حكم الإسلام
في السحر ومشتقاته
لتنزيل الكتاب كاملاً بصيغة pdf
المقدمة الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على من بُعث رحمة للعالمين، وخاتماً للأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد بن عبدالله الصادق الوعد الأمين، وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته إلى يوم الدين. أما بعد... فقد كان لموضوع هذا الكتاب قصة حفزتني لوضعه، وأنا المعروف بانشغالي في الكتابات الحركية والدعوية. وحتى لا يستغرب أحد، وتذهب به الظنون والتفاسير كل مذهب، فقد عملت إلى إثبات الخلفية الدافعة إلى وضع هذا الكتاب في المقدمة، سائلاً الله عز وجل التوفيق والرشاد والهداية والسداد. بدأت القصة عام 1407 هـ الموافق 1987م، حيث التقيت في أحد المؤتمرات الإسلامية في إنكلترا أخي الشيخ "أحمد القطان" حفظه الله. وفي إحدى جلساتنا بجناح الضيوف، قصّ عليّ العجب العجاب، مما يجري في الكويت من أمور السحر والاستعانة بالجن والشياطين، وبخاصة في أمور الجنس والنساء والشهوات، واستحواذ الشياطين على الإنس من هذا الباب. وكان أشد ما هزّني هو قوله: "لقد بتنا نشعر وكأن الغطاء الرباني قد رُفع عن هذا البلد"، وصدق رسول الله حيث يقول: ((لا تزال لا إله إلا الله تنفع من قالها، وتصرف عنهم العذاب والنقمة، ما لم يستخفوا بها، قيل: وما الاستخفا بها يا رسول الله؟ قال يظهر العمل بمعاصي الله فلا يُنكر ولا يغير)). ولقد ساق الشيخ أموراً كثيرة وحوادث لا أرى ضرورة لذكرها في هذا المقام. وبعد عودتي إلى لبنان، فوجئت بظاهرة لم تكن بارزة ومنتشرة من ذي قبل، وهي ظاهرة التعامل مع السحر والجن، وبأعراض من المس والتلبس والتسلط والاستحواذ، وبكثرة المتعاطين مع هذه الأمور من النساء والرجال.
|