نظّم قسم حقوق الانسان في كلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة الجنان مناقشة رسالة ماجستير بعنوان:" موقف المشرّع الفرنسي من غطاءي الرأس(الحجاب) والوجه(النقاب) في ضوء المواثيق الدولية لحقوق الإنسان"مقدّمة من الباحث محمد ربيع أحمد حرّوق.
استعرض الباحث في رسالته قضية استصدار فرنسا لقانون يحظر جميع الرموز الدينية في المدارس العامة انطلاقاً من الحفاظ على علمانية التعليم، مثبتاً بأنّ المحجبات اللواتي حرمن من دخول فصولهنّ الدراسية هنّ من تضررن في واقع الأمر من قانون الخامس عشر من مارس، واعتبر بأنّ دوافع إسلاموفوبيا ظهرت بعد البيريسترويكا السوفياتية في أوروبا تقف وراء قانون الحظر، وقد ذكّر الباحث في رسالته برأي مجلس الدولة الفرنسي مع بداية ظهور قضية الحجاب حيث لم يجد المجلس في دخول المحجبات إلى المدارس العامة في فرنسا أي تعارض مع مبادىء علمانية التعليم.
أما فيما يخص قانون حظر النقاب فقد أكّد الباحث بأنّه يتعارض مع حق حرية التنقل الذي كفلته العديد من مواثيق القانون الدولي لحقوق الانسان، وذلك بلزوم المرأة بيتها عندما تأبى أن تخلع النقاب، وتكمن خطورته في أنّه يستهدف زوّار فرنسا ولا يحترم خصوصية من يقصد فرنسا بهدف السياحة العائلية من دول مجلس التعاون الخليجي.
وقد ختم الباحث رسالته بمجموعة توصيات أبرزها:
*أن تقوم الدولة الفرنسية بإعادة قراءتها لقانوني حظر الحجاب في المدارس العامة والنقاب في الأماكن العامة من خلال توسيع الدائرة الاستشارية الحقوقية لتصل إلى المستوى الدولي.
* أن تسعى الدولة الفرنسية إلى إعادة تفعيل الحوار بينها وبين المجالس والمرجعيات الإسلامية الفاعلة في العالم الإسلامي بهدف الاتفاق على تعريف العلمانية،الرموز الدينية،ازالة الهواجس،عقد المواثيق، وتأصيل الإيديولوجية الفرنسية المدنية.
*على مجالس المسلمين ومنظماتهم في فرنسا تأسيس منظمة حقوقية متخصصة تعنى برصد حالات الانتهاك وتوثيقها على مستوى الحرية الشخصية والدينية
*أن تساهم منظمات المجتمع الفرنسي ومنظمات حقوق الانسان في فرنسا في تقديم المساعدة الاستشارية للمتضررات من قانوني الحظر بهدف تقديم ملفات مكتملة أمام المحاكم الوطنية الفرنسية والمحكمة الأوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورغ.
تألفت لجنة المناقشة من:
-د.سعيد مجذوب"رئيساً"
-د.محمد أمين الميداني"مناقشاً"
-د.أحمد اشراقية"مناقشاً"
-د.حسام سباط"مشرفاً"
وقد نال الباحث بناءً لمحضر جلسة المناقشة درجة "ممتاز".
هذا وقد أهدى الباحث عمله إلى روحي المؤسس الداعية فتحي يكن وأخيه مهندس الوجود الإسلامي في أوروبا العلامة المستشار  فيصل مولوي،الجماعة التي تربى في محاضنها في الوطن والاغتراب،إلى من دحضت بحجابها شبهات دعاة تحرير المرأة أ.د.منى حدّاد، وكل الذين تعرّضوا لأذىً بسبب انتمائهم الديني، الطائفي، العرقي، الإثني، أو الفكري.