ومن شعارات الحركة الاسلامية ، شعار : الجهاد سبيلنا ، وهو الشعار الذي يحدد طبيعتها ومنهجها .. فهي ليست جماعة نظريات ، تكتفي بعرضها ونشرها بين الناس ـ وإن كان ذلك من وسائلها ـ وانما هي تعمل على ترجمة هذه الافكار والنظريات في واقع الحياة ، عبر حركة جهادية يومية على كافة الصعد .
. فهي على ثغرة من الجهاد التربوي لتكوين جيل رباني يعيش الاسلام وللاسلام . إنه جهاد النفس الأمارة بالسوء حتى تستقيم وتسلم أمرها لله رب العالمين .. إنه الجهاد الأكبر، كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بعد عودتهم من إحدى الغزوات ، حيث قال { قدمتم خير مقدم ، وقدمتم من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر ، مجاهدة العبد هواه } رواه الخطيب البغدادي .. ثم هو مناط سنة التغيير المعنية بقوله تعالى { إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }
. وهي على ثغرة من الجهاد الاجتماعي : تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتدعو الناس الى الاسلام ، وتمشي في حاجتهم ، تنفس من كربهم ، وتقضي حوائجهم ، وتعين ضعيفهم ومظلومهم ، إستجابة لقول الرسول صلى عليه وسلم { الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، القائم الليل ، الصائم النهار } ثم هي تكافح بكل ما لديها لتحقيق العدل والمساوة ، وضمان حرية الناس وحقوقهم .
. وهي على ثغرة من الجهاد السياسي ، لتمكين الاسلام من الحكم وبلوغ مواقع القرار وتحقيق التغيير والاصلاح المنشود ، حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله . فهي تؤمن أن صلاح الناس من صلاح قادتهم وأمرائهم ، مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم { صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس ، وإذا فسدا فسد الناس : العلماء والأمراء } رواه ابو نعيم في الحلية .. كما أنها تدرك ما أدركه الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال { إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ]
ثم إنهاعلى ثغرة من ثغرات الجهاد الحسي في مواجهة أعداء الله ، وبخاصة في زمن تعربد فيه الصهيونية العالمية ، وتتآمر فيه القوى الباغية في كل مكان على الاسلام والمسلمين في كل مكان .
وزبدة القول وخلاصته لدى الحركة الاسلامية ، أن الجهاد ـ كما قضى الاسلام ـ ماض الى يوم القيامة .. وأنه طريق العزة والكرامة ، وأن تعطيل هذه الفريضة ، يغري أعداء الله بالمسلمين ـ كما هو ماثل اليوم في فلسطين والشيشان وكشمير وغيرها،مستذكرة قول من قال {ماترك قوم الجهاد في سبيل الله إلا ذلوا }
والله أكبر ولله الحمد فتحي يكن
الثلاثاء 19 جمادى الثانية 1423هـ
الموافق 27 آب [ اغسطس]2002م |