مرصد الداعية يكن | الحلقة الثالثة من كتاب العالم الاسلامي والمكائد الدولية "تأليف الداعية فتحي يكن رحمه الله" - 23/11/2011 المكتب الاعلامي في مؤسسة الداعية فتحي يكن الفكرية الانسانية |  | |
"العالم الاسلامي والمكائد الدولية" خلال القرن الرابع عشر الهجري (الصفحة الرئيسية)
الفصْل الثالِث:مَكَائدُ الصّهيُونية العالمية واليهودية بالرغم من كونها المحرك المركزي العام
1)إقامة دولة إسرائيل: ففي عام 1368هـ 1948م تحقق الحلم الصهيوني وتواطأت القوى الدولية جمعاء لإقامة مملكة يهوذا في البقعة المباركة من العالم الإسلامي, لتصبح بؤرة التفجر الدائمة في المنطقة, ولتشرد مئات الآلاف من المسلمين عن أراضيهم, ولتعمل على طمس الحضارة الإسلامية في فلسطين لتحل محلها حضارة العبريين شذاذ الآفاق.. وقد لعبت الأنظمة العربية في تلك الفترة دوراً خيانياً مشيناً في تمهيد الطريق بشكل وبآخر لقيام دولة اسرائيل... فالأنظمة التي لم يعد يربطها بالإسلام رباط, والحكام المغسولة أدمغتهم في مغاسل الحضارة الغربية, واللذين خانوا الله من قبل هانت عليهم خيانة فلسطين فكانت هزيمة عام 1368هـ 1948م... وهكذا تحققت الأهداف التي أفصح عنها (ثيودور هرتزل) عام 1313هـ 1895م والتي تضمنت النقاط الثلاث: 1- إيجاد استعمار يهودي لفلسطين منظم وعلى نطاق واسع. 2- الحصول على حق شرعي معترف به دولياً لإستعمار فلسطين. 3- إنشاء منظمة دائمة لتوحيد اليهود في أجل القضية الصهيونية.(1)
2)اعتراف الدول الكبرى بإسرائيل: وفي 15 مايو أيار من عام 1948م أعلن بن جوريون استقلال اسرائيل.. وتبع ذلك تسابق الدول الكبرى على الاعتراف باسرائيل وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد السوفياتي, لما يحققه قيام اسرائيل من مصالح مشتركة للقوى العظمى في المنطقة, ولما يتضمنه من خطر على الإسلام وأقطار العالم الإسلامي جمعاء...
3)كامب دايفيد التحدي الأكبر: ومع شيوع روح الاستسلام, والقبول بالأمر الواقع, وتجرع الهزيمة, وتفسخ المجتمعات العربية والإسلامية, والفراغ او الإنحراف العقيدي الخطير الذي تعيشه الجماهير, وانقسام الدول العربية والإسلامية بسبب من انتماءاتها السياسية الدولية... تحقق الإنجازُ الأكبر الذي لم تكن لتحلم به إسرائيل ألا وهو توقيع مصر لاتفاقات كامب دايفيد(1), وإنهاء حالة الحرب مع العدو الصهيوني, والقضاء على عقدة العداء له, وما تبع ذلك من تطبيع للعلاقات, وتبادل التمثيل الديبلوماسي وفتح الحدود بين البلدين لكافة المبادلات السياحية والتجارية والإعلامية. وإسرائيل بما تملك من وسائل مادية وتقنية, وبما لديها من مراكز قوىً سياسية دولية, ومن خلال خبراتها التاريخية في فن الغزو الحضاري والتخريب الفكري والنفسي للأمم والشعوب والتي تشهد بها (بروتوكولات حكماء صهيون)(2) سيكون خطرها على الإسلام والعالم الإسلامي أشد بكثير من الخطر العسكري.. والحقيقة أن الرد الإسلامي والعربي والفلسطيني لم يكن بحجم المأساة... بل إن إسرائيل وجهت صفعة جديدة إلى العرب بعد ذلك حين أعلن بيغن القدس عاصمة اسرائيل إلى الأبد..
4)الواجهات والمنظمات اليهودية: والصهيونية عمدت إلى إنشاء الواجهات والمنظمات والمؤسسات المختلفة لتحقيق أغراضها والوصول إلى أهدافها إضافة إلى عملها المباشر في هذا الإتجاه.. وتاريخ الصهيونية يؤكد تفنن اليهود في ابتداع وابتكار الأساليب والطرق التي تخدم أهدافهم بطرق غير مباشرة... - فمن أهم الواجهات العلنية: 1- التحالف الإسرائيلي العالمي. 2- المؤتمر اليهودي العالمي. 3- الإتحاد العالمي للصحفيين اليهود. 4- المجلس الاستشاري للمنظمات اليهودية. 5- منظمة العمل وإعادة البناء. 6- المنظمة العالمية الإسرائيلية. 7- المجلس العالمي لليهود الربانيين. 8- منظمة الصهيونية العالمية. - ومن الواجهات السرية: 1- الماسونية. 2- الروتاري. 3- الليونز.
* الماسونية: لم تعد الماسونية بخافية على أحد بعد أن انكشف أمرها وافتضح مكرها عبر العديد من الكتب والمؤلفات الحديثة.(1) ولقد ثبت أن الماسونية من التنظيمات السرية التي أنشأها اليهود لتحقيق مصالحهم وتنفيذ مآربهم في إعادة بناء (مملكة يهوذا) وفي السيطرة على العالم... يقول هرتزل – أحد حكماء صهيون – (إن المحافل الماسونية المنتشرة في كل أنحاء العالم تعمل في غفلة – كقناع لأغراضنا – وإن النصارى المنحطين ليساعدوننا على استقلالنا وإن وكلاءنا من غير اليهود ليحققوا لنا كثيراً من السعادة) وقد لعبت الماسونية دوراً بالغ الخطورة في الهزيمة النكراء التي لحقت بالعرب عام 1948 حيث كان معظم القادة والحكام العرب أعضاء في هذه الجمعية الصهيونية المتآمرة على الإسلام وقضايا العالم الإسلامي وفي طليعتها القضية الفلسطينية...
الروتاري والليونز: بعد أن انكشف أمر الماسونية, أفرزت الصهيونية العالمية خطة جديدة لتكون البديل عن الماسونية في تحقيق أغراض اليهود في فلسطين وفي العالم... فكانت (الروتاري) أولا ثم (الليونز) ثانيا.... أما كلمة الروتاري فتعني العودة, إلى فلسطين طبعاً, وإقامة مملكة يهوذا التي تحكم العالم. ولقد انتشرت نوادي الروتاري والليونز في كثير من اقطار العالم الإسلامي, حيث تقام البرامج الثقافية والرياضية والترفيهية المختلطة, وحيث تغسل أدمغة الشباب والشابات وتغزي نفوسهم بالأفكار الهدامة والعادات الذميمة...
1-الصهيونية والسياسة التوسعية: على عكس ما تجري عليه السياسة العربية من ارتجال وعفوية, فإن السياسة الصهيونية قائمة على مرتكزات وأهداف لا تتغير بتغير الحكومات ولا تتبدل بتبدل الأشخاص... فما يجري تنفيذه اليوم, هو في الحقيقة ثمرة من ثمرات مخططات وضعتها أجهزة الصهيونية العالمية ودوائرها منذ عشرات السنين... حتى اتفاقية السلام المزعوم – التي وقَّعت في كامب ديفيد – لم تكن إلا إحدى نتائج التشويه الذي أحدثته (بصمات الصهيونية) في الكيانات العربية فكرياً رنفسياً على مدار سنين طويلة, مما دفع إلى سدة الحكم والسلطة شخصيات وأحزاباً تلبس أقنعة العرب والإسلام, والعروبة والإسلام منها براء...
العنصرية: إن المرتكز الأساسي الذي تقوم عليه السياسة الصهيونية هو العنصرية أو التعصب لليهودية واعتبار الأديان والطوائف والشعوب الأخرى دون المستوى الإنساني والبشري, ويجب أن تسخر لتحقيق المصالح والأهداف الصهيونية... ولهذه (الغطرسة الصهيونية) مستندات مزعومة من التوراة, ونصوص ثابتة في التلمود, وبنود مدونة في بروتوكولات حكماء صهيون... فقد زعم اليهود أن الإصحاح الحادي والعشرين من سفر أشعيا يقول: (ويقف الأجانب ويرعون غنمكم, ويكون بنو الغريب حراثكم وكراميكم... أما أنتم فتدعون كهنة الرب, وتسمون خدام آلهنا, تأكلون ثروة الأمم, وعلى مجدهم تتأمرون)... وإن التلمود يقول (يجب على كل يهودي أن يسعى لأن تظل السلطة على الأرض لليهود دون سواهم)... وإن البروتوكول الحادي عشر يقول (غير اليهود كقطيع الغنم, أما نحن فإننا الذئاب)...
الوصولية: والمرتكز الثاني للسياسة الصهيونية هو الوصولية التي تعتمد (الفلسفة الميكيافيلية) قاعدة التعامل مع الآخرين... فالصهيونية تستسيغ كل وسيلة – مهما كانت مجافية للقيم والأخلاق – ما دامت تحقق مصالحها... وهذا ما يفرض الحذر الشديد من كل ما يوهم بوجود (صقور وحمائم) في الصراعات الإسرائيلية الداخلية لأنها – في الحقيقة – أدوار متناقضة لسياسة واحدة... والقياديون في أمة العرب, حين يماشون السياسة اليهودية – كما فعل السادات – فليس عن جهل بخفاياها, وإنما لكونهم غدوا أحد عناصرها ومرتكزاتها... ولقد أوضح البروتومول الخامس إلى درجة من الاسقاف يمكن ان تصل إليه السياسة الصهيونية في اعتمادها قاعدة (الغاية تبرر الوسيلة) حيث يقول (يجب أن يكون شعارنا: جميع وسائل القوة والنفاق تحتم أن يكون البطش هو المبدأ.. والحيلة والنفاق هما القاعدة لدى الحكومات التي لا تريد أن تضع تاجها تحت أقدام أعوان أي حكم جديد... وهذا الشر هو السبيل الوحيد لبلوغ الخير. فعلينا أن لا نتردد أمام شراء الذمم والغدر والاحتيال إذا كان ذلك يخدم قضيتنا).. هكذا وبكل صراحة وقحة تقوم السياسة الصهيونية متحدية العالم أجمع دونما اكتراث لمشاعر الدول والشعوب, أو تهيب واحترام لمواقف المنظمات الدولية وقراراتها.. فهي تعرف ما تريد, وتختار بنفسها الأسلوب الذي يحقق لها ما تريد... ولقد دفعتها سياستها هذه – مؤخرا – إلى إعلان القدس عاصمة لإسرائيل إلى الأبد, دون أدنى مجاملة لحليفها السادات تحفظ بها بعض ماء وجهه.
أهداف السياسة الصهيونية والسياسة الصهيونية – إن كانت تقوم على مرتكزات : التفوق العسكري: ومن الأهداف التي تحرص الصهيونية على تحقيقها والاحتفاظ بها, بل وتنميتها باستمرار التفوق العسكري... فاليهود يعيشون (هاجس) الخوف من الآخرين, وحب الهيمنة عليهم, والانتقام منهم, وتسخيرهم واستعبادهم.. هذا الهاجس يدفعهم دائما إلى تنمية قدراتهم العسكرية – كماً وكيفاً – وهذا ما جعل العرب ينظرون إلى اسرائيل على أنها (قوة أسطورية).. فأنظمتهم المتعاقبة أفرغت جيوشها من (روحها الإيمانية والمعنوية) وجعلتها بعد هزائم عسكرية وانقلابات داخلية متلاحقة, معدومة الثقة بالنفس... وهذا ما يكشف سر الزهو الذي أصاب الأنظمة العربية بعد حرب رمضان... الهيمنة الإعلامية: واليهود يعتبرون الإعلام النافذة الأساسية التي يطلون منها على العالم, وبها يؤثرون في الشعوب والجماهير.. ولهذا جاءت قراراتهم الماكرة – قديما – تدعوهم إلى امتلاك وسائل الإعلام... فقد جاء في البروتوكول الخامس (الأدب والصحافة هما أعظم قوتين تعليميتين خطيرتين... ولهذا السبب ستشتري حكومتنا العدد الأكبر منها... وبهذه الوسيلة سنعطل التأثير السيء لكل صحيفة مستقلة, ونظفر بسلطان كبير جداً على العقل الانساني.. يجب علينا أن نتسلط على حكومات غير اليهود بما يقال له (الرأي العام) متوسلين بأعظم القوى جميعاً وهي الصحافة, وأنها جميعاً لفي أيدينا إلا القليل الذي لا نفوذ له ولا قيمة يعتد بها)... ولقد تمكن اليهود فعلاً من السيطرة على كثير من الصحف ووكالات الأنباء ودور النشر والتوزيع العالمية كمجلة التايمز – والدايلي تلغراف – والدايلي أكسبرس – والنيوز كرونيكل – والدايلي مايل – والدايلي هيرالد – والأوبزرفور – والصاندي تايمز – والإيكونوميست – وغيرها. كما قاموا بتأسيس أولى الشركات السينمائية في العالم مثل: ميترو جولدن ماير – ووارنر براذر – وكولومبيا – وغيرها... ولقد تمكن اليهود من جراء ذلك من التأثير في الاعلام العربي والاسلامي ببرامجهم الاذاعية ومسلسلاتهم التلفزيونية وأفلامهم السينمائية المختلفة التي تتناقلها المؤسسات الاعلامية الرسمية في أكثر العواصم العربية أولاً السيطرة الاقتصادية: إن الغاية الكبرى التي تسعى الصهيونية العالمية لتحقيقها هي سيطرتها الكاملة على خزائن الأرض... على منابع البترول... على المناجم.. على الأسواق التجارية.. على المؤسسات الصناعية... الخ... وقد كانت هذه الغاية قائمة لدى اليهود منذ أقدم العهود, لما توفر من إمكانية التحكم في مصائر الشعوب واستغلالها وتسخيرها لمصلحة مملكة يهوذا.. فالبروتوكول الرابع – مثلا- يشير إلى أحد أساليبهم للسيطرة على تجارات الشعوب, حيث يقول (يجب أن نقيم التجارة على أساس المضاربة, وسيكون نتيجة ذلك منع غير اليهود من الاحتفاظ بالثروات التي أنتجتها الأرض, وعن طريق المضاربة تدخل كل الثروات خزائننا). الغزو الثقافي: وأخيرا فإن أخطر الأسلحة فتكا في السياسة الصهيونية الغزو الثقافي والفكري الذي تعتمده في إفساد الشعوب, وترويض الأذهان وإخضاعها للمقولات والمبادئ التي تتفنن الصهيونية في إخراجها والدعاية لها, بواسطة مؤسسات وتنظيمات وشخصيات تصطنعها لهذا الغرض, وتنفق الأموال الطائلة لإبرازها على المستويات المحلية والعالمية... ففي البروتوكول الثاني: (نحن اللذين هيأنا داروين وماركس ونيتشه ولم يفتنا تقدير الآثار السيئة التي تركتها هذه النظريات في الأذهان)... وفي البروتوكول التاسع (لقد أتلفنا الجيل الحاضر من غير اليهود, وأفسدنا خلقه بتلقينه المبادئ والنظريات التي نعلم أنها مبادئ ونظريات فاسدة, وعملنا على ترسيخها في ذهنه).
القدس ... والتحدي الأكبر..
إن تجرع الأمة العربية – وحاشا أن نقول الاسلامية – لمقادير معينة من السموم الصهيونية... وقبولها بالهزائم المتكررة.. ورضوخها لسياسة الأمر الواقع – والتي كانت اتفاقية الذل الكبرى إحدى حلقاتها – دون أن تحدث تغييراً جذرياً استراتيجياً في واقع البنية العربية وأنظمتها (الثورية), خلا ضجيج المؤتمرات, وتحدي الشعارات, وتنميق البيانات والقرارات, جعل اسرائيل تخطو الخطوة الأكبر في تحديها للمسلمين بإعلان بلد الاسراء والمعراج عاصمة لدولتها إلى الأبد... والآن... ما هو الرد العربي.. بل ما هو الرد الإسلامي.. وإذا كان هنالك من رد, فهل هو على مستوى التحدي والصلف الصهيوني... هل يكون التحدي الأكبر هذا باعثاً على تغيير الأساليب العربية المألوفة والمعروفة... أما نحن... فإننا نؤمن بالجهاد الفعلي طريقا لوقف الغطرسة اليهودية عند حدها, ولتحرير فلسطين – كل فلسطين من طاغوت اسرائيل لتقوم في أرض الاسراء والمعراج دولة الإسلام, التي سيعم نورها وخيرها الأرض التي بارك الله حولها.. وعندئذ يفرح المؤمنون, قل عسى أن يكون قريبا... الفصْل الرّابع:(3) مَكَائدُ الشّيُوعية العالمية ومن المصائب التي حلت بالعالم الاسلامي في القرن الرابع عشر الهجري ظهور الشيوعية كاتجاه عقائدي يناقض الإسلام بالكلية, وككيان رسمي هدفه إبادة الوجود الاسلامي واستئصاله ليس من الإتحاد السوفياتي فحسب وإنما من العالم أجمع. -الثورة الشيوعية وحربها على الإسلام: في عام 1336 هجرية 1917 ميلادية قام لينين مع قادة الحزب الشيوعي في روسيا بثورة دموية سقط خلالها (عرش رومانوف القيصري) وبذلك تحقق قيام دولة للفكر الإلحادي اللاديني في واحدة من أكبر الدول في العالم, لتكون مرتكز الجاهلية الحديثة, ومنطلق الغزو التبشيري للعقيدة الماركسية.. ومن استعراضٍ قصيرٍ لبعض النصوص الشيوعية تتكشف حقيقة هذا الاتجاه وخطره ومكائده على الإسلام والمسلمين: * قال لينين عام 1913 (ليس صحيحاً أن الله هو الذي ينظم الأكوان. إنما الصحيح هو أن الله فكرة خرافية اختلقها الانسان ليبرر عجزه. ولهذا فإن كل شخص يدافع عن فكرة الله إنما هو شخص جاهل وعاجز). * قال ماركس (لا إله والحياة مادة). * قال لينين (إن كل فكرةٍ دينية وكل معتقدٍ بالله, لا بل أن مجرد التفكير بالله دناءةٌ كامنةٌ في النفس). * نشرت صحيفة (سوفتسكيا برافدا) عام 1954م 1374هـ (أن الاعتقاد بالله هو تراثُ القدامى الجهلة). * ونشرت عام 1958م 1378هـ (إن واجبنا يقضي بأن نوجه حملةَ كفاحٍ عقائديٍ صحيحة ضد الدين). * ونشرت صحيفة (باكنسكي بابوشي) في 17 كانون الأول 1958 (لو كان الله موجودا لما سَمَحَ أن ننبذَ الدين). * ونشرت صحيفةُ العلَم الأحمر بتاريخ آذار 1959م 1379هـ (من الطبيعي أن الصراع بين الإلحاد والإيمان بالله لم ينته بعد. ولا بد من توجيه الجماهير نحو استئصال جذور الايمان بالخرافات والجن والآلهة بصورةٍ أعمقَ مما حدث حتى الان). * ونشرت صحيفة الاكونوميست السوفياتية في عددها الصادر في أول يناير عام 1964م 1384هـ (ستظل العقيدةُ الاشتراكية في نزاعٍ مع العقيدة الدينية, ولن يستقرَ التحويلُ الاشتراكي الصحيح إلا بسيادةِ الاشتراكية على الدين). * وجاء في مقررات المؤتمر الثاني والعشرين للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي ما يلي: (لقد أدركنا في الاتحاد السوفياتي منذ البدء خطورة بقاءِ الميراث الديني على حاله في المجتمعات السوفياتية, ولا زلنا نواجه اليوم تحدياتٍ خطيرةً وخصوصا في المناطق الاسلامية. لذا قرر هذا المؤتمر تجديدَ العزم على قهر البعث الديني في المناطق الاسلامية)(1) . * أوردت مجلة (الدين والعلم) السوفياتية كذلك ما يلي: (ليس من الضروري أن نهزأ من قصص الانجيل والقرآن والكتب الدينية التعليمية. وإنما علينا أن نُعيدَ تفسير قصص الدين وسِيَرَ رجاله ومواعظهم بقالب اشتراكي.. فإذا قلنا مثلا (أن يسوع ثائرٌ يطلبُ الحق للفقراء) فهذا تفسير اشتراكي.. وبمثل هذا نقول على محمد وغيره.. ويجب أن نجند بعض رجال الدين, وبعض النصوص الدينية – إذا أمكن _ لمثل هذه الدعوات الاشتراكية... ولذا فلا بد أن تخضع المعاقلُ الدينيةُ والجامعات والمؤسسات لسيادة الحزب الاشتراكي في الدولة الاشتراكية. ولكن من الضروري أن يأتي وقتٌ تقررُ فيه القيادةُ الاشتراكية قرارا حازما, بأن لا مبررَ بعدُ للهُدنة مع الميراث الديني وأصحابه, وإلا أدت هذه المهادنةُ إلى بعثٍ ديني فيه خطرٌ على التجربة الاشتراكية)(2). -الثورة الشيوعية وحربُها على المسلمين: لم يقتصر حرب الشيوعية على الاسلام فكريا, وإنما واكبته حربٌ دمويةٌ هدفها استئصال المسلمين وتصفيةُ الوجود الاسلامي البشري كذلك.. * ففي أوائل الثورة الشيوعية أي سنة 1917 عُقد مؤتمر إسلاميٌ في (خوقند) للمطالبة بالحكم الذاتي لتركستان. فإذا بالجنود يغيرون على المدينة بوحشية وإجرام فيقتلون آلافا من المسلمين ويهدمون بيوتهم, ويصادرون أموالهم, وتقع بعد ذلك المجاعةُ البشعة التي مات فيها عدد لا يحصى من المسلمين.. وقد قدّرت المصادرُ الروسية نفسها عدد ضحايا الحكم السوفياتي من المسلمين بين سنتي 1917 و 1918م بمليون مسلم. * وفي عام 1337هـ 1928م قام الحزب الحاكم في الاتحاد السوفياتي بتصفية دولة (خوقند الاسلامية) كما تمت تصفية الحركتين الاسلاميتين (شورى اسلام) و (شورى علماء). * وفي عام 1339هـ 1920م تم القضاءُ على دولة (بخارى الاسلامية). واليوم تقوم القوات العسكرية السوفياتية بحملات إبادة جماعية للشعب المسلم في أفغانستان. * وهكذا تمكنت الشيوعية من خلال حملات متلاحقة, وعلى مدار خمسين عاما من إفناء عشرين مليون مسلم. كما ثبت بالاحصاءات الروسية أن ستالين قتل أحد عشر مليون مسلم(1).
رابط الكتاب
| |
|