louis vuitton
ugg online
التعريف بالمؤسسة
نشاط سالم يكن
بيانات ومواقف
الإخوان المسلمون
الحركات الإسلامية
الجماعة الإسلامية
فقهيات معاصرة
مراصد الموقع
أبواب دعوية
إستشارات دعوية
حوارات ومحاضرات
بأقلام الدعاة
مواقع صديقة
ملفات خاصة
اتصل بنا


  فقهيات اجتماعية | الصحة النفسية والبدنية والعقلية للطفل

الصحة النفسية والبدنية والعقلية للطفل  من مرحلة الجنين حتى 6 سنوات من عمره

إعداد:أ.د. علي لاغا
مدير مركز الأبحاث والتنمية في جامعة الجنان – لبنان

بحث مقدم لمؤتمر الاجتهاد في قضايا الصحة والبيئة والعمران
الذي تقيمه كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك المملكة الأردنية الهاشمية بتاريخ 3/6/2003

مقدمة في أهمية البحث:
إن الفائدة من دراسة مراحل النمو، من يوم كان الطفل جنيناً حتى السنة السادسة من عمره مهمة للغاية، "إن فهم ما يحصل للطفل قبل ولادته هو أساس لا بد منه لفهم جميع ما يحصل للطفل بعد ولادته".
لقد كشفت الدراسات الحديثة في الشخصية بأن الأنماط المبكرة من السلوك التي تتكون في المرحلة الأولى من حياة الطفل تستمر لديه في مراحل عمره التالية بشكل نسبي.
إن عدم الإلمام بالعوامل التي أثرت بالطفل قبل ولادته تجعل من الصعب معرفة كامل ما يجب القيام به من توفير أسباب تدعم نموه وتربيته.
إن "الظروف داخل الرحم هي ظروف نموذجية لتطور الطفل بشكل صحي وطبيعي، ولكن أي عامل يضر يصل إلى الطفل عن طريق مجرى دم المشيمة فإنه يمكن أن يسبب اضطراباً في بيئة الطفل وهو في رحم أمه"[1][40].
إنه من خلال المعلومات المسبقة يمكن توجيه كل مرحلة من حياة الطفل إلى ما هو أحسن وإلى توافق أفضل.
إن سلامة الصحة النفسية والبدنية والعقلية يعني الكثير مما يجب فعله على طريق الحصول على طفل سليم.
إن عوامل كثيرة تشترك في بلوغ الأهداف المرجوة، بيئة نظيفة من التلوث حيث تعيش الأم الحامل، غذاء مناسب، كمية كافية من الأوكسجين، عدم تعاطي الكحول أو التدخين، والتعب والانفعالات[2][41]. إن كل ذلك سيترك بصماته منقوشة في تكوين الجنين ويستمر أثر ذلك حتى نهاية حياته.

وفي عبارات موجزة يقول أشلي مونتاجو: "والحقيقة الأساسية: لا تبدأ الحياة منذ وقت ولادة الطفل وخروجه من بطن أمه، وإنما تبدأ منذ الإخصاب، وهذا يعني أن الطفل المتكون بعد الإخصاب هو كائن حي، ولكن ليس بمعنى أنه يتكون من أنسجة حسية فقط، وإنما أيضاً بمعنى أنه منذ لحظة تكونه بفعل الإخصاب يتأثر بالأشياء المحيطة به في رحم أمه ويستجيب لها بردود أفعاله"[3][42].

المرحلة النفسية والعصبية للجنين:
لقد مضت فترة طويلة للغاية لم تحصل الطفولة على حقها من الاهتمام والرعاية كما يجب أن يكون، وفي مقدمة الخاسرين أطفال المسلمين، ليس لأن غيرهم كان أحسن حالاً منهم، بل بعدم الإفادة مما جاء في كتاب الله تعالى والسنة الشريفة مما تعجز النظريات التربوية عن اللحاق بهذه التوجيهات.
إن من معجزات الله تعالى الدائمة الأسرة التي يتحقق فيها أمره بأن تكون عطراً ندياً وواحة تسر الناظرين.
يقول تعالى: )وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ([4][43] وقول تعالى: )هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ([5][44] أي ضمن سكن لكم أو ستر لكم عن الحرام ومانع من الوقوع فيه.

لقد ذهب الشرّاح بعيداً عن التعاطي مع هاتين الآيتين، فاقتصر الأمر عندهم على التعاطي الجنسي أو العاطفي دون الانتباه إلى تركيبة هذه الخلية المكونة من زوج وزوجة، كما أن هؤلاء نظروا للمسألة من زاوية واحدة، هي اختيار الزوجة الصالحة، وتكلفوا الكثير من الورق والحبر.

والجهد في الحديث عن شق دون الآخر، والله تعالى يبين أن الرجل والمرأة هما شقا النفس الواحدة: )يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَاْلأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا([6][45].
إنه حيثما أمسكت بكتاب يتحدث عن الأسرة المسلمة طالعك حديث واحد وتوجه لا ثاني له، إنه المرأة دون الحديث عن مواصفات الرجل، وإذا تذرع البعض بحجة أن المرأة هي المكلفة بالتربية وإدارة مؤسسة المنزل، فهذا أمر غير كافٍ، إن سوء أحوال الرجل تفسد أي صلاح للمرأة وتذر جهودها إلى غير فائدة ونجاح. وعلى سبيل المثال تم اختيار بعض المقاطع من هذه الكتب.
يقول محمد سويد: "وأخيراً، فإن الزوجة الصالحة هي الكنز الحقيقي الذي يدخره الرجل في دنياه وآخرته.."[7][46].
ويقول آخر: "وقد وجهنا الإسلام إلى هذا الزواج الصالح النافع، والباقي مع الزمن، الذي لا يضعف ولا يفتر، حسب المبادئ التالية:
أولاً: أن نختار الزوجة من الأسرة الصالحة..
ثانياً: اختيار الدين والخلق في الرجل والمرأة..
ثالثاً: هناك صفات أخرى في المرأة مرغوب بها شرعاً..[8][47].
كما أنك إذا لاحقت تفسير الآية السابقة ستجد أن التركيز كله يتوجه إلى المرأة كونها تحل مشكلة الرجل.. إن هذا الفهم قصر كثيراً عن ضبط عملية تكوين الأسرة ووضعها في حقيقة المهمة التي أنيطت بها.

إنها مصنع البشرية المستمر )وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً ...( وعليها أن تحقق صفات: السكن والمودة والرحمة )إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( والآية هي الحجة، والحجة هنا هي معجزة الله الماثلة أمام البشرية باستمرار.. وبالتالي فإن أية أسرة تخل بهذه المهمة، جماعة أو منفردين.. إنما ذلك يعني شيئاً واحداً، إنه تكذيب الله تعالى في آياته الحية بين الناس "الأسرة" (تنزه الله تعالى).

إن أحدث النظريات في علمي النفس والتربية لا ترقى إلى هذا المستوى من الحرص على إنجاب طفل في جو مثالي للغاية.
لقد توصل علماء النفس والتربية إلى أن الإحاطة بكل المؤثرات التي تترك أثرها على الطفل ما زالت بعيدة التحقيق، وأن ذلك يحتاج إلى زمن طويل يلزمه الكثير من الدراسة وإجراء التجارب والاختبارات، إلا أن المعروف حتى الآن هو أن "الحوادث التي تحصل للطفل قبل ولادته وردود فعله نحوها لتترك آثارها فيه مدة بقية حياته، فهو عندما يكون في العشرين أو الأربعين أو الستين من عمره لا يخلو من مظاهر في جسمه أو عقله أو انفعالاته يمكن تتبعها وإرجاعها بشكل مباشر إلى المؤثرات التي أثرت فيه قبل أن يولد"[9][48].

إن اكتمال نمو الأعصاب التي تبدأ من مرحلة الجنين تنتهي في السنة الثالثة من عمر الطفل، واكتمال الدماغ ينتهي في السنة الثانية أيضاً. لذا فإن ما يحدث في مرحلة النمو يعتبر بمثابة نقش على صفحة بيضاء، فأي سوء تتعرض له الأم وهي حامل، أو متاعب نفسية وصحية تواجهها في فترة الحمل أو أثناء تربية طفلها تكون نتائجه سيئة على أعصاب الطفل، وهذه الإصابة لن يشفى منها مدى حياته، لأن ما بعد سن الثالثة إنما هو اكتساب وما سبق كان طبعاً والطبع جبله أصلية والتطبع أي الاكتساب ليس إلا قناعاً مضافاً بالإمكان إزالته عند أية هزة عنيفة، وكذا المعلومات التي تنتقش في قشرة المخ منذ مرحلة الجنين حتى السنة الثانية هي أصيلة والتغيير فيها سيحدث تشوهاً في الصفحة لأن المنقوش تصعب إزالته بالتمام. إن الطفل في مرحلة الحضانة "يحتاج إلى دفء العاطفة، والثبات والاستقرار في المعاملة، كما يحتاج إلى إثارة النشاط الجسمي والحركي والمعرفي"[10][49].

إن خطورة هذه المرحلة دقيقة للغاية حتى أن المؤثرات الخارجية تتعدى التكوين العاطفي والنفسي إلى سلامة الأعضاء "ففي الأيام التي يتطور فيها عضو بذاته، كالقلب مثلاً، يكون كل مؤثر من البيئة الخارجية يصل إلى هذا العضو أثره الخطير على تطوره وتشكله وتوصله إلى الأداء الوظيفي الأمثل.

كذلك نجد أن هناك أياماً وفترات.. تبدأ فيها وبسرعة أعضاء ما في الظهور والتطور، ويتوقف تأثير أي نقص أو عجز أو ضغوط بيئة على نوع العضو النامي في هذه الفترة. لهذا نرى العبء والمسؤولية الملقاة على كل حامل.. في تجنب أطفال ذوي عاهات[11][50].

إنه على ضوء ما توصل إليه علماء النفس والتربية يمكن إعادة قراءة آيات كتاب الله تعالى والأحاديث الشريفة المتعلقة بالأسرة والأرحام ومعرفة أبعادها التربوية والنفسية في تكوين الطفل وتربيته.

يقول صلى الله عليه وسلم: (إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله)[12][51] وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي)[13][52].

وفي أدق العلاقات العاطفية قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته، فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح)[14][53].

وبعد هذا الإرشاد النبوي للزوجين فإنه ينبه إلى أكثر العلاقات حساسية بين الزوجين، مراعياً إعفاف الزوجة التي بطبيعة تكوينها الفزيولوجي تحتاج لوقت أكثر من الرجل للحصول على قمة الإعفاف، ومعلوم  أن عدم حصول الزوجة على ذلك يسبب لها توتراً نفسياً لطالما تحول إلى صراع بين الزوجين انتهى بالطلاق أو بالتأكيد إلى حياة مأساوية بالنسبة للمرأة، وهذا مما يلحق الضرر بصحة وسلامة الجنين والطفل، يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها، فإذا قضى حاجته قبل أن تقضي حاجتها فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها)[15][54].

إن المتعمق في هذه الأحاديث وغيرها يدرك إلى أي حد اعتنت الشريعة الإسلامية بسلامة الجو المحيط بالأسرة وبالمولود.. وهذا بعض ما توصل إليها الباحثون حتى الآن.

المراحل الأخطر في حياة الجنين:

في مراحل النمو التي يكون الجنين فيها أكثر قابلية للتأثر بالظروف المحيطة يمكن تحديدها بـ:

1- مرحلة البذرة أو البيضة الملقحة بالحيوان المنوي، وتستمر لمدة أسبوعين بعد الإخصاب.
2- مرحلة المضغة وتستمر من الأسبوع الثالث حتى الثامن.
3- مرحلة العلقة والجنين من الأسبوع الثامن حتى الولادة..

وفي كل مرحلة تكون الحاجة إلى غذاء مختلف.

إنه في فترة تكون الجهاز العصبي المركزي تكون حاجة الجنين ماسة للبروتين والفسفور، والبوتاسيوم، وفي حالة تكون أو نمو الهيكل العظمي تكون الحاجة ماسة للكلسيوم والفيتامين (د).

مراحل نمو المخ وأثر سوء التغذية عليه:

1-       من مرحلة التلقيح حتى الولادة يستمر ازدياد عدد الخلايا العصبية وسوء التغذية في هذه المرحلة يؤثر في انقسام الخلايا وقد يسبب فيها عطباً دائماً.

2-        من الولادة حتى آخر السنة الأولى يتمظهر النمو بازدياد عدد الخلايا وفي حجمها ووزنها، وسوء التغذية قد يسبب عطباً وإصابة دائمة، قد يكون من الممكن إصلاح ذلك جزئياً ولكن هذا أمر غير مرغوب فيه.

3-        ما بعد السنة الأولى: استمرار زيادة وزن الخلايا العصبية وسوء التغذية يجعل حجم الخلايا أقل من العادي، ويمكن إصلاح هذا الخلل بالاهتمام في زيادة الغذاء الملائم.

الحمل والغذاء وحجم المشكلة:
إن بعض الظروف البيئية قد تسبب هلاك التكوين في 30% من الحالات إذا حدثت في مرحلة المضغة لشدة ضعفها وافتقارها لعناصر المقاومة، وفي هذه المرحلة كذلك تكون مظاهر النقص الخلقي والتشوه والاستعدادي أو الولادي أكثر احتمالاً، والمؤثرات البيئية الخارجية لا تؤثر في الكرموزمات ولذلك فإنها لا تنتقل إلى الأجيال التالية ما لم تتعرض لمثل هذه الظروف.

إن من فضل الله تعالى أن المؤثرات البيئية من خارج الرحم قد لا يظهر لها أي أثر إذا حدثت بعد الأسبوع العاشر من الإخصاب، فلا تسبب أي تشويه أو نقص خلقي إلا ما قد يحدث للمخ والجهاز العصبي المركزي أو العيون والأجهزة التناسلية كما يحدث من أمهات أصبن بالأمراض السرية التناسلية.

إن مرحلة المضغة هي أكثر المراحل حساسية وخطورة لأنه فيها يبدأ تكوين الأجهزة الأساسية، وهي عملية تسير بسرعة مذهلة، والمعروف أن التطور السريع يجعل الكثير من الصفات أو السمات الموروثة قد ينجرف عن جادة تطورها السوي، إن هذه المرحلة فيها الكثير من المخاطر، إنها تبدأ من الأسبوع الرابع للتلقيح حيث يتكون القلب.

تحديد أثر سوء تغذية الحامل على تطور الجنين:

لقد أثبتت الدراسات الإحصائية أن الكثيرات من الأمهات الحوامل القادرات لا يختلفن كثيراً عن صاحبات الدخل المنخفض في حالة سوء التغذية حيث أنهن يعانين نقصاً وحرماناً كبيراً من البروتين الكافي، وهي وجبات يعوزها السعرات الحرارية الضرورية اللازم توفرها للأم الحامل، أو لأنهن يعتمدن كثيراً على المشروبات الخفيفة أو أنواع "البسكويت" الملح أو يحصلن على حاجتهن من السعرات الحرارية من تناول الكحول أو بعض الدهنيات... دون الاهتمام باللحم والبيض والسمك حيث توجد البروتينات. وكذلك دون رعاية لأهمية الخضر والفواكه في تزويد أجسامهن، وبالتالي أحمالهن من الأجنة بالحاجة الضرورية من الفيتامينات المختلفة.

ولوحظ في الطبقات الغنية لجوء النساء إلى "الحصنة" (الرجيم) أيام الحمل حفاظاً على القوام الممشوق، حتى أنه قد يصل الأمر ببعضهن إلى فقدان الشهية الهستيري، وهذه كلها تحرم الجنين من الحصول على حاجته من العناصر المتنوعة من الغذاء.

سوء تغذية الحامل وأثره على النمو العقلي للجنين:

إن الأطفال الذين يولدون بعد جو من سوء التغذية في المرحلة الرحمية قد لا يحققون أقصى درجات النمو العقلي، فقد أثبتت دراسات أجراها دايتين Daytin في عام 1969 أن سوء التغذية يؤثر تأثيراً مباشراً على نضوج المخ ونمائه عند الجنين، ما دام يعتمد في غذائه على الأم الحامل.

لقد وجد في نسبة كبيرة منهن حالات الولادة الميتة، والمتيسرة ووفيات الأطفال بين هؤلاء المواليد الذين كانت أمهاتهم لا تنعم بالغذاء الملائم، كذلك وجد أن حسن تغذية الأم التي ترضع ابنها في الشهور الأولى كان يساعد تماماً على نقص حالات وفيات الأطفال في الأسبوعين الأولين، كما أن الدراسة بينت أن نقص البروتين في غذاء الأم كان يرتبط كثيراً بحالات الولادة المتيسرة، ويسبب أيضاً أشكالاً من النقص العصبي للمواليد.

سوء التغذية ليس وحده المسؤول عن العاهات في الأطفال:

هناك بعض المواليد يكونون على العموم صغار الحجم بالوراثة، أو بسبب الإصابة بمرض معين، أو بسبب الاضطراب في الكرموزومات أو اضطراب إفراز الغدة الدرقية مثلاً، دون أن يكون للتغذية دور يذكر في حجم الإنسان.

نظام الغذاء الأمثل أيام الحمل:

1-      أربع مرات يقدم لها فيها وحدة من اللبن الطازج ومجموعة من منتجات الألبان أي ما يعادل ¼ ليتر من اللبن.
2-      في مرتين يقدم للحامل قطعة من اللحم أو الدجاج أو الأسماك أو البيض بكمية تزن 3-5 أوقيات حسب وزن حجم الحامل.
3-      في أربع مرات أو أكثر يقدم لها عناصر من الخضر والفواكه بحيث يكون منها الخضر الطازجة ذات الورق الأخضر الطازج، ذات الورق الأخضر أو الأصفر أحياناً، مع إضافة وجبة يكون فيها من الفواكه ما يكفي لتموين الحامل بكمية كافية من فيتامين (Vit. C).
4-       في أربع وجبات أو أكثر يقدم للحامل غذاء يحوي حبة كاملة (رغيف) من الخبز الغني بالفيتامينات مع الدهن أو الزبد وكذلك البقول.

عوامل قد يكون أثر سلبي على تغذية الحامل الجيدة:
صحيح أن شعوب العالم الغربي الغنية إجمالاً تتمتع الحوامل فيها بتغذية جيدة مبدئياً إلا أن أخطاراً جديدة، نتيجة عبثية الحضارة الغربية، خاصة في مجال استعمال الذرة والمواد الكيميائية، باتت تهدد الجنين في بطن أمه.

1- تلوث البيئة: خاصة في البلاد الصناعية والمدن المزدحمة والتلوث الذري أو الكيميائي أو الصحي يتلف الكثير من العناصر الغذائية قبل وصولها إلى الجنين، ويتلف أيضاً الخلايا الدموية في دم الأم مما ينعكس على صحة الجنين.

2- المخدرات: الأم التي تتعاطى المخدرات تحرم نفسها وابنها الكثير من الفيتامينات خاصة (Vitamin B Complex Vitamin B et B6).

والمخدرات لها ضرر بالغ على صحة الجنين، ابتداء من الكحول وانتهاء بأنواع المخدرات الأخرى، حيث أنها تمر في الدم مباشرة إلى دورة الجنين وتخترق الغشاء المصفى الذي يفرز لحجب كل الفيروسات، وهو الموجود في منطقة التبادل الدموي البشيمة، وتؤثر على صحة الجنين تحول دون فادته من الغذاء.

3_العقاقير: على الحامل أن لا تتناول أي عقار من حبة الأسبرين وما فوق إلا بعد استشارة الطبيب. وبناءا لوصفته الطبية وأهم العقاقير المضرة هي:

- هرمون الإدروجين وغيرها من الهرمونات الجنسية الذكرية وهي مع إفادتها لتقوية الرحم ومساعدته على الحفاظ على الحمل إلا أنها قد تسبب اضطراب الأجهزة التناسلية للجنين.

- الأدوية المضادة للتجلط توصف في حالات ارتفاع ضغط الدم وهذه قد تسبب نزيفاً داخلياً للجنين.

- الكورتيزون بجميع فضائله تسبب تشويهاً للجنين .

- العلاج بمضاداتtyroxine  تيروكسين قد يسبب عطباً بالغدة الدرقية ويؤثر في حجم الجنين ووزنه.

- العلاجات بالأشعة العميقة وغيرها في حالات مرض السرطان وهي تسبب تلف الخلايا المختلة في الجنين فتهدم ما بناه من خلايا.

4_ التدخين: لقد وجد أن تعاطي الأم الحامل للتدخين في أيام الحمل يؤثر كثيرا في مضاعفة حركة الجنين ببطن أمه وهي حركة تزيد أحيانا نسبة 200% عن حركة الطبيعة بسبب النيكوتين وبذلك تبدد هذه الحركة نسبة كبير من أثر الغذاء في الطاقة التي يبذلها في الحركة الزائدة، وهو الغذاء الذي كان يمكن أن يستفيد به الجنين في تسمينه أو زيادة وزنه، أو مضاعفة عملية النماء الخلوي في الجهاز العصبي المركزي.

مواليد المفرطات في التدخين قد يأتين أو يأتوا: أقل وزناً من المعتاد، أقصر في طول القامة ونسبة الوفيات بينهم كبيرة نسبياً، ثم هم يولدون شديدي الحركة.

لقد ثبت أن التدخين يفقد الدم الواصل للجنين نسبة كبيرة من الأوكسجين الضروري لأكسدة الأغذية حتى تتم عملية الأيض Métabolisme لدى الجنين على الوجه الأكمل، وذلك لأنه يحمل كمية كبيرة من ثاني أوكسيد الكربون CO2 والنيكوتين.

5- الخمور وتعاطي الكحول: إن الإفراط في تعاطي الخمر قد يسبب ولادة أطفال يعانون من الارتعاد الذي يشبه الارتعاد الهتري (وهو نوع من الاضطراب العصبي يعيب كثير من المدمنين على الخمر إذا عادوا إليها بعد الإقلاع عنها).

وهي ضرورية لتقوية وتحسين ظروف نمو الجهاز العصبي المركزي عند الجنين وتطوره.

6- إدمان الهيروين والأفيون، يولد الولد مدمناً، في حالة دوخان وتخدير، ويتعرض من أول أيامه إلى السلبية والإنسحابية وعدم الإقبال على الطعام فترة 24-120 ساعة، ويعزف عن الرضاعة، ويزداد ضعفاً، وتتكسر عنده الكريات الدموية الحمراء من أول عهده بالحياة، وقد يتعرض هؤلاء الأولاد إلى حالة توتر عنيفة وتقلصات، وقد يتعرضون لنوبات من الإغماء متكررة، وقد يفضي بهم ذلك للموت.

أسباب أخرى تؤثر على الجنين: مرض الأم:

مرض الأم خاصة في الأشهر الأولى مما قد يعطل نمو الجهاز العصبي المركزي على الوجه الأمثل وخاصة عندما تصاب بالحميات أو الحصبة الألمانية أو النكاف أو الحمى القرمزية والأنفلونزا الحادة والأمراض السرية وغيرها من الأمراض التي تستطيع فيروساتها أن تخترق الغشاء المصفى في منطقة التبادل الدموي وتصل إلى الجنين، فتعطل بالتالي التأثير الجيد للغذاء المتكامل في نمو الجنين.

فالحصبة العادية قد تسبب اضطراباً في تكوين القلب وقد تحدث فيه ثقباً إذا أصيبت بها الأم في الشهور الأولى، وقد تسبب صغر حجم الجمجمة ويترتب على ذلك عدم كفايتها لتكاثر خلايا المخ وتطور حجم هذه الخلايا بما يكفل نمو هذا الجزء الهام جداً من أجهزة الجسم ومن هنا قد تتطور ظاهرة التأخر العقلي، كذلك قد يسبب بطء النماء الخلوي في العضلات أو تغير النتكروموزمات حاملات الوراثة اضطراباً كبيراً في نمو الطفل الجسمي ووزنه، ويترتب عليه ما سبقت الإشارة إليه من اضطراب النمو العقلي.

والحصبة الألمانية، فإن لها آثاراً سيئة تماماً على نمو الجنين، خاصة لما تحدثه من خلل في الجهاز العصبي المركزي الذي يصاب بكثير من التلف إذا أصيبت بها الأم قبل الشهر الرابع من الحمل، وهكذا تعطل هذه الإصابة ما يُرجى من التغذية الأنسب المتوقعة في هذا الجهاز الهام.

لذلك يترتب على إصابة الأم بهذا المرض قبل الشهر الرابع من الحمل ضعف الحمل كالولادة المشوهة وأحياناً الميتة، ناهيك عن أنها تسبب ولادة الجنين بثقب في القلب أو نقط فيه أو اضطراب في تكوين الأوعية الأساسية وغير ذلك مما يعتبر عاملاً معطلاً معوقاً لأثر الغذاء الجيد.

كذلك الأمراض السفلسية السرية التي إن وصلت إلى الجنين توقف تماماً أثر التغذية الجيدة في تطور الجنين. فهي التي تسبب 25% من حالات الولادة المبتسرة، و 25-30% من المواليد الموتى، فهل تعطل النماء الخلوي، ويكون لها أثر سيئ على وزن الجنين وصحته العامة، مع الأخطار التي تهدد بالموت عقب الولادة مباشرة. والأحياء منهم قد يصابون بعاهات العمى أو الصم أو لين العظام. وما يعنينا في علم النفس، هو أن هؤلاء هم ضعاف العقول غالباً.

أما عن الأم المصابة بالسكر أيام الحمل فإن هذا المرض يعطل تماماً النماء الطبيعي للجنين، سبب ذلك:

1-      الحمية الشديدة عند الأم من تناول ما يرفع السكري في جسمها (الدم).
2-      أو لأن الأنسولين الذي تتعاطاه كي يساعدها على تخلصها من السكر في الدم بتعويض نقص السكر الحيواني الذي تفرزه غدد الأم يصل مع دم الأم إلى الجنين فيسبب اضطراباً في عملية الأيض والبناء الطبيعي في خلايا الجنين، مع ما يحرمه من أثر الغذاء الذي يحتاجه.

ولقد وجد أن نسبة كبيرة من الأجنة تموت في الأسبوع الأخير من الحمل بسبب مرض الحامل بالسكر، لذلك ينصح الأطباء عادة مريضات السكر أن يتممن عملية الولادة بالقيصرية بحيث تتم عملية الولادة قبل موعدها بأسبوعين حفاظاً على الجنين وتلافياً لما يعانيه الجنين أيضاً من نقص عناصر غذائية معينة.

اختلاف وجود عامل R.H: عامل ريسوس:

R.H. اكتشف عامل ريسوس عام 1939 وسمي بالريسوس نسبة إلى قرد الريسوس، الذي استخدم دمه في التجار التي أدت إلى اكتشاف هذا العامل.

R.H. هو عامل وجد أنه يثير في الأم نشاطاً زائداً في تكوين الأجسام المضادة إذا كان الأب R.H+. والأم R.H-. وهذه الأجسام تقوم بدور اتلاف خلايا الكريات الحمراء في الجنين، فتعطل بذلك أثار الغذاء الجيد من الأم. ثم إن ظاهرة تكسير الكريات الحمراء بواسطة الأجسام المضادة من الأم تعتبر الخطوة الأولى نحو ذلك الجسم الغريب –جسم الجنين الذي دمه به عامل + R.H. ولذلك قد يترتب عليها، بعد مدة الإجهاض أو ولادة الطفل بدون حركة، وزيادة الصفراء في جسمه، والصفراء تنتج عن زيادة البليروبين Bilirulin أو غشاء الكريات الحمراء المتكسرة التالفة، وهو بذاته قد يؤثر في الجهاز العصبي ويكون مسؤولاً بالتالي من المواليد ضعاف العقول أو المصابين بالكساح أو العاهات المختلفة وهذا كله تعطيل للتأثير المرغوب من الغذاء الجيد يصل إلى الجنين[16][55].

الطفل حتى السن السادسة:

النمو:
إنه سلسلة متتابعة من المتغيرات التي تسير نحو اكتمال النضج، من الرضاعة حتى الشيخوخة، إنه يحدث تدريجياً في الطول والعرض والشكل الخارجي، وفيه تنمو وظائف التفكير والتخيل والتذكر والإدراك والجري واللعب.

في مرحلة النمو يجب مراقبة حالة الطفل جسمياً وحركياً وعقلياً واجتماعياً وانفعالياً، وذلك يساعدنا على معرفة تأثير البيئة على مظاهر النمو المختلفة.

وراثة × بيئة = الكائن.

إن الإلمام الجيد في معرفة طبيعة نمو الطفل تساعد على توفير أنواع النشاط الجسمي والعقلي والاجتماعي المناسب له، كما أن تكليف الطفل بأعباء تفوق قدراته الطبيعية من شأنه أن يشعره بالفشل والإحباط ويولد عنده الشعور باليأس والنقص.

إن مزيداً من مراقبة نمو الطفل يظهر ميوله الطبيعية والشاذة.

إن ذلك يساعد في تحسين سلامة النمو وتأمين الوقاية المناسبة وتقديم العلاج.

إن مرحلة النمو من الولادة حتى السنة السادسة هي التي تعرف "بالطفولة المبكرة" ومن 6-10 سنوات طفولة متوسطة ومن 10-13 طفولة متأخرة، ومن 13/14 – 15/16 مراهقة أولى بينما المراهقة الثانية تمتد إلى سن العشرين.

إن "الطفولة المبكرة" تحتاج إلى رعاية فائقة في كل المجالات ومنها مراقبة نشاط الغدد الصماء مثل: النخامية والدرقية، لحاء الكلي، إن أي خلل فيها يترك انعكاسات خطيرة على حياة الطفل المستقبلية[17][56].

خاتمة:
"إن تربية الطفل عملية رائعة، ولكنها تحتوي على تحد شديد التأثير إذ يدخل في صلبها شتى التأثيرات والاختبارات".
إن الطفل كنبتة الزرع، ومن أراد لزرعه أن يكون جميلاً فعليه اتقان مهنة الزراعة[18][57].

إن الطفل يتحول بين الثانية والسادسة من العمر إلى كائن اجتماعي معقد، ففي هذه المرحلة يبدأ بالتعبير عما يحب ويكره، وفي هذه المرحلة يبدأ الاكتساب من الكبار عند ذلك تتكون الصداقة بين الأطفال في مرحلة "الطفولة المبكرة" وفي هذه المرحلة تظهر الفروقات في المهارات الاجتماعية، وفيها "نلاحظ بالفعل أن هناك تحسناً تدريجياً في تفهم المشاعر الذاتية كما مشاعر الآخرين، وهذا التطور العاطفي يؤدي إلى بروز المشاعر المعقدة مثل الذنب والحسد والكبرياء والحرج والخجل".

إن قدرة الطفل على ضبط عواطفه يكتسبها عن طريق مراقبته للراشدين حوله، فعندما يلاقي الأهل صعوبة في ضبط شعورهم بالغضب أو العدائية، يلاقي الأطفال الصعوبات نفسها"[19][58].

ومن المفيد اقتطاف نصائح وإرشادات تفيد في معالجة بعض مشاكل الأطفال في طفولتهم المبكرة.

نصائح لحماية الأولاد من تأثير التلفزيون السلبي:

- وضع قوانين ثابتة بالنسبة لعدد ساعات المشاهدة، والمثابرة في تطبيق هذه القوانين (ينصح أطباء الأطفال في العالم بساعتين فقط يومياً).
- عدم استعمال التلفزيون كمكافأة أو عقاب، لأن ذلك قد يزيد من جاذبيته للطفل.
- على الأهل أن يتجنبوا مشاهدة التلفزيون بكثرة أمام أولادهم، وبالأخص البرامج والمسلسلات العنيفة.
- الإشراف على محتوى البرامج التي يشاهدها الطفل، وتشجيعه على مشاهدة برامج ذات مضمون إيجابي بدلاً من البرامج التي تتميز بالعنف (حتى الرسوم المتحركة).
- من الأفضل أن يشاهد الأهل (الأم على الأقل) التلفزيون مع الأولاد ومساعدتهم على فهم ما يرون على الشاشة، والتمييز بين الخيال والواقع، والتعبير عن عدم موافقتهم على سلوكيات معينة تظهر على الشاشة، وتعليم الطفل على اتخاذ نظرة ناقدة حيال ما يشاهده بدلاً من التلقي السلبي لكل القيم والمفاهيم التي تظهر من خلال البرامج والدعايات المتلفزة[20][59].

إرشادات لمواجهة الكذب عند الأولاد:
- عدم تحقير  الولد أو جعله يشعر كأنه مجرم.
- عدم مناداة الولد بالكاذب (عدم التصنيف).
- عند الاكتشاف أن الولد يكذب، نقول له بكل بساطة: "أخبرني كيف كان الأمر، لا كيف تريده أنت أن يكون".
- التأكد من أن الولد يعلم أنك تحترمه لأنه قال الحقيقة.
- يجب أن يعلم الطفل أنه سوف يفقد ثقة الآخرين إذا استمر بالكذب، وتوضيح هذا الأمر له باستخدام وسائل ملموسة (قصص – ألعاب …)
- إذا كذب الولد بأمر واحد فقط أو على شخص واحد فقط، فقد يعني ذلك أن هناك مشكلة مهمة قائمة حول هذا الأمر أو هذا الشخص، ويجب التدخل فوراً لمعاجلة الوضع.
- يجب أن يعلم الطفل أنك تريد الاستماع إلى الحقيقة بكل بساطة، حتى ولو كان في الأمر ما يحرجه، وأنك تريد مساعدته وليس معاقبته[21][60].
ما هي التدابير المناسبة لمواجهة السرقة عند الأولاد؟
- يجب إفهام الولد أن السرقة غير مسموحة وغير مقبولة كلياً ضمن تقاليد العائلة.
- عند اكتشاف السرقة، يجب التصرف بصرامة: على الأهل أن يعرفوا من أين أتى الولد بالشيء وإفهامه أنه يجب ردّه أو دفع ثمنه.
- التأكد من أن الطفل لم يستفد من السرقة تحت أي ظرف كان.
- عدم إذلال الولد وإحراجه وتسميته "باللص".
- بعدما يعاد الشيء المسروق إلى مصدره، من الأفضل عدم فتح الموضوع ثانية مع الولد.
- مراقبة سلوك الطفل بعد حادثة السرقة، فإذا تكرر الفعل قد تكون السرقة ناتجة عن مشاكل خطيرة معقدة في تطوره العاطفي، ويجب معرفة السبب الحقيقي بمساعدة اختصاصي نفسي يكشفه ويصمم الخطة العلاجية المناسبة.[22][61]

بعض النصائح للتخفيف من مخاوف الولد:
- مسؤولية الأهل ليست مكافحة الخوف عند الولد، لأن الخوف شعور طبيعي وموجود عند كل الأولاد، المهم هو مساعدة الولد في اكتساب استراتيجيات بنّاءة للتعامل مع مخاوفه.
- طمأنة الولد الخائف وتهدئته وتوفير الثقة والأمان له.
- عدم السخرية من الولد، وعدم محاولة إقناعه بأن مخاوفه غير منطقية أو تافهة.
- التحلي بالصبر حيال هذه المخاوف لأنها سوف تزول لكي تأتي مخاوف أخرى مكانها.
- تجنب الأفلام المرعبة على التلفزيون، أو القصص التي تحتوي على مضمون مخيف وصور مفزعة.
- توفير الفرص الكافية للاختلاط مع أولاد من عمره، فكلما انهمك وشارك في نشاطات خارجية، خف قلقه من مخاوفه الداخلية.
يجب تشجيع الولد على التعبير عن مخاوفه وأن يتكلم عنها.[23][62]

نصائح عامة لمواجهة الخوف من المدرسة:
- التحلي بالصبر حيال المشكلة، والإدراك أن هناك سبباً معيناً لرفض الولد الذهاب إلى المدرسة، ولا يتصرف هكذا فقط لأنها مجرد "عادة سيئة" أو "غنج ودلع".
- عدم الرضوخ إلى رغبة الولد بالبقاء في البيت.
- طمأنة الولد بأنك ستذهب معه لتقيّم الوضع في المدرسة، وأن كل شيء سيكون على ما يرام ولا داعي للقلق لأنك معه.
- في المرحلة الأولى اصطحاب الولد إلى المدرسة والبقاء معه لبضع ساعات (بالاتفاق مع المعلمة) للتأكد من أنه بدأ يتكيف مع المعلمة والأولاد، ومن ثم مغادرة المدرسة معه (هذه المرحلة قد تمتد من يومين إلى أسبوعين!).
- قراءة قصص لطيفة حول المدرسة، ولعب لعبة (المدرسة) معه في البيت باستخدام الألعاب والدمى.
- عند انتهاء المرحلة الأولى (أي عندما أصبح الولد بالفعل متكيفاً مع الجو المدرسي) إخباره أنك غداً لن تبقى معه ولكنك سوف تعود إلى المدرسة لاصطحابه إلى البيت، وإن المعلمة سوف تهتم به.
- التنسيق مع المعلمة لكي توفر له الانتباه والحنان والأمان خاصة في الأيام الأولى من بقائه بمفرده في المدرسة على أن تخفف ذلك تدريجياً لكي يتشجع الولد على التصرف باستقلالية واتخاذ المبادرات والمشاركة العفوية في نشاطات الصف[24][63].

هذه بعض ملامح الطفولة المبكرة التي ستصبغ المجتمع الراشد مستقبلاً بما هي عليه، إنها كالنقش في الحجر، ومن أراد مجتمعاً ناجحاً فعليه أن يؤمن أفضل الخبراء في تربية الأطفال وفي مقدمة هؤلاء الوالدين والأسرة المحيطة.


عرض الكل
moncler