الاسلام دين الفطرة [10] فطرة إطعام السائمة، وتحدي الاعلاف المصنعة، ومرض جنون البقر ؟
إن من الفطرة التي فطر الله السائمة عليها ، أن جعلها تأكل وتقتات من الاعشاب والنباتات، وليس من اللحوم التي أختصت بها الوحوش المفترسة والكواسر من الطير ، وذلك مصداقا لقوله تعالى :{ وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر } الانعام 146
فعندما وقعت مخالفة هذه الفطرة ، وقدمت للآبقار خلطات وأعلافا مصنعة من لحوم وعظام الحيوانات النافقة أو المذبوحة ، كانت النتيجة المخيفة ، ظهور ما عرف [ بجنون البقر ؟] وصدق الله تعالى حيث يقول :{ اولم يروا أنا نسوق الماء الى الأرض الجرز ، فنخرج منه رزقا تاكل منه أنعامهم وانفسهم ، افلا يبصرون]السجدة 27، ويقول في موضع آخر :{ وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به ازواجا من نبات شتى ، كلوا وارعوا انعامكم ، إن في ذلك لآيات لأولي النهى } طه 146
هذا الخروج على فطرة الخالق سبحانه ، أورد البشرية موارد التهلكة، لن يكون آخرها مرض جنون البقر، وانما تتابعت الحلقات حتى طالت الخراف وغيرها من الماشية ـ
وفي بريطانيا وبعد دراسات دقيقة لخلفية ما يجري تبين للمحققين أن عظام الحيوانات وسقطها تطحن وتقدم كمكملات بروتينية في علف الأبقار والخراف ؟
وفي عام 1988 حظرت الحكومة البريطانية إضافة هذه النفايات المسحوقة الى علف الأبقار ، الا أن هذا الحظر لم يتم الالتزام به ، حيث تفاقمت الامور بعد ذلك واستشرى المرض بين الابقار ، وبات يهدد بالانتقال الى الانسان نفسه .
وفي تموز 1996 صرح العلماء عن احتمال انتقال مرض جنون البقر الى الانسان ، عن طريق اكل أنسجة الدماغ والحبل الشوكي والمصران . ومن القائلين بهذه النظرية البروفسور [ ريتشارد لايسي ] أخصائي علم الجراثـــيم في جامـــعــة[ايدز]
وفي نفس العام [ 1996 اكتشف العلماء وجود علاقة بين مرض الجنون البقري ومرض [ كروتزفلت – جاكوب ] أي التهاب الدماغ الاسفنجي الذي يصيب الانسان ؟
وهكذا فان العلماء وضعوا خطوطا اساسية للتخلص من هذا الوباء ، تقتضي العودة الى الفطرة ، ومن هذه الشروط والخطوات :
التأكيد على تطبيق قرار منع استخدام الأعلاف الحيوانية المصنعة والتي أدخل اليها لحوم وعظام وفضلات مختلف .
إعدام الحيوانات المصابة الذي كبد بريطانيا خسائر فادحة تفوق قيمتها الثلاثين مليار دولار ؟
إن في ذلك لعبرة فهل من معتبر ؟ سبحانه وتعالى عما يشركون .. فتحي يكن السبت 14رجب 1423هـ / الموافق 21 أيلول 2002 م |