louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


  فقهيات اجتماعية | ملف المرأة

لماذا إقصاء المرأة عن مواقع الصراع؟


* التكليف الشرعي واحد:
من المفاهيم الخاطئة أن التكاليف الشرعية تُلزم الرجل ولا تُلزم المرأة، وبخاصة فيما يتعلق بدورهما في بناء الحياة ومعترك الصراع. هذا بصرف النظر عن أحكام معينة اختص بها الرجل كما اختصت بها المرأة على حد سواء..

والحقيقة أن الإسلام يخاطب الرجل كما يخاطب المرأة، فيما يتصل بدورها ومسؤوليتهما العامة من ذلك:

-     قوله تعالى: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون(97)}.

-     وقوله سبحانه: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم(71)}(التوبة).

-     وقوله عز وجل: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعدّ الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً(35)}.

-     وقوله عز وجل: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن وسئلوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليماً(32)}.

* استثناءات:
هذا بالنسبة لمبدأ التكليف..
إنما هنالك استثناءات..

-          فليس كل الرجال متساوين في التكليف والمسؤولية.
-          وليست كل النساء متساويات في التكليف والمسؤولية.
-          فهنالك تفاوت بين الرجال، كما هنالك تفاوت بين النساء.
-          فالعالم غير الجاهل، والملتزم لا يقاس بغير الملتزم، والورع ليس كالمترخص، والقوي ليس كالضعيف، والذكي ليس كالغني.. وهكذا النساء أيضاً.

.. فكم من نساء عالمات متورعات قويات، وكم من رجال جهال ضعفاء مترخصين.

* وقوف أمير المؤمنين عمر لعجوز استوقفته
أخرج ابن أبي حاتم والدارمي والبيهقي عن أبي يزيد قال: لقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه  امرأة يقال لها خولة – رضي الله عنها – وهي تسير مع الناس، فاستوقفته فوقف لها، ودنا منها وأصغى إليها رأسه، ووضع يديه على منكبيها حتى قضت حاجتها وانصرفت. فقال له رجل: يا أمير المؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز؟ قال: ويحك! أتدري من هذه؟ قال: لا، قال: هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات!! هذه خولة بنت ثعلبة، والله لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تقضى حاجتها.

* الرجال ثلاثة والنساء ثلاث:
أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا والخرائطي والبيهقي وابن عساكر.

عن سَمرة بن جندب قال: قال عمر  رضي الله عنه : الرجال ثلاثة والنساء ثلاث: فأما النساء، فامرأة عفيفة مسلمة لينة ودودة ولود، تعين أهلها على الدهر ولا تعين الدهر على أهلها، وقليلاً ما تجدها. وامرأة وعاء لا تزيد على أن تلد الأولاد. والثالثة غُلٌّ قَمِلٌ يجعلها الله في عنق من يشاء، فإذا شاء أن ينزعه نزعه. والرجال ثلاثة: رجل عفيف هين لين ذو رأي ومشورة، فإذا نزل به أمر ائتمر رأيه وصدر الأمور مصادرها. ورجل لا رأي له، إذا أنزل به أمر أتى ذا الرأي والمشورة فنزل عند رأيه. ورجل حائر بائر لا يأتمر رشداً ولا يطيع مرشداً. كذا في الكنز (8/235).

* الضوابط الشرعية:

والضوابط الشرعية المطالب بها الرجال، وتلك المطالبة بها النساء.. تكاد تكون واحدة، كغض البصر وحفظ الفرج وعدم الخلوة: }قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم{.. الآية. والآية: }وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن{.

* الرجال مشكلة المرأة لا الشرع:

إن مشكلة المرأة تكمن في الرجل وليس في الدين والشرع:

-            فالرجل لا يتصور المرأة إلا رمزاً للجنس والغريزة، وهو يسعد لذلك.
-            ولا يتصورها إلا صانعة لطعامه، وهو يسعد لذلك.
-            ولا يتصورها إلا حاضنة لأولاده، وهو يسعد لذلك.
-            والقليل القليل الذي يرغب في أن تكون المرأة: مفكرة، وفقهية، ومرشدة، ومجاهدة، وسياسية، ونائبة، ووزيره.. وإذا كان الفقهاء قد أجمعوا على قضية ولاية المرأة، فقد أجمعوا على أن لا تتولى رئاسة الدولة، استناداً إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:  "ما أفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة".

* خلفية غريزية دفينة:

-            لماذا لا يسخط الرجال عندما تملأ جدران الشوارع ملصقات المغنيات والراقصات؟
-            لماذا لا يسخط الرجال وهم يرون المرأة على شاشة التلفزة تعرض مفاتنها من أجل تسويق بضاعة ويخدعون أنفسهم بأنهم ينظرون إلى البضاعة لا إلى المرأة؟
-            لما لا يسخط الرجال عندما يرون فتيات في عمر الزهور يتكففن الناس في الشوارع، ويتعرضن لبيع أعراضهن؟
-            لماذا لا يقاطع الرجال المحلات والمخازن التي تديرها النساء، بل ويقبلون عليها أكثر من تلك التي يديرها الرجال؟
-            لماذا يحرص كثير من الرجال على ارتياد المطاعم والمنتجعات التي تعمل فيها النساء؟
-            ولماذا يكون السخط فقط عندما تتقدم المرأة (بكرامتها وعزتها وشرفها ومواهبها)، لتشارك في بناء الوطن.. فتكون مربية، ومحامية، وقاضية، وعاملة في السلك العسكري، والإداري، والأمني، والديبلوماسي، ومشاركة في صنع القرار السياسي، ومسهمة في عملية بناء الدولة، وتحقيق الإنماء..
-            ويدعي البعض أن في الرجال كفاية. ونقول قد تكون بعض النساء أكثر أهلية من كثير من الرجال الذين يحتلون هذه المواقع الرسمية. صحيح أن القاعدة أن يقوم الرجال بواجبهم هذا. إنما ليس من الصحيح أن كل الرجال قادرون على القيام بهذا الواجب، كما أنه ليس كل النساء مؤهلات لذلك..
-           والأهم من كل هذا وذاك، أن لا يعتبر الرجال بعض المواقع حكراً عليهم من دون النساء، والعكس كذلك صحيح.. مع مراعات الطبيعة الخلقية والجسدية لكل منهما في هذا الموضوع. على أن تكون الكفاءة والقدرة هي المقياس في هذا المجال..

جاء في كتاب (حقوق النساء في الإسلام) للمجتهد العالم الشيخ محمد رشيد رضا (تحقيق محمد ناصر الدين الألباني):

النساء يشاركن الرجال في العبادات الاجتماعية كصلاة الجماعة والجمعة والعيدين، فتشرع لهن ولكن لا تجب عليهن تخفيفاً عليهن، وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للحيض منهن بحضور اجتماع العيد في المصلى دون صلاته. وعبادة الحج الاجتماعية مفروضة عليهن كالرجال كما تقدم، ويحرم عليهن وضع النقاب على وجوههن ولبس القفازين في أيديهن مدة الإحرام، وقد شرع لهن من الأمور الاجتماعية والسياسية ما هو أكثر من ذلك.

قال تعالى: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله، أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم(71)}.

فأثبت الله للمؤمنات الولاية المطلقة مع المؤمنين فيدخل فيها ولاية الإخوة والمودة والتعاون المالي والاجتماعي، وولاية النصرة الحربية والسياسية، إلا أن الشريعة أسقطت عن النساء وجوب القتال بالفعل، فكان نساء النبي وأصحابه يخرجن في الغزوات مع الرجال يسقين الماء، ويجهزن الطعام، ويضمدن الجراح، ويحرضن على القتال. وقد ثبت في الصحيح أن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام كانت تحمل قرب الماء هي وأم سليم وغيرهاإلى الجرحى في غزوة أحد يسقينهم ويغسلن جراحهم. ولما جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم  تولت فاطمة غسل جرحه وتضميده.

ويتكئ البعض الآخر على الإسلام، مدعياً أن الدين الحنيف والشريعة الغراء لا تسمحان للمرأة بأن تدخل معترك الصراع وتشارك في صناعة الحياة، وبأن ميدان عملها الوحيد هو بيتها، متذرعاً بقوله تعالى: { وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى..} دونما أدنى معرفة بأسباب النزول، وبأن هذه الآيات إنما اختصت بها زوجات النبي صلى الله عليه وسلم.. حيث يبدأ السياق بقوله تعالى: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً(32) وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وءاتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً(33)} (الأحزاب).

جاء في تفسير (فتح القدير) للشوكاني: قال ابن عباس وعكرمة وعطاء وسعيد بن جبير: (هن زوجات النبي  صلى الله عليه وسلم  خاصة.. وهو الحق، لأن الآية نازلة فيهن، وما قبلها وما بعدها هو فيهن أيضاً، وليس في شيء من ذلك ذكر لعلي وزوجته وأولاده رضي الله عتهم) زبدة التفاسير 554.

.. كنت أتمنى على الذين يتذرعون بالإسلام لإسقاط دور المرأة في الصراع العالمي، أن يدركوا بأنهم يتسببون بتعطيل نصف طاقة المجتمع. ويسهمون بتقدم المرأة في المجتمعات الأخرى لتأخذ دورها – بصرف النظر عن الجانب المسلكي – لتأخذ دورها كباحثة، ومخترعة، ومشرعة، ومخططة وقائدة عسكرية وأمنية، ومربية مدرسية، وتاجرة، وأستاذة جامعية، ومرشدة اجتماعية، ونائبة ووزيرة... الخ.

إن بإمكان المرأة أن تفعل كل ذلك، وهي محافظة على عفتها ونظافتها وطهارتها، وكل الضوابط الشرعية المطلوبة منها.

إذا كان الإسلام هو الذريعة وهو الحجة، فإنه حجة مردودة على أصحابها، لأن التاريخ منذ فجر الإسلام، يمتلئ ويذخر بنساء خضن معترك الصراع في مختلف مجالاته.

من الشواهد التاريخية:

شواهد على المرأة في عمل الدعوة:
- قصة إسلام عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه .
أخرج الواقدي وابن عساكر عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: لما كان يوم الفتح أسلمت أم حكيم بنت الحارث بن هشام امرأة عكرمة ابن أبي جهل، ثم قالت أم حكيم: يا رسول الله، قد هرب عكرمة منك إلى اليمن وخاف أن تقتله فآمنه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هو آمن". فخرجت في طلبه ومعها غلام لها رومي، وأدركت عكرمة وقد انتهى إلى ساحل من سواحل تهامة، فركب البحر، فجعل نوتي السفينة يقول له: أخلص. قال: أي سيء أقول؟ قال: قل لا إله إلا الله. قال عكرمة: ما هربت إلا من هذا، فجاءت أم حكيم على هذا من الأمر فجعلت تليح إليه وتقول يا ابن عم، جئتك من عند أوصل الناس، وأبر الناس، وخير الناس، لا تهلك نفسك. فوقف لها حتى أدركته، فقالت: إني قد استأمنت لك رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أنت فعلت؟ قالت: نعم. أنا كلمته فآمنك. فرجع معها.

شواهد على مشاركة المرأة في البيعة على الإسلام:
-بيعة الكبار والصغار والرجال والنساء والشهادة يوم الفتح.

وأخرج أحمد عن عبد الله بن عثمان بن خيثم أن محمد بن الأسود بن خلف أخبره: أن أباه الأسود  رضي الله عنه  رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع الناس يوم الفتح. قال: جلس عند قرن مستقبلة، فبايع الناس على الإسلام والشهادة. قلت: وما الشهادة؟ قال: أخبرني محمد بن الأسود بن خلف أنه بايعهم على الإيمان بالله وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله. كذا في البداية (4/318)، وقال تفرد به أحمد. وقال الهيثمي (6/37): ورجاله ثقات، وعند البيهقي: فجاءه الناس الكبار والصغار والرجال والنساء لا ننازع الأمر أهله، وأن تقول بالحق أينما كنا لا نخاف في الله لومة لائم. كذا في البداية (3/163) وأخرج الشيخان بمعناه كما في الترغيب (4/3).

شواهد على مشاركة المرأة في الصراع حتى الموت:
- سمية أم عمار أول شهيدة في الإسلام.

وأخرج أبو أحمد الحاكم عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بياسر وعمار وأم عمار وهم يؤذون في الله تعالى، فقال لهم: "صبراً يا آل ياسر، صبراً يا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة". رواه ابن الكلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما نحوه - وزاد وعبد الله بن ياسر، وزاد: وطعن أبو جهل سمية في قلبها فماتت، ومات ياسر في العذاب، ورمي عبد الله فسقط - كذا في الإصابة (3/647). وعند أحمد عن مجاهد قال: أول شهيد كان في أول الإسلام استشهد أم عمار سمية، طعنها أبو جهل بحربة في قلبها. كذا في البداية (3/59).

شواهد على مشاركة المرأة في أعمال الإغاثة:
- قصة المرأة التي كانت تطعم بعض الصحابة يوم الجمعة.

وأخرج البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: كانت منا امرأة تجعل في مزرعة لها سلقاً. فكانت إذا كان يوم الجمعة تنزع أصول السلق فتجعله في قدر، ثم تجعل قبضة من شعير تطحنه، فتكون أصول السلق عَرقَة. قال سهل: كنا ننصرف إليها من صلاة الجمعة فنسلم عليها، فتقرب ذلك الطعام إلينا، فكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك - وفي رواية: ليس فيها شحم ولا ودك، وكنا نفرح بيوم الجمعة. كذا في الترغيب (5/173).

شواهد على مشاركة المرأة في تحمل الشدائد والهجرة:
-  هجرة أبي سلمة وأم سلمة رضي الله عنهما إلى المدينة.

أخرج ابن اسحاق عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: لما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة رحل لي بعيره، ثم حملني عليه، وجعل معي ابني سلمة بن أبي سلمة في حجري، ثم خرج يقود بي بعيره. فلما رأته رجال بني المغيرة قاموا إليه فقالوا: هذه نفسك غلبتنا عليها، أرأيت صاحبتنا هذه، علام نتركك تسير بها في البلاد؟؟ قالت: فنزعوا خطام البعير من يده وأخذوني منه. قالت: وغضب عند ذلك بنو عبد الأسد رهط أبي سلمة وقالوا: والله لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها ن صاحبنا، قالت: فتجاذبوا ابني سلمة بينهم حتى خلعوا يده، وانطلق به بنو عبد الأسد وحبسني بنو المغيرة عندهم، وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة، قالت: ففرق بيني وبين ابني وبين زوجي.

شواهد على مشاركة المرأة في أعمال الجهاد:
- خروج امرأة من بني غفار معه عليه السلام.

وأخرج ابن اسحاق عن امرأة من بني غفار قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة من بني غفار، فقلنا: يا رسول الله قد أردنا أن نخرج معك إلى وجهك هذا – وهو يسير إلى خيبر – فنداوي الجرحى، ونعين المسلمين بما استطعنا. فقال: على بركة الله. قالت: فخرجنا معه. قالت: وكنت جارية حديثة السن، فأردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم (على) حقيبة رحله. قالت: فوالله لنزل رسول الله إلى الصبح (وأناخ) ونزلت عن حقيبة رحله. قالت: وإذا بها دم مني، وكانت أول حيضة حضتها. قالت: فتقبضت إلى الناقة واستحييت، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بي، ورأى الدم قال: "(مالك) لعلك نفست؟" قالت: قلت نعم. قال: "فأصلحي من نفسك، ثم خذي إناء من ماء، فاطرحي فيه ملحاً، ثم اغسلي ما أصاب الحقيبة من الدم، ثم عودي لمركبك".

قالت: فلما فتح الله خيبر رضخ لنا من الفيء، وأخذ هذه القلادة التي ترين في عنقي، فأعطانيها وعلقها بيده في عنقي، فوالله لا تفارقني أبداً، وكانت في عنقها حتى ماتت، ثم أوصت أن تدفن معها. قالت: وكانت لا تطهر من حيضها إلا جعلت في طهورها ملحاً، وأوصت به أن يجعل في غسلها حين ماتت. وهكذا رواه الإمام الأحد، وأبو داوود من حديث ابن اسحاق. ورواه الواقدي بإسناده عن أمية بنت أبي الصّلت رضي الله عنها. كذا في اليداية (4/204).

- خروج امرأة وقصة عنزتها:

وأخرج الإمام أحمد عن حُميد بن هلال قال: كان رجل من الطُّفاوة طريقه علينا يأتي على الحي فيحدثهم: قال: أتيت المدينة في عير لنا، فبعنا بضاعتنا، ثم قلت: لأنطلقن إلى هذا الرجل فاتين من بعدي بخبره، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فإذا هو يريني بيتاً. قال: "إن امرأة كانت فيه، فخرجت في سرية من المسلمين وتركت ثنتي عشرة عنزة، وصيصتها (الصنارة) التي تنسج بها. قال: ففقدت عنزاً من عنمها وصيصتها. قالت: يا رب، قد ضمنت لمن خرج في سبيلك أن تحفظ عليه، وإني قد فقدت عنزاً من غنمي وصيصتي، وإني أنشدك عنزي وصيصتي". قال: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم  يذكر له شدة مناشدتها لربها تبارك وتعالى. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فأصبحت عنزها ومثلها وصيصتها ومثلها، وهاتيك فأتها فاسألها إن شئت". قال قلت: بل أصدقك. قال الهيثمي (5/277) رواه الإمام أحمد، ورجاله رجال الصحيح. انتهى.

- خروج أم حرام بنت ملحان خالة أنس.

وأخرج البخاري عن أنس  رضي الله عنه  قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنة ملحان، فاتكاً عندها ثم ضحك. فقالت: لم تضحك يا رسول الله؟ فقال: "ناس من أمتي يركبون البحر الأخضر (البحر المتوسط) في سبيل الله، مثلهم مثل الملوك على الأسرّة". فقالت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم. فقال: "اللهم اجعلها منهم"، ثم عاد فضحك. فقالت له مثل ذلك – أو مم ذلك؟ - فقال لها: "مثل ذلك". فقالت: ادع الله أن يجعلني منهم. "قال أنت من الأولين، ولست من الآخرين". قال: قال أنس  رضي الله عنه : فتزوجت عبادة بن الصامت، فركبت البحر مع بنت قرظة (زوجة معاوية بن أبي سفيان). فلما قفلت ركبت دابتها، فوقصت بها فسقطت عنها فماتت.

- خروج النساء مع النبي صلى الله عليه وسلم لسقي المرضى ومداوة الجرحى.

أخرج الطبراني عن أم سليم رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يغزو معه نسوة من الأنصار، فتسقي المرضى وتداوي الجرحى. قال الهيثمي (5/324): رجاله رجال الصحيح.

وأخرجه مسلم، والترمذي: وصححه، عن أنس رضي الله عنه  قال: وأخرج البخاري عن ثعلبة بن أبي مالك  رضي الله عنه : أن عمر ابن الخطاب  رضي الله عنه  قسم مروطاً بين نساء من نساء المدينة، فبقي مرط جيد، فقال له بعض من عنده: يا أمير المؤمنين، أعط هذا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك – يريدون أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما – فقال عمر  رضي الله عنه : أم سليط أحق – وأم سليط من (نساء) الأنصار ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال عمر  رضي الله عنه : فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد (قال أبو عبد الله – أي البخاري-: تزفر: تخيط) وأخرجه أيضاً أبو نعيم وأبو عبيد، كما في الكنز (7/97).

- خروج النساء للخدمة يوم خيبر.

وأخرج أبو داوود من طريق حشرج بن زياد عن جدته (أم أبيه) رضي الله عنها: أنهن خرجن مع النبي صلى الله عليه وسلم في خبير، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سألهن عن ذلك، فقلن خرجنا نغزل الشعر، فنعين به في سبيل الله، ونداوي الجرحى، وتناول السهام، ونسقي السويق.

وعن عبد الرزاق عن الزهري قال: كان النساء يشهدون مع النبي صلى الله عليه وسلم المشاهد، ويسقين المقاتلة، ويداوين الجرحى. كذا في فتح الباري (6/51).

قتال النساء في الجهاد في سبيل الله
- قتال أم عمارة يوم أحد.

ذكر ابن هشام عن سعيد بن أبي زيد الأنصاري  رضي الله عنه : أن أم سعد بنت سعد بن الربيع رضي الله عنهما كانت تقول: دخلت على أم عمارة رضي الله عنها، فقلت لها: يا خالة أخبريني خبرك؟ فقالت: خرجت أول النهار أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين.

فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقمت أباشر القتال، وأذب عنه بالسيف، وأرمي عن القوس، حتى خلصت الجراح إلي. قالت: فرأيت على عاتقها جرحاً أجوف له غور، فقلت لها: من أصابك بهذا؟ قالت: ابن قَمِئَة، أقمأه الله. لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول: دلوني على محمد، لا نجوت إن نجا، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضربني هذه الضربة، ولقد ضربته على ذلك ضربات، ولكن عدو الله كانت عليه دِرعان. كذا في البداية (4/34). وأخرجه أيضاً الواقدي من طريق ابن أبي صعصعة عن أم سعد بنت سعد بن الربيع رضي الله عنها، كذا في الإصابة (4/479).

وأخرج الواقدي بسند آخر إلى عمارة بن عربة رضي الله عنهما أنها قتلت يومئذ فارساً من المشركين. ومن وجه آخر عن عمر رضي الله عنه  قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما التفت يوم أحد يميناً ولا شمالاً إلا وأراها تقاتل دوني". كذا في الإصابة (4/479).

وأخرج ابن سعد من طريق الواقدي عن ضمرة بن سعيد  رضي الله عنه  قال: أُتي عمر بن الخطاب  رضي الله عنه  بمُروط، وكن فيها مِرط جيد واسع. فقال بعضهم: إن هذا المِرط لثمن كذا وكذا، فلو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن عمر صفية بنت أبي عبيد – وذلك حِدثان ما دخلت على ابن عمر رضي الله عنهما – فقال: أبعث به إلى من هو أحق به منها: أم عمارة نسيبة بنت كعب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما التفت يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني". كذا في كنز العمال (7/98).

- قتال صفية يوم أحد ويوم الخندق.

وأخرج ابن سعد عن هشام عن أبيه أن صفية رضي الله عنها جاءت يوم أحد وقد انهزم الناس وبيدها رمح تضرب في وجوجهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "يا زبير المرأة". كذا في الإصابة (4/439).

وأخرج ابن إسحاق عن عبادة قال: كانت صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها في فارغ – حصن حسان بن ثابت  رضي الله عنه  - قالت: وكان حسان معنا فيه مع النساء والصبيان، فمر بنا رجل من يهود فجعل يُطيف بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس بيننا وبين أحد يدفع عنا، رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون في نحور عدوهم لا يستطيعون أن ينصرفوا عنهم إلينا، إذ أتانا آتٍ، فقلت: يا حسان إن هذا اليهودي – كما ترى – يطيف بالحصن، وإنس والله – ما آمنه أن يدل على عورتنا من وراءنا من يهود، وقد شغل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأنزل إليه فاقتله. قال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب! والله لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. قالت: فلما قال لي ذلك ولم أر عنده شيئاً احتجزت، ثم أخذت عموداً، ثم نزلت من الحصن إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته. فلما فرغت منه رجعت إلى الحصن، فقلت: يا حسان انزل فاستلبه فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل. قال: ما لي حاجة يا ابنة عبد المطلب. كذا في البداية (4/108).

وأخرجه البيهقي (6/308) من طريق ابن إسحاق عن يحيى بن عباد ابن عبد الله بن الزبير عن أبيه رضي الله عنهما بنحوه، ثم أخرج  من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن صفية – رضي الله عنهم – مثله، وزاد فيه: قال: هي أول امرأة قتلت رجلاً من المشركين. وأخرجه أيضاً ابن أبي خيثمة، وابن مندة من رواية أم عروة بنت جعفر بن الزبير عن أبيها عن جدتها صفية رضي الله عنها، وابن سعد من طريق هشام عن أبيه، كذا في الإصابة (4/349). وأخرجه ابن عساكر من حديث صفية والزبير رضي الله عنهما – بمعناه، كذا في الكنز (7/99). وأخرجه أيضاً الطبراني (عن عروة) وأبو يعلى، والبزار عن الزبير  رضي الله عنه  (وإسنادهما ضعيف)، كذا في مجمع الزوائد (6/133).

- اتخاذ أم سليم خنجراً للقتال يوم حنين.

وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس قال: جاء أبو طلحة يوم حنين يضحك (إلى) رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: ألم تر إلى أم سليم معها خنجر؟! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أم سليم: ما أردت إليه؟" قالت: أردت إن دنا إلي أحد منهم طعنته به. كذا في كنز العمال (5/307). وأخرجه أيضاً ابن سعد بسند صحيح، كما في الإصابة (4/461). وعند مسلم عن أنس  رضي الله عنه  أن أم سليم رضي الله عنها اتخذت يوم حُنين خنجراً، فكان معها فرآها أبو طلحة، فقال: يا رسول الله: هذه أم سليم معها خنجر، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما هذا الخنجر؟" فقالت: اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك.

- قتل أسماء بنت يزيد تسعة يوم اليرموك.

وأخرج الطيراني عن مهاجر: أن أسماء بنت يزيد بن السَّكن بنت عمّ معاذ بن جبل رضي الله عنهما قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود فسطاط. قال الهيثمي (9/260): ورجاله ثقات. انتهى.

شواهد على مشاركة المرأة في نظم الشعر (نماذج من أبياتهن):
- أشعار صفية عمته عليه السلام.

وأخرج الطبراني عن عروة قال: قالت صفية، بنت عبد المطلب رضي الله عنها ترثي رسول الله صلى الله عليه وسلم :

لهف نفسي وبتّ كالمسلوب     أرقب الليل فعلة المحروب 

مــن همــوم وحســرة أرقتنــي   ليت أنـي سُقيتهــا بشعــوب

حين قالوا إن الرسول قد أمسى            وافقتــــه منيــــة المكتــوب

حيــن جئنــا لآل بيـت محمــــد   فأشـــاب القــذال أيّ مشيـب

حين رَيْنــا بيوتــه موحشــــات  ليس فيهن بعد عيش غريب

فعرانــي لــذاك حــزن طويـــل   خالط القلب فهو كالمــرعوب


-  وقالت أيضاً:

ألا يا رســول الله كنت رخاءنا   وكنت بنـا بــراً ولم تك جــافيــاً

وكان بنــا بـــراً رحيمــاً نبينـا    ليبك عليـك اليوم من كـان باكياً

لعمــري ما أبكـي النبي لموتـه  ولكن لهــرج كـــان بعدك آتيـــاً

كأن علـى قلبـي لفقـد محمــــد   ومن حبه من بعد ذاك المكـاويا

أفاطم صلـــى الله رب محمــــد  على جدث أمسي بيثرب ثـاويــاً

أري حســناً أيتمته وتــركتـــه   يبكي ويدعو جدّه اليوم نــائيـــاً

فدى لرســول الله أمي وخالتي  وعمي ونفسي قصره وعيــاليـاً

صبرت وبلغت الرسـالة صادقاً  ومت صليب الدين أبلج صــافيـاً

فلو أن رب العرش أبقاك بيننا   سعدنا ولكن أمره كـان مـاضيــاً

عليـك مــن الله السـلام تحيـة   وأدخلت جنات من العـدن راضياً.


شواهد من مشاركة المرأة في تسديد الحكام:
- ما وقع بين ابن عمر وأم المؤمنين حفصة بشأن دومة الجندل.

وأخرج الطبراني في الكبير عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما كان يوم الذي اجتمع فيه علي ومعاوية رضي الله عنهما بدومة الجندل، قالت لي أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها: إنه لا يجمُل بك أن تتخلف عن صلح يصلح الله به بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، أنت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمر ابن الخطاب. فأقبل معاوية يومئذ على بُختي عظيم فقال: من يطمع في هذا الأمر ويرجوه أو يمد له عنقه؟ قال ابن عمر: فما حدثت نفسي بالدنيا قبل يومئذ، ذهبت أن أقول: يطمع فيه من ضربك وأباك على الإسلام حتى أدخلكما فيه، فذكرت الجنة ونعيمها فأعرضت عنه. قال الهيثمي (4/208): رجاله ثقات، والظاهر أنه أراد صلح الحسن بن علي رضي الله عنهما ووهم الراوي. انتهى. وأخرجه ابن سعد (4/134) عن ابن عمر نحوه. وأخرج أيضاً عن أبي حُصين أن معاوية قال: ومن أحق بهذا الأمر منا؟ فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: فأردت أن أقول: أحق منك من ضربك وأباك عليه، ثم ذكرت ما في الجنان فخشيت أن يكون في ذلك فساد. وهن الزهري قال: لما اجتمع علي ومعاوية فقال: ومن كان أحق بهذا الأمر مني؟ قال ابن عمر: فتهيأت أن أقوم فأقول: أحق به من ضربك وأباك على الكفر فخشيت أن يظن بي غير الذي بي. (الخلافة).

شواهد من المشاركة في الترويح عن النفس والرياضة:
       روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف لها لتتفرج على الحبشة وهم يلعبون في المسجد ويزفنون (أي يرقصون) وكان خده على خدها.. وكان يشجع الأحباش قائلاً: "دونكم يا بني ارفده" وسابق رسول الله عائشة فسبقته ثم سابقها مرة أخرى فسبقها فقال: "هذه بتلك".

شواهد من مشاركة المرأة في بناء المسجد بنفسها:
 - اجتهاد زوجة عبد الله بن أبي أوفي في بناء المسجد النبوي.

وأخرج البرّاز عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال: لما توفيت امرأته جعل يقول: احملوها وارغبوا في حملها، فإنها كانت تحمل ومواليها بالليل حجارة المسجد الذي أسس على التقوى، وكنا نحمل بالنهار حجرين حجرين..

شواهد من مشاركة المرأة في التفقه والتفقيه:
   قول عائشة رضي الله عنها في سنن النبي عليه السلام.

أخرج مسلم عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم من التطوع، فقالت: كان يصلي قبل الظهر أربعاً في بيتي، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين. وكان يصلي بالناس المغرب ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين. وكان يصلي بهم العشاء ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين. وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر، وكان يصلي ليلاً طويلاً قائماً وليلاً طويلاً جالساً، فإذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ وهو قاعد ركع وسجد وهو قاعد، وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين ثم يخرج فيصلي بالناس صلاة الفجر.

قول عائشة في اهتمامه عليه السلام بقيام الليل.

أخرج أبو داوود وابن خزيمة عن عبد الله بن أبي قيس قال: قالت عائشة رضي الله عنها: لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً. كذا في الترغيب (1/401).

سؤال نساء الأنصار عن الدين وسؤال أم سليم له صلى الله عليه وسلم عن الاحتلام.

وأخرج ابن عبد البر في العلم (1/88) عن عائشة رضي الله عنها قالت: نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين ويتفقهن فيه.

شواهد من مشاركة المرأة في أمان الحربيين:
      ومن حقوق المرأة السياسية في الإسلام أنها إذا أجارت أو أمنت أحداً من الأعداء المحاربين نفذ ذلك، فقد قالت أم هانئ للنبي صلى الله عليه وسلم - وهي بنت عمه أبي طالب – يوم فتح مكة: إنني أجرت رجلين من أحمائي. فقال صلى الله عليه وسلم : "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ" وهذا حديث صحيح متفق عليه. وفي بعض الروايات أنها أجارت رجلاً فأراد أخوها علي كرم الله وجهه قتله فشكته إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأشكاها وأجاز جوارها. وفي حديث حسن عند الترمذي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن المرأة لتأخذ للقوم" أي تجير على المسلمين اهـ وفي معناه عن عائشة أم المؤمنين قالت: إن كانت المرأة لتجير على المؤمنين فيجوز. ونقل ابن المنذر أن المسلمين أجمعوا على صحة إجارة المرأة وأمانها.

شواهد من مشاركة المرأة في الأمر في المعروف والنهي عن المنكر:
      وما في الآية (71 من سورة التوبة) من فرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على النساء كالرجال يدخل فيه ما كان بالقول وما كان بالكتابة، ويدخل فيه الانتقاد على الحكام من الخلفاء والملوك والأمراء فمن دونهم، وكان النساء يعلمن هذا ويعملن به.

رأى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب تغالي الناس في مهور النساء حتى اتسعت دنياهم في عصره فخاف عاقبة ذلك وهو ما يشكو منه الناس منذ عصور، فنهى الناس أن يزيدوا فيها على أربعمائة درهم، فاعترضت له امرأة من قريش، فقالت: أما سمعت ما أنزل الله؟ يقول: {... وءاتيتم إحداهن قنطاراً فلا تأخذوا منه شيئاً} فقال: اللهم غفراً، كل الناس أفقه من عمر. وفي رواية أنه قال: امرأة أصابت وأخطأ عمر. وصعد المنبر وأعلن رجوعه عن قوله.


عرض الكل
moncler