أقامت إدارة ثانوية الجنان على مسرح جامعة الجنان حفل تخرج لطلابها وتكريم للأساتذة المتقاعدين من الهيئة التعليمية .
تحدث خلالها الأستاذ سالم فتحي يكن المدير العام لثانوية الجنان بكلمة جاء فيها :
أيها الأخوة والأخوات ، أهالينا الأعزاء، أساتذتنا المكرمين، أيها الحضور المبارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمضي مواكب الخريجين الى حيث الآمال في بلوغ القمم، فكل خطوة نخطوها في هذه الدنيا تزيدنا قرباً من الهدف المرسوم، خاصة إن نحن أحسنّا التخطيط مع كثير من إخلاص النية لله والتوكل عليه.
ونحن في ثانوية الجنان، نسير بخطى ثابتة نحو يوبيلها الذهبي، بفضل الرؤية التي استنبتت من أرض الخير طرابلس العلم والعلماء، على قاعدة الدعاء الإيماني (وقل ربي زدني علما) واتخذت إليه سبيل التقوى ( واتقوا الله ويعلمكم الله ) دون افتخار أو كبر ذلك أنه ( وفوق كل ذي علم عليم).
أيها الأحبة .. لا ميدان بدون فرسان، ولا مجد بلا عناء، ولا تعلم بدون تعليم، ولا استمرارية بلا أساس ثابت متين، إنها معادلة ثابتة بالنسبة لثانوية الجنان ومعهدها الفني، مع تطوير في الأداء، والتزام في الجودة التعليمية، بما يتوافق مع التطور العلمي والتربوي، وتسارع وتيرة التقدم التكنولوجي.
إننا نعول كثيراً على خريجينا في المراحل، ليكونوا فرسان ميدان وبناة مجد وصناع حضارة. ولكن، مانيل المطالب بالتمني وإنما بالإعداد والمتابعة خاصة أننا نحتفل بهذا اليوم التاريخي المميز، في مسيرة طلابنا بثلة مباركة لأناس عملوا بصمت وجهد، قد أفنوا ذواتهم في شخوص أبنائهم، وسلخوا أجزاء من جهدهم وعمرهم ليروا أفواجاً من ثروة الأمة، يقفون حيث يقف أبناؤكم اليوم مكللين بالغار والهمة العالية.
لقد أردناكم أيها الاهل ومن معنا من حاضرين، أن تكونوا شهوداً على هذه المسيرة وانتقال الراية من جيل الى جيل، معترفين بالفضل لمن سبقنا، ومجددين العزم على متابعة الطريق التي سلكها البناة الأوائل بهدي ميراث النبوة ( إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه) . إنها إحدى المرتكزات الأساسية التي انطلقت منها والدتنا صانعة الأجيال، الأساتذة الدكتورة منى يكن حفظها الله .
وأنتم أيها الشركاء في البناء، هذا بناؤكم ينبئ بنجاح تلو نجاح، فتقر أعينكم لأنكم أحسنتم صون الأمة، ومددتم اليد على مداها، وبمقدار ما كانت هذه اليد قوية بمقدار ماكانت حانية حاضنة، فبورك زرعكم وبورك ثمركم، وفوق هذا وذاك رضى ربكم تعالى .
وإن أنسى فلن أنسى من أسهر ليله وأضنى نهاره في رعاية أبنائكم وتوجيههم وتنمية خبراتهم الحياتية، وغرس بذرة الخير في نفوسهم الغضة الطرية حتى يقوى العود ويستقيم الغرس، فهؤلاء الجنود المجهولون لهم منا كل التحية والتقدير. وأخص بالتحية المربين الأوائل الذين تربينا نحن على أيديهم والذين نكرمهم اليوم معكم. منهم من تركنا ليخلد الى الراحة، ومنهم من بقي معنا حتى اليوم. أطال الله بعمرهم جميعاً.
وأخيراً لا يسعني إلا أن أشكر حضوركم، وهذا اللقاء الأمل الذي انتظرناه سوياً في شراكة ستبقى عراها قائمة بيننا ما بقيت طرابلس رحماً للعلم والعلماء، والله وراء القصد .