مرشحون استعانوا بفرق موسيقية شعبية وآخرون بـ "الفايس بوك" و"يوتوب"
الحملة الانتخابية في المغرب.. دف ورقص وأكل وأفلام كارتونية
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: ارتفعت وتيرة الحملة الانتخابية لاقتراع 12 يونيو (حزيران)، وبدأ أنصار كل مشرح يخرجون في مجموعات متفرقة يجوبون الأحياء وهم مدججين بالملصقات والطبول والدفوف، ويرقصون على إيقاع مقاطع ممجدة ومطالبة بالتصويت على لائحة الحزب، الذين يساندونه. ولجأ المرشحون إلى الشباب لرفع حرارة الحملة، فيما اختار آخرون نساء معروفات في بعض الأحياء لقيادة "القافلة" الدعائية لهم. وحمل "المناضلون المؤقتون" للأحزاب لافتات تدعوا إلى التصويت على مرشح معين، أو أو وضع على رمز المكون السياسي الذي ينتمي إليه، مع التأكيد على أن "الخير سيأتي على يديه".
وغرقت شوارع وأزقة والعلب البريدية الخاصة وأبواب المنازل بأوراق المرشحين، الذين ما زالوا يتحركون بسرعة متوسطة، قبل رفع الإيقاع في الأسبوع الأخير من الحملة. وقال حميد فريد (22 سنة) "نروج لهذا المرشح بعد أن اتفق معنا على منحنا أجرة يومية لا تقل عن 200 دررهم (25 دولار)"، مشيرا إلى أن "مجموعة من شباب يخرجون من دائرة البطالة مؤقتا في هذه الفترة".
وأوضح حميد، في تصريح لـ "إيلاف"، نلتقي صباح كل يوم، ونتفق مع المرشح لتحديد مسار حملتنا والأحياء التي سروج بها الملصقات، قبل أن نلتقي مجددا في المساء لنعرض حصيلة ما قمنا به، ونكشف مدى تجاوب السكان معهم". لم يقتصر الأمر على "المناضلين" فقط بمدينة الدار البيضاء (العاصمة الاقتصادية للمغرب)، بل استغل مرشحين حتى الفرق الشعبية، التي تشتغل في الأعراس، لكي تلهب حماسة الناخبين، وتحول العملية إل "حفلة مصغرة" في الهواء الطلق.
يقول سمير فصلي (25 سنة)، "نحن لدينا فرقة شعبية تعمل في الأعراس والمناسبان الخاصة للعائلات المغربية، وفي هذه الانتخابات يلجأ بعض المرشحين إلينا لنشارك معهم في الحملة، وهو ما حصل في هذا الأسبوع، إذ نأخذ مقابل مادي لا يقل عن 600 درهم (76 دولار) في اليوم، ونخرج مع أنصار المرشح، مرددين أغاني ندخل عليها بعض التعديلات لتتضمن اسم المرشح، وكلمات تظهر إيجابياته".
وأبرز سمير، لـ "إيلاف"، "انتعشت سوق الفرق الشعبية هذه الأيام، إذ تجد حاليا صعوبة في اكتراء إحداها لمناسبة خاصة بك، لكون أن معظمها تعمل حاليا مع المرشحين في الانتخابات".
الانتعاش امتد أيضا حتى إلى اللحوم الحمراء والبيضاء، إذ ارتفعت، في الأسابيع الأخيرة، أسعار الدجاج واللحم، بسبب كثرة المؤدبات التي ينظمها المرشحين للناخبين لحثهم على التصويت عليهم. غير أن أحزاب أخرى اختارت استغلال التكنولوجيا في دعايتها عبر الاستعانة بالأفلام الكارتونية وإطلاقها في الشبكة العنكبوتية على موقع "اليوتوب" و"الفايس بوك".
وتتضمن هذه الأفلام شخصيات كارتونية تتطلع على شعار الحزب، والشعار المستعمل للترويج لهذا المكون السياسي في الحملة الانتخابية. في هذه الأثناء عبأت الأجهزة الأمنية جميع عناصرها لمتابعة أجواء سير الحملة، والتدخل في حالة وقوع مناوشات بين أنصار المرشحين.
وخرج عشرات المواطنين بالناظور، في مسيرة احتجاجية، تتقدمهم الحمير، للتنديد بما سموه "استعمال المال في شراء الأصوات الانتخابية بالمدينة". وجاب هؤلاء المتظاهرون، الذين أطلقوا على إطارهم "التنظيمي" اسم "اللجنة التحضيرية للدفاع عن حقوق الحمير"، مختلف شوارع وأزقة المدينة، واستعملوا مكبر الصوت لترديد شعارات تنتقد ما سموه "شراء الذمم وغض السلطات الطرف عنها".
ووزع المشاركون في التظاهرة بلاغا "ساخرا" على الرأي العام عنونوه بـ "بلاغ من الحمير" إلى الرأي العام من بني البشر. وأفادت مصادر أمنية مطلعة "إيلاف" أن تقارير يومية تنجز من مختلف المدن حول ما إذا كانت هناك خروقات من بعض المرشحين، أو أحداث يمكن أن تأثر على سير العملية.
وذكرت أن حوادث عنيفة سجلت في بعض المدن، غير أن التدخل الأمني حال دون تطورها، مشيرا إلى أنه سيجري الكشف عن الأرقام المسجلة في هذا الجانب في وقته. وكانت الحرارة لم تجد طريقها إلى الدوائر بالمغرب، في اليوم الأول للحملة الانتخابية للمجالس البلدية، التي يتنافس خلالها 30 حزبا لانتخاب 27 ألفا و795 مستشارا جماعيا بـ 1503 جماعة حضرية وقروية.
ووصل عدد التصريحات بالترشيح المودعة برسم مجموع المقاعد المخصصة لمجالس الجماعات والمقاطعات، والبالغ عددها 27 ألف و795، إلى ما مجموعه 130 ألف و223 ترشيحا، منها 114 ألف و939 ترشيحا برسم الدوائر الانتخابية العادية، و15 ألف و284 ترشيحا برسم الدوائر الانتخابية الإضافية الموجهة للنساء.
|