ملف انتخاب الاستاذ مهدي عاكف
مرشدا عاما للاخوان المسلمين
أعلن الأستاذ "محمد هلال"- القائم بأعمال المرشد العام للإخوان المسلمين- اختيار الأستاذ "محمد مهدي عاكف" مرشدًا عامًا للإخوان المسلمين خلفًا لفضيلة الأستاذ "محمد المأمون الهضيبي"؛ حيث أصدر الأستاذ "هلال" المحامي بيانًا بهذا الشأن ظهر اليوم- الأربعاء الموافق 14/1/2004م-؛ أعلن فيه أنَّ إجراءات انتخاب المرشد الجديد تمّت وفقًا لأحكام النظام الأساسي للجماعة، واستطلاع آراء المؤسسات المختصة، وبتلقي آراء جميع الإخوة المسئولين؛ حيث اتفقت الآراء على ذلك.
ومن جانب آخر علمت (إخوان أون لاين) أنَّ جميع أعضاء مكتب الإرشاد والشخصيات المعنية قاموا بمبايعة المرشد العام الجديد.
السيرة الذاتية للاستاذ عاكف
من مواليد 12/7/1928م- كفر عوض السنيطة- مركز أجا دقهلية، وهو العام الذي تأسست فيه حركة الإخوان المسلمين.
• حصل على الابتدائية من مدرسة (المنصورة) الابتدائية، ثم التوجيهية من مدرسة (فؤاد الأول) الثانوية بالقاهرة، ثم التحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية، وتخرج في مايو 1950م.
• عمل بعد تخرجه مدرسًا بمدرسة (فؤاد الأول) الثانوية.
• عرف الإخوان في عام 1940م، وتربى على شيوخ الإخوان وعلمائهم، وعلى رأسهم الإمام الشهيد "حسن البنا"- رضي الله عنه وأرضاه-، وكان من أحبِّ المشايخ إلى نفسه "محبّ الدين الخطيب".
• التحق بكلية الحقوق 1951م، ورأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليًا) في الحرب ضد الإنجليز في القناة حتى قامت الثورة، وسلَّم معسكرات الجامعة لـ"كمال الدين حسين" المسئول عن الحرس الوطني آنذاك.
• آخر موقع شغله في الإخوان قبل 1954م رئيسًا لقسم الطلبة، ورئيسًا لقسم التربية الرياضية بالمركز العام للإخوان المسلمين.
• قُبض عليه في أول أغسطس 1954م، وحُوكم بتهمة تهريب اللواء "عبدالمنعم عبدالرؤوف"- أحد قيادات الجيش والذي أشرف على طرد الملك "فاروق"- وحُكم عليه بالإعدام، ثم خُفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.
• خرج من السجن سنة 1974م ليزاول نشاطه مديرًا عامًا للشباب بوزارة التعمير.
• انتقل إلى الرياض ليعمل مستشارًا للندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومسئولاً عن مخيماتها الدولية ومؤتمراتها.
• اشترك في تنظيم أكبر المخيمات للشباب الإسلامي على الساحة العالمية بدءًا من السعودية، والأردن، وماليزيا، وبنجلاديش، وتركيا، وأستراليا، ومالي، وكينيا، وقبرص، وألمانيا، وبريطانيا، وأمريكا.
• عمل مديرًا للمركز الإسلامي بميونخ.
• شغل عضوية مكتب الإرشاد منذ عام 1987م حتى اليوم.
• انتخب عضوًا بمجلس الشعب سنة 1987م عن دائرة شرق القاهرة.
• قُدِّم للمحاكمة العسكرية سنة 1996م؛ بتهمة مسئوليته عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحُكم عليه بثلاث سنوات، ليخرج من السجن في عام 1999م.
• له علاقات طيبة بمعظم قيادات العمل الإسلامي في العالم.
• متزوج وله أربعة أولاد.
أول تعليق للاستاذ عاكف بعد اختياره مرشدا عاما
أكد الأستاذ "محمد مهدي عاكف"- المرشد العام لجماعة (الإخوان المسلمين)- أن ملف الحريات العامة سوف يصبح محل اهتمام خاص من جماعة (الإخوان المسلمين) في الفترة القادمة.
وقال فضيلته- في حوار لقناة (الجزيرة) القطرية-: "إن قضية الحريات سوف تشغل جماعة (الإخوان المسلمين) في الفترة القادمة؛ لما لهذه القضية من دورٍ بالغٍ في التنمية، إذا غابت عن أي بلدٍ غاب عنها أي إنتاج".
كما أشار فضيلته إلى أن جماعة (الإخوان المسلمين) يمدون أيديهم لأي حوار جادٍّ مع الحكومة المصرية، إلا أن الحكومة هي التي لا تريد إجراء هذا الحوار.
وحول ما إذا كان الإعلان عن المرشد العام في وقت قصير قد جاء تلافيًا لحدوث أي صراعات، قال الأستاذ "عاكف": "إنه من فضل الله علينا أن الجماعة قديمة، ولها لوائحها وثوابتها، إضافةً إلى أن (الإخوان المسلمين) لا عملَ لهم سوى إرضاءِ الله- سبحانه وتعالى- ولذلك فإن كل شيء يتم في سهولة ويُسر، وِفْقًا للوائح الجماعة المعروفة"، مشيرًا إلى أن قيادات الجماعة المعنيَّة قد اجتمعت، واختارت من يشغل موقع المرشد، ثم حدث الإجماع على الاسم المطروح من كل المؤسسات الإخوانية على الساحة العالمية".
وعن وجود صراع بين جيلَي الشيوخ والشباب قال فضيلته: "ليس في (الإخوان) جيل شيوخ أو وسط أو شباب، فكلنا جيل واحد، تربَّى على مائدة (الإخوان المسلمين)، ويعمل جميعُهم لغايةٍ واحدةٍ"، مشيرًا إلى أن البعض يتصور أن (الإخوان) مثلَ أيِّ حزبٍ آخرَ- من حق الفرد أن يرشح نفسه لمنصب القيادة- مشددًا على أن (الإخوان) ليس بينهم من يرشح نفسه
المرشد العام للاخوان يختار نوابه
صرَّح فضيلة المرشد العام لـ(الإخوان المسلمين) بأنه "بعد الاستئناس بآراء الإخوة أعضاء مكتب الإرشاد، قد تقرَّر اختيارُ كلٍّ من الأخَوين الكريمين: الدكتور "محمد السيد حبيب" نائبًا أول للمرشد العام، والمهندس "محمد خيرت الشاطر" نائبًا ثانيًا، والله نسأل أن يوفقهما إلى ما فيه الخير للإسلام والوطن والأمة الإسلامية. هذا وقد سبق أن صرح فضيلته أن الدكتور حسن هويدي هو نائبه في الخارج.
أصداء إعلامية على النبأ
* قالت النهار 22/1/2004 :المرشد العام الجديد لـ"الاخوان المسلمين" يعيّن نائبين له من الاصلاحيين والتجديديين
أعلن المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين" محمد مهدي عاكف تعيين محمد حبيب نائبا اول ومحمد خيرت الشاطر نائبا ثانيا له "بعد الاستئناس باراء الاخوة اعضاء مكتب الارشاد". وكان عاكف قد اختير مرشدا عاماً، في 14 كانون الثاني الجاري خلفا لمأمون الهضيبي الذي توفي في 9 منه عن 83 سنة.
ويعتبر كل من حبيب والشاطر من رموز التيار التجديدي والاصلاحي في الجماعة الذي يمثله في مكتب الارشاد عبد المنعم ابو الفتوح، في حين يعتبر المرشد العام الجديد من الحرس القديم .
ومحمد حبيب استاذ متفرغ في كلية العلوم بجامعة اسيوط، انضم في السبعينات الى "الاخوان المسلمين" واصبح عضوا في مكتب الارشاد عام 1985 وكان احد 1536 سياسيا مصريا اعتقلهم الرئيس الراحل أنور السادات في ايلول 1981 قبل نحو شهر من اغتياله، وانتخب عضوا في مجلس الشعب عام .1987 عام 1995 اصدرت محكمة عسكرية حكما بسجنه خمس سنوات لانتمائه الى الجماعة. وعام 2001 حققت معه امام نياية امن الدولة بالتهمة نفسها وسجن احتياطا سنة وثلاثة اشهر. ومع ذلك، حرص باستمرار على الاحتفاظ بعلاقات مع مسؤولين كبار بينهم وزيرا الداخلية السابقان محمد عبد الحليم موسى وحسن الالفي.
اما محمد خيرت الشاطر، فهو رجل اعمال سجن اربع مرات عام 1968 اربعة اشهر وعام 1992 سنة وعام 1995 خمس سنوات وعام 2001 سنة. وهو عضو في مكتب الارشاد منذ عام .1995
ووصف قريبون من "الإخوان" حبيب بأنه "قيادة تعبوية، بينما يعتبر الشاطر قيادة تنظيمية". (و ص ف، رويترز)
الداعية فتحي يكن يبرق مهنئا
بعث الداعية الدكتور فتحي يكن بالبرقية التالية الى الاستاذ محمد مهدي عاكف فور تبلغه نبأ اختياره مرشدا عاما للاخوان المسلمين:
أخي فضيلة الاستاذ محمد مهدي عاكف حفظك الله ورعاك ..
لدي تبلغي خبر اختياركم مرشدا عاما لجماعة الاخوان المسلمين ، حمدت الله حمدا كثيرا ، لقناعتي الشديدة بأنه اختيار موفق بعون الله تعالى .
عرفت فيك حكمة الشيوخ ، وعزيمة الرجال ، وهمة الشباب ، ولا أزكي على الله أحدا ..
أحسب أن في اختياركم انصهارا ً لكل أجيال الجماعة ، وتـنافسا ً من كل أجيالها لمزيد من العطاء والبذل والفداء .
سر على بركة الله ، والله معك ، والله أكبر ولله الحمد
طرابلس ـ لبنان : في 12 ذو القعدة 1424هـ / 14/1/2004م
أخوكم
فتحي يكن
نص التعريف بفضيلة الأستاذ "مهدي عاكف" باللغة الإنجليزية
Ustaz Mohammed Mahdi Akef
He was born on 12th July 1928 in Kafr Awad Al Seneita –Aga -Dakahleya Province –north of Egypt. The year Mr Akef was born was the same year in which the Muslim Brotherhood Movement was founded –March 1928. He got his primary certificate education at Al Mansoura Primary School . Then he obtained his secondary certificate at Cairo- Fuad 1st Secondary School . After that he joined the Higher Institute of Physical Education and graduated in May 1950. After graduation , he taught at Fuad 1st Secondary School . He knew Muslim Brotherhood in 1940 and was brought up at the hands of the Brotherhood "s sheiks and scholars, at the top of whom was the martyr Imam Hassan al Banna –May Allah be pleased with him. Of the sheiks he loved most was Sheikh Mohebeddin al Khatib. Ustaz Akef joined the Faculty of Law and assumed the responsibility of the camps in Ibrahim University( currently Ein Shams University ) This was during the war against the British occupation in the Canal until the 1952 Revolution, after which he left responsibility to Kamaleddin Hussein , the then National Guard Chief . The last Sections he headed in the Muslim Brotherhood before 1954 were both the Students Section and the PE Section at the Group"s HQ. He was arrested on 1st August 1954 and stood on trial on charges among which was smuggling Major General Abdul Munem Abderraoof ( one of the Army chiefs who spearheaded the ouster and expulsion of King Farouq and was sentenced to death in absentia then the ruling was commuted to life imprisonment ). Akef was released in 1974 and was reappointed General Manager of Youth – a department affiliated to the Ministry of Reconstruction . He then moved to Riyadh, Saudi Arabia – to work as an advisor for the World Forum of Muslim Youth and in charge of its camps and conferences. He took part in organizing the biggest camps for the Muslim youth on the world arena ; in Saudi Arabia, Jordan, Malaysia, Bangladesh , Turkey, Australia, Mali, Kenya, Cyprus, Germany, , Britain and America.
He assumed the position of Director of Islamic Centre in Munich . He has been a member of the Steering Bureau ( Guidance Bureau ) of the Muslim Brotherhood, since 1987 until now . He was elected member of parliament in 1987 for the East Cairo electoral constituency . In 1996 he was court-martialed on charges of being head of the Muslim Brotherhood International Organization , and was sentenced to three years . He was released in 1999. He is in good terms with leading Islamic action figures worldwide. He is married and has got four children.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقوال الصحف في انتخاب المرشد
* كتبت جريدة الأنوار اللبنانية تاريخ 15/1/2004
جماعة (الإخوان) المحظورة في مصر
تنتخب مرشداً عاماً
قالت جماعة (الإخوان المسلمين) المحظورة في مصر امس، انها انتخبت محمد مهدي عاكف (76 سنة)، مرشداً عاماً لها خلفاً للمستشار مأمون الهضيبي الذي توفي الجمعة الماضي.
وقال مصدر في الجماعة انه تم اختيار محمد حبيب (65 عاماً)، وهو استاذ سابق في كلية الهندسة بجامعة اسيوط، نائباً للمرشد العام.
القاهرة ـ أ ف ب
* وكتبت جريدة النهار اللبنانية بتاريخ 15/1/2004 تقول :
حافظوا على التوازن بين المجدّدين والحرس القديم
"الاخوان المسلمون" في مصر بايعوا محمد عاكف مرشداً
القاهرة- من جمال فهمي:
فاجأت جماعة "الإخوان المسلمين" المصرية المحظورة المتابعين لشؤونها بإعلانها بعد أقل من أسبوع من وفاة مرشدها العام المستشار مأمون الهضيبي، مبايعة عضو مكتب الإرشاد محمد مهدي عاكف (76سنة) مرشداً جديداً هو السابع منذ تأسيس الجماعة عام 1928.
وصرح المحامي محمد هلال الذي كلف عقب وفاة الهضيبي القيام بأعمال المرشد موقتاً أن اختيار عاكف "تم وفقاً لأحكام النظام الأساسي للجماعة وبعد استطلاع آراء الاخوة المسؤولين والمؤسسات المختصة".
وعلى عكس ما جرى بعد وفاة المرشد مصطفى مشهور خريف 2002 ومبايعة المستشار الهضيبي عامذاك مرشداً من دون نائب، أفادت مصادر مطلعة في مكتب الارشاد أن هذا المكتب يتجه نحو تسمية نائب للمرشد الجديد هو الدكتور محمد حبيب (65 سنة)، بعدما ظل هذا المنصب شاغراً طوال الفترة التي تولاها الهضيبي الذي كان هو نفسه نائباً لمشهور لمدة عشر سنين.
وأوضح مصدر مطلع في قيادة الجماعة ان النتيجة التي انتهت اليها عملية الاختيار السريع للمرشد ونائبه تعبر عن توازن القوى في قمة هرم التنظيم الاخواني، فعلى رغم أن المرشد الجديد يحسب تاريخياً على مدرسة "الجهاز الخاص" الذي أسسه مُنظر تيار التشدد سيد قطب ليقود الجماعة إلى مغامرات عنف كانت كلفتها باهظة على ناشطي "الاخوان" في الأربعينات والخمسينات وحتى منتصف الستينات من القرن الماضي، الا أن عاكف صار في نظر الكثيرين منذ خروجه من السجن عام 1974 بقرار من الرئيس المصري الراحل أنور السادات، أكثر ميلا الى المرونة وعدم الزج بالجماعة في صدامات حادة مع الحكومة، غير أن هذا التحول في أفكار المرشد الجديد لم يرق الى الانخراط في تيار التحديث الفكري والحركي الذي أخذ يتنامى داخل صفوف الجماعة ابتداء من نهاية عقد الثمانينات القرن الماضي.
وقال المصدر ان عاكف، على العكس من ذلك، يقف في الطرف النقيض لتوجهات تيار التحديث وخصوصاً في ما يتعلق بالافكار الداعية الى الانفتاح على التيارات السياسية والفكرية الاخرى في المجتمع المصري والتحرر من ميراث الثارات وخلافات الماضي التي يراها دعاة التجديد والتحديث عائقاً مهما أمام اندماج "الاخوان" في الحياة السياسية المصرية وتحسين علاقاتهم مع قوى وتيارات ليس في الامكان تجاهلها حتى لو كانت الجماعة فعلاً هي الجسم الاكبر تنظيمياً بين هذه القوى، ذلك أن عزلتها تلحق الضرر بصدقيتها كجماعة سياسية يمكن الوثوق بمشاركتها في اللعبة الديموقراطية.
وأكد أن من الخطأ قراءة ذلك الاستبعاد الذي كان متوقعاً لأقوى رموز التغيير والتحديث في الجماعة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح من موقعي المرشد ونائبه، على أنه فصام كامل بين هذا التيار الذي إنخرطت رموزه في صفوف "الاخوان" منتصف عقد السبعينات، والتأثير في قمة الهرم القيادي للجماعة. ولفت في هذا الصدد إلى أن ترجيح تسمية حبيب نائبا للمرشد سيحمل اشارة قوية إلى تغييرات تزحف ببطء على التركيبة القيادية للجماعة، فحبيب الذي نافس مهدي عاكف على منصب المرشد وحصل على ستة من أصوات أعضاء مكتب الإرشاد (15 عضواً) في مقابل تسعة لعاكف، وان يكن ليس من المنتمين الى التيار التحديثي، لا يمكن حسابه على الحرس القديم، إذ يقف - تقريبا - في منطقة وسط بين التيارين.
يبقى أن المتابعين للشأن الاخواني لا يتوقعون حدوث تغيير يذكر في سياسة الحكومة المصرية حيال الجماعة المحظورة في ظل قيادتها الجديدة ، ويرون أن هذه السياسة ستستمر في المدى المنظور في السير بين ضفتيها المعروفتين وهما، من جهة الملاحقة الامنية النشيطة التي تتركز على الكوادر الوسيطة للجماعة، ومن جهة أخرى إبداء قدر من التسامح حيال مساحة من النشاط العلني لـ"الأخوان" تضيق وتتسع بحسب الظروف لكنها تظل كافية للتعبير عن الوجود والحضور بدرجة معقولة من القوة في المعادلة السياسية المصرية الراهنة.
المرشد العام السابع
ولد محمد مهدي عاكف في مركز اجا بمحافظة الدقهلية في دلتا النيل شمال القاهرة في 12 تموز 1928 وهو العام نفسه الذي تأسست فيه الجماعة على يد مرشدها الاول حسن البنا.
درس في المعهد العالي للتربية الرياضية بالقاهرة وتخرج منه عام 1950 وعمل مدرساً في إحدى الثانويات، ثم التحق عام 1951 بكلية الحقوق جامعة عين شمس حيث رأس معسكرات طلاب "الاخوان" فيها، وتدرج في الجهاز الطالبي للجماعة حتى رأسه عام 1954.
وفي العام ذاته اعتقل وحوكم عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر التي قام بها عدد من الشبان أعضاء "الجهاز الخاص" في الجماعة، وحكم عليه بالاعدام ثم خفف الحكم إلى المؤبد وظل في السجن حتى أخرجه ا افر إلى المملكة السعودية وعمل مستشارا للندوة العالمية للشباب الاسلامي، ثم انتقل إلى المانيا ورأس المركز لسادات عام 1974 مع عدد من القيادات الاخوانية. وتولى منصب وكيل وزارة التعمير لشؤون الشباب، ثم س الاسلامي في ميونيخ. وانضم الى مكتب الارشاد عام 1987 عقب عودته الى مصر، وفي العام ذاته أنتخب عضواً في مجلس الشعب على لائحة حزب العمل المصري الذي تحالف آنذاك مع "الأخوان".
عام 1996 حوكم أمام احدى المحاكم العسكرية ودين بتهمة تأسيس التنظيم العالمي لـ"الاخوان المسلمين" وأمضى في السجن ثلاث سنوات حتى عام 1999.
أما محمد حبيب المرشح لمنصب نائب المرشد، فهو استاذ متفرغ في كلية العلوم بجامعة اسيوط، وكان له نشاط واسع خلال رئاسته لنادي اعضاء هيئة تدريس تلك الجامعة في حقبة التسعينات حتى قبض عليه مع عاكف وآخرين عام 1995 واصدرت المحكمة العسكرية في حقه حكماً بالسجن خمس سنوات.
* وكتب جريدة اللواء بتاريخ 15/1/2004 تقول:
حل وسط بين التيار التقليدي والاصلاحي
عاكــف مرشداً عــاماً للأخــوان المسلمـين
توصل الحرس القديم والتيار الاصلاحي في حركة الاخوان المسلمين الى حل وسط امس بشأن اختيار قيادة للتنظيم بعد وفاة المرشد العام السادس مأمون الهضيبي باختيارهم، في آن واحد، مرشدا عاما جديدا ينتمي الى التيار الاول ونائبا له من الاتجاه الثاني·
واعلنت الحركة "انتخاب محمد مهدي عاكف" (67 سنة) مرشدا عاما سابعا لجماعة الاخوان المسلمين التي اسسها حسن البنا عام 8291·
واكد عضو في مكتب ارشاد الجماعة طلب عدم ذكر اسمه انه تم كذلك انتخاب محمد حبيب (56 سنة)، وهو استاذ سابق في كلية العلوم بجامعة اسيوط نائبا له·
واعتبر عضو مكتب الارشاد الذي طلب عدم ذكر اسمه ان اختيار حبيب نائبا للمرشد العام "يعد نقلة جدية في صالح الاتجاه الليبرالي"·
واوضح مصدر آخر مقرب من حركة الاخوان انه تم الاتفاق على عدم الاعلان رسميا في الوقت الراهن عن اختيار نائب المرشد حتى لا يبدو الامر وكأنه صفقة بين جناحي الحركة·
وينتمي محمد مهدي عاكف الى الحرس القديم أي الجيل الذي انضم للاخوان في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وهو من مواليد مركز اجا بالدقهلية (دلتا مصر) عام 8291·
درس عاكف في المعهد العالي للتربية الرياضية الذي تخرج منه عام 0591 وعمل مدرسا غير انه القي القبض عليه عام 4591 وصدر ضده حكم بالاعدام خفف الى الاشغال الشاقة في اطار المحاكمات التي جرت للاخوان عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر في الاسكندرية والمعروفة بـ "حادث المنشية"·
خرج عاكف من السجن عام 4791 بعد ان اصدر الرئيس المصري السابق انور السادات عفوا عن قيادات الاخوان وعين مديرا عاما للشباب بوزارة التعمير·
وكان عاكف مسؤولا بحكم منصبه عن مخيمات الشباب الاسلامي التي نظمت في عدة دول اسلامية من بينها الاردن وماليزيا وبنغلادش وتركيا واستراليا ومالي وكينيا والمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة·
وبعد زيارة للولايات المتحدة ساهم خلالها في انشاء مركز اسلامي في نيوجيرزي، انتقل عاكف في نهاية السبعينيات الى المانيا حيث اسس المركز الاسلامي في ميونيخ·
وعاد عاكف الى مصر في منتصف الثمانينيات واصبح عضوا في مكتب الارشاد منذ عام 7891·
وكان عاكف ضمن قيادات الاخوان الذين حوكموا امام القضاء العسكري عام 6991 وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات·
ووفق المصادر المقربة من الجماعة فان عاكف كان مسؤولا عن الاتصال بالعالم الاسلامي بحكم العلاقات المتعددة التي نسجها ابان فترة تواجده خارج مصر·
اما نائب المرشد العام الجديد محمد حبيب فكان ايضا ضمن من مثلوا امام محكمة عسكرية عام 6991 وحكم عليه بالسجن خمس سنوات· ورغم انه في الخامسة والستين الا انه انضم الى الحركة في السبعينيات وينتمي بالتالي الى الجيل الوسيط المعروف بانه يتبنى خطا اكثر ليبرالية· (أ·ف·ب - رويترز)
* وكتبت الشرق الأوسط تاريخ 15/1/2004 تقول :
عاكف المرشد السالبع للإخوان من الحرس القديم
اعلنت جماعة الاخوان المسلمين المحظورة في مصر امس انتخاب احد رموز الحرس القديم، محمد مهدي عاكف، 75 عاما، مرشدا عاما للجماعة خلفا للمستشار مأمون الهضيبي الذي توفي الخميس الماضي، كما تم اختيار احد الاصلاحيين نائبا له.
وقال مصدر في مكتب الارشاد، اعلى سلطة في الجماعة، انه تم اختيار محمد حبيب، 65 عاما، وهو استاذ سابق في كلية الهندسة بجامعة اسيوط، ينتمي الى ما يعرف بالتيار الاصلاحي، نائبا للمرشد العام. واكد بيان صادر عن القائم بأعمال المرشد العام محمد هلال، ان «اجراءات انتخاب المرشد العام الجديد للاخوان المسلمين تمت وفقا لاحكام النظام الاساسي للجماعة وذلك باستطلاع الاراء المختصة وتلقي اراء جميع الاخوة المسؤولين واتفقت الاراء على اختيار محمد مهدي عاكف مرشدا عاما للاخوان المسلمين». وقالت مصادر اخوانية مطلعة ان الاعلان الرسمي عن اختيار عاكف مرشدا عاما للاخوان، الذي أعلنت عنه الجماعة في بيان لها، جاء بعد اجتماع حضره جميع اعضاء مكتب ارشاد الجماعة استمر لنحو ساعة، وعقب رفع آذان الظهر بمقر مكتب الجماعة الكائن في حي منيل الروضة بالقاهرة وقف القائم باعمال المرشد العام محمد هلال ليعلن على الجميع اختيار عاكف مرشدا عاما للجماعة داعيا الله ان يعينه على حمل هذه المسؤولية الجسيمة. وبدا لافتا ان الذي أم مكتب ارشاد الجماعة خلال صلاة الظهر امس الشيخ الازهري محمد عبد الله الخطيب حيث قام بدعاء القنوط ودعا للمرشد الجديد بالتوفيق. وجاء اعلان الاخوان عن تسمية المرشد العام للجماعة فيما كانت الجماعة لا تزال تتقبل واجب العزاء في مرشدها الراحل مأمون الهضيبي الذي توفي الخميس الماضي عن عمر يناهز 83 عاما، حيث زار وفد من اخوان السودان مكتب ارشاد الجماعة عقب دقائق من تسمية المرشد الجديد ليكونوا أول من قدم التهاني لعاكف على اختياره بينما كان ذهابهم محصورا في تقديم واجب العزاء.
ويأتي الاعلان السريع لتسمية المرشد الجديد للاخوان في محاولة من جانب الجماعة للتأكيد على عدم وجود خلافات أو صراعات داخل الجماعة حول المنصب في ظل تسرب معلومات سابقة عن وجود صراع بين جيل الحرس القديم وجيل الوسط، وعزز ذلك عدم وجود نائب للمرشد بعد امتناع المرشد الراحل مأمون الهضيبي عن تسمية نواب له في حياته، وهو الامر الذي اعتبره الكثيرون ايذانا بتوسيع دائرة الصراع. وحسب مصادر «الشرق الأوسط» جاء اختيار عاكف باجماع مكتب الارشاد العالمي للجماعة في وقت كانت تسود فيه تخوفات من وجود مطامع لدى التنظيم الدولي لاقتناص المنصب، غير ان صلات عاكف القوية مع اخوان الخارج وعمله لفترات طويلة في السعودية والمانيا كان كفيلا بقبول الجميع لترشيحه، وهو الامر الذي قبل به جيل الوسط رغم طموحاتهم في المنصب في محاولات لهم لتجديد سياسات وتوجهات الجماعة خلال المرحلة المقبلة بما يعني ان عاكف يعد منطقة وسطا بين صراع الحرس القديم وجيل الوسط والتنظيم الدولي.
وبذلك يكون عاكف المرشد السابع للجماعة التي اسسها حسن البنا عام 1928. ويعد ثالث اعضاء مكتب الارشاد من جيل الحرس القديم وهو أحد اشهر رموز الجماعة وتنظيمها الخاص السري، ثم تحولت افكاره بعد ذلك بفضل مرشد الاخوان الاسبق عمر التلمساني ليعد من اكثر اعضاء الجماعة الانفتاحيين رغم انتمائه لجيل الحرس الحديدي، وهو متزوج وله أربعة اولاد، وهو من مواليد مركز اجا بمحافظة الدقهلية (دلتا مصر) عام 1928 وقضى في السجن 20 عاما اذ خضع للمحاكمة عام 1954 في اطار المحاكمات التي جرت انذاك للاخوان بعد محاولة اغتيال الرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر في ذلك العام. وقد صدر بحقه حكم بالاعدام لكنه خفف الى الاشغال الشاقة المؤبدة وخرج من السجن عام 1974 ضمن اطار عفو اصدره الرئيس المصري الراحل انور السادات عن قيادات الاخوان وعين مديرا عاما للشباب بوزارة التعمير.
وغادر عاكف مصر متوجها الى السعودية ومن ثم انتقل الى المانيا قبل ان يعود الى مصر ابان الثمانينات. ويعتبر احد مؤسسي التنظيم الدولي للاخوان، وفق مصادر مقربة من الجماعة. كما تمت محاكمته مرة اخرى امام القضاء العسكري عام 1996 حيث قضى ثلاث سنوات في السجن. وقال احد اعضاء مكتب الارشاد من التيار الاصلاحي ان اختيار حبيب «يعتبر نقلة جدية في صالح الاتجاه الليبرالي». واضاف رغم ان حبيب في الخامسة والستين الا انه «ينتمي الي جيل السبعينات» الذي يمثل التيار الاصلاحي داخل الاخوان.
وكانت انباء قد اشارت الايام الماضية الى ان اتفاقا تم بين قيادات الاخوان على انتخاب مرشد عام جديد من «الحرس القديم» على ان يتم اختيار نائب له من جيل الوسط الذي انضم للاخوان في السبعينات. ويعتبر عبد المنعم ابو الفتوح ومحمد حبيب وخيرت الشاطر من ابرز رموز التيار الاصلاحي، وفقا لما اكدته مصادر مقربة من الجماعة. وتعلن جماعة الاخوان المسلمين، التي تغض السلطات النظر عن نشاطها رغم كونها محظورة منذ عام 1954، انها تسعى الى اقامة دولة اسلامية لكنها تؤكد انها تنبذ العنف. وتنشط الجماعة في النقابات والجامعات والمساجد حيث تقدم خدمات اجتماعية عدة من خلال هذه الهيئات. وكثيرا ما يلقى القبض على اعضاء الحركة الذين يحال بعضهم الى المحاكم العادية او الاستثنائية. وللاخوان اكبر كتلة معارضة في البرلمان المصري حيث يمثلها 16 نائبا من 454 عضوا في مجلس الشعب. وقد انتخب نواب الجماعة كمستقلين بسبب عدم تمتع الحركة بوضع قانوني.
وفيما انهت الجماعة الجدل الدائر بشأن اسم المرشد الجديد فإن اختيار نائب أو نواب للمرشد العام للجماعة يعد أمرا أكثر صعوبة حاليا، لرغبة جهات كثيرة في احتفاظها بالمنصب املا في الوصول مستقبلا الى موقع المرشد العام، ويأتي على رأسهم جيل الحرس القديم الذي يرغب في السيطرة على كل المناصب وجيل الوسط الذي يسعى للحصول على فرص قيادية داخل الجماعة اضافة الى التنظيم الدولي الذي حاول اكثر من مرة طرح اسم المرشد العام للتدويل.
ونقلت " الجزيرة " عن وكالة " رويترز" تقول :
انتخبت جماعة الإخوان المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف مرشدا عاما للجماعة خلفا للراحل مأمون الهضيبي الذي وافته المنية مساء الخميس الماضي. وقال العضو البارز بجماعة الإخوان عصام العريان إن عاكف أقسم يمين الولاء اليوم الأربعاء. وأضاف العريان أن مكتب الإرشاد التابع للجماعة انتخب عاكف (76 عاما) قبل فترة لكنه كان يجري استطلاعا لآراء تنظيمات الجماعة في الخارج قبل إعلان الخبر. وكان قياديو الإخوان قد عقدوا اجتماعا عاجلا قبل تشييع الهضيبي قرروا خلاله اختيار المحامي محمد هلال أكبر الأعضاء سنا للقيام بأعمال المرشد العام إلى حين انتخاب مرشد جديد في غضون شهرين. يشار إلى أن للإخوان أكبر كتلة معارضة في البرلمان المصري حيث يمثلها 16 نائبا من أصل 454 يشكلون أعضاء مجلس الشعب. وقد انتخب هؤلاء كمستقلين لأن السلطات المصرية تحظر عمل الجماعة..
وكتبت جريدة البلد اللبنانية بتاريخ 15/1/2004 تقول :.
يحلم بالسلطة والسيطرة على العالم
"الاخوان" ينتخبون عاكف مرشداً عاماً
انتخبت جماعة الاخةان المسلمين المحظورة أحد رموز الحرس القديم، محمد مهدي عاكف (76 سنة)، "الحالم بالسيطرة على العالم" مرشداً عاماً للجماعة خلفاً للمستشار مأمون الهضيبي الذي توفي الجمعة الماضي إثر أزمة صحية طارئة، كما تم اختيار أحد الاصلاحيين نائباً له.
وقال بيان صادر عن القائم بأعمال المرشد العام محمد هلال، أن "اجراءات انتخاب المرشد العام الجديد للاخوان المسلمين تمت وفقاً لأحكام النظام الاساسي للجماعة وذلك باستطلاع الآراء المختصة وتلقي آراء جميع الأخوة المسؤولين واتفقت الآراء على اختيار محمد مهدي عاكف مرشداً عاماً للاخوان المسلمين".
وبذلك يكون عاكف المرشد السابع للجماعة التي أسسها الشهيد حسن البنا عام 1928م.
وكانت الترشيحات حتى الايام الأخيرة ترجح تولي هلال (84 عاماً) هذا المنصب، بعد اختياره قائماً بأعمال المرشد، لكن التوافق بين قيادات الجماعة داخل مصر وخارجها دفع بعاكف، إلى هذا المنصب، استناداً إلى أنه الشخص الذي يعود إليه الفضل في تأسيس التنظيم الدولي للإخوان، فضلاً عنه نجاحه في بناء جسور قوية مع مجموعات عدة داخل "الاخوان"، وشباب "حزب الوسط" الذين انشقوا عن الجماعة، لكن الحكومة المصرية لم تمنح حزبهم أي شرعية.
وتنص لائحة الاخوان، التي تعود إلى عام 1928م، على أن يقوم مجلس شورى الجماعة المكون من 66 عضواً بالاقتراع المباشر على ترشيح المرشد من مكتب الارشاد أو خارجه شريطة أن يحصل على ثلاثة أرباع الأصوات، وإذا لم ينل النصاب يعاد الاقتراع، حتى يحصل عليه.
وحسم ترشيح عاكف بقوة للمنصب خلافات تحت السطح حول منصب المرشد العام، والتي وصلت إلى حد تحمس البعض لترشيح الدكتور يوسف القرضاوي، الفقيه المصري الذي يعيش في قطر، لتولي المنصب، كحل وسط بين المتنافسين عليه، لكن القرضاوي رفض قائلاً: "مهمتي إصلاح حال المسلمين أما الجماعة فلها من يصلح حالها".
ومنذ أن أصبح منصب المرشد العام للإخوان المسلمين شاغراً بوفاة الهضيبي طمح إليه كل من محمد هلال ومحمود عزت وأحمد حسانين ومحمد عبد الله الخطيب.
ونسبت مجلة "المصور" المصرية، في عددها الذي يصدر اليوم إلى عاكف قوله "الاخوان المسلمون يحلمون بالسلطة والسيطرة على العالم.. ليس عيباً أن نسيطر على العالم".
ورفض عاكف اعتذار الجماعة عن الاغتيالات والتفجيرات التي ارتكبها "النظام الخاص" الذي كان يتبعها في الخمسينات من القرن المنصرم، والذي كان عاكف نفسه أحد المنتمين إليه، وقال "هذه أخطاء فردية.. والاخوان لا يعتذرون".
واتهم عاكف أحزاب المعارضة المصرية بالتهرب من الاخوان، في معرض رده على تساؤل حول تجربة تحالف سابق جمعت الاخوان بأحزاب الوفد العمل والاحرار خلال الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 1984 و 1987، وقال: "نحن دعاة حوار ونقاش.. الأحزاب هي التي تقوقعت على نفسها وليس الاخوان". وعاكف الذي ولد عام 1928م حاصل على بكالوريورس تربية رياضية، وقد اعتقل عام 1954م بعد حادث المنشية، الذي اتهمت فيه الجماعة بمحاولة اغتيال الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وحكم عليه بالاعدام، ثم خفف الحكم إلى الاشغال الشاقة المؤبدة لمدة عشرين سنة، وأفرج عنه عام 1974م، لكنه عاد إلى السجن عام 1996م ليقضي فيه ثلاث سنوات.
ونشر الاستاذ أسامة الهتيمي في موقع [ الاسلام اليوم]
قراءة في مسار حركة الاخوان المسلمين
يفتح الرحيل المفاجئ للمستشار مأمون الهضيبي - المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين (83 عامًا) - وتولي الأستاذ محمد مهدي عاكف (75 عامًا ) ملفًا شائكًا حول قيادة أكبر جماعة إسلامية في العالم، ويثير من جديد الحديث حول ما يُشاع من صراع بين جيل الشيوخ والشباب داخل الجماعة – برغم حسمه لصالح جيل الشيوخ؛ إذ لم يكمل الأستاذ الهضيبي العام ونصف العام على خلافته للأستاذ مصطفى مشهور الذي رحل نهاية العام الماضي عن عمر يناهز الثلاثة والثمانين حتى وافته المنية ويرحل إلى جوار ربه، لتدخل الجماعة مأزقًا جديدًا واختبارًا صعبًا يعيد للذاكرة باستمرار مشهد مبايعة القبور التي تزعمها الهضيبي نفسه خلال تشييع جنازة الأستاذ محمد حامد أبو النصر المرشد الأسبق للجماعة. وبرغم ما قامت به الجماعة من اختيار الأستاذ عاكف كمرشد للحركة؛ إلا أن ذلك لم يقض على تطلعات و تساؤلات آخرين عن مستقبل الحركة.
*الهضيبي من القضاء إلى الإرشاد
ولد محمد المأمون بن حسن الهضيبي في إحدى قرى محافظة سوهاج في صعيد مصر، في 28 من مايو 1921، ونشأت أسرة الهضيبي في قرية الصوالحة التابعة لمدينة شبين القناطر في محافظة القليوبية، وتنقلت إلى أماكن عدة في مصر, إذ كان والده المستشار حسن الهضيبي يعمل قاضيًا في وزارة العدل المصرية, قبل أن يصبح المرشد الثاني للجماعة من 1950 حتى وفاته في نوفمبر 1973.
وتخرج الهضيبي في كلية الحقوق في جامعة الملك فؤاد (القاهرة حالياً), العام1941، وكان ترتيبه العاشر بين طلاب دفعته وعمل بالنيابة العامة إلى أن أصبح رئيسًا لمحكمة الاستئناف، وهي آخر عهده بالعمل الحكومي في مصر؛ حيث اعتقل من عام 1965 حتى عام 1971 حيث أفرج عنه الرئيس السادات، وأقالته السلطات من منصبه.
كما شارك الهضيبي في أعمال المقاومة الشعبية خلال العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وقد اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وانتسب الهضيبي إلى جماعة الإخوان المسلمين متأخرًا، حيث تؤكد مصادر داخل الجماعة أنه لم يكن عضوًا بالجماعة حتى عام 1973.
وأقام المستشار الهضيبي دعوى قضائية يطالب فيها بالعودة إلى عمله رئيسًا لمحكمة الاستئناف، وعلى الرغم من أنه كسب الدعوى؛ فإن الحكومة استشكلت في قرار التنفيذ حتى بلغ السن القانونية للخروج على المعاش عام1981.
وعمل الهضيبي في السعودية مستشارًا لوزارة الداخلية لمدة عشر سنوات، ثم سافر إلى الكويت، ومنها إلى ألمانيا حيث مكث فترة خمس سنوات ساهم خلالها بتنشيط التنظيم الدولي للإخوان، وعاد إلى مصر قبل وفاة المرشد العام الأسبق للجماعة عمر التلمساني حيث تم تعيينه متحدثًا رسميًّا باسمها طوال فترة المرشدين السابقين حامد أبو النصر ومصطفى مشهور.
وانتخب الهضيبي مع 36 من الإخوان نوابًا بالبرلمان المصري حيث رشح نفسه عن دائرة الدقي بمحافظة الجيزة عام 1987 من خلال التحالف الإسلامي المشكل من الجماعة وحزبي العمل والوفد وقد تبوأ منصب المتحدث باسم الهيئة البرلمانية للمعارضة لمدة ثلاث سنوات.
وعندما تعرض المرشد العام السابق مصطفى مشهور لغيبوبة في 29 أكتوبر 2002 إثر نزيف في المخ قام الهضيبي بأعمال المرشد العام بالنيابة.
وبعد وفاة مشهور في 14 نوفمبر 2002 انتُخب الهضيبي مرشدًا عامًا للجماعة؛ ليصبح بذلك المرشد السادس في تاريخ جماعة الإخوان المسلمين.
ولم يشكل اختيار الهضيبي حينئذ مرشداً عاماً أي خلافات ذات قيمة، ولم يكن أيضاً مفاجأة، فالرجل كان قابضاً على زمام الأمور في الجماعة في السنوات العشر الماضية حين كان نائباً للمرشد محمد حامد أبو النصر ومن بعده مصطفى مشهور، وخلال هذه السنوات تمكن الهضيبي من إحكام السيطرة على التنظيم الذي ظل يتعرض لضربات إجهاضية متتالية من الحكومة المصرية.
* من أفكار الهضيبي
ولم يكن الهضيبي رجل تنظيم فقط؛ بل امتد نشاطه إلى الجوانب والنواحي الفكرية والتنظيرية التي أسهم فيها بنصيب كبير استجابة لواقع الحركة وظروف المرحلة التي تطلبت إحداث اجتهادات فكرية تتناسب مع التطورات الحادثة في المجتمع الدولي والمصري، وهي الاجتهادات التي يعد بعضها انقلابًا على ما طرحه المرشد الأول ومؤسس الحركة حسن البنا.
وكان من أبرز ما طرحه الهضيبي هو ما أسماه بالخمسة عشر مبدأً التي اعتبرها المبادئ الديمقراطية التي تنادي بها الجماعة، ودعا الأحزاب والقوى السياسية في مصر إلى تأييدها كميثاق وطني وهي:
- الإقرار بأن الشعب هو مصدر جميع السلطات، بحيث لا يجوز لأحد أو حزب أو جماعة أو هيئة أن تزعم لنفسها حقًا في تولي السلطة أو الاستمرار في ممارستها، إلا استمدادًا من إرادة شعبية حرة صحيحة.
2- الالتزام واحترام مبادئ تداول السلطة عبر الاقتراع العام الحر النزيه.
3- التأكيد على حرية الاعتقاد الخاص.
4- تأكيد حرية إقامة الشعائر الدينية لجميع الأديان السماوية المعترف بها.
5- تأكيد حرية الرأي والجهر به والدعوة السلمية إليه في نطاق النظام العام والآداب العامة والمقومات الأساسية للمجتمع المنصوص عليها في الباب الأول من الدستور المصري.
6- تأكيد حرية تشكيل الأحزاب السياسية وألا تكون لأي جهة إدارية حق التدخل بالمنع والحد من هذا الحق، وأن تكون السلطة المستقلة هي المرجع لتقرير ما هو مخالف للنظام العام والآداب العامة والمقومات الأساسية للمجتمع أو ما يعتبر إخلالاً بالتزام العمل السلمي وعدم الالتجاء للعنف أو التهديد به.
7- تأكيد حرية الاجتماعات الجماهيرية العامة والدعوة إليها والمشاركة فيها في نطاق سلامة المجتمع.
8- تأكيد حق التظاهر السلمي.
9- تأكيد ضرورة تمثيل الشعب عبر مجلس نيابي منتخب انتخابًا حرًّا ولمدة محدودة يعاد بعدها الانتخاب مع ضمان هذه الانتخابات.
10- ضمان حق كل مواطن ومواطنة في المشاركة في الانتخابات النيابية متى توافرت فيه الشروط العامة التي تحدد قانونًا.
11- تأكيد حق كل مواطن ومواطنة في تولي عضوية المجالس النيابية متى توافرت فيه الشروط العامة التي تحدد قانونًا.
12- كفالة استقلال القضاء بجميع درجاته وبكل الإجراءات ووضع كل الشروط لإبعاده عن أي مظنة خوف أو طمع، وألا يحاكم أحد إلا أمام قاضيه الطبيعي وأن تلغى جميع أنواع المحاكم الاستثنائية ويقتصر اختصاص المحاكم العسكرية على جرائم ومخالفات العسكريين فقط.
13- الفصل بين سلطتي الاتهام والتحقيق، وأن تكون النيابة العامة مستقلة غير تابعة لوزير العدل ويحق لكل من تحبسه احتياطيًّا أن يتظلم من قرارها أمام جهة قضائية.
14- أن يكون الجيش بعيدًا عن السياسة متخصصًا في الدفاع عن أمن الدولة الخارجي، وألا تستعين به سلطة الحكم بالطريق المباشر أو غير المباشر لفرض إرادتها وسيطرتها أو التهديد بمنع الحريات العامة الشعبية، وأن يكون وزير الدفاع مدنيًّا سياسيًّا كسائر الوزراء واختصاصاته مغايرة لاختصاصات القائد العام للقوات المسلحة ورئيس الأركان العامة.
- أن تكون الشرطة وجميع أجهزة الأمن الداخلي وظائف مدنية كنص الدستور، وأن تحدد مهامها في الحفاظ على أمن الدولة والمجتمع ككل، ولا يجوز تسخيرها للحفاظ على كيان الحكومة التي تكون في الحكم أو اتخاذها أداة لقمع المعارضة، وأن يوضع نظام يحكم عملها ويحكم قيادتها بما يحقق ذلك على وجه الخصوص، وأن يمنع تدخلها في الأنشطة العامة والانتخابات العامة.
ويرى الكثيرون أن ذلك الدور الذي قام به الهضيبي منذ توليه منصب المتحدث الرسمي باسم الإخوان المسلمين خلال فترة الأستاذ مشهور وحتى وفاته هو شخصيًّا كان له أثرًا إيجابيًّا على علاقة الإخوان بغيرها من التيارات والحركات السياسية المصرية؛ فقد شكلت أفكار الهضيبي لونًا من ألوان التقارب السياسي.
*صراع الأجيال
لكن وبرغم الدور الذي لعبه الهضيبي على المستوى الخارجي للحركة؛ إلا أنه كان سببًا مباشرًا لانفجار ذلك الصراع الخفي داخل الحركة فيما بين من يطلق عليهم جيل الوسط – الذين قادوا الحركة الطلابية الإخوانية في السبعينات والثمانينات -، والحرس القديم – الجيل الأول من الحركة -.. هذا الصراع الذي تحاول أن تنفيه بشكل دائم بعض قيادات الحركة من الطرفين الوسط والشيوخ، إلا أن الواقع التاريخي يؤكد ذلك بعد قيام مجموعة من جيل الوسط داخل الحركة بتأسيس حزب أطلق عليه اسم الوسط على غير رغبة من مكتب إرشاد الحركة مما أدى إلى قيام هؤلاء بتقديم استقالاتهم من الحركة.
ودائما ما يؤكد قادة حزب الوسط أن الأستاذ مأمون الهضيبي كان أحد الأسباب الرئيسة في الإسراع بتقديم هذه الاستقالات.. مشيرين إلى أن كثيرين آخرين يرفضون سلوكيات الرجل التي توصف بالقسوة والجفاء..، ولعل إيراد مقتطفات من استقالة أحد هؤلاء تغني عن التأكيد على ذلك الدور السلبي للمرشد الراحل.
يخاطب أحد المستقيلين المرشد العام للحركة الأستاذ مصطفى مشهور في رسالة الاستقالة فيقول له: " وظني يا فضيلة المرشد الحبيب إلى قلوب كل الإخوان أن الحفاظ على كيان الجماعة ووحدتها يأتي بأمرين تعلمناهما على يديك وأيدي أسلافك الفضلاء عليهم رحمة الله:
الأول: أن يتولى أمور الإخوان دائمًا من يحبهم الإخوان، لا من يرفضون وجوده؛ فحركة الإخوان التاريخية منذ تأسيسها وحتى اليوم إنما قامت وقويت على حب متبادل وعاطفة قوية بين القادة والجنود، ولم نقم أبدًا على تطبيق متعسف للوائح والقوانين، وأعلم كما تعلمون أن أحدنا لم يدخل الإخوان من باب اللوائح؛ بل إن أحدنا لم يقرأها أو يطالعها حتى اليوم باستثناء القليل، في حين أن كل الإخوان قد التحقوا بالجماعة من باب القربى إلى الله وإعجابًا وتقديرًا ببطولات الإخوان وتاريخهم الجهادي وأنا منه .. وهنا أرغب من فضيلتكم استطلاع رأي أية عينة في أي مكان من أي سن أو جيل ممن تعاملوا مع الأستاذ مأمون.. هل يحظى بحب أحد؟ وهل هذا الحب المفقود يمكن أن تعوضه اللوائح؟ وهل هذا العنصر المفقود هو أهم ما يفسر اللوم المستمر والتنبيهات المتكررة الصادرة من الأستاذ مأمون إلى من حوله صباح مساء؟.. حتى أصبح الجميع يتجنب الحديث مع سيادته لعله يلتفون حوله ويطيعون أوامره . والسؤال هل نحن في شركة اقتصادية كما يوحي بذلك سلوك الأستاذ مأمون غرضها الربح المادي البحت ولو جاء ذلك على حساب المشاعر الإنسانية والأحاسيس وأقدار وقيم خلق الله.. وأهم من ذلك كله على حساب الشورى الحقيقية التي يجب أن تهيمن على جل تصرفات الجميع، والتي في بعض الأحيان قد تفرض بسيف الحياء أو الصوت العالي أو اللسان اللاذع؟
إلا أنه بطبيعة الحال؛ فإن هذا الكلام لا يعبر عن موقف جميع الأخوان بدليل اختيار الهضيبي مرشدًا عامًّا في أعقاب وفاة مشهور فضلاً عن تطوع الكثيرين منهم بالدفاع عنه وتبرير سلوكياته التي تأتي في إطار الحفاظ على كيان ووحدة التنظيم الذي يتعرض إلى مخاطر خارجية.
كما أننا نجد ممن ينتسبون إلى جيل الوسط من ينفي وجود هذا الصراع من أساسه، إذ يقول الدكتور عصام العريان: "إن الإخوان ليس لديهم مشكلة في مسألة إدارة الجماعة؛ حيث إن لديهم نظامًا شاملاً يدير الجماعة. وهناك إجراءات لتنظيم الأمور، وانتخاب مرشد جديد وفق لائحة الإخوان".
ونفى العريان بشدة أن يكون هناك "تنافس بين ما تسميه بعض وسائل الإعلام (جيل الوسط وجيل الشيوخ) في الجماعة، بعدما تردد أن المنافسة التي قيل إنها ثارت عقب وفاة المرشد السابق مصطفى مشهور بين جيل الشيوخ والشباب سوف تتجدد عقب وفاة المستشار الهضيبي، خصوصًا أن الشخصيات التاريخية الشهيرة للجماعة توفي أغلبها".
* مطرقة اللائحة وسندان السلطة
وتأتي اللائحة الداخلية للإخوان لتزيد الأمر تعقيدًا وتعطي مساحة من إمكانية استمرار هذا الصراع، أو أن يطفو على السطح لو سلمنا جدلا بعدم ظهوره من الأساس، فطبيعة اختيار المرشد والقواعد المتبعة لذلك في ظل الحظر القانوني المفروض على الجماعة يحرم القاعدة من المشاركة في اختيار هذا المرشد فضلاً عن حرمان من يرغب فيهم في تولي المنصب لأن يرشح نفسه. فاللائحة الداخلية لحركة الإخوان(*) تنص على أن يتولى أكبر الأعضاء سنًا في مجلس شورى الجماعة مسؤولية القيادة في حالة وفاة المرشد العام إلى أن يتم اختيار مرشد جديد للجماعة، ولا تعطي اللائحة حق اختيار مرشد جديد في حالة مرض المرشد حيث تقضي ببقاء المرشد في موقعه إلى أن يموت، وهو ما يشكل أزمة حقيقية تواجه الإخوان بين الحين والآخر خاصة في ظل تولي شخصيات كبيرة في السن لهذا المنصب.
يضاف إلى ذلك ما تعانيه الحركة من حظر قانوني على نشاطها في مصر وممارسة الكثير من الإجراءات التعسفية ضد أعضائها سواء كان بالاعتقال والتعذيب أو بتقديمهم إلى المحاكمات العسكرية وهو ما يصعب عملية الاختيار القائمة على استطلاع رأي القاعدة.
وهو ما اضطر الجماعة أيضا في أعقاب وفاة الأستاذ مصطفى مشهور إلى التوصل إلى حل يسمح بإشراك مجلس شورى الجماعة في عملية اختيار المرشد، دون تعريض المجلس لخطر القبض عليه في حالة اجتماعه، باعتبار أن الجماعة محظورة رسميا في مصر.
حيث إن توافقًا بين أعضاء مكتب الإرشاد تمّ في شهر أكتوبر 2002 على تشكيل لجنة تقوم بلقاء أعضاء مجلس الشورى في مجموعات صغيرة أو فرادى؛ لتفادي الوقوع في خطأ أمني يؤدي إلى تكرار ما سبق عام 1995 عندما ألقت أجهزة الأمن القبض على 83 كادرًا من الإخوان بتهمة حضور اجتماع مجلس الشورى، وأن من يتم اختياره من قبل أعضاء مجلس الشورى الذين تلتقيهم اللجنة سيصبح مرشدًا عامًا للجماعة.
فيما يرى بعض الخبراء المتتبعون لمسيرة الحركة –سواء بعين العطف أو العداء– على أنها تعاني من مشكلات جديّة في بنائها القيادي، وأن هذه المشكلات أثرت كثيرًا على واقعها الحاضر ومستقبلها الآتي.
لقد لاحظ المفكر الإسلامي (عمر عبيد حسنة) أن من أمراض حركة الإخوان ما دعاه "تخليد فكر الأزمة" مما "جعل مواصفات القيادة ومؤهلاتها مواصفات شخصية أفرزتها الأزمة: من عدد سنوات السجن، والاعتقال، والمطاردة، والمواجهة، والثبات، دون حرية القدرة على اكتشاف المؤهلات والصفات الموضوعية للقيادة في كل عصر ومصر". كما لاحظ أن من أسوأ الأدواء التي تعاني منها هذه الحركة "عدم قدرتها على استنبات قيادات متجددة ومعاصرة بالقدر المأمول، تضمن القدرة على التواصل، وغالبًا ما تتوهم أن المحافظة على استمرار القيادات –حتى ولو أصبحت عاجزة– نوع من الوفاء، الأمر الذي جعلها تتجمد، وتتحنط، وتتكلس، وتتحول لتقتات بتاريخها، وإنجاز القادة السابقين". وقد نسي الإخوان هنا أن الثبات إذا كان واجبًا، فإن التغيير ضرورة.
* انتصار الشيوخ
لكن حقيقة الأمر؛ فإنه دائمًا ما ينتصر جيل الشيوخ داخل حركة الأخوان، فبعد أقل من أسبوع استطاعت الجماعة أن تعلن عن اختيارها بالإجماع مرشدًا جديدًا خلفًا للهضيبي وهو الأستاذ محمد مهدي عاكف ( 75 عامًا) الذي ينتسب لجيل الشيوخ لينتهي بذلك – ولو في الظاهر - الجدل حول طبيعة الصراع وحدته ونتيجته ولينهي أي رغبة من قبل جيل الوسط لتحقيق تطلعاتهم في تجديد دماء قيادة الحركة بما يتلاءم مع طبيعة الظروف المستجدة والتفكير بوعي جديد يستوعب التغيرات الطارئة على ساحة العمل السياسي والتنظيمي .. باختصار فإنه لا ينتظر جديدًا من الحركة خلال المرحلة القادمة.
ولعل الانتصار الدائم لما يوصف بجيل الشيوخ يعود إلى عدة أسباب؛ منها تلك المهابة المتحققة في نفوس أعضاء وقيادات الجماعة من أعضاء مكتب الإرشاد ومجلس الشورى من الجيل الأول للحركة والذين خاضوا وعانوا ما تعرضت له الحركة من ابتلاءات كادت أن تقضي عليها لولا تماسكهم وصبرهم.
والسبب الثاني يعود إلى أن أغلب أعضاء مكتب الإرشاد ( 12 عضوًا ) يمثله جيل الشيوخ الذين يمثلون ورقة ضغط كبيرة في اختيار المرشد الجديد.
والسبب الثالث هو تأكيد الحركة على نفيها الدائم لوجود ما يسمى بصراع الأجيال داخل الحركة؛ فمجرد اختيار مرشد جديد ينتسب إلى الحرس القديم وبالإجماع هو رد عملي على مثل تلك الدعاوى.
ويأتي السبب الرابع والأهم من التخوفات التي تراود قيادات الحركة من اختيار أحد أبناء جيل الوسط؛ فيفسح بذلك المجال لاعتراضات من قبل آخرين يرون في أنفسهم الأحقية بتولي هذا الموقع فضلاً عن التخوف من إحداث تغييرات في سياسة الجماعة خاصة في علاقتها مع السلطة مما يمكن أن يشكل مجازفة بمستقبلها.
لكن وبعد اختيار مهدي عاكف مرشدًا جديدًا يبقى السؤال المطروح هو: هل عملية الاختيار في ظل الظروف التي تعيشها الجماعة وفي ظل تغييب القاعدة يعد تطبيقًا حقيقيًّا لمبدأ الشورى الذي استهدفت تحقيقه اللائحة التنظيمية للجماعة؟.. أم أنه تعامل مؤقت مع الوضع وتنفيذ ما يمكن تنفيذه من هذا المبدأ حتى لو جاء ذلك على حساب التطور المفروض والمتوقع لأكبر حركة إسلامية نشأت منذ عشرينيات القرن الماضي؟ أم أنه من المهم لدى القائمين على الجماعة هو الحفاظ على التنظيم واستمراره ككيان وفقط؟
فيما يلفت آخرون الانتباه إلى ضرورة إعادة النظر فيما اعتبر شرطًا أساسيًّا في اختيار المرشد وهو مصرية هذا المرشد في حين أن اللائحة الداخلية للإخوان لا تنص على هذا الشرط، إلا أنه ومنذ وفاة المرشد والمؤسس الأول للجماعة فإنه لابد أن يكون المرشد مصريًّا حتى ولو كان هناك ممن يتبعون الإخوان في أية بقعة في العالم من هو أجدر ممن تم اختياره وهي إشكالية أخرى تواجه الحركة وتضيق من مساحة الاختيار.
* من المرشد الجديد؟
والمرشد الجديد من مواليد 12/7/1928م- كفر عوض السنيطة- مركز أجا دقهلية، وهو العام الذي تأسست فيه حركة الإخوان المسلمين.
وقد حصل على الابتدائية من مدرسة (المنصورة) الابتدائية، ثم التوجيهية من مدرسة (فؤاد الأول) الثانوية بالقاهرة، ثم التحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية، وتخرج في مايو 1950م. كما عمل بعد تخرجه مدرسًا بمدرسة (فؤاد الأول) الثانوية.
وتعرف على الإخوان في عام 1940م، وتربى على شيوخ الإخوان وعلمائهم، وعلى رأسهم الأستاذ حسن البنا مؤسس الحركة.
والتحق بكلية الحقوق 1951م، ورأس معسكرات جامعة إبراهيم (عين شمس حاليًّا) في الحرب ضد الإنجليز في القناة حتى قامت الثورة، وسلَّم معسكرات الجامعة لـ"كمال الدين حسين" المسؤول عن الحرس الوطني آنذاك.
وكان آخر موقع شغله في الإخوان قبل 1954م رئيسًا لقسم الطلبة، ورئيسًا لقسم التربية الرياضية بالمركز العام للإخوان المسلمين.
وقُبض عليه في أول أغسطس 1954م، وحُوكم بتهمة تهريب اللواء "عبدالمعنم عبدالرؤوف"- أحد قيادات الجيش والذي أشرف على طرد الملك "فاروق"- وحُكم عليه بالإعدام، ثم خُفف الحكم إلى الأشغال الشاقة المؤبدة.
خرج من السجن سنة 1974م ليزاول نشاطه مديرًا عامًا للشباب بوزارة التعمير، وانتقل إلى الرياض ليعمل مستشارًا للندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومسؤولاً عن مخيماتها الدولية ومؤتمراتها.
اشترك في تنظيم أكبر المخيمات للشباب الإسلامي على الساحة العالمية بدءًا من السعودية، والأردن، وماليزيا، وبنجلاديش، وتركيا، وأستراليا، ومالي، وكينيا، وقبرص، وألمانيا، وبريطانيا، وأمريكا، وعمل مديرًا للمركز الإسلامي بميونخ.
شغل عضوية مكتب الإرشاد منذ عام 1987م حتى اليوم.
وانتخب عضوًا بمجلس الشعب سنة 1987م عن دائرة شرق القاهرة.
وتم تقديمه للمحاكمة العسكرية سنة 1996م؛ بتهمة مسؤوليته عن التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، وحُكم عليه بثلاث سنوات، ليخرج من السجن في عام 1999م.
* لائحة النظام العام للإخوان المسلمين تنص على الأتي
الباب الرابع: الهيئات الإدارية الرئيسة للإخوان المسلمين..
مادة (8): الهيئات الإدارية الرئيسية للإخوان المسلمين هي: المرشد العام، مكتب الإرشاد العام، مجلس الشورى العام.
أولاً: المرشد العام:
مادة (9): المرشد العام للإخوان المسلمين هو المسؤول الأول للجماعة، ويرأس مكتب الإرشاد العام ومجلس الشورى العام، ويقوم بالمهمات التالية:
أ - الإشراف على كل إدارات الجماعة وتوجيهها ومراقبة القائمين على التنفيذ ومحاسبتهم على كل تقصير وفق نظام الجماعة.
ب - تمثيل الجماعة في كل الشؤون والتحدث باسمها.
جـ- تكليف من يراه من الإخوان للقيام بمهام يحدد نطاقها له.
د - دعوة المراقبين العامين الممثلين للأقطار للاجتماع عند الحاجة.
مادة (10): يشترط فيمن يرشح مرشدًا عامًا ما يلي:
أ - ألا يقل عمره عن أربعين سنة هلالية.
ب - أن يكون قد مضى على انتظامه في الجماعة أخًا عاملاً مدة لا تقل عن خمس عشرة سنة هلالية.
جـ- أن تتوافر فيه الصفات العلمية (وخاصة فقه الشريعة) والعملية والخلقية التي تؤهله لقيادة الجماعة.
مادة (11): يتم اختيار المرشد العام وفق المراحل الآتية:
أ - يقوم مكتب الإرشاد العام بعد استشارة المكاتب التنفيذية في الأقطار - بترشيح أكثر اثنين قبولاً لدى هذه المكاتب إذا لم يتم الإجماع على واحد ممن توفر فيهم الشروط المذكورة في المادة(10).
ب - بناء على ذلك وبقرار من مكتب الإرشاد العام يوجه نائب المرشد العام الدعوة إلى مجلس الشورى العام لاجتماع مدته أسبوع كحد أقصى يخصص لانتخاب المرشد العام الجديد -، ويحدد في الدعوة الزمان والمكان والموضوع والنصاب - وتوجه الدعوة قبل شهر على الأقل من الموعد المحدد.
جـ- ينعقد اجتماع مجلس الشورى العام برئاسة نائب المرشد العام، فإن كان هو المرشح فأكبر الأعضاء سنًا، وبحضور أربعة أخماس أعضاء المجلس على الأقل، فإذا لم يحضر العدد القانوني خلال الأسبوع أُجِّل الاجتماع إلى موعد آخر لا يقل عن شهر ولا يزيد عن شهرين من تاريخ الاجتماع الأول، ويجب أن تتوافر في هذا الاجتماع أكثرية ثلاثة أرباع أعضاء المجلس فإذا لم يحضر هذا العدد أجل الاجتماع مرة أخرى، وعلى المجلس تحديد موعد الاجتماع الجديد في مدة كالسابق بيانها مع الإعلان عنه وعن المهمة التي سيعقد من أجلها وأنه سيكون صحيحًا بالأغلبية المطلقة.
د - إذا كان المرشح واحدًا فيجب أن ينال ثلاثة أرباع أصوات الحاضرين على الأقل ويمكن إعادة التصويت مرة واحدة، فإذا لم ينل الأكثرية المطلوبة يدعى المجلس إلى جلسة أخرى خلال الأسبوع، ويرشح مكتب الإرشاد العام أخًا آخر، ويمكن إعادة التصويت لهذا المرشح مرة واحدة أيضًا، فإذا لم ينل الأكثرية المذكورة يعاد التصويت بين المرشحين وفق الفقرة التالية:
هـ- إذا كان هناك مرشحان يعتبر منتخبًا من ينال العدد الأكثر من الأصوات على ألا يقل عن نصف أعضاء مجلس الشورى.
مادة (12): عندما يتم اختيار المرشد العام يؤدي العهد التالي أمام مجلس الشورى العام:
"أعاهد الله تعالى على التمسك بكتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، والالتزام بمنهاج الإخوان المسلمين ونظامهم الأساسي، منفذًا لقرارات الجماعة المناطة بي ولو خالفت رأيي، والله على ما أقول شهيد". ثم يجدد أعضاء مجلس الشورى العهد أمام فضيلة المرشد العام مستشعرين أركان البيعة العشرة:
"أعاهد الله العظيم على التمسك بأحكام الإسلام والجهاد في سبيله، والقيام بشروط عضوية مجلس الشورى العام للإخوان المسلمين وواجباتها والسمع والطاعة لقيادتهم في المنشط والمكره في غير معصية ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وأبايع على ذلك، والله على ما أقول شهيد".
مادة (13): يضطلع المرشد العام بمهمته فور انتخابه وأدائه للعهد، وعليه أن يستقيل من عمله الخاص، ويتفرغ كل التفرغ للمهمة التي اختير لها، ويبقى في مسؤوليته، ما دام أهلاً لذلك.
مادة (14): لا يصح للمرشد العام بشخصه ولا بصفته أن يشترك في إدارة شركات أو أعمال اقتصادية حتى ما يتصل فيها بالجماعة وأغراضها صيانة لشخصه وتوفيرًا لوقته ومجهوده على أن يكون له الحق في مزاولة الأعمال العلمية والأدبية بموافقة مكتب الإرشاد العام.
مادة (15): تتحمل الجماعة نفقات المرشد العام وفق اللائحة المالية الخاصة بالمتفرغين.
مادة (16): تنتهي ولاية المرشد العام في الحالات التالية:
أ - إذا أخل المرشد العام بواجباته، أو فقد الأهلية اللازمة فلمجلس الشورى دراسة الوضع واتخاذ القرار المناسب. فإذا وجد أن مصلحة الدعوة تقتضي إعفاءه يدعو إلى جلسة أخرى مخصصة لذلك، ويجب أن يصدر قرار الإعفاء بأكثرية ثلثي أعضاء المجلس.
ب - إذا قدم المرشد العام استقالته يدعو مكتب الإرشاد مجلس الشورى لدراسة أسباب الاستقالة واتخاذ القرار المناسب، وفي حالة إصرار المرشد على استقالته يتم قبولها بالأكثرية المطلقة لأعضاء المجلس.
جـ- إذا توفي المرشد العام يتولى نائبه صلاحياته كافة، ويتم انتخاب مرشد جديد وفق المادة (11) من هذه اللائحة.
مادة (17): يختار المرشد العام نائبًا له أو أكثر من بين أعضاء مكتب الإرشاد العام
المرشد العام يستقبل وفدا من حزب الله
ويدعو الى مواجهة المشروع الأميركي في المنطقة
استقبل فضيلة الأستاذ "محمد مهدي عاكف" المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين اليوم السبت 24/1/2004م بمكتب الإرشاد بضاحية (المنيل) بالقاهرة وفدًا من )حزب الله) اللبناني ؛ المكون من الأستاذ "محمد حسن ياغي" عضو البرلمان اللبناني، والأستاذ "علي فياض" عضو المكتب السياسي للحزب؛ لتقديم واجب العزاء في فقيد الأمة الإسلامية المستشار "محمد المأمون الهضيبي" المرشد العام الراحل لجماعة الإخوان المسلمين.
وقد نقل الأستاذ "حسن ياغي" لفضيلة المرشد تعازي الشيخ "حسن نصر الله" رئيس (حزب الله) في الفقيد الهضيبي، داعيًا للمرشد الجديد بمزيدٍ من التوفيق.
من جانبه قال فضيلة المرشد العام- تعقيبًا على هذه الزيارة-: "نحن سعداء بحضور الوفد اللبناني، وسعداء بما تحدثوا فيه، مشيرًا إلى أن كل هذه التحركات تدل على أن (حزب الله) له منهج راقٍ لخدمة هذا الدين، ولديهم منهج حضاري يقدر كل الظروف المحيطة، مؤكدًا على أن الإخوان يدعونهم إلى مزيد من التعاون مع القوى الإسلامية للعمل على خدمة هذا الدين.
وشدد فضيلة المرشد على أن الإخوان المسلمين يوافقون (حزب الله) في موقفه من مقاومة العدو الصهيوني، مؤكدًا على أن خيار المقاومة هو أفضل الطرق لمواجهة الاعتداء الصهيوني.
مواجهة المشروع الأميركي في المنطقة
القاهرة : دعت جماعة الإخوان المسلمون إلى مواجهة "المشروع الأمريكي" في المنطقة الذي يهدد بضرب سوريا وإيران ، بعد احتلال العراق ، وإلى إشراك الشعوب في صنع حاضرها ومستقبلها . وقال المرشد العام للجماعة "محمد مهدي عاكف" في بيان أصدره بالأمس أن "الأنظمة العربية والإسلامية غير مدركة لما يحيق بها، أو كأن الأمر لا يعنيها، أو تنظر إليه وهي عاجزة عن فعل شيء، إن الأمل في الشعوب، وإذا لم تنهض في الوقت المناسب فسوف تقع الكارثة " . وقال البيان " من العار أن نقف - أنظمة وشعوبا- أمام ما يحدث في فلسطين بهذا الصمت المزري " ، داعيا إلى تقديم "كل وسائل الدعم المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني . وأكد عاكف أن "سلاح المقاطعة لبضاعة العدو الصهيوني وكل من يؤيده ويسانده هو أضعف الإيمان"، ودعا من جهة ثانية الأنظمة العربية والإسلامية إلى "إجراء إصلاحات سياسية حقيقية تؤدي إلى مشاركة الشعوب في صنع حاضرها ومستقبلها وتقرير مصيرها". واتهم عاكف الغرب بالعمل على "إشاعة ثقافة الاستسلام والخلاعة والمجون والترف والاستهلاك ، داعيا إلى مقاومة هذا المشروع و"الوقوف في مواجهته بكل السبل والوسائل المتاحة". كما دعا إلى "تفعيل مؤسسات المجتمع الأهلي والمدني فهي القاطرة التي يمكن أن تشد وراءها الشعب كله ، وذلك من أجل خلق رأي عام قوي وضاغط". هذا وتحظر السلطات المصرية جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست عام 1928 على يد الشيخ حسن البنا ، إلا أن الجماعة لديها ممثلون في البرلمان .