يقارب عدد المسلمين السنّة في إيران العشرين مليون نسمة، بحسب إحصاءات شبه رسمية، (ينقسمون إلى أكراد وبلوش وتركمان وعرب)، وتحظى جماعة "الدعوة والإصلاح" (إخوان مسلمون) التي تأسست قبل نحو ثلاثين سنة، بحضور كبير لدى سنّة إيران، وعلاقتها في الغالب مقبولة مع النظام القائم في طهران، لكن الجماعة بدأت تعرب في الآونة الأخيرة عن امتعاضها من عدم استغلال الفصائل "الإخوانية" المختلفة لحسن علاقتها بالنظام الإيراني من أجل "تحسين أوضاع السنّة في إيران".
وكانت إحدى الصحف المصرية نشرت عقب الزيارة الأخيرة لرئيس المكتب السياسي لـ "حماس" خالد مشعل إلى إيران، بيانأ نُسب إلى مراقب الإخوان في إيران عبد الرحمن بيراني، أعلن فيه تجميد "إخوان" إيران عضويتهم في التنظيم الدولي، "نتيجة دعم إخوان مصر وفلسطين للنظام الإيراني الذي ما فتئ يضطهد السنة منذ إعلان الجمهورية الإسلامية في إيران قبل ما يزيد على ثلاثين عاماً، وما واكب هذا الاضطهاد من حظر بناء المساجد السنية ومنع السنة من ممارسة الحقوق السياسية والعامة في إيران كباقي مكونات الشعب الإيراني".
لكن لم يمض وقت طويل حتى نفت "جماعة الدعوة والإصلاح"، -وليس براني المنسوب البيان إليه- خبر مقاطعة الجماعة للتنظيم الدولي، مشددة على استقلالها والتزامها "بمنهج الوسطية، بعيدةً عن التطرف وإثارة الخلافات". وقد عاد هذا الموضوع إلى التداول الإعلامي من جديد مع تزايد الضغوط الإيرانية على البلوش السنّة، عقب هجمات جماعة "جند الله" السنية، الأمر الذي أحرج "الإخوان" في إيران وفي مصر إزاء ما يجري.
|