البيريريسترويكا من منظور إسلامي

PERESTROIKA From an Islamic point of view

تأليف وإعداد فتحي يكن ومنى حدّاد

لتنزيل الكتاب كاملاً

المقـــــــــــــــــــــدمة

الحمد الله على نعمة الإسلام ، وكلمة الإخلاص ، وعلى دين نبينا محمد ، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين..
لم تكن البيرستروكيا ـ في الحقيقة ـ طرحاً  " غورباتشوفياً" وإنما كانت الطرح الأكثر وضوحاً وصراحةً من قبل غورباتشوف.. ومن يتتبع المسيرة التطبيقية للفكر الشيوعي منذ الثورة عام 1918 وحتى يومنا هذا يلاحظ ظاهرة النقض و الإبرام في توجهات و مقررات و طروحات المؤتمرات المتعاقبة للقيادة المركزية للحزب الشيوعي، كما يلاحظ وجود مساحة نسبية من البيريسترويكا كانت تتسع وتضيق، ولكنها لا تختفي ، وذلك على مدار العهود التي تعاقب على الحكم فيها قادة الحزب الشيوعي في الكرملين..
إن للبيريسترويكا عندنا ـ كإسلاميين ـ معنىً يتجاوز كل المعاني التي تناولتها ـ سلباً أم إيجاباً ـ معنى يتصل أساساً بمفهوم الماركسية للكون و الإنسان و الحياة .. يتصل بالفكر الشيوعي كفكر وضعي.. يتصل بخلفية الفكر الشيوعي .. خلفية صانعيه و المستفيدين منه .. يتصل بالدور الذي أداه على صعيد العالم العربي و الإسلامي .. و على صعيد قضايا العالم العربي والإسلامي .. على صعيد الثقافة كما على صعيد السياسة .. و على صعيد الإقتصاد كما على صعيد الأخلاق ، كما على صعيد الإعلام..
إن ما يسمى ( بيريسترويكا ) ـ أي إعادة البناء ـ التي طرحها غورباتشوف اليوم ، والتي يرقب العالم أحداثها وتفاعلاتها ومفرزاتها تعني إلينا كإسلاميين ـ الكثير ـ مما سنحاول عرضه وإستكشافه في هذا الكتاب بعون الله تعالى، وبالله المستعان، و عليه التكلان.(.. وَإِنَّ اللهَ لَهَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) {الحج:54} صدق الله العظيم، وصلى الله على سيدنا محمد و على اله و صحبه  وسلم ..
المؤلفان
كتب في لارنكا ـ قبرص ـ 1 محرم 1411 ـ 23 تموز 1990 م.