أحمدك ربي لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك ، واصلى واسلم على أشرف خلقك ، سيدنا وشفيعنا وقرة أعيننا محمد بن عبدالله ، المبعوث رحمة للعالمين ، بلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق الجهاد ، ونحن على ذلك من الشاهدين . وبعد:
فنحن حركة لها شعاراتها الثابتة التي تختصر المضمون العقائدي والفكري والسياسي لمشروعها الاسلامي .
وشعارات هذه الحركة لم توضع لتبقى فارغة من المضمون ، بعيدة عن المحتوى ، وإنما اختيرت بدقة ، لتذكر دائما بالثوابت ، على المستويين النظري والعملي ، وفي كل حين ..
الله غايتنا
فشعار [ الله غايتنا ] يجب أن يشدنا باستمرار الى تجريد أعمالنا لله تعالى من كل زغل ورياء . فهو سبحانه أغنى الأغنياء عن الشرك ، ولا يقبل من الأعمال إلا ما صفا منه وخلص .
ثم إن من مقاصد هذا الشعار : أن يربط كل أعمالنا وخطواتنا ومشاريعنا بغايتها الاساسية ، وهي رضاء الله تعالى .
فالحركة اليومية ، في محيط الاسرة والمجتمع .. والنشاطات المختلفة ، المعيشية والتربوية والدعوية والتجارية والنقابية والسياسية وغيرها ، تغدو وسائل مأجورة لخدمة غاية مبرورة ، يشملها قوله تعالى :{ قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين }
وشعار [ الله غايتنا ] يجب أن يجعلنا في معية الله تعالى في جميع أحوالنا .. في عسرنا ويسرنا ، وضعفنا وقوتنا ، وفي سرنا وعلانيتنا .
فهو يذكرنا ـ إن نسينا ـ بأن الولاء لله ، والبراء الى الله ، والاخوة في الله ، والجهاد في سبيل الله ، وأنه لاحول لنا ولا قوة الا بالله .{ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ، ولا خمسة إلا هو سادسهم ، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ، ثم ينبؤهم بما عملوا يوم القيامة ، إن الله بكل شيء عليم }
ثم إن شعار [ الله غايتنا ] بجب أن يعصمنا من ضلال من ضل ، وانحراف من انحرف ، وفتور من فتر ،وقعود من قعد ، كائنا من كان وما كان ؟
إن البعد العقائدي والأثر الايماني لهذا الشعار عَصَم ـ بفضل الله ـ المسلمين من الفتنة والضياع لحظة وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث صدح بها صوت سيدنا ابي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه مذكرا ومحذرا ومنذرا { وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل ، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا ، وسيجزي الله الشاكرين }
وإن هذا البعد الإيماني هو الذي عصم خالد بن الوليد من فتنة حظ النفس ، عندما وصله أمرالخليفة عمر بن الخطاب بإعفائه من منصبه القيادي ، حيث قال : سمعا وطاعة .. فأنا أعمل لوجه الله وليس لوجه عمر .
وفقنا الله جميعا لترجمة هذا الشعار الى مضمون عملي وواقع معاش في حياتنا اليومية ، وعلى كل صعيد .
والله اكبر ولله الحمد
السبت 16 جمادى الثانية 1423 هـ
الموافق 24 آب [ اغسطس] 2002م |