أكدت ندوة جماهيرية بمحافظة البحيرة أهمية إدراك أبعاد القضية الفلسطينية والوعي بالأخطار التي تُحاك ضدها، من خلال إرادة شعبية تستطيع أن تجري انتخابات نزيهة بمصر، مشيرةً إلى أن تحرير المقدسات بفلسطين يبدأ بإصلاح مصر وتحريرها من الفساد والاستبداد.
في البداية، شدد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب والقيادي بجماعة الإخوان المسلمين، خلال ندوةٍ بنقابة الأطباء بدمنهور في محافظة البحيرة مساء أمس الجمعة على أهمية المؤتمرات والندوات والفعاليات التي تنظم من أجل فلسطين؛ لمواجهة مخطط أعداء الأمة من تغييب عقل وذاكرة الأمة الإسلامية وفصله عن القضية.
وحذَّر د. أبو الفتوح من تصور البعض أن هذه الفعاليات عن فلسطين لا أثر لها، موضحًا أن أخطر ما في هذا أن يتم تغييب القضية الفسلطينية عن العقل، كما بدا هذا الأمر في الأندلس من زمن، حتى وصل الأمر إلى أن الشعب يعتبرها محلاًّ أو شركة مقاولات، وليس وطنًا إسلاميًّا ارتفعت راياته لسنوات طويلة.
وأكد د. أبو الفتوح أن التحرير الحقيقي يكون بتغيير ميزان القوى، فالله عز وجل ينتصر لعباده عندما يحترم عباده سننه في الأرض، ويأخذون بأسباب القوة المادية والمعنوية لتحقيق النصر، مشيرًا إلى أن هناك خللاً في موازين القوى بين العرب والمسلمين من جهة، وبين الصهاينة ككيان غاضب وشعب اجتمع من شرازم الأرض، بعد أن احترم عقيدته المشوهة ولغته.
وأوضح أن الأزمة التي نعيشها أن العرب لا يحاربون ولا يتركون المقاومة الشعبية أن تناضل حتى تحولت الأنظمة العربية والإسلامية إلى حامٍ لهذا الكيان، سواء بعدم قيامها بواجبها وتطوير نفسها أو سواء بقيام بعض الحكومات والنظم بمحاصرة المقاومة الشعبية سواء المسلحة أو السياسية أو المعنوية أو الفكرية.
وأكد أن الخطوة الحقيقة لتحرير فلسطين هي إصلاح مصر، ولن يتم هذا إلا بتمسك قوى المعارضة التي تمثل الشعب المصري تمثيلاً حقيقيًّا بالإصلاح وفي القلب منها الإخوان، مستغربًا من وجود معارضة ضد المعارضة؛ حيث لا يوجد ذلك في العالم إلا في مصر، ما يستوجب على القوى المعارضة في مصر أن تراجع نفسها وتصلح داخلها أولاً.
ولفت د. أبو الفتوح الانتباه إلى أن قوى المعارضة والحركة الإسلامية في مصر تمتلك عقولاً وثروةً بشريةً وعقليةً، لم ينتفع منها المجتمع حتى الآن، مؤكدًا أهمية أن يتحرك الجميع حتى لو بمفرده دون مصادرة الطاقات والأفكار؛ من أجل التواصل مع الغير لنشر فكرة أو تبادل قيم عظيمة، وأن ينطلق حول أفكار التحرر والتقدم وتوحيد هذه الطاقات من أجل إصلاح المجتمع والانتشار بين طوائفه لتقوية الوطن.
ووصف د. أبو الفتوح النظام الحاكم الذي يعتقل الإخوان الذين يريدون وطنًا مستقلاًّ ومنتجًا وشريفًا بأنه ليس لديه عقل، متسائلاً: لماذا هذا الذعر من الإخوان اتركوهم يصنعوا نهضة هذا الوطن؟
واستنكر د. أبو الفتوح استمرار النظام الحاكم في تزوير الانتخابات، قائلاً: "مصر أعظم وأسمى من أن تزور إرادة شعبها أو أن يتم العبث بانتخابات طلابها.
من جانبه أكد المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض السابق أن ما يحدث للمقدسات الإسلامية وللأقصى مخططٌ له تخطيطًا دقيقًا منذ عشرات السنين بدأ منذ عام 1967م، مشددًا على ضرورة إظهار الغضب العربي والإسلامي تجاه ما يحدث في تلك البقعة المقدسة أولى القبلتين وثالث الحرمين.
قيادات الإخوان بالبحيرة يتقدمون صفوف الحضور
وشدد على أهمية التركيز في الحديث على العدو الصهيوني لا عن اليهود؛ فمنهم الكثير على مستوى العالم يرفضون ما يحدث من تجاوزاتٍ من قِبل الصهاينة تجاه المقدسات وسياساتهم تجاه الشعب الفلسطيني، قائلاً: "نحن لسنا ضد اليهود، ولكننا لا نحارب إلا مَن يحاربنا ويقف ضد مصالحنا؛ وهم الصهاينة المعتدون على مقدساتنا".
وأشار إلى أن الكيان الصهيوني ضعيف ويمتلك أسباب انهياره من داخله؛ حيث يعيش الصهاينة على أرض مغتصبة، وهم شتات ويعانون تفرقةً عنصريةً، فالصهيوني الأوروبي غير الأمريكي والأبيض غير الأسود، والعادات والتقاليد بينهم مختلفة.
وأرجع المستشار الخضيري استمرار وجود الكيان الصهيوني لضعف العرب والمسلمين وضعف إرادتهما، مؤكدًا أن الحصار على فلسطين لن ينكسر إلا إذا انكسر الحصار عن مصر، وأن تحرير الأقصى يبدأ من تحرير مصر.
وشدد على أن الحصار القائم الآن ليس صهيونيًّا بل مصريًّا، مطالبًا بفتح المعابر، وعلى رأسها معبر رفح، مؤكدًا أن اتفاقية المعابر لا تُوقِّع أي التزاماتٍ على مصر في حالة فتح معبر رفح.
وربط المستشار الخضيري بين الشأن الفلسطيني والشأن العام المصري، موضحًا أهمية أن تتحرر مصر أولاً من الظلم والاستبداد بسبب إقدامها على مرحلةٍ لا خيارَ ثالثَ لها بين حياةٍ أو موت، وأن يعلم الجميع أن التغيير الحقيقي لا يأتي إلا من الشعب فهو القوة الحقيقية والحماية الحقيقة لكل دعوات الإصلاح والتغيير.
وطالب المستشار الخضيري الشعب المصري بالتحرك والوقوف يدًا واحدةً من أجل أن تكون في مصر انتخابات حقيقة وحرة وسليمة، وأن يتحرر من الخوف وأن ينظر إلى مصالحه الواقعية.
|