والاسلام إذ يحرص على الفطرة في كل شيء ، فانه أحل الطيبات وحرم الخبائث .. فمن أتى الطيبات فقد أتى الفطرة ، ومن قارف الخبائث فقد خالف الفطرة ..
ففي المأكل والمشرب ، جاء قوله تعالى :{ يا أيها الناس كلوا من طيبات ما رزقناكم ] البقرة 168 وقوله : { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } الأعراف 32
والاسلام – من خلال اعتماد منهج الفطرة – حرم القليل من المآكل والمشارب لضررها القاطع على الانسان ، والذي جرى اثباته علميا بعد اربعة عشر قرنا من ظهور الاسلام ، كأكل الميتة والدم ولحم الخنزير، حيث قال الله تعالى في كتابه :{ إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ، وما أهل به لغير الله } البقرة 173 وفي أية أخرى جاء قوله تعالى أكثر تفصيلا ، حيث قال :{ حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ، وما أهل لغير الله به ، والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة ، وما أكل السبع .. } المائدة 3
وحرم الاسلام أكل الحيوانات المفترسة والطيور الكاسرة والتي تقتات من اللحوم ، فقال تعالى :{ وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ، ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومها ، الا ما حملت ظهورهما ، أو الحوايا ، أو ما اختلط بعظم ، ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون } الانعام 146
إن مخالفة الفطرة المتجلية في تحريم أكل لحم الخنزير ، نتج عنها مضار صحية وجنسية خطيرة ، منها ذهاب الغيرة بين الزوجين ، وإقامة علاقات جنسية مشتركة مع الآخرين ، وهي من الخصال الخنزيرية الثابتة علميا ..
جاء في تفسير أيات تحريم أكل لحم الخنزير ، للاستاذ محمد على صابوني [ لقد اكتشف الاطباء أن لحم الخنزير يحمل جراثيم شديدة الفتك ، كما أن المتغذي من لحم الخنزير يكتسب من طباع ما يأكله ، والخنزير فيه الكثير من الطباع الخبيثة ، اشهرها عدم الغيرة والعفة ] تفسير آيات الأحكام
ويقول الشهيد سيد قطب في " الظلال" :[ والخنزير بذاته منفر للطبع النظيف القويم ، وقد حرمه الله منذ ذلك الأمد الطويل ، ليكشف علم الناس منذ قليل ،أن في لحمه ودمه وأمعائه دودة شديدة الخطورة ، هي الدودة الشريطية وبويضاتها المتكبسة ]
وصفوة القول في مضار الخنزير : أن العلم الحديث أثبت أن فيه الكثير من الأ ضرارمن ذلك :
تكاثر الديدان في لحمه ودمه .
أنه ناقل لمرض الترخينا .
يحمل دودة الشعرة الحلزونية بسبب أكله الفئران الميتة .
لحمه أعسر اللحوم هضما .
يسبب ارتفاعا في نسبة الجليساريد في بلازما الدم .
يسبب ارتفاع نسبة الكوليترول في الجسم .
من هنا تبدو عظمة الاسلام كمنهج فطرة ، فيه أمن الانسان وأمانه من كل المخاطر والمفاسد والمهالك { الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟ } بلى .. سبحانه وتعالى عما يشركون ، وصلى الله على سيدنا محمد ـ وعلى آله وصحبه وسلم . فتحي يكن الأحد 8 رجب 1423هـ / الموافق15 أيلول 2002 م |