louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


  فقهيات اقتصادية | الأعباء الاقتصادية تثقل كاهل الدعاة


يبدو أن مشكلة انشغال الدعاة بأعباء الحياة والتزاماتها، من أكثر وأكبر ما يعاني منه الدعاة في حياتنا المعاصرة، ولا عجب في ذلك، لأنها مشكلة تضافرت عليها أسباب عدة: القوة الخارجية، الفكر التطوعي الخيري، الحرص على الحياة، غياب ترتيب الأولوية.
 
يقول د. فتحي يكن: " هذه المشكلة تعتبر من المشكلات المنتشرة في كل مكان، وبخاصة في بلدان ما يسمى بالعالم الثالث."
 

إن من الأساليب المعتمدة لاستعباد العالم الإسلامي ومن الأسلحة المشرعة في مواجهة خطى (الإنهاض) و(الاستنهاض) وحركات (التنمية والتحرر والإعتاق) من أسر الولاء للقوى الدولية.. إبقاء حالة الفقر والعوز والجهل في معظم دول العالم الإسلامي، وما شهدته (ماليزيا وإندونيسيا، وتركيا، والسودان، وأفغانستان، وتركيا، وغيرها..) يحمل الكثير من الدلائل على ذلك.
 
هذه المشكلة أصابت فيما أصابته الساحة الإسلامية التي لا تزال تعتمد في معظم نشاطاتها على عنصر التطوع وليس على التفرغ، لما يتطلبه ذلك من ميزانيات ضخمة غير متوافرة.. وحتى في البلاد المزدهرة اقتصادياً فإن الحرص على الحياة بات يدفع بنسب كبيرة من العاملين في الحقل الإسلامي إلى بذل مجهودات أكبر لزيادة دخلهم، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، وهو حتماً سيكون على حساب الدعوة والتربية والنبض الإسلامي العام".


يضاف إلى هذه الأسباب سبب هام آخر وهو غياب ترتيب الأولويات، فترانا تأخذنا العديد من الأمور الأقل أهمية عن قضايانا الهامة الأساسية، فتجد اتجاهات الكثير من الدعاة تسير نحو نقاش الظواهر والعوارض مع إغفال أساس المرض وأسبابه، ومع اعترافنا جميعا بضيق الوقت، يصل بنا الحال إلى الاستغراق في الثانويات ونسيان الأساسيات.

فهذه هي المشكلة وهذه أسبابها يبقى أن نتحدث في وسائل معالجتها.
 
اول الوسائل : ما يتعلق بالمنهج التربوي الذي يجعل الهم الإسلامي مقدماً على كل الهموم الأخرى.. مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم "من جعل الهمَّ همًّا واحداً همّ آخرته، كفاه الله عزَّ وجلَّ ما همَّه من أمر الدنيا" شعب الإيمان.


نعم يحتاج الدعاة في منهجهم التربوي إلى أن يقدموا الهمّ الإسلامي على كل الهموم، وبعبارة أخرى أن يجعلوا الإسلام أولويتهم الأولى، ليس هذا فقط بل وأن يجعلوا الاشتغال بقضاياه الأساسية من تثبيت أمور العقيدة والارتباط بالله سبحانه مع توضيح معناها الكامل الشامل بشقيه التعبدي والتفاعلي، والتأكيد على أن المسلم شخصية إيجابية فعالة لا سلبية خاملة، مع التطرق إلى وجوب توحيد المسلمين وعدم تفرقهم وتشرذمهم، وغير ذلك، أن يجعل الدعاة هذه القضايا هي شغلهم الشاغل وهمَّهم الأول.


ثاني وسائل المعالجة: ما تفضل به د. فتحي يكن: "ومن خطوات المعالجة: المنهج الاقتصادي الذي يوفّر للعمل الإسلامي إمكانات "التفرغ" للكثير من الإمكانات النوعية التي يحتاجها العمل في كل المجالات."

 وهو كلام حقٌّ ولا شك، وهذه النقطة على درجة عالية من الأهمية، لأنها جزء من منظومة فهمها المسلمون خطأ منذ أمد بعيد، هذه المنظومة تقول أن العمل للإسلام عملٌ خيريٌّ تطوعيٌّ محض، استناداً إلى أحاديث تنهى عن أخذ الأجرة على تعليم القرآن الكريم، كالحديث الذي رواه أحمد والبيهقي وعبد الرزاق، والبزار في مسنده وصححه، عن عبد الرحمن بن شبل أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به".


وبناء على فتاوى عديدة بتحريم أخذ الأجر أو المال على الطاعات والقربات كالعلم وقراءة القرآن الكريم، وكان من الطبيعي أن يشمل هذا التحريم أخذ العاملين في الدعوة للأجر.

وينبغي هنا تأصيل هذه المسألة شرعاً حتى تكون الأمور على بينة، روى البخاري وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيهم لديغ أو سليم-أي لدغه ثعبان- فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال هل فيكم من راقٍ إن في الماء رجلا لديغا أو سليما؟ فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاءٍ، فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك، وقالوا: أخذت على كتاب الله أجراً؟ حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله"، وروى مسلم رواية قريبة من هذه الرواية.


قال الإمام ابن حجر في تعليقه على الحديث: "وفي الحديث جواز الرقية بكتاب الله، ويلتحق به ما كان بالذكر والدعاء المأثور، وكذا غير المأثور مما لا يخالف ما في المأثور" وأصل الإمام النووي المسألة في تعليقه على الحديث: "‏هذا تصريح بجواز أخذ الأجرة على الرقية بالفاتحة والذكر، وأنها حلال لا كراهة فيها، وكذا الأجرة على تعليم القرآن، وهذا مذهب الشافعي ومالك وأحمد وإسحاق وأبي ثور وآخرين من السلف ومن بعدهم، ومنعها أبو حنيفة في تعليم القرآن، وأجازها في الرقية".

فالمسألة إذن فيها اختلاف في تعليم القرآن فقط، وفيها اتفاق كامل في ما عدا ذلك، فما بالنا نتوسع في التحريم والمنع؟

وما يؤكد مقصدنا في المسألة الواقع الذي نراه ونشاهده، من ثقل أعباء الحياة والتزاماتها، فهل نطمع في     يبدو أن مشكلة انشغال الدعاة بأعباء الحياة والتزاماتها، من أكثر وأكبر ما يعاني منه الدعاة في حياتنا المعاصرة، ولا عجب في ذلك، لأنها مشكلة تضافرت عليها أسباب عدة: القوة الخارجية، الفكر التطوعي الخيري، الحرص على الحياة، غياب ترتيب الأولوية.
 
يقول د.فتحي يكن: " هذه المشكلة تعتبر من المشكلات المنتشرة في كل مكان، وبخاصة في بلدان ما يسمى بالعالم الثالث.

إن من الأساليب المعتمدة لاستعباد العالم الإسلامي ومن الأسلحة المشرعة في مواجهة خطى (الإنهاض) و(الاستنهاض) وحركات (التنمية والتحرر والإعتاق) من أسر الولاء للقوى الدولية.. إبقاء حالة الفقر والعوز والجهل في معظم دول العالم الإسلامي، وما شهدته (ماليزيا وإندونيسيا، وتركيا، والسودان، وأفغانستان، وتركيا، وغيرها..) يحمل الكثير من الدلائل على ذلك.

هذه المشكلة أصابت فيما أصابته الساحة الإسلامية التي لا تزال تعتمد في معظم نشاطاتها على عنصر التطوع وليس على التفرغ، لما يتطلبه ذلك من ميزانيات ضخمة غير متوافرة.. وحتى في البلاد المزدهرة اقتصادياً فإن الحرص على الحياة بات يدفع بنسب كبيرة من العاملين في الحقل الإسلامي إلى بذل مجهودات أكبر لزيادة دخلهم، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، وهو حتماً سيكون على حساب الدعوة والتربية والنبض الإسلامي العام".
 
يضاف إلى هذه الأسباب سبب هام آخر وهو غياب ترتيب الأولويات، فترانا تأخذنا العديد من الأمور الأقل أهمية عن قضايانا الهامة الأساسية، فتجد اتجاهات الكثير من الدعاة تسير نحو نقاش الظواهر والعوارض مع إغفال أساس المرض وأسبابه، ومع اعترافنا جميعا بضيق الوقت، يصل بنا الحال إلى الاستغراق في الثانويات ونسيان الأساسيات.

فهذه هي المشكلة وهذه أسبابها يبقى أن نتحدث في وسائل معالجتها وأول هذه الوسائل ما قاله د.فتحي يكن: " إنها مشكلة تحتاج لمعالجتها إلى خطوات متعددة:
- منها ما يتعلق بالمنهج التربوي الذي يجعل الهم الإسلامي مقدماً على كل الهموم الأخرى.. مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم "من جعل الهمَّ همًّا واحداً همّ آخرته، كفاه الله عزَّ وجلَّ ما همَّه من أمر الدنيا" شعب الإيمان.

نعم يحتاج الدعاة في منهجهم التربوي إلى أن يقدموا الهمّ الإسلامي على كل الهموم، وبعبارة أخرى أن يجعلوا الإسلام أولويتهم الأولى، ليس هذا فقط بل وأن يجعلوا الاشتغال بقضاياه الأساسية من تثبيت أمور العقيدة والارتباط بالله سبحانه مع توضيح معناها الكامل الشامل بشقيه التعبدي والتفاعلي، والتأكيد على أن المسلم شخصية إيجابية فعالة لا سلبية خاملة، مع التطرق إلى وجوب توحيد المسلمين وعدم تفرقهم وتشرذمهم، وغير ذلك، أن يجعل الدعاة هذه القضايا هي شغلهم الشاغل وهمَّهم الأول.

ثاني وسائل المعالجة: ما تفضل به د. فتحي يكن: "ومن خطوات المعالجة: المنهج الاقتصادي الذي يوفّر للعمل الإسلامي إمكانات "التفرغ" للكثير من الإمكانات النوعية التي يحتاجها العمل في كل المجالات."

 وهو كلام حقٌّ ولا شك، وهذه النقطة على درجة عالية من الأهمية، لأنها جزء من منظومة فهمها المسلمون خطأ منذ أمد بعيد، هذه المنظومة تقول أن العمل للإسلام عملٌ خيريٌّ تطوعيٌّ محض، استناداً إلى أحاديث تنهى عن أخذ الأجرة على تعليم القرآن الكريم، كالحديث الذي رواه أحمد والبيهقي وعبد الرزاق، والبزار في مسنده وصححه، عن عبد الرحمن بن شبل أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: "اقرءوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به".
وبناء على فتاوى عديدة بتحريم أخذ الأجر أو المال على الطاعات والقربات كالعلم وقراءة القرآن الكريم، وكان من الطبيعي أن يشمل هذا التحريم أخذ العاملين في الدعوة للأجر.
وينبغي هنا تأصيل هذه المسألة شرعاً حتى تكون الأمور على بينة، روى البخاري وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيهم لديغ أو سليم-أي لدغه ثعبان- فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال هل فيكم من راقٍ إن في الماء رجلا لديغا أو سليما؟ فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاءٍ، فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه، فكرهوا ذلك، وقالوا: أخذت على كتاب الله أجراً؟ حتى قدموا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله"، وروى مسلم رواية قريبة من هذه الرواية.
 
قال الإمام ابن حجر في تعليقه على الحديث: "وفي الحديث جواز الرقية بكتاب الله، ويلتحق به ما كان بالذكر والدعاء المأثور، وكذا غير المأثور مما لا يخالف ما في المأثور"

وأصل الإمام النووي المسألة في تعليقه على الحديث: "‏هذا تصريح بجواز أخذ الأجرة على الرقية بالفاتحة والذكر، وأنها حلال لا كراهة فيها، وكذا الأجرة على تعليم القرآن، وهذا مذهب الشافعي ومالك وأحمد وإسحاق وأبي ثور وآخرين من السلف ومن بعدهم، ومنعها أبو حنيفة في تعليم القرآن، وأجازها في الرقية".
فالمسألة إذن فيها اختلاف في تعليم القرآن فقط، وفيها اتفاق كامل في ما عدا ذلك، فما بالنا نتوسع في التحريم والمنع؟

وما يؤكد مقصدنا في المسألة الواقع الذي نراه ونشاهده، من ثقل أعباء الحياة والتزاماتها، فهل نطمع في إعادة الدعاة النظر في مسألة التفرغ للدعوة، وأن نأمل في أن يرفع الدعاة حرجهم من ذلك، فـ "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، والقيام بالدعوة على وجهها الأفضل واجب، وهذا لا يتم إلا بالتفرغ.
 
وهل تحاول المؤسسات الإسلامية تحويل كونها مؤسسات خيرية إلى أن تكون مؤسسات استثمارية، تحافظ على سمتها الإسلامي الإيماني، وتقوم بالصرف على التزاماتها بنفسها دون انتظار لمتبرع، أو خوف عدم استمرار عمل لعدم الوفاء المادي؟

خطوة ثالثة لعلاج المشكلة تكمن في دعوة جميع الدعاة إلى الانتباه إلى عدم استغراقهم في الحياة، إذ قد ننساق دون أن نشعر إلى ما يسير عليه الناس اليوم، فتستهلكنا وتستغرقنا طلبات الدنيا، ولا نستطيع بعد ذلك الفكاك عنها، فهل يمكننا أن ننتبه لذلك، وأن نأخذ من الدنيا ما يكفينا وأهلنا دون الإغراق فيها؟

خطوة رابعة نحتاجها كثيراً في ظل الانشغالات والالتزامات، وهي "ترتيب الأولويات"، وهي نقطة هامة حساسة، يقول متخصصو الإدارة دائماً: "نظم وقتك ورتب أولوياتك بأن تبدأ بالأهم فالمهم" ووالله لنحن كمسلمين أولى بذلك، لأن ديننا قد بني على ذلك، فالله تعالى لم يفرض الجهاد على المسلمين إلا بعد أن ثبت فيهم أمر العقيدة، ولم يأمر ربنا سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم في بداية دعوته إلا بأن يدعوهم لأن يقولوا "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، فإذا فعلوا ذلك جاء دور العبادات، بل إن الصلاة لم تفرض إلا حين أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم، بعد سنوات من بعثته صلى الله عليه وسلم.

خلاصة الأمر في هذه النقطة: أن على الدعاة مراعاة ترتيب الأولويات، وألا يشتغلوا بالمفضول عن الفاضل، فالوقت هو الحياة، والوقت يسير ولا يتوقف أبداً، ولو تلكأنا قليلاً لفقدنا الكثير، فما بالنا نتلكأ ونحن محملون بالأعباء، ولا نقف عند ذلك بل نسلك الطريق الخطأ؟

بعضاً من الحرص إخواني الدعاة.. بعضاً من تنظيم الوقت.. بعضاً من التخفف من ملاهي الدنيا.. وأخيراً بعضاً من ترتيب الأولويات.. والله معكم وهو حسبنا وحسبكم سبحانه... المحرر.


عرض الكل
moncler