اليوم الثالث والأخير: الجلسة الثالثة بعنوان: فتحي يكن وفكره السياسي
رئيس الجلسة:
النائب الدكتور عماد الحوت أفاض في الحديث عن الداعية وأسلوبه في الدعوة وتنقله بين طرابلس وبيروت إعداداً لإطلاق نواة الجماعة الإسلامية ثم تحدث عن العمل السياسي في المجلس النيابي وخارجه والتربية التي عليها أسس العمل السياسي ضمن مفاهيم جديدة قوامها الصدق والشفافية. أما الحركية فإن فتحي يكن رحمه الله يبقى علامة فارقة تركت أثرا واضحا على مسيرة العمل الحركي في أنحاء العالم. ثم قدم للمتحدث الأول:
الشيخ عبد الله جاب الله من الجزائر حيث قال: التجربة اللبنانية النيابية السياسية (العمل السياسي ـ الفكر الإسلامي يتكامل مع السياسة ولا يتناقض). لقد حدد رحمه الله سبل المشاركة السياسية والعمل السياسي مع الدولة والأنظمة الجارية للتوصل إلى قناعة لسلامة النظام الإسلامي وصلاحيته لسياسة الناس ورعاية مصالحهم.
* المشاركة السياسية موازنة بين الواقع الموجود والنص الذي يحدده مثيله.
* المشاركة السياسية تحتاج إلى تربية السياسي مع نهج الإسلام للتمكين من تطبيقه عند العمل في الميدان الاجتماعي.
* السياسة حل ينبع من مبادئ الإسلام وليست السياسة هدف يبرر الوسيلة فليست الأهداف تتحقق بأية وسيلة إذا كانت غير شرعية.
الدكتور عزام التميمي من بريطانيا: تحدث عن تعريف الفكر السياسي: مجموعة الأفكار والقيم التي تحفز الفعل السياسي، والتي تحكم الفعل السياسي و تتحكم به. ولقد كان القرن الثامن عشر فترة إحياء التراث والبعث الإسلامي: محمد عبد الوهاب في الجزيرة العربية والكندهلوي في الهند، إن عمل الداعية فتحي يكن هو عمل تجاوز فيه المصلحين السابقين في فترة من التحديات لإثبات وجود الإسلام كنظام سياسي ودخل الصراع مع نخب تعمل مع الصهيونية على محاربة المشروع الإسلامي وتحرير فلسطين. الخيارات السياسية هي خيارات اجتماعية ولكنها محكومة بالخلفية العقيدية. كونه دعا إلى رفض النكبة في فلسطين. واختلف مع عباد الرحمن لأنهم لم يروا في عبد الناصر أنه مخطئ في معاملة الإخوان، أما حركة الإخوان المسلمين فقد اتبعها فتحي يكن لأنها تهدف إلى بناء الإنسان والدولة معا. إن الوضع في لبنان طائفي متعصب اصطدم به الداعية فتحي يكن، مما جعله يواجه صعوبات في حركته داخل المجتمع اللبناني.
الدكتور محمد فاضل الجيلاني من تركيا: تحدث عن العلاقة بالشيخ فتحي يكن: عندما سأل عن أكبر مؤلفات عبد القادر الجيلاني. فأجابه أن ذلك سر تفسير الجيلاني عن تفسير سورة الفاتحة: غير المغضوب عليهم ولا الضالين. فسرها بشكل أعم مما هو معروف عن المفسرين. واشاد الجيلاني ببواخر الحرية وبواخر السلام، ونحن نعود إلى جذورنا الإسلامية. وقد كنا نود أن نكون مع الداعية في دعم هذه المسيرة المباركة في تركيا فالكثير من الناس يؤيد خط فتحي يكن الإسلامي.
الأستاذ الدكتور علي لاغا من لبنان: واءم في قراءة سريعة بين كتاب: (هموم داعية الشيخ محمد الغزالي) واستشعار الحاضر ب: (ماذا يعني انتمائي للإسلام) حيث أشار إلى أن المسلمين داخل بلادهم لا يعملون بما يؤدي إلى تطبيق مفاهيم ولا إلى محاولة معرفة محاسنها وإهمال كنوزها. لقد توقع فتحي يكن توقع التفجير في لبنان (بعد شيوع السلاح في البلد) كما توقع التفجير المذهبي لاحقا. بعض قناعات الأتباع والمتحدثين عن فتحي يكن يظنون أنه يتبع مذهبا غير مذهبه أما هو فكان الأمر يفرض عنده، وجوب ملاحظة المعادلات الدولية واللعبة السياسية الدولية، وتبين الرؤية الصحيحة في التفاعل مع هذه القوى وقراءة توجيهاتها.
رؤيته الداخلية: كانت لمشروع يجمع الجميع مسيحيين بطوائفهم، ومسلمين بطوائفهم، وأنه - أي المشروع - يجمع الآن أيا من كان تحت مفهوم ينفعه، ويريحه، ويرفعه في الحياة. يرضى به الكل. حتى أنه طرح وجوب العلاقة مع الأمير لحل المشكلة معهم تقوية لموقفهم وإيجاد تعامل واضح. إن فتحي يكن يدعو إلى: شمولية المقاومة لا أن تكون سنية أو شيعية أو متفردة كما كانت رؤيته إيجاد تسوية بين المواطن والحاكم وتوافق على مفاهيم المواطنية.
النائب السابق الدكتور زهير العبيدي من لبنان: فقد تحدث عن ممارسات الداعية ـ فتحي يكن في الندوة النيابية (وفقا لفكره السياسي وسعيه لإلغاء الطائفية السياسية ومؤازرته قضية تحرير فلسطين) إن أهم ما يمكن أن نتبينه من تلك المرحلة هو التالي:
ـ الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية.
ـ إخراج المصرف الإسلامي إلى الوجود.
ـ إيمانه بأن من يقاوم يجب أن يكون مؤمنا بـأن إسرائيل والصهيونية عدوة للأمة العربية الإسلامية.
- كان يؤمن بأن القاعدة الشعبية هي وسيلة عادلة لتمثيل الجميع في المجلس النيابي، لكن الطائفية كانت منغرسة ومتجذرة في النظام السياسي اللبناني ولم يكن لأفكاره في إلغاء الطائفية صدى.
أما أهم ما تم انجازه وما تقدم به داعيتنا إلى المجلس النيابي فكان:
- إقرار المصرف الإسلامي تابع موضوع إقرار المصرف الإسلامي في مجلس النواب مع المتحدث وتطوير المؤسسة الإسلامية المالية وأقرت بعد ذلك بقانون سنة 2004.
- كان عاملا على إلغاء قانون 2006 على تعديل القانون السني والجعفري وإصراره على جعل ذلك بأهل الفقه من أصحاب المذهبين.
- أعلن في مواقفه انه: ضد الاعتراف بإسرائيل، ضد القيام بالمفاوضات مع إسرائيل وضد توطين الفلسطينيين في لبنان تنفيذاً لخطط في هذا المجال مما أدى لحجب الثقة عن حكومة الحريري في ذلك الحين.
أسامة الدحدوح من غزة: ألقاها عنه علاء الدين البطه، وهو أحد الفائزين في مسابقة عن فكر فتحي يكن نظمتها وزارة الثقافة الفلسطينية بعنوان: "رحلة في فكر فتحي يكن"
*فتحي يكن: يملك طاقة كبيرة في التأثيرعلى الناس ومتابعته في إحقاق عقيدته التي تنبع من مبادئ الإسلام.
*قدرته على دفعهم مع تغيير سلوكهم إلى ما يراه صحيحا.
يتحدث في مسابقته الفائزة عن أسرته وسيرته ومن تتلمذ على يديه. وذكر عددا من أسماء آبائه وأجداده ومن تأثر بهم من علماء جماعة الإخوان.
*دور الأسرة في التأثير عليه: أسرته أسرة متعلمة تقية ذات مسيرة علمية مع اهتمامه بالتنظيم في الأعمال فمثلا يكتب والده تعليماته مع لائحة مما يجب تنفيذه.
*فكره الشمولي المتعدد المنطلقات من أسس الحضارة الإسلامية على اختلاف توجيهاتها وفكرها.
*من مبادئه أنه لا تناقض بين العمل الدعوي والعمل السياسي والاجتماعي.
*قضية فلسطين قضية محورية لا يمكن التفريط بها، ولذلك لم يوافق على ما خلص من مؤتمر مدريد ..
الأستاذ الدكتور عبد المنعم بشناتي من لبنان: أكد فتحي يكن أنه الداعية المجاهد ـ برسم الاستشهاد وأنه يجب أن يتحمل كل المشاهد ـ والحوارات والجدال - لإقناع الآخرين بصواب رأيه. كان رجلا نشيطا قارئا للصحف ومتابعا للإذاعات وحركة الناس والأحداث. وكان ينقل أخباراً لم يعرفها أحد قبله. أما قضية فلسطين فكانت في قلبه وقد كتب فيها وثائقيا وكل سطر كتبه يحتاج إلى كتاب وقضية تحتاج إلى سرد.
الدكتور عمر مسيكة من لبنان: تحدث بالنيابة عنه الأستاذ خالد اللحام أشار إلى:
حرية العقل من سطوة الخرافة
حرية العقل من رغبات الهوى ومن سطوة العرض
* كان الداعية ـ لا يهمه في الله لومة لائم، كان يتحدث بما يؤمن به دون خوف أو رهبة من أحد.
* ويواجه الأيدي المتحركة في الخفاء ـ ماسونية، وصهيونية، عملائية، إفسادية مأمورة.
* ويواجه تخريب الإعلام والصحافة، مرئية، ومكتوبة، للخلق وللتوجيهات الحقة والثابتة بشكل متواصل ومتآزر.
* يؤكد على ضرورة أن يكون المسلمون كتلة ثالثة في العالم تكون وسطا بين الكتلتين اللتين تجران العالم إلى الخراب.
* اتخذ موقفا مخالفا للناصرية في الجماعة الإسلامية ثم عاد من طرابلس وأيد قيام كتلة عدم الانحياز التي شارك فيها العرب.
* بين وجوب المشاركة وفق الظروف والواقع توصلا إلى تغيير ما يجب تغييره. وذلك يغير مشاركة المسلمين لتطبيق المبادئ التي يرونها وليس التنازل عن الإسلام.
* قضية فلسطين كانت في قلبه قضية رئيسة لا هوادة في تأييدها ولا مساومة في حقوقها.
* رؤية مختلفة في قبول الآخر يقبل أيا كان ثم يبدأ في إقناعه في تغيير أفكاره.
المداخلات:
الدكتور رأفت غنيمي الشيخ من مصر:*الوسطية في فكر واداء الداعية، وقد حقق في لبنان شيئاً من ذلك في بلد يموج بالأفكار المتعددة.
*لم يهاجم من خالفه الرأي في العقيدة أو المذهب. مقتدياً في ذلك بالرسول الكريم.
الدكتور ماجد درويش من لبنان: أن تكتب عن العظماء مفخرة، خاصة إذا أخلصوا إتباع الله ورسوله. إن الثبات صفة الداعية الحق في وقت يتغير فيه الناس إلى الهوى والمنافع.
التوصيات العملية والتنفيذية:
1. نشر المداخلات والأبحاث المقدمة للمؤتمر على شكل كتاب أو مجلة بثلاثة أجزاء.
2. انعقاد المؤتمر بشكل سنوي، وإضافة محاور خاصة بالوحدة الإسلامية والوسطية والقدس في فكر الداعية فتحي يكن.
3. القيام بمسابقة جامعية على مستوى العالم العربي والإسلامي، حول محور محدد في فكر الداعية فتحي يكن.
4. مراجعة كتب الداعية فتحي يكن، وفهم مراميها وشرح مضامينها وما تهدف إليه، وبيان المرتكزات العلمية والتاريخية والنصية التي اعتمدت عليها.
5. إدراج مادة متخصصة لتدريس فكر فتحي يكن الدعوي ضمن قسم الدراسات الإسلامية في الجامعات، انطلاقاً من جامعة الجنان.
6. إطلاق تخصص جديد تحت قسم الدراسات الإسلامية بعنوان: دبلوم الداعية فتحي يكن لإعداد الدعاة.
7. إطلاق الدورات المتخصصة بإعداد الدعاة والداعيات، ودعوتهم للاهتمام بالثقافة العامة ومستجدات العصر، والأخذ منها بما يتناسب مع الدعوة وحاجاتها.
8. ترجمة كتب الداعية فتحي يكن إلى اللغات الأجنبية.
التوصيات النظرية والعامة:
9. إيلاء المنهج التربوي العناية الخاصة، انطلاقاً من رؤى فتحي يكن التربوية، وبما يتناسب مع فقه المرحلة.
10. إعادة قراءة كتب الداعية فتحي يكن، مع التركيز على استشراف المستقبل واستخلاص الخطوط العريضة وتأصيلها شرعياً خاصة في إطار فقه الممارسة السياسية.
11. الإضاءة على فكره الحضاري المنفتح على مختلف جوانب الحضارة الإسلامية وتياراتها.
12. التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية انطلاقاً من فكر الداعية فتحي يكن، لما استقر في نفسه عنها عقدياً وتاريخياً.
13. إيلاء الاهتمام لموضوع النقد الذاتي في الحركات الإسلامية، توصلاً إلى تحقيق الإصلاح، وذلك انطلاقاً من فكر الداعية فتحي يكن.
14. التأسي بفكر الداعية فتحي يكن، في تقبل الآخر، أثناء التعاطي بالعمل السياسي والدعوي.
15. تأطير مشروع الداعية فتحي يكن السياسي ومتابعته.
16. التوجه بالتحية إلى الحكومة التركية على جهودها ومواقفها في سبيل جمع شمل الأمة.
17- أعلنت الدكتورة منى حداد أنها بصدد إعداد واستضافة داعيات من كل الدول ولمدة أربع سنوات ضمن برنامج يؤهلهن للانطلاق في عالم الدعوة على خلفية ما تركة الداعية فتحي يكن رحمه الله فلاقى المشروع استحسان كل الحاضرين ووافقوا عليه بالإجماع وضموه إلى توصيات المؤتمر.