تحت عنوان تكريم قادة ودعاة وعلماء من طرابلس أقامت جبهة العمل الإسلامي في لبنان حفل تكريم لعالمي طرابلس أمير حركة التوحيد الإسلامي العلامة المجاهد الشيخ سعيد شعبان رحمه الله والداعية الدكتور فتحي يكن رحمه الله ،بحضور ممثل الرئيس عمر كرامي نبيل العرجة ورئيس حركة الامة الشيخ عبد الناصر الجبري ومنسق ندوة العلماء المسلمين الشيخ عبد السلام الحراش ورئيس اللقاء التضامني الشيخ مصطفى ملص ورئيسة جامعة الجنان المربية الدكتورة منى حداد يكن ،وممثلين عن وزراء ونواب واعضاء مجلس قيادة جبهة العمل الاسلامي وحشد من المناصرين وذلك في معرض رشيد كرامي في مدينة طرابلس شمال لبنان ،بعد تلاوة من القرآن الكريم وقصيدة شعرية لفضيلة الشيخ محمد الزعبي ،


ألقى ، نجل الدكتور فتحي يكن ، رئيس مؤسسة فتحي يكن الفكرية الأستاذ سالم يكن كلمة رأى فيها أن الشيخين العظيمين سعيد شعبان وفتحي يكن نقلا الحركة الإسلامية السنية من موقع المواجهة مع كل النظام العربي الرسمي إلى الموقع الذي تكون فيه هذه الحركة وبعض النظام العربي في مواجهة اسرائيل وامريكا ومشاريعهما في المنطقة وبذلك صرفا جهد الامة وشبابها وكل ما اختزنته من طاقات الى حيث يجب ان يكون في مشروع المواجهة حيث يتحول صرف الطاقات إلى عامل بناء ورفعة وليس كما كان في السابق وكما هو اليوم عامل هدم داخلي وعنصر تفتيت في مشاريع الآخرين .


يكن اعتبر أن طرابلس قررت اليوم ان تحيي ذكرى هذين الاستثنائيين وفي ظروف استثنائية أيضا سواء في حاضرها او في الحاضرة اللبنانية الاشمل ، اليوم مع الحكومة الجديدة وبيانها الوزاري اسعادة طرابلس دورها الطبيعي في المعادلة السياسية اللبنانية ،فهذا التمثيل والحضور العددي لطرابلس في الحكومة ينبغي ان يشكل قوة دفع لطرابلس على جميع الاصعدة وخاصة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي .

ووجه يكن الحديث الى وزراء طرابلس قائلاً”اليوم نقول لهم انتم في موقع القرار الاول في الدولة والقرار الوحيد الذي ننتظر سماعه جميعا هو وضع خطة تنمية طرابلس موضع التنفيذ خلال مدة زمنية لا تتعدى السنتين وهو العمر الذي نتمناه لعمر حكومة طرابلس على الاقل ، فطرابلس لا تحتاج فقط لتعبيد طرقاتها وانما الى مشاريع تنموية ترفع البطالة عن كاهل شبابها .


سالم يكن شدد على انه لم يعد مقبولا ان تكون طرابلس صندوق بريد لرسائل سياسية بأسلحة حربية مستغلين نفورا بين منطقتين عزيزتين ولم يعد من أسباب لبقائه ،ودعا يكن دار الفتوى الى لعب دورها في منع التشنج المذهبي عبر دعوة خطباء بعض المساجد وخطباء منابرها الى الكف عن استعمال لغة التباغض والتكفير والتخوين ، كما ودعا اهل السياسة في طرابلس ليس الى انشاء مجلس قيادة للمدينة ولكن ما تحتاجه طرابلس هو هيئة تلتئم لتحث امرا دون سواه الا وهو الاقتتال.


وأضاف”المستهدف في القرار الاتهامي هو لغة البيان الوزاري وهي لغة طرابلسية بامتياز وتساءل يكن “اي عدالة تلك التي تتحدثون عنها او عدالة ترتجى من مجتمع دولي غض الطرف عن جرائم سرائيل او عدالة وضع مدعي محكمتها قرارا اتهاميا في ادراجه منذ ثلاث سنوات دون ان يضيف شيئا سوى التسريب وختم يكن “انه قرار قضائي غب الطلب السياسي وهو قرار مسيس في توقيته وهو محاولة فاشلة للنيل من سمعة المقاومة .


الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان بدأ كلمته بقوله تعالى:”ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون” من هذا المنطلق وفي تلك الخلفية نشأت كل حركاتنا الاسلامية وفي خواتيمها المباركة جبهة العمل الاسلامي التي أسسها الدكتور فتحي يكن رحمه الله فهي انطلقت من مدينة العلم والعلماء طرابلس نتيجة فكر اندمج فيما بين الجماهيرية والفكرية الصافية التي عمت الارجاء ،من كوكبة استطاعت ان تجمع هذه الباقة من الورود والازهار والتي يأبى الله سبحانه تعالى الا ان يحقق من خلالها وعده في التمكين والاستخلاف

وأضاف “فكر الداعية الدكتور فتحي يكن عم الآفاق وترجم الى كل اللغات بمؤلفاته مثل ” ماذا يعني انتمائي للإسلام ” والترجمة الفعلية العملية لهذا الفكر هي بتطبيقه على ارض الواقع في طرابلس عبر حركة التوحيد الاسلامي واندماج ذلكما الفكرين انتج جبهة العمل الاسلامي التي تجاوزت كل الاطر الحزبية الضيقة لتنطلق صوب الفضاء التنظيمي الأرحب ، هذا الفكر يجب ان ينطلق وانطلق من طرابلس صوب صيدا صوب البقاع حتى بات لدينا شركاء في كل لبنان ويجب ان يكون ذلك الفكر الجماهيري اقليميا يطبق مشروع الوحدة والجهاد بكل آلياته ليكون فكرا عالميا برحابة العالم وبرحابة دعوة القرآن كما قال سبحانه “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” .

وتابع”ننطلق من العام الى الخاص ننطلق من الثورات العربية لنحدد موقفنا منها وقد أثير الكثير من اللغط حولها ، نحن مع شعوبنا المستضعفة نحن مع حقوقها فرسول الله ص يقول: الناس شركاء في ثلاث الماء والنار والكلأ” ، الحرية منة إلهية وليست اعطية سلطوية وعمر بن الخطاب رضي الله عنه خاطب صحابيا قائلا له:”متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا” وإعطاء الحقوق والحريات والكرامات لا تتعارض مع الممانعة والمقاومة بل تعززها ، نحن مع الاصلاح الشامل ومع محاربة الفساد اينما وجد واينما حل ومع تامين حاجيات الشعوب وخاصة بموضوع الحريات العامة , ولكن في المقابل نرى اليد الامريكية تمتد الى هذه التحركات الشعبية لتوجهها ضد مصالح امتها ويجري الالتفاف عليها لتحقق الغايات الصهيونية في هذه الامة لذلك بمقدار وقوفنا مع شعوبنا نحن ضد التدخل الأجنبي بالثورات وهو تدخل مرفوض وهو احتلال تجب مقاومته وعلى الجميع ان يتعظ مما جرى في افغانستان والعراق وليبيا مؤخرا فالغرب لا يريد سوى تحقيق مصالحه ، الديمقراطية المزعومة في العراق والتي اتت لتخليصه من الدكتاتورية كما قيل ماذا انتجت؟…أنتجت مليون ونصف شهيد ، 4 ملايين مهاجر الى خارج العراق 2 مليون مهاجر داخل العراق ، فرزا طائفيا ومذهبيا فقرا مدقعا في بلد يعوم على بحيرات من النفط ، في بلد نهري دجلة والفرات لا يوجد ماء صالح للشرب … أيراد لهذه الديمقراطية ان تحكمنا في بلادنا العربية والاسلامية ؟؟؟ .

الشيخ شعبان اعتبر أن بناء اي مشروع سياسي على خلفية الاحتلال والتدخل الاجنبي يعتبر إفراز اتابع اله وهو باطل ومرفوض ومن يسير في هذا الركاب عميل سواء كان سنيا او شيعيا مسلما او مسيحيا ، هو قرضاي هو المالكي هاشمي هو بشير في لبنان…ولن يكون في حال من الاحوال مشروع ثورة من الثورات ولن نقف لنصفق له،يجب ان نقف في وجهه لنحاربه كما حاربنا كل مشاريع الاحتلال ، من يضع يده بيد المحتل الغاصب عميل عميل ولو كان اسمه بشيرا وليس له من اسمه نصيب ، إن الذي يضع يده بيد المحتل الغاصب في العراق هو عميل لا يمت الى اسلامنا بصلة ولو انتسب الى آل البيت…الثورة التي تقربك من فلسطين هي ثورة صادقة صلبة شعبية أبية متجذرة ، والثورة التي لا تصنع إفرازات عرقية ومذهبية وطائفية هي ثورة صادقة أما الثورة التي تريد ان تصنع فرزا في امة عاشت 1400 سنة وكان يعيش فيها المسلم الى جانب المسيحي والتركي الى جانب العربي والشيعي والسني والدرزي والفارسي ببركة قوله سبحانه وتعالى: ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ” ثورة تريد ان تضرب هذا النيسج القرآن الرسالي هي فوضى خلاقة وليست ثورة بحال من الاحوال ولو تحدثت كل الفضائيات عن طهرها وعفتها .

وفي موضوع السلاح في لبنان : اعتبر فضيلته ان كل سلاح من أسلحة ميليشيات الحرب الأهلية هو سلاح غدر ، وهو سلاح غير شرعي يجب نزعها واجتثاثها لأنها تؤثر على وحدتها الوطنية ، في المقابل كل سلاح يستخدم للدفاع عن الأوطان وعن الارض والعرض والمقدسات وكل سلاح موجه صوب العدو الصهيوني ، سواء كان هذا السلاح بيد هذه الطائفة او تلك مسلمة او مسيحية ، سلاح شعب او جيش ومقاومة قال تعالى : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ” …” ألا إن القوة الرمي ” …وفي حديث الرسول الكريم : من مات ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من شعب النفاق لذلك ما شرعه الله لا يلغيه البشر ، ليست الشرعية عندنا بالدساتير ولا بما يتشدق ويتفوه به هذا او ذاك .

في موضوع معرفة الحقيقة باغتيال الحريري رحمه الله اعتبر الشيخ بلال شعبان اننا مع معاقبة القاتل وقطع رأسه على قاعدة العقاب الشرعي القاتل يقتل وليس على الطريقة اللبنانية فقاتل رئيس وزراء لبنان رشيد كرامي رحمه الله حكم عشر سنوات ثم استخرج ليصنع له كتلة نيابية ثم كتلة وزارية ثم ليأمر وينهى ، تعسا لهذا الزمن الذي يقف فيه القتلة ليتحدثوا عن الشهداء وعن العفة وهو لم يلتقوا بها في يوم من الأيام ، والرئيس الحريري هو فقيدنا نحن وليس فقيدا لهؤلاء ، في المحكمة الدولية ، لاحظوا في اللجنة الدولية للبحث عن اسلحة الدماء الشامل في العراق كانت نتيجتها العراق عشرة أقسام ثم لم تجد شيئا ، المحكمة الدولية للتحقيق في مجاز السودان في دارفور جعلت السودان قسمين ، المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ستجعل لبنان ألف جزء وجزء ، المحكمة الدولية ليست السبيل الموصل الى الحقيقة ، إنها عصا في دواليب حكومة الرئيس ميقاتي حتى لا يستطيع ان ينطلق التوقيت مشبوه شهود الزور مشبوهون عدم التحقيق مع العدو الصهيوني المحكمة حلقة من حلقات التآمر على أمتنا وهي تهدف الى تبرئة المجرم الحقيقي وهو امريكا واسرائيل وكل الادلة تشير الى ذلك لذلك ندعو الى الوحدة وعلى علمائنا عبء كبير .

وتابع”تعلمنا من مدرسة النبي صلى الله عليه وسلم ومن مدارسهم المتفرعة عن المدرسة الاساس من مدرسة الشيخ سعيد شعبان ومن مدرسة الدكتور فتحي يكن رحمهما الله تعلمنا منهم ان نقول كلمة الحق لأنه اذا لم تقل أمتي للظالم يا ظالم فقد تودع منها .

الشيخ شعبان انتقد الإعلام الذي كان السلطة الرابعة واعتبره السلطة الأولى في التحريض وتزوير الحقائق والمشاركة في المؤامرة  ودعا العلماء الى عدم اطلاق كلام السوء وتمنى على المرجعيات الدينية ان تقوم بدورها في عقلنة الاصوات المحرضة ، ورأى فضيلته ان طرابلس تخططت الخطوط الحمراء وتستحق الدخول في غينيتس للأرقام السياسية فلدى طرابلس أكثريات، أكبر نسبة أمية ، أكبر نسبة فقر أكبر نسبة بطالة ، أكبر نسبة تخويف من الملتزمين ، والمفارقة أنه ومن 2005 وحتى 2011 في زمن الدولة السنية الأقوى نالت طرابلس أكثرية موقوفين من شبابها في سجن رومية ، أما الآن فيجب ان نعطي هؤلاء تلك الأكثرية ونأخذ الأكثرية الوزارية لنعيد طرابلس مدينة للشيخ سعيد شعبان ومدينة للدكتور فتحي يكن  مدينة لمحمد رشيد رضا مدينة لنديم الجسر مدينة للعلم والعلماء .


بدوره المنسق العام لجبهة العمل الاسلامي الشيخ هاشم منقارة وصف مضمون القرار الاتهامي الصادر عن مدعي عام المحكمة الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري بالمسيء لتضحيات الشعب اللبناني وللعدالة نفسها ويؤكد التسريبات المفضوحة والتي جاءت بتوقيت مشبوه، وقال:”حذرنا من أعمال هذه المحكمة المسيسة والتي تثبت يوماً بعد يوم أنها حلقة في سياق مؤامرة مستمرة من قوى الاستكبار العالمي ضد المقاومة الباسلة ومكافئة لإسرائيل التي لم تدخر أية وسيلة إجرامية للقضاء عليها كأهداف معلنة لها في كل اعتداءاتها على لبنان” .

وفي سياق متصل، لفت إلى أن تهافت القوى الشيطانية في العالم لضرب المقاومة يؤكد أصالتها وأهميتها والدرجة الرفيعة التي بلغتها في الوقوف بوجه المؤامرات المعادية.

كما طالب الحكومة الحالية بعد انجاز بيانها الوزاري إلى الانكباب على معالجة الشأن الداخلي لا سيما ما يتعلق بالشأن الاقتصادي الاجتماعي الذي يوليه الناس الاهتمام الأكبر وعدم الالتفات إلى العويل الذي يبشر به من يريدون تحويل الحياة السياسية اللبنانية إلى سوق عكاظ يتم التعامل به في القضايا على أساس المصالح لا المبادئ.