في الذكرى السبعين لاستشهاد الإمام حسن البنا، نقتبس لكم كلمات قالها أستاذنا الداعية الدكتور فتحي يكن رحمه الله في الإمام الشهيد:
كان الإمام المجدد- رضي الله عنه وأرضاه- يؤسس لمشروع نهضة الأمة وابتعاثها، وكان يَعتبر التنظيم وسيلةً هذه النهضة وأداةً ابتعاثها، ولم يكن التنظيم لديه هدفًا من أهداف الجماعة.
ومما يؤثِّر عنه أنَّ الكثيرين ممن أُعجبوا بمنهجه من زعماء الأحزاب والتنظيمات كانوا يقبلون عليه، راغبين في الانتظام بالحركة، فكان يدعوهم للبقاء في مواقعهم، مبينًا لهم المصلحة الإسلامية الكبرى، التي يمكن أن تتحقق من ذلك للمشروع الإسلامي الذي يستوعبهم جميعًا، وهم في مواقعهم.
إن عدم الأخذ بفقه الأولويات في العمل الحركي يمكن أن يجعل الحركة في حالة من انعدام وزن، يجعلها تخبط خبط عشواء، كما يمكن أن يصيب العمل فيما يشبه حال الالتباس أو الضياع؛ حيث تضطرب القواعد والمعايير، فيصبح أول الشيء آخره وآخر الشيء أوله، كما يصبح عالي الأمر أسفله وأسفل الأمر عاليَه.
وصدق الله تعالى حيث يقول: ﴿أَفَمَن يَّمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَّمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ* قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ﴾ (الملك: 22- 23) صدق الله العظيم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|