قال أحد المستشارين الكبار المقربين من بنيامين نتانياهو المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية يوم الخميس إن نتانياهو سيوقف على الأرجح محادثات السلام التي تم إحياؤها مؤخرا بين إسرائيل وسوريا بسبب مطالبها بشأن الأراضي وتحالفها مع إيران.
وكان عوزي أراد قد عمل مساعدا لنتانياهو عندما كان رئيسا للوزراء من عام 1996 حتى 1999 لإجراء اتصالات غير مباشرة مع دمشق ويعتقد على نطاق واسع أن نتانياهو سيختاره مستشارا للأمن القومي.
وأشار إلى أن الأولويات الإقليمية الجديدة لإسرائيل ربما تجعل التفاوض مع الفلسطينيين أكثر إمكانية من التفاوض مع سوريا. واستقبل نتانياهو المحادثات غير المباشرة التي أجراها رئيس الوزراء المنتهية ولايته إيهود أولمرت مع سوريا بوساطة تركية بفتور. وقد تم تكليف نتانياهو الذي يتزعم حزب الليكود اليميني بتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التي جرت في العاشر من فبراير/ شباط.
وتجدر الإشارة إلى أن إدارة الرئيس اوباما حريصة على تشجيع محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل. وقام مسؤولان أميركيان كبيران بزيارة نادرة لدمشق الأسبوع الماضي في مؤشر على تحسن العلاقات بين دمشق وواشنطن. كما أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على أهمية جهود السلام.
وأشار أراد إلى إصرار سوريا على استعادة هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في عام 1967. وكان أولمرت الذي ينتمي لحزب كاديما الوسطي قد ألمح إلى أن الانسحاب من الجولان من بين تنازلات صعبة ستكون حكومته مستعدة لتقديمها. وقد رفضت سوريا مطلب أولمرت بأن تنأى بنفسها عن إيران التي يثير برنامجها النووي قلق إسرائيل وكذلك عن جماعات نشطاء مثل حزب الله اللبناني وحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وقال أراد لوكالة أنباء رويترز إن أحدا لن يبرم وهو يتمتع بكامل قواه العقلية اتفاقا مع سوريا ناهيك عن تقديم التنازلات التي ألمح إليها السيد أولمرت إذا ظلت متحالفة مع إيران لأن هذا من شأنه أن يقرب إيران منا بدرجة أكبر. فهذا سيكون ضرب من الجنون.
ولم يتوقع أراد تغيرا في وجهة نظر ليكود المتمثلة في أنه ينبغي أن تحتفظ إسرائيل بالجولان التي ضمتها في خطوة لم تلق اعترافا دوليا. وقال إن رؤساء الوزراء السابقين من الليكود الذين أجروا محادثات مع سوريا كانت لديهم جميعا شروط مختلفة تطلبت بقاء إسرائيل فوق الجولان لعدة أسباب إستراتيجية وسكانية ومتعلقة بالإنذار المبكر ولحماية موارد المياه ولم يكن لديهم استعداد للانسحاب من الجولان بالكامل.
وتكهنت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتانياهو قد يقترح اتفاقات مثل أن يؤجر السوريون الجولان لاسرائيل أو يستعيدوا السيطرة على بعض القرى الدرزية العربية فوق الهضبة وذلك ربما بموجب تحفيز أميركي من أجل تحقيق انفراجة دبلوماسية بعد سنوات من المحادثات غير المجدية مع الفلسطينيين.
وقال أراد إن مثل تلك الأفكار قد تكون جزءا من إستراتيجية إبداعية جديدة، لكن إسرائيل ستتمسك بإصرارها على أن تغير سوريا انحيازها لإيران. وأضاف أنه في ظل ضعف هذا الاحتمال فقد يركز نتانياهو على تحسين الاقتصاد والأمن في الضفة الغربية المحتلة وهي سياسة يسخر كثير من الفلسطينيين منها باعتبارها شكلا أقل منزلة من المحادثات التي يأملون فيها بشأن تأسيس دولة.
|