المراقب لما يجري داخل الساحة الاسلامية وباسم الاسلام يري العجب العجاب ، مما يرفضه الاسلام ، ويأباه العقل السليم ، فضلا عن تصادمه مع المصلحة الاسلامية العليا ؟
فالساحة الاسلامية تشهد في كل يوم ولادات جديدة لجماعات وتنظيمات وجمعيات وفرق لامبرر لقيامها ولا مسوغ لولادتها ، لكونها لم تأت بجديد ، وانما كانت تكرارا لما سبقها ؟
والأغرب من كل ذلك اصطناع مبررات شرعية لمثل هذه الظاهرة المرضية ، وتقديم تأويلات قرأنية لاستساغتها وقبولها ، ومن قبل علماء ومفتين ، وصل بعضهم الى حال الاستدلال بقوله تعالى في سورة هود : { ولو شاء ربك لجعل الناس أمةواحدة ، ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ، ولذلك خلقهم ، وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين } الآيات 118 و 119 ، واعتبار ذلك امرا واقعا ، وقدرا محتوما ، بالرغم من وضوح وبينة جانب الاستثناء الصحي في الآية المذكورة :{ إلآ من رحم ربك } مما يوجب التشبث بالاستثناء وليس بالحالة المرضية العامة ؟
ولو أن ظاهرة التعددية برئت من العصبية والحقد والانانية والصراع ـ ولن تبرأ ـ لهان الأمر ، ولكنها تسببت باشاعة الفتن والعداوات والتصفيات ـ حتى الجسدية ـ بينها ، مما اغرى بها أعداءها ، وجعلها هدفا سهل الاختراق ، سهل التسخير ، وسهل التصفية أخيرا ؟
والمسلمون بعامة ، باتوا في حيرة من أمرهم حيال هذا السيل العرم من الاسماء والمسميات الاسلامية .. ترُى من يصدقون ، وبمن يثقون ، ومع من يتعاونون ؟؟ والنتيجة : الشك والريبة ، وعدم الثقة والاطمئنان ، وبروز ظاهرة التراجع والانكفاء في قواعد الفئات والتنظيمات الاسلامية بشكل عام ، والمسلمون معذورون في ذلك الى حد كبير ؟
والذي أود أن أقوله بكل صدق ، وأرفع الصوت به بكل قوة :
أن التعددية باتت خلافا بلا أدب ؟
واختلافا بدون علم ؟
وتكاثرا من غير مبرر ..
وخرقا مخيفا في خاصرة الساحة الاسلامية من قبل أعدائها في الداخل والخارج ؟
أخيرا وليس آخرا اقول : إن هذا الحال الذي عليه الساحة الاسلامية ، لاشرعية ولا مبرر له ، بل إن شرع الله بريء منه ، وعواقبه وخيمة عاجلا وآجلا , وحسبنا أن نستعرض ما جرى في افغانستان ، وما يجري في الجزائر ، وما لايزال يجري هنا وهناك وهنالك ؟
نسأل الله تعالى أن يعيننا على مكافحة هذا الوباء الخطير ، وأن يلهم ويوفق كل العلماء والدعاة والمجاهدين الصادقين المخلصين في كل مكان للقيام بذلك ، والله المستعان ، وعليه التكلان .
الخميس 14 جمادى الثانية 1423 هـ الموافق 22 / 8/2002 م
فتحي يكن |