الحمد لله الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم ، والصلاة والسلام على معلم الناس الخير ، وهاديهم الى سواء السبيل ، وبعد :
إن من آيات خلق الله ، أنه خلق الانسان في أحسن تقويم .. والى ذلك كانت اللفتة القرآنية المعبرة في حوار موسى وفرعون قوله تعالى :{ قال فمن ربكما ياموسى * قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} والانسان ميسرلما خلق له من خلال هذه الفطرة [البرمجة الربانية ] .
وما يجري اليوم من محاولة تغييرخلق الله ، بواسطة التحكم بالمواصفات الجينية ، واجراء تعديلات عليها وعلى الأخرى الوراثية ، هو في الحقيقة اعتداء صارخ على فطرة الله تعالى .. والى أمثال هذه المحاولات جاء قوله عز وجل في سورة النساء :{ لعنه الله ، وقال لأ تخذن من عبادك نصيبا مفروضا *ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان النعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ، ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا } النساء 118و119
محاولات شتى لتغيير خلق الله
ولقد دأب الانسان منذ فجر التاريخ على اجراء محاولات لتغيير خلق الله ، حيث جاءت جميعها سلبية ، ومسببة بالكثير من المخاطر والعيوب ..
جرب الانسان الجراحات المختلفة لتغيير المكونات الجنسية ؟
وعمل على تغيير لون البشرة ، كما فعل المغني المشهور جاكسون فذاق وبال أمره ، وبات رهين نظام صارم ، وحبيس مكان محدد ـ أعد له كجزء من العلاج ـ ليس بمقدوره البقاء طويلا خارجه؟
عمل الانسان على تغيير أشكال والوان العيون والرموش والحواجب والشعر بشتى الطرق والوسائل ، إمعانا في تغيير ما خلق الله وهو أحسن الخالقين ؟
الذرائع والأهداف
هنالك ذرائع كثيرة يتذرع بها العلماء والباحثون لمثل هذه العمليات ، كالاستخدامات الطبية والتحسينية والتجميلية وما شابه ذلك ، إنما تبقى هنالك خلفية خبيثة تحاول أن تنفي من خلال ذلك وجود الله وتثبت قدرة الانسان على الخلق ، وأن لا اله والحياة مادة ؟ هذا فضلا عن النتائج المخيفة التي يمكن أن يحدثها التلاعب الجيني في التكوين العضوي والنفسي ؟
إن الاعجاز القرآني أشار الى محاولات تغيير خلق الله ، والاعتداء على فطرة الخلق ، منذ اربعة عشر قرنا ، فقال تعالى في محكم التنزيل :{ قل من رب السموات والارض ، قل الله . قل افأتخذتم من دونه اولياء ، لايملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ، قل هل يستوي الأعمى والبصير ، أم هل تستوي الظلمات والنور ، أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه ، فتشابه الخلق عليهم ، قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار } الرعد 16
فتحي يكن
ملحوظة: للتوسعة والتفصيل يمكن العودة الى كتابنا [ تحديات من القرن الحادي عشر في ضوء فقه الفطرة ] إضافة الى الكتب والبحوث الاسلامية الاخرى التي تناولت هذا الموضوع .
الاحد 15رجب 1423هـ / الموافق 22 أيلول 2002 م |