مقدمة :
  كان الداعية فتحي يكن ، رحمه الله ، رجلاً يحمل بقلبه الدعوة الى الله عز وجل. فلم يوفر فرصة في لقاء او مقابلة او مؤلف او ندوة وحتى اللقاءات الخاصة ،   الا يسعى للتذكير بأوامر الله عز وجل ونواهيه  ويشجع على وحدة الصف ووحدة الكلمة بين ابناء الصف الواحد والتقارب بين المذاهب والاديان ، لما فيه من المصلحة العامة وخير العباد والبلاد . وكان ، رحمه الله ، حريصاً على الجهاد ودعم المجاهدين لا سيما في وجه الاستكبار العالمي والاستعمار السياسي والاقتصادي وضد الاحتلال . وحمل لواء القدس والقضية الفلسطينية في كل محفل ولقاء .
  ولم يكن مكتب الداعية فتحي يكن ، رحمه الله ، يقتصر على الامور الدعوية والسياسية ، بل كان قريباً من الناس يحمل همومهم ويشاركهم أثقالهم . حيث خصص ماله الخاص ، وسخر معارفه وأصدقاءه واخوانه لخدمة المحتاجين من الناس. فتنوعت تقدمات المكتب بين الرعاية الصحية والمساعدات الاجتماعية والمنح التعليمية ومساعدة المعسرين في تسديد الديون وفض النزاعات ورعاية المساجد وأهلها. وكان ، رحمه الله ، حريصاً على أن لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه.
التأسيس :
  في الثالث عشر من شهر حزيران (يونيه) عام 2009 انتقل الداعية المجاهد الى جوار ربه ، تاركاً إرثاً حافلاً بالمؤلفات والكتب والمئات من المقابلات والمحاضرات والدراسات. وبقيت الجماهير من الذين كانوا على تواصل مع الداعية ،رحمه الله، بالتوافد على داره متوسمة الخير في نجله وأهل بيته ، الذين أكدوا أنهم على نفس النهج والطريق اللذين رسمهما ، فكان لا بد من إطار يطلّون من خلاله على المحبين وعلى كل المؤسسات والاحزاب والمنتديات التي كانت تعتبر الداعية يكن من ركائزها ومن مؤسسيها .
اعلان التأسيس :
في العشرين من شهر تموز عام 2009 أطلق "سالم فتحي يكن" ((مؤسسة الداعية فتحي يكن الفكرية الانسانية )) في حفل التأبين الذي أقامته جبهة العمل الاسلامي في بيروت ، وحضره حشد عربي ودولي ولبناني. مشيراً الى أن هذه المؤسسة مؤتمنة على التراث الفكري والدعوي للداعية فتحي يكن،رحمه الله ، وهي ستعنى بمتابعة إصدار مؤلفاته وتوزيعها في جميع أنحاء العالم وبمختلف اللغات ، كما كانت تنشر على حياته . هذا إضافة الى أنها ستعمل على توثيق وترتيب تراثه الفكري الذي كان متناثرا ً على حياته من مقابلات ومحاضرات ألقيت في المؤتمرات التي دعي إليها على امتداد مسيرته الدعوية .
كما إن المؤسسة ستعمد الى إقامة المؤتمرات وإصدار الأبحاث التي تدرس فكر الداعية يكن وتجربته الدعوية .
وستتابع ما كان الأحب الى قلبه في حياته وهو السعي في حاجة الناس ، وهي تدرس اليوم أنجع السبل لمتابعة هذه المسيرة التي كان يؤمن بها ويعتبرها أساسا ً في حياته كداعية وكان يردد ، رحمه الله ، دائما ً:
     " الساعي بالخير كفاعله " فكيف إن كان الساعي فاعلاً ؟!
مؤسسة الداعية فتحي يكن :
لقد رسمت عائلة الراحل الكبير ورئيس المؤسسة "سالم فتحي يكن" الخطوط العريضة لعلاقة المؤسسة بجميع القوى السياسية والتجمعات من خلال تبنيها نهج الراحل الكبير والابقاء على علاقاته وصداقاته ضمن الرؤية السياسية والدعوية التي انتهجها في حياته ، رحمه الله .
   يشرف على المؤسسة مجلس أمناء يضم شخصيات عالمية دعوية وسياسية ويرأس المجلس رفيقة دربه الدكتورة منى حداد يكن ويعاون الرئيس مجلس تنفيذي يتكون من مدير المؤسسة ومدير مكتب الاعلام ومدير مكتب الخدمات الاجتماعية ومدير مكتب العلاقات العامة ومدير مكتب الدعوة والارشاد ومدير مكتب الشباب والرياضة، ومجموعة من الأخصائيين ، كل في مجاله واختصاصه .
بعض المشاريع التي تنوي المؤسسة القيام بها :
-    إطلاق " جائزة فتحي يكن الدعوية " والتي ستـُمنح لأفضل بحث أكاديمي أو شخصي يتناول فكر ومؤلفات ومسيرة الراحل ، رحمه الله .
-    إطلاق معهد " فتحي يكن الدعوي " حيث سيـقيم دورات تخصصية في العلوم الدعوية الشرعية للعاملين في الحقل الإسلامي ويدرّس فكر الداعية يكن وفكر الحركة الاسلامية العالمية .
-    متابعة إصدار مؤلفاته التي ناهزت الاربعين كتابا ً في جميع أنحاء العالم وبمختلف اللغات كما كانت تنشر على حياته .
-    إطلاق سلسلة ندوات ومحاضرات فكرية تتعلق بمؤلفات الداعية يكن إضافة إلى مواضيع فكرية وثقافية منوعة.
-    إعلان برنامج خدمات إجتماعية يوازن بين إمكانيات المؤسسة المادية المتواضعة والحاجات الأكثر إلحاحا ً للناس الذين أحبهم الراحل وأحبوه.
-    تفعيل الموقع الالكتروني ليكون منبراً ومساحةً للتواصل والدعوة .
-    رصد الواقع العربي والاسلامي وتبني القضايا المحقة ودعمها .
-    تمتين العلاقة مع كافة التيارات والاحزاب والاتجاهات والشخصيات التي كانت على تواصل دائم مع الداعية فتحي يكن ، رحمه الله ، والتي كان يناصرها ويدعمها.
-    مد يد التعاون الى كل الأطراف على قاعدة تبيان المواقف من الصراع العربي الاسرائيلي وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة و بما فيه خير لبنان والعالم العربي.