في حفل توزيع مسابقة جماليات الخط العربي في قصر الأونيسكو
النائب بهية الحريري: "أتوجّه بتحية كبيرة لهذه الشراكة المعرفية بين المكوّنات العلمية والتربوية اللبنانية"
"في لقاء حضاري راق، وعلى قاعدة من الشراكة في المعرفة والثقافة بين جامعة الجنان والمركز الثقافي الفرنسي في طرابلس وصيدا والشبكة المدرسية لصيدا والجوار، وفي محضن وطني ثقافي مميّز تحت هذا القصر التي تضّمنا جنباته، نشهد معاً ثمرة جهد مشترك، وعمل مميّز في اشراقة على ما أنتجته أنامل مبدعة، تنسجم مع السياق الثقافي والإشراق الحضاري، مما أفرز فناً رفيعاً ويبشّر بغد أفضل، وتواصل مستدام يزيد من قيمة الإنسان وعالمية المعرفة"، بهذا الكلام بدأت رئيسة جامعة الجنان الأستاذة الدكتورة منى حداد كلمتها في حفل توزيع جوائز المسابقة الثالثة لجماليات الخط العربي في قصر الأونيسكو في بيروت.

حضر الحفل صاحبة الرعاية رئيسة اللجنة النيابية للتربية والتعليم العالي والثقافة معالي النائب بهية الحريري، دولة الرئيس نجيب ميقاتي ممثلاً بالدكتور مصطفى أديب، قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعقيد الركن عزيز كيروز، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء وبلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال، ممثل تيار المستقبل العميد الركن المتقاعد محمود الجمل، ومدير المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس السيد اتيان لويس، مدير المركز الثقافي الفرنسي في صيدا السيد اوليفييه لانج، الملحق التعاوني للغة الفرنسية في السفارة الفرنسية السيدة سندرا بارير، ومدير عام جريدة اللواء الدكتور ماجد منيمنة، ومدير عام المؤسسة اللبنانية للإرسال الشيخ بيار الضاهر ممثلاً بالإعلامي بسام أبو زيد، ممثل الشبكة المدرسية لصيدا والجوار الأستاذ نبيل بواب، ونقيب خطاطي الصحف والمجلات في لبنان جوزيف حداد، إضافة إلى إداريي الجامعة ونوابها وعمدائها ورؤساء أقسامها، فضلاً عن رعاة المسابقة ومديري الثانويات والمدارس المشاركة والطلاب وأهاليهم، وفعاليات سياسية وأمنية واجتماعية واقتصادية.

بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجنان افتتح الحفل بعرض فيلم وثائقي عن سير المسابقة في طرابلس وصيدا من إنتاج مركز التدريب الإعلامي في الجامعة، الذي عرض تحضيرات المسابقة والتي حملت شعار "بالخط العربي: بيئتنا أجمل".
ثم رحّب عريف الحفل الأستاذ محمد العرب بالحضور وبجميع الرعاة ووسائل الإعلام والطلاب المشاركين وأساتذتهم، قائلاً: "في البدء كانت فكرة، ثم تحولت الفكرة إلى بذرة وزرعت في جنة بربوة، بل في جنان فأصابها وابل من الشراكة والدعم والمشاركة فآتت أكلها ضعفين. نعم إنها مسابقة "جماليات الخط العربي"، التي أصبحت في هذا اليوم أيها السادة بعد كل الرعاية التي استحقتها، أصبحت كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء".
ثم تحدّث مدير المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس السيد اتيان لويس عن أهمية اختيار موضوع البيئة لمسابقة هذه السنة نظراً لتأثيرها علينا جميعاً، مشيراً إلى "أن الاختيار كان صعباً لأن مستويات الطلاب كانت جيدة".
واعتبرت الملحق التعاوني للغة الفرنسية في السفارة الفرنسية السيدة ساندرا بارير أن "اللغة العربية جميلة كما أن الطلاب قدّموا خطوطاً عربية جميلة"، مشجعة "الطلاب على السير قدماً في إتقان الخط لأن أعمالهم كانت لافتة".
وشدّد رئيس اتحاد بلديات الفيحاء وبلدية طرابلس الدكتور نادر غزال على أهمية الخط لأنه أداة للتواصل، قائلاً: "إنه لشرف عظيم لي كرئيس بلدية طرابلس ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء أن تكون هذه الكوكبة وهذه الفكرة وهذه المؤسسة العريقة الراقية – مؤسسات الجنان التربوية - وبهمة رئيستها، أن تحمل هذا الهم، جماليات الخط العربي إلى كافة أرجاء الوطن. من هنا أطلق هذا النداء ونأمل أن تصبح طرابلس الفيحاء مدينة للثقافة على مستوى لبنان".
وشدّدت رئيسة جامعة الجنان الأستاذة الدكتورة منى حداد في كلامها على تكريس الإضاءة المتكررة على هذا الفن ليكون مستودعه هو هذا الجيل الواعد والأمل الصاعد. وشكرت الدكتورة حداد "لمن احتضن هذه النداءات لجهة اعتماد مادة الخط مادة إلزامية في المدارس المختلفة، وأنا أعلم يقيناً أنّ معالي النائب بهية الحريري هي الداعم الأساس من خلال لجنة التربية النيابية، لتثبيت هذا الإرث لدى أجيال هذا الوطن".
وعن أهمية الخط العربي وخطر الحاسوب قالت: "إنّ من يدعي أن فن الخط العربي يواجه خطر الحاسوب مخطئ، فالحاسوب عاجز حتى الآن عن محاكاة أسلوب الخط الديواني كما يخطه الخطاطون، ولا ندّعي أنّ الحاسوب غير مهم، لكنه ليس بديلاً عن أنامل الإبداع البشري، وسيظل الخط هو تاريخ الأمة وتراثها وناقل معرفتها وحضارتها".
بدورها قالت رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية معالي النائب بهية الحريري: "أودّ بداية أن أتوجّه بتحية كبيرة لهذه الشراكة المعرفية بين المكوّنات العلمية والتربوية اللبنانية، والتي هي أساس طريقنا للنهوض التربوي الذي هو أساس تقدّمنا وازدهارنا واستقرارنا، لأنّ ثروتنا الأساس هي إنساننا وتسليحه بالعلم والمعرفة ليبقى حاضراً بأبنائه وخبراتهم وعلومهم ومعارفهم ومبادراتهم". داعية إلى تكرار هذه المسابقة قائلة: "إنني إذ أكرّر تقديري لهذه المبادرة ولهذه المسابقة، وأدعو إلى تكرارها بشكل فصلي ومستدام، لتكون بمثابة تحفيز دائم على استعادة العلاقة مع جماليات هذه اللغة خطاً وتعبيراً. وإنني أتوجّه بتهنئة كبيرة لأبنائنا الفائزين بهذه المسابقة على أن يستعيد وطننا الجميل أمنه واستقراره وازدهاره".
وقدمت الدكتورة حداد درعاً تقديريًا إلى السيدة الحريري ولوحة كتب عليها "من جاد ساد" بخط الخطاط الأستاذ أحمد الذهب، ثم سلّمت الحريري والدكتورة حداد دروعاً تقديرية لكل مَن دعم المشروع وللجنة التحكيم ولرعاة المسابقة.
وأعلن مدير قسم الأنشطة في "الجنان" الأستاذ الحبيب عبد الغني نتائج المسابقة التي فاز بها نحو 60 طالباً التي ضمت في فروعها المختلفة نحو 300 طالب في المراحل الدراسية كافة باستثناء المرحلة الجامعية.
وكان قد أشرف على اختيار الفائزين لجنة تحكيم مؤلفة من مجموعة مختصين بهذا الفن وأكاديميين، وقدّمت إلى الفائزين جوائز عينية ومادية.