المتمعن في الخطاب الذي القاه وزير الخارجية الأميركية " كولن باول " منذ أيام ، يتبين له أن الخطاب لايعدو أن يكون رسالة ذات هدفين اثنين ..
الهدف الأول : تهديد الحكام العرب والمسلمين بالاطاحة بهم إن لم يستجيبوا للأوامر الاميركية فورا وبدون أدنى نلكوء .. وهؤلاء الحكام على عظيم استجابتهم لما تقرره الادارة الاميركية ، فإنهم مطالبون بحجم من الطاعة أكبر وأعظم ؟
ثم إن الادارة الاميركية على معرفة أكيدة بتعطل الديمقراطية في البلاد العربية والاسلامية ، إنما جاء استنباشها اليوم كورقة ضغط على الحكام ، و" كفزاعة " لإملاء اوامرها ، وتحقيق أغراضها ، بعد ما تبين أن الشعوب العربية والاسلامية لم تفلح في ترويضها وإقعادها كل الممارسات الدكتاتورية وسياسات العسف والتسلط التي واجهتها على امتدد قرن من الزمن ، وأن من رحم تلكم الممارسات خرجت المقاومة ، وولدت الانتفاضة ، وتشكلت وانطلقت ظاهرة " العمليات الاستشهادية " كأبلغ رد على المعتدين من الصهاينة والاميركيين ، كما على الخانعين المستسلمين من القادة والزعماء العرب والمسلمين ؟
الهدف الثاني : تحريض الشعوب على حكامها وقادتها وزعمائها بذريعة الانتفاضة على سياسات القمع والتسلط التي تمارس بحقها ، ومطالبتها بمساحة واسعة من الديمقراطية وحرية التعبير والمشاركة في تقريرالمصير..
إن ظاهر خطاب " باول " فيه الرحمة ، أما باطنه ففيه الفتنة واللعنة والعذاب الشديد ؟
إنه أشبه بفتيل تفجير، من شأنه أن يقحم العرب والمسلمين ـ حكاما وشعوبا ـ في حروب داخلية لا تبقي ولا تذر، ويشغل الجميع عن التصدي لحرب الابادة التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ، وللحروب المدمرة التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد العرب والمسلمين تحت ذريعة محاربة الإرهاب ؟
الـــــــرد: أما الرد الصارخ على رسالة " باول " ، فلا يكون إلا من خلال وحدة الحكام والشعوب ، وتلاحم الانظمة مع أبنائها ، لإحباط المكر ، والالتفاف على محاولات الغدر ، وسحب وتعطيل كل فتائل التفجير..
فهل يكون الرد العربي والاسلامي على هذا المستوى ؟
أملنا أن يكون كذلك ، لأن فيه ولادة الأمة من جديد ، كما فيه العزة والفلاح والنصر الأكيد . |