشين أجسادهم ، كما يفعل الديك عند وقوفه على المزبلة ، ظانّين أنهم أهلُ الحل والعقد ، وأن مصير لبنان وشعبه مرهونٌ بأمرهم ومشيئتهم . وعندما شنَّت دولة الإجرام اليهودي حربها القذرة الإجرامية على البشر والحجر والشجر ، صاح هؤلاء العملاء وصرخوا بأصواتهم المنكَرة متهمين المقاومة بالتسبّب بهذه الحرب ، وكأنّ العصاباتِ الصهيونيةَ بريئةٌ من كل إجرام واعتداء ، ولم ترَ عيونهم العوراءُ الألوفَ من الضحايا والشهداءِ والجرحى ، من الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ ، الذين قتلتهم وأصابتهم ، ودمَّرت قراهم ومدنهم وبيوتهم ، أسلحةُ الدمارِ الشاملِ الأمريكيةُ بأيدي الصهاينةِ القذرة ، ولم ينطق هؤلاء بأي كلمة تمس ربيبة الشر الأمريكي !!! بل راحوا ينفثون مزيداً من سمومهم المنتنة عبر بعض وسائل الإعلام الهدام ! وفور صدور قرار (مجلس العار الدولي) ذي الرقم (1701) ، وقبيل توقف المجرمين الصهاينة عن إجرامهم واعتداءاتهم  ، أطلَّت ثعابينُ السياسة السوداء في لبنان برؤوسها من جحورها ، وأخذت ألسنتها المسمومة تتلوّى بالكلمات اللادغة ، تطالب بتجريد المقاومة الإسلامية من أسلحتها ، وجنودُ العدوِّ الأنجاسُ ما زالوا يدنِّسون جزءاً من الأرض اللبنانية ، ومازالت دماءُ الشهداءِ رطبةً لم تجفَّ بعدُ !!!

   إن هذه الشرذمة المارقةَ المسماةَ (14 آذار) والأوْلَى أن تُسمّى (الأول من نيسان) هي طابورٌ من العملاء والجواسيس الذين يأتمرون بالأوامر الصهيوأمريكية ، ودورها هو خدمة مخططاتها ضد كل ما هو عربي وإسلامي ، ولمصلحة أعداء الأمة !

   ولا ننسَ خيانةَ هذه الشرذمة العميلة عندما أرسلت منذ أشهر قليلة ، وفداً ذليلاً إلى نيويورك لمقابلة مندوب ولايات الشر الأمريكية فيما يُسمّى الأمم المتحدة ، الصهيوني (جون بولتون) وتكريمه بإهدائهم إليه (درع الأرز) ، تقديراً من هذه الشرذمة لهذا الصهيوني القذر ، لمساهمته الفعّالة في إصدار القرار الصهيوأمريكي ذي الرقم (1559) القاضي في أحد بنوده بنـزع سلاح المقاومة في لبنان لمصلحة كيان الشر الصهيوني !!!

   لذا ، على جميع اللبنانيين الشرفاء عموماً ، وعلى جميع المسلمين في لبنان خصوصاً ، أن يُفيقوا من غفلتهم وأن يَعُوا حقيقة هؤلاء المتآمرين ، وبالتالي أن يُقاطعوهم ويُقاوموهم ، وأن لا ينخدعوا بمعسول كلامهم الكاذب الذي يُخفي وراءه السُمَّ الزعافَ ! وعلى جميع هؤلاء اللبنانيين الشرفاء كذلك أسقاطُهم في الانتخابات النيابية القادمة . ويجب أن يعلموا أن مالَ الرشاوَى مالٌ رخيص، ولا يَقبَلُ الرِشْوَةَ إلا حقيرٌ!
   إن الذين يُطالبون بنـزع سلاح المقاومة هم إما مغفَّلون أو مُتغافلون أو متآمرون ، ونحن نرجِّحُ أنهم من الفئة الأخيرة .

الدُوَلُ التي تحترمُ نفسَها تُحافِظُ على قُوَّتِها :
   إن الدول التي تحرص على استقلالها وأمنها وسلامتها تكون دائماً جاهزة التسلُّحِ بأعلى درجات القوة ، ليس للعدوان على الآخرين ، بل لحماية أمنها وشعبها . وهذه الحقيقةُ ذكرها القرءانُ الكريمُ بقولِ الله تبارك وتعالى : ( وأعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُون بِهِ عَدُوَّ اللهِ وعَدُوَّكُمْ) . فالأعداءُ عندما يشعرون بأنَّ دولةً ما تملك جيشاً قويّاً مُدرَّباً  تدريباً عالياً ، ومسلَّحاً بأقوى الأسلحة ، ولديها مقاومةٌ قويَّةُ الإعداد والتسلُّح والشجاعة ، سوف يحذرون ألف مرة من أي محاولة منهم للاعتداء على هذه الدولة ، وإذا خدعهم الشيطان وأغراهم بالاعتداء عليها فسوف يلقَوْنَ منها ردّاً كاسحاً مُدَمِّراً يجعلهم يعضّون أصابعم من الندم المُرِّ !!!

   ولهذا ، من أكبر الغباء والْعُتْهِ والحمقِ تجريدُ المقاومةِ في لبنان من سلاحِها ، في هذه الظروفِ المصيريةِ الخطيرةِ التي لا تُهدّد لبنانَ فحسب ، وإنما المنطقة العربية والإسلامية بأسرها . وعلى هذه الثعابين والأفاعي أن تنسحبَ إلى جحورها وتخرسَ نهائياً ، وإلاّ فإنَّ الخلاصَ منها لا يتم إلا بقطع رؤوسِها !!!

    ومن الخطوات الواجبة على الحكومات في البلاد العربية والإسلامية تدريبُ شبابها على الجهاد تدريباً عالياً ، على جميع أنواع الأسلحة ، وأعدادُهم إعداداً دينياً وخُلُقياً وبدنياً ، ليكونوا جاهزين لمجاهدة الأعداء إذا اعتدوا على بلادهم ، بدَلَ أن تُملأَ عقولُهم بمعاركِ كرة القدمِ الوهميةِ التافهة ، أو بأخبارِ الساقطين والساقطاتِ من أهلِ الفنِّ الرخيص !!!
وهذه الحكوماتُ مسؤولةٌ مسؤوليةً كبرى أمام الله تعالى عن كل ذلك .

خُطُواتٌ ضَرُورِيَّةٌ لِبِناءِ دَوْلةٍ قَوِيَّةٍ في لبنان : ومن أجل إعادة بناء الدولة اللبنانية من جديد بناءأً قوياً صحيحاً ، يجب مايلي :
1-    إستقالة الحكومة الحالية فوراً ، وتأليف حكومة مؤقتة تضم ممثلين لجميع القوى الشعبية ، من غير النواب الحاليين .

2-    سَنُّ قانون انتخابات نيابية صحيح ، يضمن التمثيل العادل للجميع .

3-    إصدار قانون يمنع جميع السياسيين من نواب ووزراء ورؤساء من تَمَلُّكِ أي وسيلة إعلامية ، مقروءة أو مسموعة أو مرئية ، سواءٌ بطريقةٍ مباشرةٍ أو غيرِ مباشرة ، وأن تُلغَى جميع التراخيص الإعلامية الحالية العائدة لهؤلاء السياسيين ، فور صدور القانون ، وأن يُنَفَّذَ قبلَ إجراء الانتخابات النيابية بثلاثة أشهر على الأقل .

4-    يجب أن يمنعَ قانونُ الانتخابِ أيَّ شخصٍ محكومٍ عليهِ سابقاً بالإعدامِ أو بالمؤبَّدِ لارتكابِه جرائمَ قتلٍ أو تعاملٍ مع العدوِّ مِنَ الترشُّحِ للانتخاباتِ النيابية ، أو تسلُّمِ أيِّ منصبٍ رسمي ، أو ترؤسِ أيِّ حزبٍ سياسي . كما يجبُ أن يمنعَ القانونُ دفعَ الرشاوى ، وكلُّ من يثبتُ عليه دَفعُ رِشْوَةٍ من المرشحين يتمُّ سحبُ ترشيحِه ، ويُمنَعُ مِنَ الترَشُّحِ لدورتين متتاليتين ، ويُحالُ إلى المحاكمةِ كلُّ مَنْ يُظهِرُهُ التحقيقُ مُتَوَرِّطاً في ارتكابِ هذه الجريمة .

5-    تأليفُ حكومةٍ وطنيةٍ جديدة ، بعد إعلانِ نتائجِ الانتخاباتِ رسمياً ، ويجبُ أن تُمَثِّلَ جميعَ القوى الوطنية .

6-    يجبُ على الحكومةِ الجديدةِ البَدْءُ بعمليةِ إصلاحٍ واسعة ، وأن تُنَظِّفَ دوائرَ الدولةِ من كُلِّ أزلامِ ومحاسيبِ بعضِ السياسيينَ الذينَ زرعوهم فيها بطريقةٍ غيرِ قانونية . ويجبُ محاسبةُ ومحاكمةُ جميعِ الذينَ تولَّوا الحُكْمَ والمسؤوليةَ سابقاً ومَدُّوا أيدِيَهم إلى حقوقِ الدولةِ وحقوقِ المواطنين .


 أيُّها الحُكّامُ تَمَتَّعُوا واطْرَبُوا !!!

معَ فَجْرِ هذا اليومِ الأحد 5 رجب 1427هـ، دَكَّ اليهودُ الصهاينةُ مَلْجَأً في بلدةِ (قانا) الجنوبيةِ ، كانَ فيهِ أعدادٌ كبيرةٌ من أفرادِ عائلاتٍ ، فاستُشهِدَ منهم فوراً عشراتٌ ، بينهم سبعةٌ وعشرونَ طفلاً وطفلةً وبعضُ النساءِ والرجالِ ، ووَقعَ بعضُ الجرحى !!!

لا نامَتْ عُيُونُ الجُبَناءِ !!!
تَمَتَّعوا يا حُكّامَ بلادِ المسلمينَ بهذهِ المشاهِدِ ، وأنتم قابِعونَ في قصورِكُمْ ، تَلُفّونَ ساقاً بِسَاقٍ ، (إلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المَسَاقُ) !!!
هذهِ الصواريخُ والقنابِلُ المُدَمِّرَةُ هي هَدايا مِنْ صديقَتِكُمُ العزيزةِ علَى قلوبِكُمْ !!! ألَيْسَتْ ولاياتُ الشرِّ الأمريكيَّةُ صدِيقَتَكُمْ بَلْ أعَزَّ صديقاتِكُمْ ؟؟؟!!!
إذَنْ تَمَتَّعوا بِرَوائِعِ صديقَتِكُمْ و معشوقَتِكُمْ !!!
هل أعجَبَتْكُمْ أجسادُ الأطفالِ المُمَزَّقَةُ والمَشْوِيَّةُ ؟؟؟ هل تَوَدُّونَ مُشاهَدَةَ المَزيدِ ؟؟؟
(يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) !!!
هل سَمِعْتُمْ أصواتَ الانفِجاراتِ الرائِعَةَ ؟؟؟ إنَّها مِنْ نَغَماتِ وألحانِ سَيِّدَتِكُمُ الهائِمِينَ أنتم بِجَمالِ وَجْهِها الصَبُوحِ !!!
فارقُصوا يا أيُّها الحُكّامُ علَى إيقاعِ هذهِ النَغَماتِ والألحانِ الشَجِيَّةِ ، في صالاتِ قصُورِكُمُ العامِرَةِ واطرَبُوا !!
وإذا شِئْتُمْ ، أيُّها الحُكّامُ ، أنْ تُغَنُّوا بِأَصْواتِكُمُ المُنْكَرَةِ ، إنسِجاماً مَعَ هذهِ الأَنغامِ الدَّمَوِيَّةِ فافْعَلُوا ، حتى تَشْعُرُوا بالنَشْوَةِ الغامِرَةِ !!!
وتَمَنَّوا مْنْ أعماقِ قُلُوبِكُمُ المُتَحَجِّرَةِ أنْ تَبْقَى مَعْزوفاتُ الدمِ والموتِ والتدميرِ ، في بلادِ المسلمينَ ، مُدَّةً طويلةً ، حتى تَظَلّوا سُعَداءَ ومُبْتَهِجينَ وحالِمِينَ ، وحتى تَتَكَحَّلَ عيونُكُمْ بِالمَشاهِدِ البَهِيَّةِ المَصْبُوغَةِ بِلَوْنِ الأُرْجُوانِ الطُفولِيِّ  !!!
وحتماً إنَّكُمْ لَنْ تَنْسَوْا أنْ تَخُصُّوا حبِيبَةَ قلوبِكُمْ ، وبَهْجَةَ نفوسِكُمْ ، وأمَلَ حياتِكُمْ ، ولاياتِ الشَّرِّ الأمريكيةَ بِمَزيدِ الشُكْرِ والامتِنانِ !!!
وها هِيَ ابْنَةُ الشَّرِّ الأمريكيِّ عَزِيزَتُكُمْ (كوندي) قريبَةٌ مِنْكُمُ الآنَ ، فَأَسْرِعُوا وحَمِّلُوها أطناناً مِنَ الحُبِّ والشُكْرِ ، ومَزيداً مِنَ الأمانيِّ الطّيِّبَةِ لِصاحِبِ الوَجْهِ الإنسانِيِّ البَشُوش مِستر دبليو بوش !!!!!
لا نامَتْ عُيُونُ الجُبَناءِ !!!


هل يجوز شرعاً بقاء الدول الاسلامية أعضاء فيما يُسمّى (الأمم المتحدة)؟

إذا استعرضنا تاريخ منظمة الأمم المتحدة يتبيّن لنا بوضوح أنها كانت وما زالت الأداة الخبيثة التي حجّمت الدول الإسلامية ووضعتها تحت هيمنة دول الكفر الكبرى ، والتي ساندت بقوة إنشاء الدولة الصهيونية ومازالت تساندها إلى الآن في تمرير مسلسلات إجرامها وعدوانها !!!...

فبعد انهيار الدولة العثمانية ، بفعل التآمر الصهيوني الصليبي عليها ، وبمساعدة بعض العملاء الأغبياء من الأعراب الذين وقفوا مع الإنجليز وقاتلوا الجنود العثمانيين المسلمين من وراء ظهورهم، وبعد معاهدة (سايكس – بيكو) التي قسّمت الدول العربية إلى كيانات صغيرة ضعيفة ،حيث نصّبت على هذه الكيانات حكاماً ترضى عنهم ، نادى بعض علماء الدين وزعماء الحركات الإسلامية بضرورة إنشاء (جامعة الدول الإسلامية) لتوحيد جهود المسلمين ولمّ شتاتهم . فأسرع الإنجليز وبعض الدول الأوروبية إلى إقناع الحكام العرب في ذلك الوقت بفكرة إنشاء جامعة للدول العربية ، وذلك لفصل العرب عن باقي الشعوب الإسلامية ، وإضعاف الكيان الإسلامي الكبير وتفتيته وتشتيته.

وكانت الدول الصليبية قد أنشات (عصبة الأمم) ، ثم (منظمة الأمم المتحدة) لتكون قفصاً تدخل فيه دول العالم تحت سيطرة دول الكفر الصليبي الصهيوني ،وأنشأوا فيها ما دعوه (مجلس الأمن). ولإحكام هذه السيطرة وضعوا (مجلس الأمن) هذا تحت وصاية وهيمنة خمس دول كافرة تتمتع كل منها بما أسمـوه (حق الفيتو !!!) لتكون هذه الدول وحدهـا المتحكمة بقرارات هذه (الأمم المتحدة) و ما يُسمّى (مجلس الأمن) !
ومن السخرية والظلم معاً أنه لو وافق معظم أعضاء هذا المجلس على قرار لم يعجب إحدى هذه الدول الخمس فلهذه (الحق!!!) في أن تُحبطه وتُلغيه بمجرد رفع اليد (فيتو) !!!...
ومن الذل الكبير والإهانة لكل المسلمين أنه لم تُعطَ أي دولة إسلامية (حق الفيتو!!!) ، على الرغم من أن المسلمين كانوا مئات الملايين وصاروا ملياراً وثلاثمائة مليون الآن !!!

وبدأت المصائب والكوارث السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية تنـزل بالدول العربية والإسلامية عبر (مجلس الأمن) وقراراته الظالمة بل والمجرمة ، التي هدفت دائماً إلى الإضرار بمصالح أمتنا وإذلالها !!!.. وكانت باكورة قرارات هذه المنظمة المجرمة تقسيم فلسطين وإعطاء اليهود الصهاينة الذين جاؤوا من شتات الأرض قسماً كبيراً من أرض فلسطين ، في الوقت الذي بقيت فيه معظم الدول العربية والإسلامية رازحةً تحت جرائم الاستعمار الصليبي شرقاً وغرباً... وعندما قامت ثورة الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي ودامت سنواتٍ راح ضحيتها أكثر من مليون شهيد ، لم تتحرك (الأمم المتحدة ) ومجلس (أمنها!!)  لتضع حداً للإجرام الفرنسي أو إعطاء الجزائر استقلالها. وكذا الأمر بالنسبة للاستعمار الإنجليزي والإيطالي وغيرهما ...

وبُعَيْدَ العدوان الصهيوني الصليبي على ثلاث دول عربية في السنة 1967م ، واحتلال أجزاءٍ واسعةٍ من أراضيها ، إستغفل (مجلس الأمن) الدول العربية بقرارات تطالب دولة الإجرام الصهيوني بالانسحاب فوراً من (أراضٍ عربية) التي احتلتها ، لأنه - حسب قوانين الأمم المتحدة – لا يجوز الاستيلاء بالقوة على أراضي الغير ... ولكنْ هل نفّذ (مجلس الأمن) هذه القرارات والقوانين ضد الدولة الصهيونية ؟؟؟... طبعاً لم يُنفّذ شيئاً منها ، بل طلب إجراء مفاوضات عرقوبية بين الدول التي احتُلَّت أراضيها وبني صهيون ، الذين قالوا إن الإنسحاب من (أراضٍ) وليس من الأراضي ، أي جزءٍ من الأراضي ، على عادة اليهود في الخبث واللف والدوران والكذب والاحتيال ونقض العهود والمواثيق ، وساندتها في ذلك دول الإجرام الصليبي ، كما حدث مع مصر التي تنازلت عن كرامتها وقبلت بشروطٍ كثيرةٍ مذلةٍ ما زالت تكبّلها إلى الآن !!! ... ثم هضبة الجولان السورية المحتلة ، ومزارع شبعا اللبنانية المحتلة ، ماذا فعل (مجلس الأمن) هذا  بشأنها ؟؟؟؟؟؟؟

واستمرار احتلال فلسطين كلها بما فيها القدس ، وبناء المستعمرات الصهيونية على الأرض الفلسطينية ، والاستيلاء على ما تبقى من أراضي الفلسطينيين  وتجريف مزارعهم وتخريبها، وتدمير بيوتهم وأسواقهم و مصالحهم وتقتيلهم ، فماذا فعل  (مجلس الأمن) المزعوم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

إنه كلّما عُرِضَ مشروعُ قرار (يرجو) الدولة الصهيونية ، ولا أقول يُدينها أو يجبرها على تنفيذه، تنبري الولايات المعتدية الأمريكية ، فتعترض عليه وتُلغيه بيد (الفيتو) التي ترفعها دائماً في وجه المسلمين !!!!.... وكثيراً ما يؤيدها دول كافرة أخرى !!!...

وهل هنالك أكثر سخريةً ومهزلةً ووقاحةً مما حصل بشأن تشكيل لجنة تحقيق في مجازر مخيم جنين الرهيبة التي ارتكبها الصهاينة روّاد الإجرام في العالم ، عندما حوّلها (مجلس الأمن !!) إلى لجنة تقصي الحقائق ثم أماتوها من بعد ؟؟؟... ثم التقرير القذر الذي اصدره (الأمين ؟؟؟) العام لما يُسمّى (الأمم المتحدة)، الذي ساوى فيه المقتول المظلوم بالقاتل الظالم ‍‍‍‍‍‍.... وهل نعدّدُ مئات بل آلاف المجازر التي ارتكبتها دولة الإجرام الصهيوني ضد جميع الدول العربية ؟؟؟؟... فماذا فعل (مجلس العار) في ما يُسمى (الأمم المتحدة) ؟؟؟؟....

ومع وقوع كل هذه المآسي والكوارث والإذلال والإهانات ضد المسلمين من قبل (مجلس عارالأمم المتحدة) ، لم يتكلم المسؤولون العرب والمسلمون كلمةً واحدةً يرفضون بها ما جرى ويجري ، ولم يتخذوا يوماً ما موقفاً فعلياً مخلصاً صادقاً يدافع عن الأمة ويصون كرامتها التي تُداس كلَّ يوم بأقدام الأنجاس من الكفار الصهاينة والصليبيين .

إن ما يُسمّى (الأمم المتحدة) و (مجلس عارها) لا يمكن أن يتخذا قراراً عادلاً لمصلحة الأمة الإسلامية أبداً ‍‍... وبالأمس القريب قامت هذه (الأمم المعتلّة) و (مجلس عارها) ودول الكفر كلّها تؤيّد انفصال تيمور الشرقية عن أندونيسيا لأن الأقلية التي قامت بالتمرد هنالك من غير المسلمين ، ونفذوا الانفصال ، وقامت الدويلة. بينما صمتت دول الكفر كلّها بل أيدت الهند في بقاء احتلالها لأرض كشمير لأن الغالبية العظمى من سكانها هم مسلمون ، على الرغم من وجود قرار صادر من من هذه ( الأمم المتحدة) في أواخر الأربعينات من القرن المنصرم يدعو إلى إجراء إستفتاء حر للشعب الكشميري يُحدِّد فيه مصيره ، ومازالت الهند ترفض تنفيذ هذا القرار، وتؤيدها في رفضها دول الكفر كلّها في (مجلس العارالدولي) ‍‍‍... وهذه الشيشان محتلّة من الروس ، في الوقت الذي استقلّت فيه كل الدول التي كانت سابقاً تحت الاستعمار السوفياتي وبقيت الشيشان تعاني الحرب والإجرام الروسي لأن أهلها مسلمون! ... وماذا نقول عن البوسنة والهرسك وكوسوفو وألبانيا وغيرها وغيرها من بلاد المسلمين ؟؟؟...

ومنذ أسبوع شنّت دولة الإجرام والإرهاب الصهيونية على لبنان حرباً ضاريةً بكل ما لديها من أسلحة الدمار الرهيبة - التي تمدّها بها رائدة الإجرام في العالم أجمع الولايات المعتدية الأمريكية - والتي ما زالت حتى الآن تُدمّر كل شيءٍ من البشر والشجر والحجر والمستشفيات والبيوت الآمنة والجسور، وتقتل بالجملة الأطفال والنساء والشيوخ بوحشية رهيبة، لا يردعها ذرة من خُلُق أو حضارةٍ  أو ما يُسمّى قوانين دولية ، وعندما اجتمع (مجلس العار الدولي) لبحث هذا الأمر لم يُصدِرْ كلمةً واحدةً يُدينُ بها هذا الإجرام الرهيبَ أو يوقفُ هذا العدوان ، بل صرّح مندوبو دول الإجرام العالمي في هذا المجلس النجس أنّ لدولة الصهاينة المجرمين الحقَّ في الدفاع عن نفسها !!! وما زالت الحربُ القذرة الإجرامية مستمرَّةً حتى كتابة هذه السطور !!!

وحيثما يكون المسلمون فلا حق لهم في الحياة والحرية والعدالة والكرامة ، ولا يُقامُ  لهم أيُّ اعتبارٍ ولا وزنٍ ولا قيمة ، بل يتحوّل (مجلس العار الدولي) عندئذٍ سكيناً لذبح المسلمين!!!...‍‍

   والآن نطرحُ هذا السؤالَ الكبير : هل يجوزُ شرعاً بقاءُ الدولِ العربيةِ والإسلاميةِ رازحةً تحتَ ظُلْمِ وذُلِّ ما يُسمَّى (الأمم المتحدة) و (مجلس عارها الدولي) ؟؟؟؟؟
والجواب الكبير على هذا السؤال الكبير هو في هذه الآيات الكريمة من كتاب الله :

قال الله تعالى :  [وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ] {هود:113}
[لَا يَتَّخِذِ المُؤْمِنُونَ الكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ المَصِيرُ] {آل عمران:28}
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ] {المائدة:57}
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ] {آل عمران:118}
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ] {آل عمران:149}
[..... فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ] {القصص:86}
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {المائدة:51}


من جَرائمِ الحروبِ الصهيونيةِ الصليبيّةِ ضد المسلمين
قصيدةٌ مُهداة إلى أطفالِ المسلمينَ الذين يتعرّضونَ للقتلِ بأيدي الصهاينة والصليبيين

من شعر: عبد المجيد الذهب  -  لبنان

يا مُسْلِـمُـونَ ألا تَــرَوْنْ
 أوتَسْمَعُـونَ و تَنْطِقُـونْ
 
عَـدَا  الذِئابُ  على البُيوتْ
 وقتـَّلُوا  أمّي الـحَنُـونْ
 
بـالطـائـراتِ دمَّـــرُوا
 كُـوخـاً لنا  لا يَرْحَـمُونْ
 
أ نـا فَتـَـاةٌ في العَــرَاءْ
 لا  مَنْــزِلٌ و لا حُصُونْ
 
ماذا جَـنَتْ  أمي الحَـنُونْ؟
 قـد  أَمْطَرُوهَا  بالـمَنُونْ
أخـتي الصغـيرةُ فَجَّـرُوا
 الـرَأْسَ منـها والجَبِـينْ
وجَـدَّتي  قـد قُـطِّـعَتْ
 أَشْـلاؤها فَوْقَ الغُـصُونْ
أخي الصغـير ُ لا يَنـَـامْ
 مِنَ البُكَـاءِ  و الأَنِـيـنْ
البَرْدُ يَنْخَـرُ في الصُـدُورْ
 و الجوعُ يَغْـلِي في البُطونْ
والرُعْبُ عَرْبـَدَ في النُفوسْ
 بالنــارِ فَوْقي  يَقْذِفـُونْْ
أبي الحَبِـيبُ في ا لصَـلاةْ
 مَـعَ  الرِجَـالِ يَسْجُدُونْ
 
في مَسْجِـدِ الحَيِّ القَـرِيبْ
 يُـرَتِّـلُونَ   يَذْكُــُرونْ
 
صَـبَّ الوُحُـوشُ نارَهـُمْ
 على المُصَـلَّى  يَحْـقِدُونْ
 
فَـقَطـَّعُـوا  أجْسَـادَهُمْ
 ومَـزَّقُـوهَـا يَسْـخَرُونْ
 
ماذا جَـنَيْنا  كي نَـمُوتْ
 حَرْقـاً وَجُـوعاً أونَـهُونْ
 
الْـحُزْنُ  نَـار ٌ في النُفوسْ
 و الدَمْعُ  نَهْـرٌ في العُيـُونْ
 
دِمَاؤنـَـا بَحْـرٌ  عَمِيـقْ
 في مَـوْجِـهِ سَـيَغْرَقُـونْ
 
فَلْيَـضْحَكُوا  وَ لْيَـهْزَأُوا
 غَـداً دَمــاً سَيَـذْرِفُونْ


عرض الكل
moncler