ننتظر مواقف وقرارات حاسمة وشجاعة في مواجهة الانجلوفونية
بين يدي الاستعداد الجاري لانعقاد القمة الفرونكفونية في بيروت ، ومع ترحيبنا بكل تكتل يكسر الاحتكار الاميركي للقرار العالمي ، لنا أن نتساءل عن حقيقة هذا المسمى وهويته وخلفيته وشخصيته ؟
الفرونكفونية تشكل ابتداء : محاولة جمع شتات الحضارة الفرنسية ، وتشكيل كتلة عالمية تدين لفرنسا بلغتها وثقافتها وتاريخها ، بما فيها الدول التي عانت الكثير من الاحتلال والانتداب الفرنسيين ، ثم ظفرت باستقلالها ، كسوريا ولبنان والجزائر على سبيل المثال .
ونحن من خلال متابعاتنا للمواقف الفرنسية التي تبدو قريبة ومتفهمة للقضايا العربية بشكل خاص والانسانية بشل عام، وفي ضوء لضرورة قيام تجمعات عالمية في مواجهة أحادية النظام العالمي والعولمة الاميركية ، وكسر احتكار التلسط على القرار الدولي ، [ الفرونكفونية ] تشكل أحد خطوط المواجهة المتقدمة مع [ الانجلوفونية ] .
إن من حق فرنسا أن يكون لها دورها الفاعل على الساحة الدولية ، وأن تعمل على امتلاك اوراق قوية في هذا النطاق من خلال تجمع بات يضم 250 دولة ، يبلغ مجموع سكانها 500 نسمة ..
إنما في المقابل ، أين نحن كعرب وكمسلمين مما يجري حولنا ؟ هل نكتفي بأن نكون أعضاء في المنظومة الفرونكفونية أو غيرها ، دون أن تكون لنا منظومتنا العالمية الفاعلة ، في حين يتجاوز مجموعنا المليار نسمة ؟
نحن نمتلك مخزونا ثقافيا وحضاريا لا يمتلكه الآخرون ، كما أن المدينين لهذه الثقافة والحضارة لم يدينوا لها قهرا وكرها ، وهم ليسوا رعايا مستعمرات سابقة أو شذاذ آفاق ، فهم أبناؤها وصناعها وروادها ؟
أوليس من حق العرب والمسلمين بل من واجبهم أن تكون لهم شخصيتهم المميزة ونسيجهم الخاص ، دون أن يعني ذلك انعزالهم عن بقية الحضارات ، او مقاطعتهم لمختلف المسارات ، انما بنسيج متميز وهوية واضحة منيعة تستعصي على التحلل والذوبان .
أخيرا .. مع ترحيبنا بالفرونكفونية التاسعة في لبنان ، نأمل أن يصدر عنها ما يلجم الموقف الاميركي ويوقف تسلطه ودعمه المطلق للكيان الصهيوني عند حده ، ويمنع الحرب المعلنة على العراق ، واننا لنتظرون .
السبت 6شعبان 1423هـ / الموافق 12 تشرين الأول 2002 م |