ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية اليوم الخميس أن الاستراتيجية الأمريكية التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أفغانستان قد جربت من قبل ولم تنجح.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن كاتب المقال روبرت فيسك قوله: "تجربة الاتحاد السوفييتي في أفغانستان وما شهده رأي العين من إصابات تعرض له أفراد من الجيش السوفييتي على يد مقاتلين أفغان يطرح تساؤلا كيف يمكن تخيل أن يقذف السيدان بوش وبلير بنا في نفس مقبرة الجيوش بعد ذلك بثلاثة عقود؟ أو أن رئيسا أمريكيا أسود شابا سيفعل بالضبط ما فعله الروس في تلك السنين الفائتة؟"
ويسرد الكاتب كيف أنه ذهب إلى موسكو بعد نحو ربع قرن ليقابل الروس ممن كانوا في أفغانستان أثناء الاحتلال الروسي له ليجد أن البعض منهم قد أدمن المخدرات فيما يعاني آخرون مما يطلق عليه اسمه الضغط العصبي. وفي نهاية مقاله يدعونا الكاتب "في هذا اليوم التاريخي ـ الذي يغوص فيه أوباما أكثر فأكثر في أعماق الفوضى ـ كي نتذكر التقهقر البريطاني من كابل وتدميرها عام 1842".
دعم استراتيجي
في سياق متصل ، بدأ كبار المسؤولين في الادارة الامريكية بالتحرك لحشد الدعم للاستراتيجية الامريكية الجديدة بزيادة عدد القوات في افغانستان، بعد اعلان اوباما انه سيرسل 30 ألف جندي جديد الى القوات الامريكية المرابطة هناك. وقال رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الادميرال مايك مولين ان زيادة عدد القوات "ستوفر القوة اللازمة لاحداث تغيير كامل".
ومن جانبه ، حذر وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس من ان الاخفاق في التحرك ضد حركة طالبان الافغانية ستكون له "عواقب خطيرة" على الولايات المتحدة والعالم. وبموجب قرار الرئيس اوباما رفع حجم القوة الامريكية بنحو 30 ألفا، سيصبح اجمالي تلك القوة اكثر من 100 ألف جندي.
طالبان تهدد
وفور إعلان أوباما عن استراتيجيته الجديدة ، تعهدت حركة "طالبان" الأفغانية بتصعيد هجماتها على القوات الدولية ، وذلك ردًا على الاستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في أفغانستان. وقال المتحدث باسم الحركة قاري يوسف احمد :" إن الغزاة يريدون التحكم بأفغانستان من خلال تعزيز قواته "، مشيرا إلى استعداد مقاتلي الحركة للرد على هذه التعزيزات .
وأضاف المتحدث أن الصيف المقبل سيشهد تدمير هذه القوات الأمريكية التي سيتم إرسالها إلى إفغانستان ، مؤكدًا امتلاك طالبان خطة مماثلة لمواجهة الولايات المتحدة وحلفائها .
ترحيب دولي
وكانت الحكومة الافغانية رحبت باعلان الرئيس أوباما، بعد أن ظلت لفترة طويلة تطالب بزيادة عدد القوات الدولية في بلاده والتي يبلغ قوامها حاليا 112 ألف جندي بينهم 71 ألف جندي أمريكي.
وأطلع الرئيس الأمريكي باراك أوباما نظيره الأفغاني حامد كرزاي على استراتيجيته الجديدة في مكالمة هاتفية على مدى ساعة كاملة من خلال دائرة تليفزيونية مغلقة ، وأبلغه أن الجهود الأمريكية في أفغانستان ليست "بلا حد"، وسيتم قياسها بالأهداف على مدى عامين.
كما رحب الامين العام لحلف شمال الأطلسي بالقرار الأمريكي وأعرب أندرس فوج راسموسن عن ثقته"بان حلفاء الولايات المتحدة سيزيدون مساهمتهم العسكرية في افغانستان.
وتوقع أمين عام الناتو إرسال خمسة آلاف جندي إضاف من الحلف إلى أفغانستان استجابة لطلب أوباما من حلفائه الأوروبيين المساهمة بنحو 5000 ـ 10 آلاف جندي إضافي.
من جهته أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعمه للخطوة الأمريكية التي وصفها بالشجاعة ، بينما دعا رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون الحلفاء الى الوقوف خلف الرئيس اوباما. وأعربت الرئاسة السويدية للاتحاد الاوروبي عن استعداد الاتحاد للعمل بتعاون وثيق مع الولايات المتحدة من اجل التصدي للتحديات في أفغانستان.
وكان الرئيس الأمريكي قد كشف أمس عن الخطوط العريضة لاستراتجيته في أفغانستان والتي تتلخص بزيادة عدد القوات الامريكية بثلاثين ألف جندي والتركيز على تدريب أجهزة الشرطة وقوات الامن والجيش الأفغانية، لكي يتمكن الافغان من تقرير مصيرهم، ولكن حدد موعدا للخروج من أفغانستان بحلول منتصف عام 2011.
عملية عسكرية
وتستعد القوات البريطانية والأمريكية في أفغانستان خلال الأسابيع القادمة في تنفيد هجوم واسع ضد طالبان ، بناء على الاستراتيجية الجديدة في هذا البلد، التي صادق عليها أوباما.
وأفادت صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية أمس الأربعاء أن الحملة سيشارك فيها آلاف الأفراد من القوات المسلحة من البلدين، ويتعين عليهم "توجيه ضربة" إلى المتمردين، المسؤولين عن الاعتداءات العديدة في محافظة هلمند في جنوب أفغانستان.
وتشير الصحيفة إلى أن هذه العملية تشكل جزءا من خطة إرسال تعزيزات إلى أفغانستان، التي حظيت بتأييد أوباما. ويري الرئيس أوباما ورئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أن هذه الإجراءات ستهيئ الظروف لسحب قوات الائتلاف من أفغانستان في يوليو/تموز عام 2011.
وقرر الرئيس باراك أوباما إرسال 30 ألف جندي أمريكي إضافي إلى أفغانستان بدءاً من مطلع 2010 في إطار إستراتيجية جديدة لكبح الزخم الذي اكتسبته حركة طالبان ومنعها من الإطاحة بالحكومة في كابول وتعزيز قدرات قوات الأمن والحكومة الأفغانية على أن يبدأ انسحاب القوات اعتبارا من منتصف العام 2011. |