إن كل ما يعتري الإنسان من عوامل انحراف وشذوذ وممارسات وارتكابات، وما يظهر عليه من صفات دنيئة وفاسدة، سواء أخذت طريقها إلى حيّز التنفيذ أو بقيت دفينة المشاعر والأحاسيس، فهو أثر من آثار غلبة الشيطان على النفس البشرية، ونتيجة فقدان المناعة والتحصين لدى الإنسان، مما يجعل الأبواب الابليسية مشرعة، والمداخل الشيطانية مفتوحة بدون رقيب ولا حسيب..
من هنا كان الصراع بين الشيطان والانسان ضارياً، ودائماً، ومن خلال أسلحة ومداخل لا تعد ولا تحصى..
إن ظاهرة عبادة الشيطان من خلال مؤسسات وتنظيمات، إنما هي نتيجة طبيعية لابتعاد الانسان عن الله، وضعف المناعة الايمانية، واتساع دائرة دائرة الخرق الشيطاني.
ومن هنا كان التحذير القرآني شديداً وواضحاً من الشيطان وعداوته ومكره وأحابيله ووسوساته واستدراجاته وتلبيساته.
•فالخطاب القرآني جاء مبيناً عداوة الشيطان من خلال قوله تعالى: *إن الشيطان للإنسان عدو مبين* (يوسف:6)، وقوله: *قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين* (ص:82)، وقوله: *وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في ألموال والأولاد وعدهم..* (الإسراء:64).
وقوله سبحانه: *إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير* (فاطر:6).
•ثم جاء الخطاب الرباني محذراً من اتباع خطوات الشياطين لأنها تفضي إلى جهنم وبئس المصير، قال تعالى: *ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشياطين إنه لكم عدو مبين * وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم* (يس:60-61).
•أما الخطاب النبوي فجاء ليصف حال المؤمن وما يواجهه من شدائد، فيقول *: "للمؤمن أربعة أعداء: (1) مؤمن يحسده، (2) ومنافق يبغضه، (3) وشيطان يضله، (4) وكافر يقاتله" (أخرجه السيوطي).
وفي هذا الكتاب سأتناول – بعون الله – أبرز مداخل الغواية الشيطانية على الإنسان، متوقفاً عند محطة الهداية الرمضانية كأبرز محطة للتزود بالطاقة الايمانية وللتحصن من الالقاءات الشيطانية، وصدق الله تعالى حيث يقول: *ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مستقيم*.