والشيطان قد يدخل على الإنسان من باب سوء الظن الذي يؤدي إلى انفصام العرى، وتقطع الأواصر، وتمزق الصفوف، وحلول الفتن، وشيوع الفاحشة، وحلول الأحقاد والضغائن، ونزول سخط الله وغضبه..
ومن هنا جاء الخطاب القرآني محذراً قائلاً: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن، إن بعض الظن إثم..) (الحجرات:12). وجاء الخطاب النبوي منذراً: "اتقوا مواقع التهم".
• وفي هذا قال الشاعر:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا
• ومن مداخل سوء الظن: الغيبة والنميمة، وهي مداخل شيطانية تحلق الدين، وتبطل الأعمال، وتصرف عن القيم والمكرمات، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: "يا معشر من آمن بلسانه، ولم يدخل الإيمان قلبه! لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته. ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته" (أخرجه أبو داوود).
• وقال عمر رضي الله عنه: (عليكم بذكر الله فإنه شفاء، وإياكم وذكر الناس فإنه داء).
• وقال الحسن رضي الله عنه: (والله للغيبة أسرع في دين الرجل المؤمن من الآكلة في الجسد).
• وقال بعضهم: (أدركنا السلف، وهم لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة، ولكن في الكف عن أعراض الناس).
باب تزيين الفواحش والموبقاتوالشيطان يدخل على الإنسان من باب الفواحش والموبقات، فيزين له فعل الزنى، ويحبب له معاقرة الخمرة، وأكل المحرمات والخبائث، ويستدرجه من خلال النظرة والصحبة والسهرة والخلوة..
يخطو به خطوة خطوة، فإذا به وقد أصبح أسير شهوته وعبد نزوته، إلا أن يتنزل الله عليه برحمته ويخرجه من غفلته.
وصدق الله تعالى حيث يقول: (فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون * فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) (الأنعام:43-44)، ويقول سبحانه: (واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين) (الأعراف:175)، ويقول: (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر) (النور:21).