إنها الذكرى الرابعة لوفاة الوالد الداعية فتحي يكن رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا به يوم القيامة عند حوض الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم يسقينا من يديه الشريفتين شربة لا نظمأ بعدها أبدا، وحشرنا مع الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا. في هذا اليوم نستذكر الداعية "رحمه الله" ومواقفه الجريئة التي نحن بأمس الحاجة إليها اليوم في ظل الأحداث الأمنية التي تشهدها الساحة اللبنانية والأقليمية، والذي كان يحمل في قلبه هم الأمة والحرص على استنهاضها وتجدد حركتها مستعيناً بالله، ما تركه ميراثاً عريضاً وأمانة غالية في أعناقنا. لقد أوقف الداعية حياته بين يدي هذه الدعوة العالمية السمحة لعلها تكون منارة للأجيال القادمة في الثبات على الحق لا تراعي فيه أحداً ولا تخشى في الله لومة لائم.. نراك ياداعيتنا في ضمير كل من عرفك عن قرب وقد تعلم منك الصدق في المعاملة والابتعاد عن المصالح الشخصية إلى ما هو أسمى وأهم، إلى ما نذرت نفسك له وكانت أحب الألقاب اليك أن تكون داعية الى الله .. أيها الداعية نعتذر لقلبك الكبير.. ونعتذر لنهجك نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم وعن من حاد عنه إلى مصالح مادية ومناصب صغيرة .. ونعتذر إلى يديك الطاهرتين التي كانت تخط المعالم في الطريق وترشدنا إلى المتساقطين على طريق الدعوة وإلى مناجاتك في جوف الليل .. ليت قومي يعلمون .. ونعاهدك أيها المعلم الأب والقائد أننا لن نكون في غير ما اراد الله ورسوله.. ولن نقول إلا كلمة الحق ولن نمشي إلا في طريق المصالح العليا التي تحفظ مصالح الأمة ولن نقع في حفر المصالح الضيقة والشخصية التي لم تؤد يوما إلا إلى الخراب والعبثية . إنه الإنتماء الى رؤية بعيدة المدى فيها الكثير من العمق والشمولية إنها دعوته "رحمه الله" عندما إنطلق في رحلة المعرفة، ماذا يعني انتمائي للإسلام .
|