التربية الوقائية في الإسلام
بقلم الداعية الدكتور
فتحي يكن
لتنزيل الكتاب كاملاً بصيغة pdf
مقدمة المؤلف
كثير من المشكلات التي تبرز على ساحة العمل الإسلامي وفي نطاق الدعوة يتسببها أسلوب متخلف ونمط من الممارسة خاطئ .. إنه متخلف لأنه في كثير من الأحيان يكون ردة فعل لفعل الآخرين وهو خاطأ لكونه لا يهتم بالوقاية من المشكلة لتلافيها وإنما يتصدى لمعالجتها بعد بروزها وتناميها. إنها الظاهرة التي تتكرر على ساحة العمل الإسلامي وتتكرر معها المأساة، مأساة الوقوع فيما وقع فيه من سبق دونما استفادة من التجربة.. مأساة الاستدراج لمخططات الغير ومواقف ومعارك الغير.. مأساة السقوط في أسر المشكلات التي يتسب بها الغير.. وبذلك يبقى العمل الإسلامي مُرتهناً لفعل الآخرين ومخططاتهم وخططهم دون أن يأخذ المبادرة ليكون هو صاحب الفعل لا سواه.. هذا في الجانب الحركي مما يجرى على الساحة الإسلامية أما الجانب التربوي فإنه ليس أحسن حظاً منه.. فالعملية التربوية لا تزال حتى اليوم قاصرة وفاشلة ودون القدرة على تكوين الجيل الإسلامي المنشود.. والسبب الرئيسي في نظري إنما يعود ـ والله أعلم ـ إلى أن النظرية التربوية تعتمد نمط العلاج لا الوقاية. من هنا كان هذا البحث محاولة متواضعة لسبر أغوار هذه الظاهرة المتكررة على امتداد ساحة العمل الإسلامي وفي المجالين الحركي والتربوي مما يتسبب بإضاعة كثير من الأوقات وإجهاض كثير من الطاقات وإقحام الساحة الإسلامية والعاملين عليها في دوّامات المشاكل والأزمات التي لا تنتهي.. أرجو أن يكون في ذلك ما يعين على التخلص من هذه الظاهرة ومن أخطارها ومحاذيرها بعون الله تعالى...
والله المستعان ابتداءً وانتهاءً وهو ولي الأمر والتوفيق .
1 رجب الخير 1408 هـ 18 شباط 1988 مـ
|