{ فأقم وجهك للدين حنيفا ، فطرة الله التي فطر الناس عليها ، لا تبديل لخلق الله ، ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون }الروم 30 الحمد لله على نعمة الاسلام ، وكلمة الاخلاص ، وعلى دين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلى ملة أبينا إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين ، وبعد : فتحت عنوان [ الاسلام دين الفطرة ] ساتناول – بعون الله – عددا من المكونات الفطرية التي بها تستقيم البشرية وتسعد ، وبدونها تضل وتشقى ..
والفطرة الأولى التي سأتناولها في كلمة اليوم هي فطرة الايمان بالله تعالى وتوحيده وتنزيهه ، وإفراده بالعبودية والربوبية والحاكمية .
فالله تعالى خلق الانسان ، وجعل الايمان به فطرة أساسية أصيلة في خلقه ، حيث قال :{ وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم ، وأشهدهم على انفسهم، الست بربكم ، قالوا بلى شهدنا } الأعراف 172
وفي الصحيحين ، عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ، كالبهيمة تنتج بهيمة جمعاء ، هل ترى فيها من جدعاء }
من نواقض الفطرة
من هنا ، كان كل معتقد يخرج عن دائرة الايمان بالله ، مناقضا للفطرة مصادما لها، مؤديا الى حدوث خلل كامل في التصورالسليم ، والى مفاسد وأضرار جسيمة في سلوك الانسان وواقع حياته ؟
وتبعا لهذا الخلل الفطري ، تتكاثر التداعيات الفكرية والثقافية والعقيدية ..
- فالشيوعية التي تنكر وجود الله ، وتؤمن بمقولة [ لا اله والحياة مادة ] هي واحدة من هذه التداعيات .
- والعلمانية التي تنادي بفصل الدين عن الدولة ، وأن ما لقيصر لقيصر وما لله لله ، هي الأخرى كذلك .
- والدهرية التي تنكر الغيبيات واليوم الآخر والحساب ، قائلة [ إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر ] هي ايضا من نفس الفصيل .
- والطبيعيون الذين يؤمنون بالطبيعة مصدرا للحياة ، وينكرون كل ما عدا ذلك ، هم على غرار اولئك .
نتائج الكفران بالله
أما ما يحدث نتيجة الخروج على فطرة الايمان بالله فاكثر من أن يحصى، من المشكلات الاجتماهية والأمراض النفسية والأفعال الجرمية ـ من ذلك :
- انتشار المفاسد وشيوع الفواحش .
- وتعاظم الجرائم .
- وتكاثر حوادث الانتحار .
- وتفاقم الأمراض النفسية والعصبية .
- وظهور منظمات لعبادة الشيطان .
ومن يتتبع الدراسات والاحصاءات التي تقوم بها مؤسسات متخصصة في هذا المجال، يدرك مدى حجم المأساة التي يتسببها الخروج على فطرة الايمان بالله ، في حين يظهر العكس من هذا تماما لدى المؤمنين ، وفي حياتهم وسلوكهم ، وصدق الله حيث يقول :{ الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، الا بذكر الله تطمئن القلوب } الرعد 28
فتحي يكن الثلاثاء 26 جمادى الثانية 1423هـ الموافق 3 ايلول [ سبتمبر ] |